الرئيسية / من / طرائف الحكم / الأربعون حديثاً في المهدي / الصفحات: ٤١ – ٦٠

الأربعون حديثاً في المهدي / الصفحات: ٤١ – ٦٠

الحديث الثامن
في صفة وجه المهديّ

عن حذيفة، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” المهديّ رجل من وُلدي، وجهه كالكوكب الـدُّرّي “(١).

*  *  *

١- كنز العمّال ١٤ / ٢٦٤ ح ٦٦ عن الروياني في ” مسنده “، عقد الدرر: ١٨ عن أبي نُعيم في ” صفة المهديّ “، ذخائر العقبى: ٢٣٦، ميزان الاعتدال ٦ / ٣٧ رقم ٧١٢٠، لسان الميزان ٥ / ٢٤.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٦٩، العَرف الوردي: ٥٥ ح ٨٠، نامه دانشواران ٧ / ١٢.

٦١

الحديث التاسع
في صفة لونه وجسمه

عن حذيفة، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” المهديّ رجل من وُلدي، لونه لون عربي(١)، وجسمه جسم إسرائيلي(٢)، على خدّه الأيمن خال، كأنّه كوكب دُرّيّ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً، يرضى في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجـوّ(٣) “(٤).

١- اللون العربي: أي حنطي أو أبيض، وقد ورد في صفة الإمام المهديّ (عليه السلام) أنّ لونه لون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أبيض مشرب بحمرة.

انظر: مسند أحمد ١ / ١١٦، فتح الباري ١٣ / ٢٦٤، كنز العمّال ٧ / ١٦١ ح ١٨٥٢٤ و ص ١٧٣ ح ١٨٥٦١، شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ٣ / ٣٧٨ ح ١٢٥١.

٢- جسم إسرائيلي: أي طويل مملوء كأبناء يعقوب (عليه السلام) المعروفين بالأجسام المملوءة ; انظر: شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ٣ / ٣٧٨ ح ١٢٥١.

٣- وهذه كـناية عن شمول عدله وخيره جميع المخلوقات.

٤- انظر: جواهر العقدين: ٣٠٧ عن الروياني في ” مسنده “، عقد الدرر: ٣٤ عن الطبراني في ” معجمه “، فردوس الأخبار ٢ / ٣٥٩ ح ٦٩٤٠، البيان في أخبار صاحـب الزمان: ٥٠١.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٦٩، العَرف الوردي: ٥٥ ح ٨١، نامه دانشواران ٧ / ١٢.

٦٢

الحديث العاشر
في صفـة جبـينه

عن أبي سعيد الخدري، أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” المهديّ منّـا، أجلى الجبـين(١)، أقنى الأنف(٢) “(٣).

*  *  *

١- أجلى الجبين: الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته.

انظر مادّة ” جلا ” في: النهاية في غريب الحديث ١ / ٢٩٠، لسان العرب ٢ / ٣٤٤.

٢- أقنى الأنف: القنا في الأنف: طوله ودقّـة ورقّـة أرنبته مع حدب في وسطه.

انظر مادّة ” قنا ” في: النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ١١٦، لسان العرب ١١ / ٣٣٠.

٣- انظر: سنن أبي داود ٤ / ١٠٥ ح ٢٤٨٥، مصنّف عبـد الرزّاق ١١ / ٣٧٢ ح ٢٠٧٧٣، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: ٢٢٥، مصابيح السُـنّة ٣ / ٤٩٢ ح ٤٢١٢.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٦٩، العَرف الوردي: ٢٧ ح ٤، نامه دانشواران ٧ / ١٢.

٦٣

 

٦٤

الحديث الحادي عشر
في صفـة أنفـه

عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّـه قال:

” المهديّ منّا أهل البيت، رجل من أُمّتي، أشمّ الأنف(١)، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً “(٢).

*  *  *

١- أشمّ الأنف: الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع اسـتواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا ; ورجل أشمّ الأنف: أي طويل الرأس بيّن الشمم فيها.

انظر: لسان العرب ٧ / ٢٠٦ مادّة ” شمم “.

٢- انظر: المستدرك على الصحيحين ٤ / ٦٠٠ ح ٨٦٧٠، ونحوه في مسند أحمد ٣ / ١٧، عقدالدرر: ٣٣، البيان في أخبار صاحب الزمان: ٥٠٠.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٦٩ ـ ٤٧٠، العَرف الوردي: ٢٧ ح ٥، نامه دانشواران ٧ / ١٢.

