الرئيسية / الاسلام والحياة / الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)- ج01 / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠

 

ويقول في رواية أخرى عنه: “في الرأس زغبات”(١).

والزغبات: هي الشعرات الخفيفات. وهذا لا يتلاءم مع وصفه بأنه شديد الصلع، أو كأن رأسه مثل الطست، له حفاف من حوله!!

ثالثاً: ويدل على ذلك أيضاً: ما ورد في حديث ابن عباس: ما رأيت أحسن من شرصة علي “عليه السلام”..

والشرصة: هي الجلحة، وهي: انحسار الشعر عن جانبي مقدم الرأس(٢).

رابعاً: قال الصفوري الشافعي: “وكان كثير شعر اللحية، قليل شعر الرأس”(٣).

خامساً: والأغرب من هذا وذاك: أن مهران بن عبد الله يقول: إنه لقي علياً “عليه السلام”، وهو مقبل من قصر المدائن..

١- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٢٠ وشرح الأخبار ج٢ ص٤٢٨ والمعجم الكبير ج١ ص٩٤ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٥ والآحاد والمثاني للضحاك ج١ ص١٣٧.

٢- لسان العرب ج٨ ص٨٢ و (نشر أدب الحوزة ـ قم ـ إيران) ج٧ ص٤٦ مادة: شرص. والنهاية لابن الأثير (ط المطبعة الخيرية بمصر) ج٢ ص٢٣١ و (ط مؤسسة إسماعيليان ـ قم ـ إيران) ص٤٥٩ ومناقب أهل البيت “عليهم السلام” للشيرواني ص٣٣.

٣- نزهة المجالس (ط سنة ١٣١٠ هـ) ج٢ ص١٦٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٨ ص٦٦٦ وج١٨ ص٢٤٣.

٢٢١

إلى أن قال: أصلع أجلح(١).

ولا نظن: أن هذا الرجل لا يعرف الفرق بين الأصلع والأجلح، وأنه لا يجوز الجمع بينهما في توصيف شخص واحد، بل نظن: أنه أراد أن يرضي أعداء علي “عليه السلام” فوصفه بالأصلع، وأراد أن يقترب من الحقيقة، فوصفه بالأجلح..

وذلك كله يدل على عدم صحة توصيف علي “عليه السلام” بالأصلع، وأن يد السياسة هي التي سعت إلى تزوير الحقيقة، وتسويق الأباطيل والترهات..

عمر بن الخطاب هو الأصلع:

والحقيقة هي: أن عمر بن الخطاب كان هو الأصلع، كما وصفه به غير واحد، ومنهم زر بن حبيش، وابن عمر، وعبد الله بن عامر(٢). بل كان

١- تاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٢٢ وتاريخ بغداد ج١٣ ص٢٣٦.

٢- راجع: الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج٢ ص٤٦٠ و ٤٦١ و (ط دار الجيل) ج٣ ص١١٤٦ وأسد الغابة ج٤ ص٧٨ وتهذيب الكمال ج٢١ ص٣٢٣ وتاريخ الخميس ج٢ ص٢٤٠ وتاريخ الخلفاء ص١٣٠ وتاريخ الأمم والملوك ج٤ ص١٩٦ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج٣ ص٢٦٧ و ٢٦٨ وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج٤ ص٣٠٢ والمعجم الكبير للطبراني ج١ ص٦٥ وج٣ ص٢٣ وتفسير القرآن العظيم ج١ ص٢٤٩ وكنز العمال ج٥ ص١٩٦ وشرح نهج البلاغة للمعهتزلي ج١٢ ص٢٨ والفايق في غريب الحديث ج١ ص٢٥٩ والـوافي بالـوفيـات ج٢٢ ص٢٨٤ ومنـاقـب أهـل البيت “عليهم السلام” = = للشيرواني ص٣٢٤ والمستدرك للحاكم ج٣ ص٨١ والإكمال في أسماء الرجال ص١٢٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٣٢٣ و ٣٢٤ وتاريخ مدينة دمشق ج٤١ ص١٥٢ وج٤٤ ص١٣ و ١٧ و ١٨ و ١٩ و ٢٠ و ٢٢ و ٤٧٨ وسير أعلام النبلاء ج٤ ص١٦٨ والإصابة ج٤ ص٤٨٤ والمعارف لابن قتيبة ص١٨١ وتاريخ اليعقوبي ج٢ ص١٦١ والكامل في التاريخ ج٣ ص٥٣ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٦ ص٦٧ والبداية والنهاية ج٧ ص١٥٦ والعدد القوية ص٣٣٠.

٢٢٢

شديد الصلع، كما عن أبي رجاء العطاردي. فلماذا إلصاق هذا الوصف بغير أهله يا ترى؟!

