نهج الحق وكشف الصدق / الصفحات: ٢٦١ – ٢٨٠
وفي الجمع بين الصحاح الستة، عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ” أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة، ولما هو أهله، وأحبوني لحب الله تعالى، وأحبوا أهل بيتي لحبي ” (٥).
وفي مناقب الخوارزمي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
” من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله ” (٦).
ومنه، عن معاوية بن وحيد، بخط القشيري، قال: سمعت النبي
(٣) الشورى: ٢٣
(٤) راجع تفسير الآية في بحث الآيات القرآنية.
(٥) ورواه في التاج الجامع للأصول ج ٣ ص ٣٤٩، وفي الصواعق المحرقة ص ١٠٢
(٦) وأخرجه الموصلي في بحر المناقب، على ما في ذيل إحقاق الحق ج ٧ ص ٣٣٠، وابن المغازلي في المناقب ص ٤٥ وفي كنوز الحقائق ص ١٥٦ وفي ينابيع المودة ص ١٨١، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” من قاتل عليا على الخلافة فاقتلوه كائنا من كان “. وقال أخرجه الديلمي.
” كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني، (٢) وعن أبي هريرة قال: أبصر النبي صلى الله عليه وآله عليا، وحسنا، وحسينا، وفاطمة، فقال: ” أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم ” (٣).
ومنه، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: ” أنت سيد في الدنيا والآخرة من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني أحب الله عز وجل، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، ويل لمن أبغضك ” (٤).
إنه صاحب الحوض واللواء والصراط والإذن
المطلب الرابع: في أنه صاحب الحوض، واللواء، والصراط، والإذن، روى الخوارزمي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
” إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرائيل: أن يجلس على باب الجنة، فلا يدخلها إلا من معه براءة من علي عليه السلام ” (٥).
وعن جابر بن سمرة، قال: قيل: يا رسول الله، من صاحب لوائك
(٣) مسند أحمد ج ٢ ص ٤٤٢، وذخائر العقبى ص ٢٥ والتاج الجامع للأصول ج ٣ ص ٣٥٠، وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٢٣، والصواعق المحرقة ص ١١٢
(٤) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٢٧، وتاريخ بغداد ج ٤ ص ٤٠، بخمسة طرق، والرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٦ و ١٦٧
(٥) مناقب الخوارزمي ص ٢٥٣، ومناقب ابن المغازلي ص ١٣١، وبمعناه روايات كثيرة.
فراجع: ذخائر العقبى ص ٧١ والرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٧.
والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى.
فلينظر العاقل: إذا كانت مثل هذه وأضعافها أضعافا مضاعفة، يرويها السنة في صحاح الأخبار عندهم، والآيات أيضا موافقة لها، ثم يتركونها، هل يجوز له تقليدهم؟ ومع ذلك لم ينقلوا عن أئمة الشيعة منقصة، ولا رذيلة، ولا معصية البتة.
ما جاء في كتب القوم من المطاعن
والتجأوا (أهل السنة والجماعة) في التقليد إلى قوم، رووا عنهم كل رذيلة، ونسبوهم إلى مخالفة الشريعة، في قضايا كثيرة، ولنذكر هنا بعضها في مطالب:
تسمية أبي بكر بخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله
المطلب الأول: في المطاعن التي رواها السنة في أبي بكر.
منها: قالوا: إنه سمى نفسه: خليفة رسول الله (٣)، صلى الله عليه وآله وكتب إلى الأطراف بذلك (٤).
(٣) الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٣ وتاريخ الخلفاء ص ٧٨
(٤) الصواعق المحرقة ص ٥٤ والاستيعاب هامش الإصابة ج ٢ ص ٤٦٦.
وقالت السنة كافة: إنه مات بغير وصية، ولم يستخلف أحدا، وأن إمامة أبي بكر لم تثبت بالنص إجماعا، بل ببيعة عمر بن الخطاب وأصحابه، وهم أربعة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة الجراح، وأسيد بن حضير، وسالم مولى أبي حذيفة لا غير (١).
وقال عمر: (إن لم أستخلف فإن رسول الله لم يستخلف، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف) (٢).
وهذا تصريح بعدم استخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله أحدا.
