مواضيع ذات صلة
وسائل اعلام صهيونية تكشف نسبة معارضة التطبيع عند العرب
الحكام في واد والشعب في واد آخر…أغلبية السعوديين يرفضون التطبيع الصهيوني والأمريكي
مدينة بحرينية تنتفض ضد التطبيع
الوقت- رغم أن السنوات الأخيرة شهدت نمواً متزايداً في الخيانة والسقوط في مستنقع التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وعلى الرغم من تعدد الدوافع، واختلاف الأسباب التي سعت الأنظمة المطبعة لاستخدامها لتبرير تطبيعها مع كيان الاحتلال والسقوط في خطيئة التطبيع الا أن النتائج كانت عكسية على من قام بالتطبيع حيث أظهرت الشعوب العربية والإسلامية رفضها المطلق للتطبيع مع الصهاينة وهذا ما شهدناه موخراً من خلال التحليلات التي أكدت فيه أن اتفاقيات التطبيع بين “إسرائيل” والدول الخليجية، والتي تعرف بـ”اتفاقيات أبراهام” تواجه تحديات حرجة ويكتنف مستقبلها صعوبات، وقد تنهار في أية لحظة.
نعم هذه هي الحقيقة التي تم رصدها في حوارات ومقالات، فالتطبيع هو عبارة عن تحقيق علاقات بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني لكسر الرواية المشوهة عن «إسرائيل»، لكن الشعوب مناهضة التطبيع، حيث كشفت الحقائق أن الأنظمة العربيةكانت تكذب على الكيان الصهيوني وكان الحكام المطبّعون يقدمون له أماني معسولة، ليكسبوا دعماً وسنداً صهيونياً ويحققوا مصالح أمنية في بلادهم لحماية عروشهم، وكانت الأنظمة العربية تقدّم تقارير خاطئة عن الشعوب العربية وأنها قابلة للتطبيع، وهنا لابد من الإشارة إلى أن موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني يشكل تهديداً حقيقياً لثوابت الشعوب العربية والإسلامية، حيث إن التطبيع الذي قامت به بعض الأنظمة الخليجية يعتبر خيانة للقضية الفلسطينية، وما لا يخفى على أحد أن التطبيع الذي تم خلال السنوات الاخيرة الماضية، ينصب في مصلحة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا يمكن القول بوضوح إن تطبيع بعض الانظمة الخليجية مع الكيان الصهيوني هو قضية مخزية، وخيانة كبرى للشعب الفلسطيني، ورغم الهرولة التي قامت بها تلك الأنظمة لكن في الواقع إن الشعوب العربية والإسلامية ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني بكل صوره، وهذا بحد ذاته يؤكد أن الأنظمة التي انخرطت في مسار “اتفاقيات أبراهام” التطبيعية أنظمة معزولة شعبياً، ولا تحظى خطواتها تجاه العدو بالحد الأدنى من الشرعية الشعبية، وأنه لو توافرت بيئة ديمقراطية في أنظمتها السياسية، لما أقدمت تلك الأنظمة على إبرام اتفاقيات التطبيع.فالكيان الصهيوني وبعد التطبيع الذي تم مع بعض الانظمة الخليجية راهن كثيراً على استمرار عملية التطبيع حيث كان التفاؤل الصهيوني في الماضي واضحاً على قادة الكيان الصهيوني .
تقارير وتحليلات صادمة.. التطبيع سينهار و أوهام العدو لن تتحقق أبدا
نش موخراً موقع “ميديا لاين” ” تحليلا لإيرينا تسوكرمان” محللة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكدت فيه أن اتفاقيات التطبيع بين “إسرائيل” والدول الخليجية، والتي تعرف بـ”اتفاقيات أبراهام” تواجه تحديات حرجة ويكتنف مستقبلها صعوبات، وقد تنهار في أية لحظة.وكتبت المحللة، التي ترأس شركة “سكاراب” لتقييم المخاطر، أنه عندما شرع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في زيارته الأخيرة للبحرين والإمارات العربية المتحدة، نهاية العام الماضي، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية مليئة بالتغطية الإيجابية التي ركزت على “السلام الدافئ” مع البحرين، مقللة من حقيقة أن هرتسوغ كان ذاهبًا إلى هناك لمواجهة التحديات التي تواجه “اتفاقيات أبراهام”.وأضافت أنه بينما أحرزت إسرائيل تقدمًا كبيرًا في علاقتها مع الإمارات العربية المتحدة، فإن التقدم مع البحرين والمغرب كان أبطأ.وأكدت أنه على الرغم من العلاقة التجارية الإيجابية مع الإمارات، فإن الزيارات الاجتماعية للإماراتيين إلى “إسرائيل” لا تزال محدودة للغاية.