٦٥

الحديث الثاني عشر
في خاله على خدّه الأيمن

عن أبي أُمامة الباهلي(١)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” بينكم وبين الروم أربع هدن، يوم الرابعة على يد(٢) رجل من آل هرقل، تدوم سـبع سـنين.

فقـال له رجل من عبـد القيـس، يقـال له: المسـتورد بن نحـلان(٣): يا رسـول الله! مَن إمام الناس يومئـذ؟

١- هو: أبو أُمامة صُـدّى بن عجلان بن الحارث، وقيل: عجلان بن عمرو بن وهب، الباهلي السهمي، سكن مصر، ثمّ انتقل منها فسكن حمص من الشام، وكان من المكـثرين في الروايـة.

توفّي في حمص سـنة إحدى وثمانين، وقيل: سـنة سـتّ وثمانين، وله إحـدى وتسعون سـنة، وهو آخر من مات بالشام من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في قول بعضهـم.

انظر: معرفة الصحابة ٣ / ١٥٢٦ رقم ١٤٨٩، الاسـتيعاب ٤ / ١٦٠٢ رقم ٢٨٥٣، أُسد الغابة ٢ / ٣٩٨ رقم ٢٤٩٥ و ج ٥ / ١٦ رقم ٥٦٨٨، الإصابة ٣ / ٤٢٠ رقم ٤٠٦٣.

٢- في ” ع “: ” يـدَي “.

٣- كذا في الأصل، وفي ” ك ” و ” ن “: ” غيلان “، ولم يرد اسم الرجل في ” ع “.

وقد اخـتُـلِف في اسم أبيه اختلافاً كبيراً مردّه إعجام الحروف وتشابه رسم الكلمة، ففي المعجم الكبير: ” خيلان “، وفى مسند الشاميّين وأُسد الغابة: ” جيلان “، وفي الإصابة: ” حيلان “، وفي البيان في أخبار صاحب الزمـان: ” غيلان ” نقلا عن الطبراني.

٦٦

قال: المهديّ من وُلدي، ابن أربعين سـنة، كأنّ وجهه كوكب دُرّيّ، في خدّه الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قطوانـيّتان(١)، كأنّه من رجال بني إسرائيل، يسـتخرج الكـنوز، ويفتح مدائن الشرك “(٢).

*  *  *

١- القطوانـيّتان ; تثنية القطوانيّـة: وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل ; نسـبة إلى قَـطَوان ـ محرّكة ـ ; وهي موضع بالكوفة تنسـب لها الأكسـية القطوانـيّـة.

انظر: تاج العروس ٢ / ٨٩ مادّة ” قطا “.

٢- المعجم الكبير ٨ / ١٠١ ح ٧٤٩٥، مسند الشاميّين ٢ / ٤١٠ ح ١٦٠٠، وأخرجه أبو موسى المديني في ” معجمه ” كما في أُسد الغابة ٤ / ٣٧٨، عقد الدرر: ٣٦، الإصابة ٦ / ٨٩ ـ ٩٠ رقم ٧٩٣٣، البيان في أخبار صاحب الزمان: ٥١٤، فرائد السمطين ٢ / ٣١٤ ح ٥٦٥، مجمع الزوائد ٧ / ٣١٨، كنز العمّال ١٤ / ٢٨٦ ح ٣٨٦٨٠.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧٠، العَرف الوردي: ٥٤ ح ٧٨، نامه دانشواران ٧ / ١٢.

٦٧

الحديث الثالث عشر
قوله (عليه السلام): المهديّ أفرق الثـنايا

(عـن أبي سـلمة بن عبـد الرحمن بن عوف، عن أبيه)(١)، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا أفرق الثـنايا(٢)، أجلى(٣)الجبهة، يمـلأ الأرض عدلا، يفيض المال فيضـاً “(٤).

*  *  *

١- في ” ك ” و ” ن “: ” عن عبـد الرحمن بن عوف “.

٢- يعني انفراجها وتباعدها عن بعضها ; انظر: لسان العرب ١٠ / ٢٤٥ مادّة ” فرق “.

٣- في ” ع “: ” أعلى “.

