الرئيسية / بحوث اسلامية / البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – السيد عبد الستار الجابري

البعد الروحي للاحرام – التتمة

عبد الستار الجابري

– الحلقة 15
ومثال اخر قصة بني اسرائيل عند البحر بعد ان تبعهم فرعون وجنوده فلم يكن لهم ملجأ الا الله تعالى، فالبحر امامهم وجيش فرعون خلفهم وكلاهما من شانه ان يهلكهم، فهذا فيه يغرقون وهؤلاء لارواحهم يزهقون، فبلغ بهم الخوف والرعب والحزن اقصى درجاته اذ هم امام موت محقق فالتفتوا الى موسى (عليه السلام) الذي كان تجسيدا للثقة مطلقة بالله تبارك اسمه فقال ﴿ان معي ربي سيهدين﴾ فما هي الا كلمح البصر حتى اتاه امر الله بان يضرب بعصاه البحر فانفلق كل فرق كالطود العظيم.
ويضيف القران لنا حديثا اخر وهو يوم الاحزاب الذي يصف الله تعالى وضع المسلمين فيه ببلوغ القلوب الحناجر اشارة الى شدة الكرب وعظيم البلاء، فعشرن الفا من المشركين على الطرف الثاني من الخندق لا يريدون الا القضاء على المسلمين، واليهود نقضوا عهدهم مع النبي (صلى الله عليه واله) واصبحوا يتحينون الفرصة ان تعبر قريش الخندق فيلتفوا على المسلمين من وراء ظهرهم، وعبر عمرو بن عبد ود الخندق فقتله امير المؤمنين (عليه السلام) فكان هذا اول الفتح، ثم ارسل الله تعالى الظلمة والريح وادخل عليهم الملل والضجر بعد طول حصار لم يعتد العرب عليه ونقص في المؤن فتركوا الحصار وعادوا ادرجاهم وقد اخزاهم الله تعالى.
فهذه نماذج عن التقدير الذي عبر عنه القران الكريم بالابتلاء في بعض الايات الشريفة للكشف عن بعض الحقائق من خلال ذلك الاختبار، وليس ذلك الكشف متعلق بالله تعالى كيف وهو علام الغيوب والذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، بل ليكون كل امرئ على بصيرة من امره وليطلع كل شخص على خبايا نفسه ويكشف الله تعالى للجميع قوانين الابتلاء وحقائق الناس.

شاهد أيضاً

الجاهل القاصر والجاهل المقصر

الجاهل القاصر والجاهل المقصر الجاهل القاصر: هو الذي يعتقد جازما أن هذا الفعل الذي يفعله ...