استطلاعات الرأي الأخيرة تكشف انخفاضًا في التأييد لـ”اتفاقيات أبراهام”
من الجدير بالذكر أن التقارير كشفت ايضاً أن المناقشات حول “إسرائيل” في المؤسسات الأكاديمية الإماراتية لا تزال مقيدة، مما تسبب في تناقض بين العلاقة التجارية والمسار الاجتماعي. ولفتت الكاتبة في التقرير إلى أن الإمارات تصدرت مؤخرًا عناوين الصحف من خلال إدراج دراسات الهولوكوست في مناهجها التعليمية، لكن هذا لا يشير بالضرورة إلى العلاقة السياسية طويلة الأمد مع “إسرائيل”. وفي الواقع، تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة انخفاضًا في التأييد لـ”اتفاقيات أبراهام” في كل من البحرين والإمارات، كما تشير الكاتبة.
من جهةٍ اخرى فقد أشارت إلى أن “دوائر السياسة الإماراتية كانت ترسل رسائل تنذر بالسوء، حيث حذر أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله من أن العلاقة مع إسرائيل ليست أبدية وأن الإماراتيين سيكونون مستعدين للتخلي عن العلاقة إذا تغيرت أولوياتهم”.واعتبرت أن التباطؤ في وتيرة الاتفاقات مستمر حتى قبل أن يعود بنيامين نتنياهو إلى مكتب رئيس الوزراء في إسرائيل.
خفايا مثيرة عن “التطبيع”وإعتراف بالفشل
يوماً بعد اخر يظهر الفشل الذريع الذي منيت به الأنظمة المطبعة والكيان الصهيوني وتتبين التواترات بينهما حيث ترى الكاتبة إيرينا تسوكرمان أن التحذير العلني الأخير من قطر بشأن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية قد يكون أيضا عاملاً في الموقف، حيث تقدم قطر نفسها على أنها الداعم الأساسي للقضية الفلسطينية، وبالتالي فإن مقارباتها ومنظومة علاقاتها المتطورة حاليا مع جيرانها، بما فيهم الإمارات، من بين العوامل المؤثرة على الديناميكية الإقليمية للتطبيع.وفي البحرين، وهي دولة صغيرة تسعى للحماية وتتبع إشارات سياسية من المملكة العربية السعودية، فقد أصبحت موضع قلق لأولئك الذين يأملون في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.أما السعودية ذاتها، فلا يزال موضوع التطبيع مع إسرائيل من المحرمات في دوائر الحكومة، على حد قول التحليل. اما فيما يخص العلاقات الإماراتية الأمريكية،فترى إيرينا تسوكرمان أن العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة مشحونة حاليًا، وهو ما يؤثر سلبا على زخم التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ورغم أن الولايات المتحدة كانت ترى “اتفاقيات أبراهام” على أنها عنصر حاسم في التكامل الإقليمي في إطار الدفاع والأمن، لكن إدارة “بايدن” ابتعدت في البداية عن هذا المفهوم، بسبب الجهود المبذولة للابتعاد عن سياسات إدارة “ترامب”. وتطرقت المحللة إلى موقف سلطنة عمان من التطبيع مع إسرائيل، وقالت إنه رغم كون مسقط كانت سباقة على أبوظبي في التقارب مع تل أبيب، في عهد السلطان الراحل “قابوس بن سعيد، فإنها عززت مؤخرًا موقفها ضد “إسرائيل” من خلال توسيع قانون المقاطعة، الذي يجرم الاتصالات مع دولة الاحتلال.وتؤكد أنه حتى الآن، لم تُظهر دول أخرى أي بوادر لتطبيع علاقتها مع إسرائيل.