وقد كان الأولى أن يقال: إنه خليفة عمر، لأنه هو الذي استخلفه.
أبو بكر في جيش أسامة
ومنها: أنه تخلف عن جيش أسامة وقد أنفذه رسول الله صلى الله عليه وآله معه، وجعل أسامة مولاه أميرا عليه، ولم يزل يكرر الأمر بالخروج، ويقول:
” جهزوا جيش أسامة، لعن الله المتخلف عن جيش أسامة ” (٣).
(٣) الملل والنحل للشهرستاني ج ١ ص ٢٣، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٠٧، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٥٣ وتاريخ الكامل ج ٢ ص ٢١٥
أقول: وصرح هؤلاء وغيرهم من أرباب السير والتاريخ بأن أبا بكر، وعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة، كانوا في جيش أسامة، ولعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بلسانه الذي هو لسان الوحي ثابت لكل من تخلف عن جيشه.
وإن له شيطانا يعتريه
ومنها: أنه قال: (إن لي شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني) (١).
وكيف يجوز نصب من يرشده العالم، وهو يطلب الرشاد منهم؟؟.
بيعة أبي بكر فلتة:
ومنها: قول عمر: (كانت بيعة أبي بكر فلتة، وقى الله المسلمين شرها، فمن عاد مثلها فاقتلوه) (٢).
فيلزم منه: خطأ أحد الرجلين، لارتكاب أحدهما ما يوجب القتل.
قول أبي بكر أقيلوني
ومنها: قول أبي بكر: (أقيلوني فلست بخيركم) (٣)، (وزيد في بعض الأخبار): وعلي فيكم.
فإن كان صادقا لم يصلح للإمامة، وإلا لم يصلح أيضا.
وهكذا في أقرب الموارد ج ١ ص ٢٩٤، باب خلف.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٦٧ وصحيح البخاري، باب رجم الحبلى ج ٥ ص ٢٠٨، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦٣ والصواعق المحرقة ص ٥ و ٨ و ٢١، وقال: سنده صحيح.
وفي تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢١٠: (فلتة كفلتات الجاهلية، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه).
(٣) الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٤، وكنز العمال كتاب الخلافة ج ٣ ص ١٣٢ و ١٣٥ و ١٤١، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج ١ ص ٥٨ و ج ٤ ص ١٦٦ و ١٦٩.
وفي مطالبتها بالفيئ وجهان:
الأول: كون الفيئ ملكا شخصيا للنبي (ص، دون الأنفال، والخمس، والغنائم، كما ذكره الثعالبي في سورة الحشر: آية (٦ و ٧)، راجع: آيات الأحكام للجصاص ج ٣ ص ٤٣٠، والدر المنثور ج ٦ ص ١٩٢، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٨، ج ٣ ص ٣٦١ وفي هامشها سيرة زيني دحلان ج ٢ ص ١٠٠ وفي الحلبية: أن عمر قال: يا رسول الله، ألا تخمس ما أصبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” لا أجعل شيئا جعله الله لي دون المؤمنين، بقوله تعالى: ” ما أفاء الله على رسوله (الآية) كهيئة ما وقع فيه السهمان “.
الثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قسم فيئ بني النضير وغيره على رجال منهم أبو بكر والزبير، واصطفى لنفسه منه ما يصرف منافعه في نوائبه، من نفقة أهله، وأزواجه، ومصارفه الأخرى، كما كان يصطفي الجواري، والفرس من خمس الغنائم، والصفي ملك شخصي له من دون أي ارتياب، إذ لم يقل أحد إن صفايا رسول الله صلى الله عليه وآله من الغنائم، ليست ملكا شخصيا له، ولم يدع ذلك أبو بكر أيضا، إذ ترك الدار والإرث لأزواجه، فإذا توفاه الله ورثته ابنته، وولده، دون غيرهم، ولا يجوز لأحد أن يقول بملك أبي بكر، والزبير، والمهاجرين لما قسم صلى الله عليه وآله فيهم من أموال بني النضير، دون رسول الله صلى الله عليه وآله…
فلما منع أبو بكر فاطمة إرث أبيها قالت: ” ثم أنتم الآن تزعمون: أن لا إرث لي، أفحكم الجاهلية تبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون، إيها معاشر المسلمين ابتز إرث أبي، أبالله أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك، ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا “
(راجع: شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٤ ص ٧٩ و ٩٢، وأعلام النساء ج ٣ ص ٢٠٨
(ط دمشق)، وبلاغات النساء ص ١٤ ط الحيدرية).