٤- الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٤٢٣، عقد الدرر: ١٦ و ٣٤ و ١٧٠ عن أبي نُعيم في ” عواليه ” وفي ” صفة المهديّ “، البيان في أخبار صاحب الزمان: ٥١٥، فرائد السمطين ٢ / ٣٣١ ح ٥٨٠ ـ ٥٨٢، المنار المنيف: ١٤٦ ـ ١٤٧.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧٠، العَرف الوردي: ٤٥ ح ٥١، نامه دانشواران ٧ / ١٣.

٦٨

الحديث الرابع عشر
في ذِكر المهديّ وهو إمام صالح

عن أبي أُمامة، قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر الدجّال، وقال:

” فتنفي المدينة الخبيث(١) كما ينفي الكِير(٢) خبيث(٣)الحـديد، ويدعى ذلك اليوم: يوم الخـلاص.

فقالت أُمّ شريك(٤): فأين العرب يا رسول الله يومئـذ(٥)؟!

١- في ” ك ” و ” ع ” و ” ن “: ” الخبث “.

٢- الكِـير: الـزِّقّ الذي يَـنْـفُـخ فيه الحـدّاد، والجمع أكيارٌ وكِـيرة ; انظر: لسان العـرب ١٢ / ٢٠٠ مادّة ” كير “.

٣- في ” ك ” و ” ع ” و ” ن “: ” خبث “.

٤- أُمُّ شريك: هي غزيّـة ـ وقيل: غُـزَيلة ـ بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رواحة بن حجير بن عبـد بن معيص بن عامر بن لؤي، القرشـية العـامرية، كانت عند أبي العَـكَرِ بن سُمَى بن الحارث الأزدي الدوسي، فولدت له شريكاً، وكانت قد أسلمت بمكّـة.

قيل: إنّها التي وهبت نفسها للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتـزوّجها ولم يدخل بها ; لأنّـه كره غيـرة نساء الأنصـار.

انظر: معرفة الصحابة ٦ / ٣٥١٧ رقم ٤١١١، الاسـتيعاب ٤ / ١٩٤٢ رقم ٤١٦٩، أُسد الغابة ٦ / ٣٥٢ رقم ٧٤٨٩، الإصابة ٨ / ٢٣٨ رقم ١٢٠٩٩.

٥- في ” ك ” و ” ن “: ” فأين العرب يومئـذ يا رسـول الله؟! “.

٦٩

قال: هم يومئذ قليل، وجلّهم ببيت المقدس، وإمامهم المهديّ، رجل صالح(١) “(٢).

*  *  *

١- في ” ع ” زيادة نصّها: ” فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدّم عيسى، فيضع عيسى يده بين كـتفيه، ثمّ يقول له: تقدّم فصلِّ، فإنّها لك أُقيمت ; فيصلّي بهم إمامهم “.

٢- انظر: سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٦١ ح ٤٠٧٧، سنن أبي داود ٤ / ١١٥ ح ٤٣٢٢، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: ٣٤٣، مسند الروياني ٢ / ١٩٩ ح ١٢٣٩، عقد الدرر: ١٦.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧٠، العَرف الوردي: ٥١ ح ٧٠، نامه دانشواران ٧ / ١٣.

٧٠

الحديث الخامس عشر
في ذِكر المهديّ، وأنّ الله يبعثه غياثـاً للناس

عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

” يخرج المهديّ في أُمّتي يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأُمّة، وتعيش الماشـية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً “(١).

*  *  *

١- المستدرك على الصحيحين ٤ / ٦٠١ ح ٨٦٧٣، وانظر: مسند أحمد ٣ / ٢١ ـ ٢٢، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: ٢٢٣، عقد الدرر: ١٥٥ و ١٦٧، فرائد السمطين ٢ / ٣١٦ ح ٥٦٦ ـ ٥٦٩.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧٠، العَرف الوردي: ٤٥ ح ٥٠، نامه دانشواران ٧ / ١٣.

٧١

الحديث السادس عشر
في قوله (عليه السلام): على رأسه عمامة(١)

عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” يخرج المهديّ وعلى رأسه عمامة(٢)، فيها مناد ينادي: هذا المهديّ خليـفـة الله فاتّـبعوه “(٣).

*  *  *

١ و ٢- في ” ك “: ” غمامـة “.

