الرئيسية / من / طرائف الحكم / الثورة الإسلامية والغزو الثقافي

الثورة الإسلامية والغزو الثقافي

النمط من إدراك المصالح والمفاسد البشرية والأخلاق الاجتماعية على العالم أجمع، وعلى الجميع أن يذعنوا للثقافة الغربية هذه ويقبلوها!

 

إن واحدة من أكبر الجرائم التي تحصل اليوم، هي عملية التصدير والتعميم هذه 8.

 

ثَمَّ حالة من الحساسية الحصانة والترقب إزاء أُمور تجري في هذا العالم، ولكن ليس هناك مثل هذه الحساسية إزاء تعرض المرأة للضرب من قبل زوجها. هناك الكثير من الزوجات اللائي يتعرضن للضرب بسهولة من قبل أزواجهن في أوروبا وأمريكا، ومع ذلك ليس هناك حساسية كبيرة حيال الظلم الذي يصيب المرأة من الرجل داخل محيط الأُسرة.

 

تُشير الإحصائيات إلى أن الزوجات والأبناء يتعرضون بسهولة لظلم أزواجهم وآبائهم داخل الأسر الأمريكية والأوروبية، وليس ثَمَّ ضجة كبيرة تُثار حيال هذا الأمر. أما عن حجاب المرأة فهناك حساسية!

 

فإذا ما خالفت شخصية أو فيلسوف أو نظام أو اتجاه سياسي معين عُريَ المرأة فتثار ضجة من حولهم.. ليس هناك حساسية حيال الكثير من ضروب الفساد والعادات السيئة، ولكن إذا ما اعتمد بل معين سياسة مضادة لتناول المشروبات الكحولية، فستثار من حوله ضجة في العالم، ويُهزأ به ويوصم بالرجعية!

 

إلى من يعود هذا النمط من الثقافة؟ وما هي البيئة التي تتعاطى

8- حديث قائد الثورة إلى ممثلي طلبة وفضلاء الحوزة العلمية بمدينة قم، 4/11/1371.

 

عرى المرأة وتناول المعسكرات كأعراف سائدة؟ يعود هذا النمط إلى أوروبا، وهو ناشئ

من الثقافة الأوروبية القديمة، وقد رسخت هذه التقاليد في مناطق أخرى من العالم، حتى إذا نهض احد لمعارضتها يكون وكأنه اجترح ذنباً كبيراً 9!.

9- حديث قائد الثورة إلى أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافة 19/9/1371.

 

تضعيف العلماء من خلال الدعاية

 

يعد الإسلام اليوم هدفاً لأعتى الخصومات الشيطانية في العالم، وفي المقابل يحاط الإسلام بأعمق مظاهر الحب والتقدير في أوساط الجماهير المحرومة. أما القوى الكبرى في العالم فهي لا تعادي أحداً قدر عدائها للإسلام، والعلماء هم الدعاة للإسلام.

 

مُنذ اثنتي أو ثلاث عشرة سنة أي منذ انتصار الثورة وأجهزة الاتصال الجامعي وشبكات الدعاية الاستكبارية والصهيونية تتحدث عن العلماء بصيغ مختلفة.. تسخر بهم، وتثير حيالهم الأكاذيب والتهم.. إنهم يلصقون بالعلماء الكبار والمفكرين الدينيين ما هو أجدر بهم وبأذنابهم والتابعين لهم.

 

ولا أهمية لذلك فليست هذه الأمور التي تؤثر علينا أبداً، لأننا نعرف أن الضربة التي أنزلها بهم العلماء كانت ضربة قوية وبليغة 10.

 

منذ أن انتصرت الثورة، والعلماء الذين اشتغلوا بخدمة نظام الجمهورية الإسلامية بشكل مُباشر ولاسيّما البارزون منهم هم

10- حديث قائد الثورة إلى العلماء والمبلغين والخطباء على مشارف حلول شهر محرم. 20/4/1370.

 

مرمى لسهام العدو المسمومة على الصعيد الإعلام وعلى صعيد الإرهابيين الخونة عملاء العدو.

 

لقد قدّم العلماء شهداء كبار في جبهات الحرب المفروضة وعلى صعيد فعالياتهم الجهادية، بحيث اصطبغت بدمائهم الطاهرة محاريب صلاة الجمعة وسوح العلم والسياسة ومجالات الدعوة إلى الدين.

 

يدرك شعبنا العزيز أن الباعث لعملية الهجوم الشاملة التي يشنها العدو ضدَّ العلماء يكمن في الدور المصيري الفريد الذي كان لهم وما يزال؛ فالعدو يهاجم العلماء بهدف إضعاف الثورة والقضاء عليها.

 

وتنخرط في السياق المعادي ذاته الآن زمرة الأقلام المأجورة لإضعاف هذا الرصيد المعنوي الذي تملكه الثورة، أمام الشعب.

 

يمكن لأعداء الثورة أن يتحملوا العلماء إذا ما كفّوا عن الأمور السياسية واعتزلوا المساهمة في شؤون الثورة، تماماً كما حصل هو حاصل الآن لعدد من العلماء الغافلين المتحجرين الذين يكتفون بالجلوس في المدارس والمساجد، في حين يكلوا أُمور البلد وشؤون الشعب لأولئك الأعداء.

 

من الظواهر الملفتة والدلالات الممتلئة بالمعاني أنه لم يحصل وأن صار العلماء المتحجرون الغافلون البعيدون عن حوادث البلد والتيارات السياسية، مرمىً لهجوم الأعداء أبداً طوال سنوات النهضة؛ وخلال السنين التي أعقبت الانتصار. فلم يتوجه إليهم الأعداء بالهجوم الإعلامي أو الجسدي المباشر الاغتيال وحتى تهمة الرجعية التي صدرت عن أياي الأجنبي المتلبسين بصفة المثقف لم تتجه إلاّ للعلماء

شاهد أيضاً

حمدان: خطة الجنرالات في شمال القطاع محكوم عليها بالفشل أمام صمودنا

قال القيادي في حماس أسامة حمدان إنّ “ما يحدث في شمال قطاع غزة إبادة جماعية ...