تحديات صعبة وحرجة يواجهها التطبيع
كان الكيان الصهيوني يأمل بتعزيز العلاقات مع الدول الخليجية وانضمامها إلی عملية التطبيع، لكن ما يحدث الان مخالف لمزاعم الصهاينة، حيث كانت السلطات الصهيونية تأمل في أنه مع توقيع اتفاقيات “أبراهام” بين الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني، لم يعد تطبيع العلاقات أمراً محرماً وأن تسلك المزيد من الدول هذا المسار، لكن وفي الوقت الحالي يتضح أنه لا يوجد بلد على استعداد لقبول هذا العار، وغضب الرأي العام من عملية التطبيع يتزايد يومًا بعد يوم. حيث أن أولى التحديات التي تواجه إستمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني هو معارضة الشعوب لأي تطبيع فخلال الفترة الماضية نشرت صورًا لتظاهرات شعبية في بلدان مختلفة، ردّد المشاركون فيها شعارات مناهضة لتطبيع العلاقات مع تل أبيب. ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن بعد الأحداث التي وقعت في مونديال قطر، ازدادت موجة الكراهية العامة ضد الکيان الصهيوني.ففي مونديال قطر، كانت هناك موجة معارضة عالمية لتطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني غير مسبوقة، والرأي العام للمنطقة وحتى المواطنين الغربيين لم يدخروا جهداً لدعم الفلسطينيين، لدرجة أن المواطنين الإسرائيليين الذين سافروا إلى قطر كانوا غاضبين للغاية من الإذلال، كما اعترف مسؤولو الکيان بالعزلة العالمية في هذه البطولة الدولية.
من جهةٍ اخرى فإن التطبيع يواجه تحديات صعبة بسبب أنه لم يحقق مكاسب كبيرة للدول المطبّعة. فدولة الإمارات، التي تُعَدّ أُولى الدول التي طبّعت مع “إسرائيل”، وذهبت بعيداً إلى مستويات تجاوزت الاتفاقيات الرسمية أو الاقتصادية والأمنية، ووصلت إلى حالة الاندماج الكامل فيها، اصطدمت مؤخراً برفض “إسرائيل” بيعها منظومة “القبة الحديدة” والدفاع الجوي بسبب خشيتها من تسريب معلومات تكنولوجية عسكرية الى أطراف أخرى، الأمر الذي اضطر أبو ظبي إلى شراء منظومة دفاع جوي من كوريا الجنوبية. كما سُجِّل للإمارات تعثُّرها في تنفيذ شراء صفقة الطائرات الحربية من طراز “أف 35”. ولهذا يمكن القول ايضاً أن السلوك الواضح من الدول التي وقّعت اتفاقيات التطبيع، وخصوصاً الإمارات والبحرين، يعطي دلالة واضحة على أن مسار التطبيع يعيش حالة كبيرة من الرفض الشعبي. وعلامات الفتور والتعثر ومؤشرات الفشل في دول التطبيع أصبحت واضحة. حيث تعمل تلك الدول على إعادة إعطاء زخم لاتفاقيات التطبيع،من أجل إبقاء الحديث عن مسار التطبيع حياً، والقول إنه ماضٍ ويتقدم، وأن هناك دولاً قادمة ستلتحق وتوقع اتفاقيات تطبيع جديدة مع “إسرائيل”.
وفي هذا السياق فلقد شكلت معركة “سيف القدس” الأخيرة، والتي خاضتها المقاومة الفلسطينية، والدعمُ والإسناد الكبيران لها من محور المقاومة، مرتكزاتٍ أساسيةً لمعادلات وقواعد جديدة ستتَّضح معالمها في المنطقة، تؤكد، على الرغم من بيئة الأنظمة العربية القابلة للتطبيع والتطويع، أن “إسرائيل” لن تشكل لها ملاذاً آمناً أو مستقبلاً حامياً، وأن كل القراءات والمتغيِّرات في المنطقة تصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية من جهة، ومحور المقاومة الرافض للتطبيع من جهة أخرى، وأن الخاسر الأكبر هو دول التطبيع .
خُلاصة القول، إن التقارير والتحليلات التي تكشف فشل مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني، يضيف صدمة أُخرى لـ”إسرائيل” التي لم تتعلم الدرس ولم تتعافَ بعد من ردود الأفعال العربية وهذا يفسد من جديد الاحتفاء الخادع للكيان الصهيونيّ باتفاقات العار، وبالتالي فإنه يودي إلى زيادة أكبر في الإرباك الشديد في حكومة الاحتلال من نتائج اتفاقيات التطبيع.