فاضطرب أبو بكر من كلامها فتمسك بحديث (لا نورث)، الذي تفرد به عن جميع الأصحاب، من أهل النبي صلى الله عليه وآله وغيرهم، ولو كان هذا الحديث صحيحا لسمعته أزواج النبي صلى الله عليه وآله منه، ولذا ادعى أزواجه عدا عائشة إرث بعلهن، وطالبن به، كما رواه عدة من أعلام القوم، منهم: البخاري في الصحيح ج ٥ ص ١٨٧، ومالك في الموطأ ج ٢ ص ٢٥٦، وابن كثير في النهاية ج ٤ ص ٢٠٣، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج ٤ ص ٨٣ فترى أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله كن يعتقدن أنهن يرثن منه صلى الله عليه وآله، ولم يسمعن منه هذا الحديث المختلق، المخالف لكتاب الله، بل بعد وفاته لم يتكلم به أحد إلى عشرة أيام.
وقد تقدم أن الفيئ ملك خالص له صلى الله عليه وآله بنص القرآن، وليس للمسلمين فيه حق، كما صرح به صلى الله عليه وآله في جواب سؤال عمر.
وأخرج ابن سعد في الطبقات ج ٢ ص ٣١٥ كلاما لعلي عليه السلام، يعرف منه اختلاق هذا الحديث، قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها، وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه، وجاء معهما علي، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لا نورث، ما تركناه صدقة، وما كان النبي يعول فعلي، فقال علي: ورث سليمان داود، وقال زكريا: يرثني ويرث من آل يعقوب؟ قال أبو بكر: هو هكذا، وأنت والله تعلم مثل ما أعلم، فقال علي: هذا كتاب الله ينطق… الحديث، وفي شرح النهج ج ٤ ص ٨١ عن أبي الطفيل، قال: أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟ قال: بل أهله. قال: قلت: في هذا الحديث عجب، لأنها قالت: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟ وهذا تصريح بأنه صلى الله عليه وآله موروث يرثه أهله، وهو خلاف قوله لا نورث..
ثم هناك قول علي (ع): ” بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ” (نهج البلاغة).
وأما مطالبتها (ع) بالنحلة، وهي ” فدك “، فقد أسلفنا جملة من مصادره فيما سبق.
أضف إلى ذلك كلامها مع علي (ع)، بعد رجوعها من المسجد: ” هذا ابن أبي قحافة، يبتزني نحيلة أبي، وبليغة ابني “، راجع مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي ج ٢ ص ٥٨١
(ط بيروت).
أضف إلى ذلك: ما ذكره أعلام القوم، من كلام بضعة الرسول صلى الله عليه وآله، وشهادة علي (ع)، وأم أيمن، راجع: شرح النهج ج ٤ ص ٨٠ و ٨٢ والصواعق ص ٢٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦٢، ووفاء الوفاء ج ٢ ص ١٦١
ثم طلب أبو بكر البينة لما ادعت أنها نحلتها، كما في الكتب المذكورة.
وتدل أيضا: على أنها (ع) أصيبت بأبيها خير الآباء، فجلست حزينة كئيبة مشغولة بالعزاء إلى أن مضت عشرة أيام، فبلغها أن أبا بكر أخرج عمالها من فدك. راجع: مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٥٨١، وشرح النهج ج ٤ ص ٩٧ ومطالبتها بسهم ذوي القربى قد أخرجه كثير من الأعلام راجع: السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦٢، وفتوح البلدان ص ٤٤ ووفاء الوفاء ج ٢ ص ١٥٧، وصحيح مسلم ج ٢ ص ١٤٣، ومعجم البلدان ج ٤ ص ٢٣٩، وشرح النهج ج ٤ ص ٨٦.