وراجع ما كـتبناه في هامش الحديث السابع، ص ٥٨ ـ ٥٩.

٣- الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ٢٩٦، عقد الدرر: ١٣٥ عن أبي نُعيم في ” مناقب المهديّ “.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧٠، العَرف الوردي: ٣٨ ح ٣٠، نامه دانشواران ٧ / ١٤.

٧٢

الحديث السابع عشر
في قوله (عليه السلام): على رأسه مَـلَـك

عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” يخرج المهديّ وعلى رأسه مَـلَك ينادي: (إنّ)(١) هذا المهديّ فاتّبعوه “(٢).

*  *  *

١- لم ترد في ” ك ” و ” ن “.

٢- مسند الشاميّين ٢ / ٧١ ـ ٧٢ ح ٩٣٧، تلخيص المتشابه ١ / ٤١٧، البيان في أخبار صاحب الزمان: ٥١٢، فرائد السمطين ٢ / ٣١٦ باب ١٦.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧١، العَرف الوردي: ٣٨ ح ٣١، نامه دانشواران ٧ / ١٤.

٧٣

الحديث الثامن عشر
في بشارة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أُمّـته بالمهديّ

عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” أُبشّركم بالمهديّ(١)، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملـئت (جوراً وظلماً)(٢)، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً.

فقال له رجل: وما صحاحاً؟

قال: السـويّـة بين الناس “(٣).

١- في ” ع ” زيادة: ” رجل من قريـش، من عترتي “.

٢- في ” ك ” و ” ن “: ” ظلماً وجوراً “.

٣- انظر: مسند أحمد ٣ / ٣٧ و ٥٢، الملاحم ـ لابن المنادي ـ: ١٨٣ ـ ١٨٤ ح ١٢٨، مجمع الزوائد ٧ / ٣١٣ وقال: ” قلت: رواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كـثير، ورجالهما ثقات “، كنز العمّال ١٤ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ ح ٣٨٦٥٣ عن أحمد والباوردي في ” المعرفة “، عقد الدرر: ١٦٤، البيان في أخبار صاحب الزمان: ٥٠٥، فرائد السمطين ٢ / ٣١٠ ح ٥٦١، ميزان الاعتدال ٥ / ١٢٠ رقم ٥٧٢٥.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧١، العَرف الوردي: ٢٩ ح ٨، نامه دانشواران ٧ / ١٤.

وكان في ” ع ” زيادة بعد كلمة ” الناس “، نصّها:

” ويملأ قلوب أُمّـة محمّـد غنىً، ويسعهم عدله حتّى إنّه يأمر منادياً فينادي: مَن له حاجة إليّ؟ فما يأتيه أحد إلاّ رجل واحد يأتيه فيسأله، فيقول: ائت السادن حتّى يعطيك ; فيأتيه، فيقول: أنا رسـول المهديّ إليك لتعطيني مالا ; فيقول: احـث! فيحثي، ولا يسـتطيع أن يحمله، فليقي حتّى يكون قدر ما يسـتطيع أن يحمله، فيخرج به، فيندم، فيقول: أنا كنت أجشع أُمّـة محمّـد نفساً، كلّهم دُعي إلى هذا المال فتركه غيري، فيردّه عليه ; فيقول: إنّا لا نقبل شـيئاً أعطينـاه.

فيلبث في ذلك سـتّـاً أو سـبعاً أو ثمانياً أو تسع سـنين، ولا خير في الحياة بعـده “.

٧٤

الحديث التاسع عشر
في اسم المهديّ

عن عبـد الله بن عمر، أنّه قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” لا تقوم الساعة حتّى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجـوراً “(١).

١- أخرجه الحافظ أبو نُعيم في ” صفة المهديّ ” كما في عقد الدرر: ٢٩ ـ ٣٠، وأخرجه ـ عن ابن مسعود بهذا اللفظ ـ الطبراني في المعجم الكبير ١٠ / ١٣٣ ح ١٠٢١٤، وأبو داود والترمذي كما في مطالب السؤول: ٣١٣، وابن حبّان في الإحسان بترتيب صـحيح ابن حبّان ٨ / ٢٩١ ح ٦٧٨٥، والبزّار في مسنده ٥ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ح ١٨٣٢، والشاشي في مسنده ٢ / ١١٠ ـ ١١١ ح ٦٣٥، والداني في الفتن: ٢٥٨ ح ٥٦٤، وانظر: البيان في أخبار صـاحب الزمان: ٤٨٠ ـ ٤٨١.