ويلاحظ: أن عمر بن الخطاب هو الذي كان يحاول نسبة الجلح إلى علي “عليه السلام”، ثم يترقى في ذلك لينسب له الصلع أيضاً.

وقد وصفه بالصلع في الرواية التي ستأتي في خلافة عمر بن الخطاب، حيث سأله عن طلاق الأمة..

ووصفه بذلك أيضاً، حين قال لأصحاب الشورى: لله درهم إن ولوُّها الأصلع كيف يحملهم على الحق(١).

١- الرياض النضرة ج٢ ص٣٥١ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٤٢٨ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٨ ص٥٦٤ وج٣١ ص٤٦٨ و ٤٦٩ وراجع: غاية المرام ج٦ ص١٠٥ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج١ ص٣٣٧ وكتاب سليم بن قيس (تحقيق الأنصاري) ص٢٠٥ وبحار الأنوار ج٥٨ ص٢٤٠.

٢٢٣

ووصفه بالأجلح في قوله لما طعن: إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق(١).

ووصفه بذلك في كلامه مع ابن عباس(٢).

ولكن الحقيقة هي: أن الأصلع والأجلح هو عمر بن الخطاب بالذات، فقد قال أبو رجاء العطاردي: “كان عمر طويلاً جسيماً أصلع شديد الصلع”(٣).

١- أنساب الأشراف ج٦ ص١٢٠ والإستيعاب (مطبوع مع الاصابة) ج٤ ص٤١٩ و (ط دار الجيل) ج٣ ص١١٥٤ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٢ ص٢٦٠ و ١٠٨ وج١١ ص١٠ وكنز العمال ج١٢ ص٦٨٠ وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج١ ص٢٨٩ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٣٤٢ والكامل في التاريخ ج٣ ص٣٩٩ وفتح الباري ج٧ ص٥٥ وبحار الأنوار ج٣١ ص٦٤ و ٣٩٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج٣ ص٣٣٠ والغدير ج٧ ص١٤٤ وج١٠ ص٩ وبغية الباحث ص١٨٦ والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج٤ ص٢٠٤ ونهج الحق ص٢٨٧ وسفينة النجاة للتنكابني ص١٥٨ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٣١ ص٤٦٥ و ٤٦٩ والإيضاح لابن شاذان ص٢٣٧.

٢- بحار الأنوار ج٢٩ ص٦٣٧ وسفينة النجاة للتنكابني ص٢٣٧.

٣- تاريخ الخميس ج٢ ص٢٤٠ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص١٣٠ والإستيعاب (مطبوع مع الاصابة) ج٢ ص٤٦١ و (ط دار الجيل) ج٣ ص١١٤٦ ومجمع الزوائد ج٩ ص٦١ والمعجم الكبير للطبراني ج١ ص٦٦ ومناقب أهل البيت = = “عليهم السلام” للشيرواني ص٣٢٤ وراجع: الفايق في غريب الحديث ج١ ص٢٥٩ وج٣ ص٢٣ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٢ ص٢٨ وكنز العمال ج٥ ص١٩٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٣٢٤ وتاريخ مدينة دمشق ج٤١ ص١٥٢ وج٤٤ ص١٧ و ١٨ و ١٩ وأسد الغابة ج٤ ص٧٨ وتهذيب الكمال ج٢ ص١٧٤ وج٢١ ص٣٢٣ والإصابة ج٤ ص٤٨٤ وتاريخ اليعقوبي ج٢ ص١٦١ وتاريخ الأمم والملوك ج٣ ص٢٦٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٣ ص٢٥٤ والوافي بالوفيات ج٢٢ ص٢٨٤ والكنز اللغوي لابن السكيت ص١٧١ والنهاية في غريب الحديث ج١ ص٤٠٨ ولسان العرب ج٩ ص٥١ وتاج العروس ج١١ ص٢٧٧ و ٣٣٨ وج١٢ ص١٤٢ وبحار الأنوار ج٣١ ص١١٧ والعدد القوية ص٣٣٠ ومجمع النورين ص٢٣٣.

٢٢٤

وروى عاصم عن زر قال: “خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد فرأيت عمر بن الخطاب يمشي حافياً، شيخ أصلع، آدم، أعسر يسر..”(١).

هل كان علي (عليه السلام) عظيم البطن؟!:

وزعموا: أن علياً “عليه السلام” قال في حديث إنذار العشيرة الأقربين، حيث لم يُجب النبي “صلى الله عليه وآله” أحد سواه: “قال: وكنت أصغرهم سناً، وأرمصهم عيناً، وأحمشهم ساقاً، وأكبرهم بطناً.

