الرئيسية / زاد الاخرة / مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

 مصباح   33

أول اسم اقتضى ذلك، هو الإسم “الله” الأعظم، رب العين الثابتة المحمدية (ص)، حضرة الجامعة

لحقائق الأسمائيّة؛ فظهرت بصورة العين الثابتة المحمديّة (ص) في النشأة العلمية، فحصل الإرتباط؛

أي، ارتباط الظاهر والمظهر والروح والقالب والبطون والظهور. فالعين الثابت للإنسان الكامل

أول ظهور في نشأة الأعيان الثابتة ومفتاح مفاتيح ساير الخزائن الإلهية والكنوزالمخفية الربانيّة

بواسطة الحبّ الذاتي في الحضرة الألوهية .  مصباح 34 ظهور سائر اللوازم الأسمائية في

الحضرة الأعيان بتوسط العين الثابتة الإنسانية؛ كما أنّ ظهور أربابها في الحضرة الأسمائية

بتوسط ربّها؛ أي، الإسم [31] “الله” الأعظم. فلهذه العين أيضاً خلافة على جميع الأعيان، ولها

النفوذ على مراتبها والنزول في مقاماتها. فهي الظاهرة في صورها والسائرة في حقائقها والنازلة

في منازلها. وظهور الأعيان يتبع ظهورها، كلّ حسب مقامها بالمحيطيّة والمحاطيّه والأوليّة

والآخريّة، حسب ما يعرفه أرباب الشهود والمعارف، ويعجز عن عدّها الكتب والصحائف.

مصباح 35

هذه الحضرة هي حضرة القضاء الإلهي والقدر الربوبي؛ وفيها يختص كل صاحب

مقام بمقامه ويقدّر كل استعداد وقبول بواسطة الوجهة الخاصة التي للفيض الأقدس مع حضرة

الأعيان؛ فظهور الأعيان في الحضرة العلميّة تقدير الظهور العيني في النشأة الخارجية؛ والظهور في

العين حسب حصول أوقاتها و شرائطها .   

   مصباح     36

فالآن لك أن تعرف، بإذن الله

وحسن توفيقه، حقيقة الحديث الوارد في جامع الكافي من طريق شيخ المحدثين، ثقة الإسلام،

محمد بن يعقوب الكليني رضوان الله عليه في باب “البداء” عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه

السلام قال:       إن لله علمين : علمٌ مكنونٌ مخزونٌ لا يعلمه إلا هو؛ من ذلك يكون البداء.

وعلمٌ علَّمه ملائكته ورُسله وأنبيائه فنحن نعلمه . صدق ولي الله . فإن منشأ “البداء” هي

حضرة الأعيان التي لا يعلمها إلاّ هو. والإطلاع على العين الثابتة الذي يتفق لبعض الأولياء

كالإنسان الكامل يعد من العلم الربوبي دون علم الأنبياء والرسل؛ كما ورد في العلم الغيبي أنه

يعلم الغيب “من ارتضى من رسول” وقال أبو جعفر عليه السلام : والله محمد ممن ارتضاه .

       “والبداء” بحسب النشأه العينية وإن كانت في الملكوت- كما هو المحقق لدى الحكماء المحققين

إلاّ أن منشأه هي الحضرة العلمية. فما وقع من بعض المحققين، من شرّاح الكافي، من أن البداء

ليس منشأه من عنده، بل ولا من عند الخلق الأول؛ بل إنّما ينشأ في الخلق الثاني، بزعم لزوم

الجهل على العالم على الإطلاق، من ضيق الخناق. نعم لا مضايقة لكون ظهور البداء بالمعنى

الذي ذكروا في الخلق الثاني؛ ولكنّ المنشأ الذي منه نشأ البداء هو ما عرفت .

شاهد أيضاً

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات – للشيخ المفيد

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات / الصفحات: ٢٦١ – ٢٨٠ وزهاق الأنفس وسلب الأموال فيضطر ...