وراجـع: كشف الغمّـة ٢ / ٤٧١، نامه دانشواران ٧ / ١٤.

٧٥

٧٦

الحديث الحادي والعشرون
في ذِكر اسم أبيـه

عن عبـد الله بن عمر، قال: قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

” لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، (يملأُها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً)(١) “(٢).

١- في ” ع “: ” فيملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً “.

٢- عقد الدرر: ٢٩ عن أبي نُعيم في ” صفة المهديّ “، وانظر: مصنّف ابن أبي شيبة ٨ / ٦٧٨ ح ١٩٣، المعجم الكبير ١٠ / ١٣٣ ح ١٠٢١٣، مسند الشاشي ٢ / ١١٠ ح ٦٣٤، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ: ٢٢٧، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٨٩ ذ ح ٨٣٦٤.

وراجع: كشف الغمّة ٢ / ٤٧١، العَرف الوردي: ٣١ ح ١١، نامه دانشواران ٧ / ١٥.

أقـول: وقد تناول الأُسـتاذُ السـيّد ثامر العميدي بحثَ الأحاديث التي وردت فيها عبارة ” واسم أبيه اسم أبي “، في مقالة له نشرتها مجلّة ” تراثـنا ” الغـرّاء في العددين الثالث والرابع من السـنة الحادية عشرة / رجب ـ ذو الحجّة ١٤١٦ هـ، تحت عنوان ” تطبيق المعايير العلمية لنقد الحديث على أحاديث المهديّ (عليه السلام) بكـتب الفريقين “.

ونظراً لأهمّـيّة هذه المقالة، فإنّـا نورد فقرات منها، خدمةً للقـرّاء الأعزّاء والباحثين عن حقيقة نسـب الإمام المهديّ (عليه السلام).

يقول الأُسـتاذ العميدي: ” إنّ تشخيص اسم والد الإمام المهديّ (عليه السلام) في كـتب الحديث يعدُّ من موارد الاختلاف المهمّة التي يجب تسليط الضوء عليها في هذا البحث، خصوصاً وأنّ منكري الاعتقاد بصحّة أحاديث المهديّ قد تذرّعوا في إنكارهم بأنّ الأحاديث الواردة في هذا الحقل لم تـتّفق على اسم معيّن، بل وحتّى القائلين بتواتر أحاديث المهديّ من علماء الإسلام لم تـتّـفق كلمتهم على اسم المهديّ الكامل تبعاً لاختلاف الموارد في بيان اسم أبيه.

فبعضها يقول: إنّ اسم والد المهديّ (عبـد الله) كاسم والد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، لحديث (اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي)، وهو ما سـيأتي مفصّـلا.

=>

٧٧

 

<=

وبعضها ينفي ذلك ويقول: إنّ اسم والده هو (الحسن)، وبالتحديد الإمام الحسن العسكري ابن الإمام عليّ الهادي عليهما السلام، وقد تبنّى هذا القول الشـيعة الإمامية الاثنا عشرية برمّتهم، ووافقهم عليه جملة من علماء أهل السُـنّة أيضاً كما سـتأتي الإشارة إليه في محلّـه “.

ويضيف الأُستاذ العميدي قائلا: ” هناك عدّة أحاديث مختلفة الألفاظ متّحدة المعنى في تحديد اسم أبي المهديّ، ألا وهو (عبـد الله) كاسم أبي النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). ونودّ الإشارة قبل بيان تلك الأحاديث إلى جملة من الأُمور وهي:…

إلى أن قال: وبعد بيان هذه الأُمور نسـتعرض ما وقفنا عليه من تلك الأحاديث وهي:

الحديث الأوّل: (لا تذهب الدنيـا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).

وأهـمّ مـن أخرج هـذا الحديث ابن أبي شيبـة، والطبراني، والحاكـم ; كلّـهم من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبـد الله بن مسـعود، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).

كما أخرجه من الشـيعة المجلسيُّ الثاني في (بحار الأنوار)، عن الأربلّي، ونقله الأخير عن كـتاب (الأربعين) لأبي نُعيم الأصبهاني.