١- راجع: المستدرك للحاكم ج٣ ص٨١ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٤ ص٢٠ وسير أعلام النبلاء ج٤ ص١٦٨ والإصابة ج٤ ص٤٨٤ وتاريخ الأمم والملوك ج٣ ص٢٦٧ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٦ ص٦٧.

٢٢٥

فقلت: أنا يا رسول الله”(١).

وحسب نص ابن عساكر: “وإني يومئذٍ لأسوأهم هيئة، إنى يومئذٍ، لأحمش الساقين، أعمش العينين، ضخم البطن الخ..”(٢).

١- كشف الغمة (تحقيق علي آل كوثر) ج١ ص١٢٨ وأشار في هامشه إلى مصادر كثيرة. وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٣ ص٢١٠ وشواهد التنزيل ج١ ص٤٨٦ الحديث ١٤ وبحار الأنوار ج١٨ ص١٩٢ ومناقب أهل البيت “عليهم السلام” للشيرواني ص١٠٥ والغدير ج١ ص٢٠٧ وج٢ ص٢٧٩ وتفسير فرات الكوفي ص٣٠٢ وجامع البيان للطبري ج١٩ ص١٤٩ وما نزل من القرآن في علي “عليه السلام” لابن مردويه الأصفهاني ص٢٩٠ وتاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٦٣ والكامل في التاريخ ج٢ ص٦٣ والبداية والنهاية ج٣ ص٥٣ والمناقب للخوارزمي ص٨ ونهج الإيمان لابن جبر ص٢٣٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج١ ص٤٥٩ وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي “عليه السلام” لابن الدمشقي ج١ ص٨٠ ومناقب الإمام أمير المؤمنين “عليه السلام” للكوفي ج١ ص٣٧٦ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص٤٨.

٢- تاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٤٨ والبداية والنهاية ج٣ ص٥٣ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج٣ ص٣٦٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج١ ص٤٦٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٥ ص١٤٥ وج٢٠ ص١٢٣ و ٣٣٩ و ٣٨٢ وترجمة الإمام علي “عليه السلام” من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج١ ص٨٦ وفي هامشه عن مصادر كثيرة.

٢٢٦

وعن أبي سعيد التميمي قال: كنا نبيع الثياب على عواتقنا، ونحن غلمان في السوق، فإذا رأينا علياً “عليه السلام” قد أقبل، قلنا: بزرك اشكمب (أو اشكم) (آمد).

فقال علي “عليه السلام”: ما يقولون؟!

فقيل له: يقولون عظيم البطن؟!

قال: أجل، أعلاه علم، وأسفله طعام(١).

وقال مهران بن عبد الله: إنه لقي علياً “عليه السلام”، وهو مقبل من قصر المدائن، وحوله المهاجرون حتى بلغ قنطرة بردان، فتوزَّر على صدره من عظم بطنه، وقد رفع يديه على إزاره، ضخم البطن(٢).

ويقولون: “إن الشعبي، وأبا إسحاق السبيعي رأيا علياً “عليه السلام” وهو يخطب، فكان “عليه السلام” عظيم البطن”.

١- فضائل أمير المؤمنين “عليه السلام” لأحمد بن حنبل ص٨٨ وطبقات ابن سعد ج٣ ص٢٧ والرياض النضرة ج٣ ص١٣٧ وفي (ط أخرى) ص٩٦ وجواهر المطالب ج١ ص٣٥ ونور الأبصار ص٧٧ وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج٢ ص١٢٦ والغارات ج١ ص١١٠.

٢- راجع: جواهر المطالب في مناقب الإمام علي “عليه السلام” لابن الدمشقي ج١ ص٣٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٧ وأنساب الأشراف ص١٢٦ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٢٢ ومستدرك الوسائل ج١٣ ص٢٥٠ والغارات للثقفي ج١ ص١١٠ وجامع أحاديث الشيعة ج١٨ ص٧.

٢٢٧

أضاف الطبري وغيره هنا كلمة: “إلى السَّمن”(١).

ووصفه قدامة بن عتاب، وأبو رجاء العطاردي، وأبو إسحاق السبيعي بأنه “ضخم البطن”(٢).

١- الطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٧ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٢٢ و ٢٤ و ٢٠ و ٢٥ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص٦٢٤ وذخائر العقبى (ط القاهرة) ص٥٧ وفضائل أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل ص٨٧ والإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” للهمداني ص٥٥١ وجواهر المطالب ج١ ص٣٥ والمعجم الكبير ج١ ص٩٤ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٨ ص٦٦٥ وج٣٢ ص٥ وتهذيب التهذيب ج٧ ص٢٩٧ ونور الأبصار ص٧٧ وعن نزهة المجالس للصفوري الشافعي ص٤٥٤.