ومطالبتها بسهم رسول الله صلى الله عليه وآله من الغنيمة والفيئ، قد ذكره أعاظم القوم. راجع:
كنز العمال ج ٣ ص ١٢٥ عن أم هانئ، و ج ٤ ص ٥٢، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦١، والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٨٩، وصحيح مسلم ج ٢ ص ١٤٣.
ومطالبتها بصدقات رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد صرح به أعاظم القوم، منهم: المتقي في كنز العمال ج ٣ ص ١٢٩، والسمهودي في وفاء الوفاء ج ٢ ص ١٥٧، ومسلم في صحيحه ج ٣ ص ١٤٤ والحلبي في السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦١، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج ٤ ص ٨٦.
وقد نص على أن الأنبياء يورثون، فقال تعالى: ” وورث سليمان داود ” (٣)، وقال عن زكريا: ” إني خفت الموالي من ورائي، وكانت امرأتي عاقرا، فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث آل يعقوب ” (٤).
وناقض فعله أيضا هذه الرواية، لأن أمير المؤمنين عليه السلام، والعباس اختلفا في بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله، وسيفه، وعمامته، وحكم بها ميراثا لأمير المؤمنين (٥)، ولو كانت صدقة لما حلت على علي عليه السلام، وكان يجب على أبي بكر انتزاعها منه.
(٣) النمل: ١٦
(٤) مريم: ٦
(٥) وممن رواه العلامة الأحمدي في مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٥٩٥، ورواه في شرح النهج ج ٤ ص ٧٩ عن كتاب السقيفة، لأبي بكر الجوهري، إلى أن قال: قال أبو بكر: أما بعد، فقد دفعت آلة رسول الله صلى الله عليه وآله، ودابته، وحذاءه إلى علي (ع)، وفي مسند أحمد ج ١ ص ١٣: أخرج عن ابن عباس، أنه قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلف أبو بكر، خاصم العباس عليا في أشياء، تركها رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال أبو بكر: شئ تركه رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يحركه فلا أحركه.. الحديث، ومثله في كنز العمال ج ٣ ص ١٢٥ في أول كتاب الخلافة.
أقول: في هذه الرواية مناقضة ومخالفة أخرى من أبي بكر، لأن مقتضى روايته هو أن تكون هذه المتروكات من الصدقات، فكيف كان عليه أن لا يحركها، وأي تحريك أكبر من حكم النبي صلى الله عليه وآله بأنها صدقة.
وأخذ فدكا من فاطمة، وقد وهبها إياها رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يصدقها (٢).
مع أن الله قد طهرها وزكاها، واستعان بها النبي صلى الله عليه وآله في الدعاء على الكفار على ما حكى الله تعالى، وأمره بذلك، فقال تعالى: ” قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم ” (٣)، فكيف يأمره الله تعالى بالاستعانة، وهو سيد المرسلين بابنته، وهي كاذبة في دعواها، وغاصبة لمال غيرها؟ نعوذ بالله من ذلك..
فجاءت بأمير المؤمنين عليه السلام، فشهد لها، فلم يقبل شهادته.
قال: إنه يجر إلى نفسه.
وهذا من قلة معرفته بالأحكام، ومع أن الله تعالى قد نص في آية المباهلة: أنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة واستعان به رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله في الدعاء يوم المباهلة: أن يشهد
(٣) آل عمران: ٦١.
وهذا من قلة معرفته بالأحكام أيضا، مع أن الله قد أمر النبي صلى الله عليه وآله بالاستعانة بدعائهما يوم المباهلة، فقال: ” وأبناءنا وأبناءكم “، وحكم رسول الله صلى الله عليه وآله بأنهما سيدا شباب أهل الجنة، فكيف يجامع هذا شهادتهما بالزور والكذب، وغصب المسلمين حقهم؟. نعوذ بالله من ذلك..
ثم جاءت بأم أيمن، فقال: امرأة لا يقبل قولها… مع أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ” أم أيمن من أهل الجنة ” (٢). فعند ذلك غضبت عليه وعلى صاحبه وحلفت أن لا تكلمه، ولا صاحبه، حتى تلقى أباها، وتشكو إليه (٣)، فلما حضرتها الوفاة أوصت: أن تدفن ليلا، ولا يدع أحدا منهم يصلي عليها (٤).
وقد رووا جميعا: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ” إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك “. (٥).