الحديث الثاني: (لا تقوم الساعة حتّى يملك الناس رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).

=>

٧٨

 

<=

والذي أخرج هذا الحديث هو أبو عمرو الداني، وكذلك الخطيب البغدادي، أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود بسـنده عن ابن مسعود أيضاً، ولم يخرجه الشـيعة.

الحديث الثالث: (المهديّ يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي).

وأهمّ من أخرجه من أهل السُـنّة: الخطيب البغدادي، وابن حجر، وقد أخرجاه من طريق عاصم ـ أيضاً ـ بسـنده عن ابن مسعود.

وأخرجه من الشـيعة ابن طاووس، نقلا عن ابن حمّـاد.

هـذا، وقد وقع في سـند الخطيب لهذا الحديث: أبو نُعيم، والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن حمّاد، فهؤلاء كلّهم من رواته.

وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهمّ ما روي في هذا الشأن، ومن أخرجها من العلماء ـ كما تقدّم ـ أصبحوا الأساس لجميع من تأخّر من العلماء الّذين أوردوها عنهم، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتّصل بعاصم بن أبي النجود، فهو العمدة في المقام كما صرّح به الأعلام.

إنّ ممّا يلحظ على الأحاديث المتقدّمة أنّها غير معروفة عند غالبية الحفّاظ والمحـدِّثين، مع تصريحهم بأنّ الأكـثر والأغلب على رواية: (واسمه اسمي) فقـط، من غير زيادة (واسم أبيه اسم أبي).

=>

٧٩

 

<=

فالحديث الأوّل مثلا، رواه الإمام أحمد في مسنده في عدّة مواضع من غير تلك الزيادة.

كما رواه الترمذي من غير هذه الزيادة أيضاً، وقال: (وفي الباب: عن عليّ، وأبي سعيد، وأُمّ سلمة، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح).

أمّـا الطبراني، فقد أخرج الحـديث الأوّل بأكـثر من عشرة طرق من غير هـذه الـزيـادة، وذلـك في الأحـاديـث التـي تحـمـل الأرقـام التـاليـة: ١٠٢١٤ و ١٠٢١٥ و ١٠٢١٧ و ١٠٢١٨ و ١٠٢١٩ و ١٠٢٢٠ و ١٠٢٢١ و ١٠٢٢٣ و ١٠٢٢٥ و ١٠٢٢٦ و ١٠٢٢٧ و ١٠٢٢٩ و ١٠٢٣٠، وهكذا فعل غيره مثل ابن أبي شـيبة والحاكم وغيرهما من أقطاب المحـدِّثين.

وممّا يزيد الأمر وضوحاً هو تصريح مَن أورد الحديث الأوّل بعدم وجود (واسم أبيه اسم أبي) في أكـثر كـتب الحفّاظ، قال المقدسي الشافعي بعد أن أورد الحديث عن أبي داود: (أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كـتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سـننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشـيخ أبو عمرو الداني، كلّهم هكذا) يريد: (اسمه اسمي) فقط بدون زيادة (واسم أبيه اسم أبي).

ولا يمكن أن يكون هؤلاء الأئمّة الحفّاظ لا علم لهم بهذه الزيادة المرويّة من طريق عاصم بن أبي النجود، مع أنّهم أخرجوا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه، وهذا يدلّ على عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة، وإلاّ لَما أعرضوا عن روايتها، ولا يُـتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً، خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهمّـيّـتها في النقض على ما يدّعيه الطرف الآخر من اسم والد المهديّ (عليه السلام).

ومن هنا يتبيّن أن عبارة (واسم أبيه اسم أبي) هي من زيادة أحد الرواة عن عاصم; ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمّـد بن عبـد الله بن الحسن، أو ابن المنصور الخليفة العبّـاسي.

وممّا يؤكّد هذا أنّ في لسان الأوّل رتّـةً، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثاً يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق، وهو حديث: (إنّ المهديّ اسمه محمّـد بن عبـد الله، في لسانه رتّـةٌ)!

شاهد أيضاً

السيد رئيسي افتتح معرض القدرات التصديرية: قوة الإنتاج لا تقلّ عن القوة العسكرية

لفت رئیس الجمهوریة الإسلامية في إيران السید إبراهیم رئیسي إلى أنّ الحظر شكل من أشكال ...