إن أم أيمن أمي بعد أمي، وقال: من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن.
(راجع: صحيح مسلم ج ٤ ص ١٢٨ ومعارف ابن قتيبة ص ٦٣ والتاج الجامع للأصول ج ٣ ص ٣٨٥ وتهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٤٥٩ وذخائر العقبى ص ٣٦٠
(٣) الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٤، وصحيح البخاري ج ٦ ص ٧٧، وتاريخ ابن كثير ج ٦ ص ٣٣٣ والتاج الجامع للأصول ج ٢ ص ٢٦٣، وقال: رواه الخمسة، وشرح النهج ج ٤ ص ٨٠ و ٨١ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٠٥
(٤) أسد الغابة ج ٥ ص ٥٢٤، وصحيح البخاري ج ٦ ص ١٧٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣١٣، والاستيعاب ج ٢ ص ٧٥١، وشرح النهج ج ٤ ص ٨٠ و ٨١
(٥) ومن جملة مصادر هذه الرواية الشريفة: مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٥٣، وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٢٢، وتهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٤٤٢، وكنز العمال ج ٦ ص ٢١٩ و ج ٧ ص ١١١ عن عدة من الحفاظ، وذخائر العقبى ص ٣٩.
طلب إحراق بيت علي (ع)
ومنها: أنه طلب هو وعمر إحراق بيت أمير المؤمنين عليه السلام، وفيه أمير المؤمنين (ع)، وفاطمة، وابناهما، وجماعة من بني هاشم، لأجل ترك مبايعة أبي بكر.
ذكر الطبري في تاريخه (١) قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي فقال: (والله لأحرقن عليكم، أو لتخرجن للبيعة).
وذكر الواقدي: أن عمر جاء إلى علي في عصابة فيهم: أسيد بن الحضير، وسلمة بن أسلم، فقال: (اخرجوا أو لنحرقنها عليكم) (٢).
ونقل ابن خيزرانة في غرره: قال زيد بن أسلم: كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة، حين امتنع علي وأصحابه، عن البيعة، أن يبايعوا، فقال عمر لفاطمة: (أخرجي من في البيت، وإلا أحرقته ومن فيه)، قال: وفي البيت علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، فقالت فاطمة: ” تحرق على ولدي؟
فقال: إي والله، أو ليخرجن وليبايعن ” (٣).
وقال ابن عبد ربه، وهو من أعيان السنة: فأما علي والعباس، فقعدوا في بيت فاطمة، وقال له أبو بكر: إن أبيا فقاتلهما، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهما الدار، فلقيته فاطمة، فقالت: يا ابن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم (٤).
(٣) وهذا قريب مما رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٢ وابن الشحنة في تاريخه، بهامش الكامل ج ٧ ص ١٦٤، وأبو الفداء في تاريخه ج ١ ص ١٥٦ وابن عبد ربه في العقد الفريد ج ٢ ص ٢٥٤، واليعقوبي في تاريخه ج ٢ ص ١٠٥.
(٤) العقد الفريد ج ٢ ص ٢٥٠، و ج ٣ ص ٦٣ وراجع أيضا: أعلام النساء ج ٣ ص ٧ و ١٢، وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٦
أقول: بعد ما سمعت بضعة المصطفى أصواتهم، وهي تبكي حزينة كئيبة، نادت بأعلى صوتها: ” يا أبت يا رسول الله: ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة؟
(راجع: الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٣، والإمام علي لعبد الفتاح عبد المقصود ج ١ ص ٢٢٥ وأعلام النساء ج ٣ ص ٦ و ٢١).
وقد رآها عمر تصرخ وتولول، ومعها نسوة من الهاشميات تنادي: يا أباب كر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله. (شرح النهج لابن أبي الحديد ج ١ ص ١٣٤ و ج ٢ ص ٥ و ١٩).
وكان ذات يوم يخطب، فعبر الحسن، وهو طفل صغير، فنزل من منبره، وقطع الخطبة، وحمله على كتفه، وأصعده المنبر، ثم أكمل الخطبة (١).
وبال الحسين يوما في حجره، وهو صغير، فزعقوا به، فقال:
” لا ترزموا على ولدي بوله ” (٢).
مع أن جماعة لم يبايعوا (٣)، فهلا أمر بقتلهم (٤).
(٣) وهم من كبار الصحابة، كأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وخالد بن سعيد بن العاص، وبريد الأسلمي، وأبي بن كعب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسعد بن عبادة، وقيس بن سعد، وعباس بن عبد المطلب، وابنيه الفضل والعباس، والزبير، وزيد بن أرقم. كما ذكرهم اليعقوبي في تاريخه ج ٢ ص ١٢٤، ومحمد كرد علي في خطط الشام، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج ١ ص ٧٤ وص ١٣٢
(٤) العقد الفريد ج ٢ ص ٢٥٠ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٦.
المطلب الثاني في مطاعن الثاني
المطلب الثاني: في المطاعن التي نقلها السنة عن عمر بن الخطاب:
نقل الجمهور عن عمر مطاعن كثيرة:
طعن عمر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله حين وفاته
منها: قوله عن النبي صلى الله عليه وآله، لما طلب في حال مرضه دواة وكتفا، ليكتب فيه كتابا لا يختلفون بعده، وأراد أن ينص حال موته على علي بن أبي طالب (ع)، فمنعهم عمر، وقال: ” إن رسول الله ليهجر، حسبنا كتاب الله ” (٢)، فوقعت الغوغاء، وضجر النبي صلى الله عليه وآله،
فهل ترى أن الخليفة كان أحرص على الإسلام من نبيه الكريم؟؟ الله الهادي؟!
(٢) أقول: رواه مسلم بطريقين، في باب ترك الوصية ج ٣ ص ٦٩، إلا أن الذي في هذه طبعة مصطفى الحلبي وأولاده بمصر (قد ورد في طريقه الأول قوله: ” فقالوا: إن رسول الله يهجر “، وفي طريقه الثاني: فقال عمر: إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وهكذا في البخاري ج ١ ص ٣٦، باب كتابة العلم و ج ٢ ص ١٥٦، باب قول المريض:
قوموا عني، و ج ٦ ص ١١، باب مرض النبي ووفاته، و ج ٩ ص ١٣٧، وفي بعض هذا الروايات، كما في البخاري ج ٤ ص ٨٥، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم وص ١٢١ باب إخراج اليهود من جزيرة العرب، و ج ٦ ص ١١ باب مرض النبي ووفاته.
جاءت الرواية بهذه العبارة: ” فقالوا: هجر رسول الله “؟، و ” وماله أهجر “؟ و ” ما شأنه أهجر استفهموه ” “؟.
فترى أن نسبة الهجر إلى النبي صلى الله عليه وآله ثابتة، إلا أنهم يضعون بدلها كلمة: الوجع، حينما يعينون القائل، وهو عمر، تهذيبا للعبارة، وتحفظا على شأن الخليفة. ويدل على ذلك:
ما أخرجه أبو بكر الجوهري في كتابه ” السقيفة “، كما في شرح النهج ج ٢ ص ٢٠، فقال عمر كلمة: ” معناها الوجع “، وأخرج أيضا أحمد بن حنبل في مسنده ج ٣ ص ٣٤٦، عن جابر: ” أن النبي صلى الله عليه وآله دعا عند موته بصحيفة ليكتب كتابا لا يضلون بعده، فخالف عمر بن الخطاب حتى رفضها “.
ما معنى هذا الاختلاف في الحديث؟ وما معنى أنهم نقلوا العبارة بالمعنى، لا بعين لفظها؟، إذا عينوا القائل، وإذا لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ ينقلون المعارضة بعين لفظها؟، ولم يتفوه بذلك يومئذ إلا الخليفة الثاني، وإن وجد قائل غيره فقد أخذه منه، كما يكشف عن ذلك ما رواه البخاري في الصحيح ج ٩ ص ١٣٧ في حديث: ” ومنهم من يقول: ما قال عمر “، وأخرج الإمام الغزالي في كتابه: ” سر العالمين “، في المقالة الرابعة، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص ٣٦: ” وقال عمر: دعوا الرجل، فإنه ليهجر، حسبنا كتاب الله “.
ألم يقرأ الخليفة قوله تعالى: ” ما ضل صاحبكم وما غوى – ٢ – وما ينطق عن الهوى ٣ – إن هو إلا وحي يوحى ” النجم: ٥؟. أو لم يسمع شهادة رب العالمين بطهارته في آية ” التطهير “، عن كل ما يوجب شيئا في قداسته وفي روحه العظيم؟.. أم أنه سمع ووعى ولكن حليت الدنيا في عينه، وراقه زبرجها؟..
وكيف تجرأ هذه الجرأة، ونسب هذه النسبة إلى الناطق بالوحي حين وصيته التي وعد أن تكون حاوية لما يكون به فلاح الأمة، وعدم ضلالتهم إلى الأبد؟.، ولكنه سكت سكوتا مطبقا حين وصية أبي بكر باستخلافه وهو في حالة الاغماء؟؟. حيث يروون: ” أن أبا بكر أمر عثمان أن يكتب: أما بعد، ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: أما بعد: فقد استخلف عليكم عمر بن الخطاب، فاسمعوا وأطيعوا “، وهذا متواتر، واستندوا في إثبات خلافته بذلك.
وكيف تفوه بقوله: ” حسبنا كتاب الله “، ولم يفهم هو ولا أبو بكر معنى كلمة الأب في قوله تعالى: ” وفاكهة وأبا ” عبس: ٣١ مع كونهما قرشيين؟ إذن كيف يفسرون القرآن، ويعلمونه الناس، ويحاولون توجيه الناس إلى حقائقه ومعارفه وأحكامه..
قال إبراهيم التميمي: سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الأب ما هو؟ فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله تعالى ما لا أعلم.
وعن أنس: أن عمر رضي الله عنه قرأ على المنبر: ” فأنبتنا فيها حبا “، إلى قوله: ” وأبا ” فقال: كل هذا قد عرفناه، فما الأب؟ ثم رفض عصا كانت في يده، فقال هذا لعمر والله هو التكلف، فما عليك يا ابن أم عمر: أن لا تدري ما الأب؟ رواهما حفاظ الحديث.
(راجع: تفسير الآلوسي ج ٢٨ ص ٤٧، وتفسير الخازن ج ٤ ص ٣٨٠، والدر المنثور ج ٦ ص ٣١٧).
إيجابه بيعة أبي بكر
وقصد بيت النبوة بالاحراق
ومنها: إيجاب بيعة أبي بكر على جميع الخلق، ومخاصمته على ذلك، وقصد بيت النبوة، وذرية الرسول صلى الله عليه وآله، الذين فرض الله مودتهم، وأكد النبي صلى الله عليه وآله عدة مرار موالاتهم، وأوجب محبتهم، وجعل الحسن والحسين ودايع الأمة، فقال: ” اللهم هذان وديعتي عند أمتي ” (١) بالاحراق بالنار (٢).
وكيف يحل إيجاب شئ على جميع الخلق من غير أن يوجبه الله، أو نبيه صلى الله عليه وآله، أو يأمران به؟.
أترى عمر كان أعلم منهما بمصالح العباد؟.
وكان قد استناباه في نصب أبي بكر إماما؟.
فكيف استجاز هؤلاء الصحابة قصد أهل البيت بذلك.
مع أن مسألة الإمامة عندهم ليست من أصول العقائد، ولا من أركان الدين، بل هي مما يتعلق بمصالح العباد في أمور الدنيا، فكيف يعاقب من يمتنع من الدخول فيها؟.
وهلا قصدوا بيوت الأنصار وغيرهم، مثل: سلمان، وأبي ذر، والمقداد، وأكابر الصحابة لما امتنعوا من البيعة؟. وأسامة بن زيد لم يبايع إلى أن مات، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني عليكم، فمن أمرك علي يا أبا بكر (١)؟.
إنكاره موت النبي صلى الله عليه وآله
ومنها: أنه قد بلغ من قلة المعرفة: أنه لم يعلم أن الموت يجوز على النبي صلى الله عليه وآله، بل أنكر ذلك لما قالوا: مات رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال:
والله ما مات محمد صلى الله عليه وآله حتى يقطع أيدي رجال وأرجلهم، فقال له أبو بكر: أما سمعت قول الله تعالى: ” إنك ميت وإنهم ميتون (٢) وقوله: ” وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو
لولا علي لهلك عمر
ومنها: أنه أمر برجم امرأة حامل، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:
” إن كان لك عليها سبيل، فليس لك على ما في بطنها سبيل “، فقال عمر:
” لولا علي لهلك عمر “.
ومنها: أنه أمر برجم مجنونة، فنبهه أمير المؤمنين عليه السلام، وقال:
القلم مرفوع عن المجنون حتى يفيق، فقال: ” لولا علي لهلك عمر ” (٣).
وهذا يدل على قلة معرفته، وعدم تنبهه لظواهر الشريعة.
منعه من المغالاة في المهر
ومنها: أنه منع من المغالاة في المهر، وقال: (من غالى في مهر ابنته جعلته في بيت المال) بشبهة: أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله زوج فاطمة (ع)
(راجع: الملل والنحل ج ١ ص ٢٣، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٦٧، وصحيح البخاري ج ٦ ص ١٧، وتاريخ الكامل ج ٢ ص ٢١٩).
أقول: كيف تفوه بقوله: ” حسبنا كتاب الله “، حين منع النبي صلى الله عليه وآله عن وصيته المتضمنة فلاح الأمة إلى الأبد، ولم يعرف هذه الآية إلى أن قرأها أبو بكر، ولم يعرف تفسير آية: ” فاكهة وأبا “، وغيرهما من الآيات، فتدبر. والله الهادي.
(٣) الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩٦، وذخائر العقبى ص ٨٠ و ٨٢، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج ١ ص ٦، والاستيعاب في هامش الإصابة ج ٣ ص ٣٩.
وأما التواضع، فإنه لو كان الأمر كما قال عمر، لاقتضى إظهار القبيح، وتصويب الخطأ، ولو كان العذر صحيحا لكان هو المصيب، والمرأة مخطئة (٣).
قصة تسور عمر على جماعة
ومنها: أنه تسور على قوم، ووجدهم على منكر، فقالوا: أخطأت من جهات:
تجسست، وقد قال الله تعالى: ” ولا تجسسوا ” (٤).
ودخلت الدار من غير الباب، والله تعالى يقول: ” وليس البر بأن
(٣) كما في شرح النهج ج ١ ص ٦١، قال عمر: ألا تعجبون من إمام أخطأ وامرأة أصابت؟
فاضلت إمامكم ففضلته. وفي تفسير الخازن ج ١ ص ٣٦١ قال: امرأة أصابت وأمير أخطأ. وفي لفظ القرطبي: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
(٤) الحجرات: ١٢.
ولم تسلم، وقد قال الله تعالى: ” وتسلموا على أهلها ” (٣).
فلحقه الخجل (٤).
أجاب قاضي القضاة: بأن له أن يجتهد في إزالة المنكر.
ولحقه الخجل، لأنه لم يصادف الأمر على ما قيل له.
وهذا خطأ، لأنه لا يجوز للرجل أن يجتهد في محرم، ومخالفة الكتاب والسنة، خصوصا مع عدم علمه ولا ظنه، ولذا ظهر كذب الافتراء على أولئك.
أعطيات الخليفة من بيت المال
ومنها: أنه كان يعطي من بيت المال ما لا يجوز، حتى أنه أعطى عائشة وحفصة في كل سنة عشرة آلاف درهم (٥).
وحرم على أهل البيت خمسهم (٦).
وكان عليه ثمانون ألف درهم لبيت المال (٧).
ومنع فاطمة عليها السلام إرثها، ونحلتها، التي وهبها رسول الله صلى الله عليه وآله لها (٨).
(٣) النور: ٢٧
(٤) الدر المنثور ج ٦ ص ٩٣، وشرح النهج ج ١ ص ٦١ و ١٥٢، والرياض النضرة ج ٢ ص ٤٦، وكنز العمال ج ٢ ص ١٦٧ رقم ٣٦٩٦
(٥) تاريخ الكامل ج ٢ ص ٣٥١، وشرح النهج ج ٣ ص ١٥٣
(٦) أحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٦١، وشرح النهج ج ٣ ص ١٥٣
(٧) شرح النهج ج ٣ ص ١٥٣
(٨) أنظر ما تقدم في الهامش.