٢- كفاية الطالب ص٤٠١ وجواهر المطالب ج١ ص٣٦ وصفين ص٢٣٣ والفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص٥٩٧ والغارات ج١ ص٩٣ ومناقب آل أبي طالب ج٣ ص٩١ وحلية الأبرار ج٢ ص٣٩٣ وشرح الأخبار ج٢ ص٤٢٨ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٢٠ و ٢١ و ٢٣ وج٤٦ ص٢١٥ وأسد الغابة ج٤ ص٣٩ وسير أعلام النبلاء ج٥ ص٣٩٦ والمعارف لابن قتيبة ص٢١٠ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٣ ص٦٢٤ والمناقب للخوارزمي ص٤٥ وكشف الغمة للإربلي ج١ ص٧٤ و (ط أخرى) ص١٤٦ و ١٤٨ والمعرفة والتاريخ ج٢ ص٦٢١ وبحار الأنوار ج٣٤ ص٣٥٤ وج٣٥ ص٢ و ٤ وخلاصة عبقات الأنوار ج١ ص٨٢ ومسند ابن الجعد ص٧٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٦.

٢٢٨

وزعموا: أن الإمام الباقر “عليه السلام”، قال: “ذو بطن”(١).

بل زعموا: أن تسميته “عليه السلام” بحيدرة، لأن الحيدرة هو الممتلئ لحماً، مع عظم بطن.

وقد ذكرنا ذلك وناقشناه في كتابنا: “الصحيح من سيرة النبي الأعظم “صلى الله عليه وآله” (الطبعة الخامسة) ج١٧ ص٣١٣”.

ونقول هنا:

إن ذلك لا يصح.. لأنه خلاف سيماء الشيعة عند علي “عليه السلام”، ولأنه أيضاً خلاف المروي، كما سنرى..

سيماء الشيعة عند علي (عليه السلام):

روي: أن علياً “عليه السلام” نظر يوماً إلى قوم ببابه؛ فقال: يا قنبر من هؤلاء؟!

١- الفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص٥٩٧ وتاريخ بغداد ج١ ص١٤٥ و (ط أخرى) ص١٣٥ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٢٤ والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص١٨ وكفاية الطالب ص٤٠٢ وتاريخ الأمم والملوك ج٥ ص١٥٣ و (ط دار إحياء التراث ـ ١٤٢٠هـ) ج٤ ص١١٧ وشرح الأخبار ج٢ ص٤٢٧ والكامل في التاريخ ج٣ ص٣٩٦ ونور الأبصار ص٧٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٧ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٨٧.

٢٢٩

قال: شيعتك.

قال: ما لي لا أرى فيهم سيماء الشيعة؟!

قالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟!

قال: خمص البطون من الطوى، يبس الشفاه من الظما، عمش العيون من البكاء.. أو نحو ذلك(١).

١- جواهر المطالب ج١ ص٢٧٦ وترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج٣ ص٢٥٧ وفي هامشه عن مصادر كثيرة، ومناقب الإمام أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي ج٢ ص١٣٠.

وعن المصادر التالية: كتاب المجالسة للدينوري ص١٩١ و ٢٦٦ وإصلاح الغلط لابن قتيبية ص٥١ والإرشاد للمفيد ج١ ص٢٣٧ و ٢٣٨ وصفات الشيعة ص٨٩ و ٩٥ و (إنتشارات عابدي ـ تهران) ص١٧ ومشكاة الأنوار ص٥٨ والأمالي للطوسي ص٢١٦ و ٥٧٦ وبحار الأنوار ج٢٧ ص١٤٤ وج٤١ ص٤ وج٦٤ ص٢٤٨ وج٦٥ ص١٥١ و ١٧٧ وج٧٥ ص٢٦ والمعيار والموازنة ص٢٤١ وأعلام الدين في صفات المؤمنين للديلمي ص١٢٣ و ١٤٥ و ٢٠٩ وغاية المرام ج٦ ص٨٧ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١ ص٩٣ و (ط دار الإسلامية) ج١ ص٦٩ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج٢ ص١١٢ و ١١٣ ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج١ ص٣٨٦ وشجرة طوبى ج١ ص٥ وجامع أحاديث الشيعة ج١ ص٤٠٨ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص١٢٠ ونهج السعادة ج٣ ص٤١٦ وكنز العمال ج١١ ص٣٢٥ وتاريخ= = مدينة دمشق ج٤٢ ص٤٩١ والكامل في التاريخ ج٣ ص٤٠٢ وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص١٦٢ والفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص٥٤٩.

٢٣٠

فمن يكون ضخم البطن أو عظيمها لا يحسن أن يطلب من غيره أن يكون خميصاً، لأن الخميص: هو ضامر البطن(١).

وخمص فلان الجوع: أضعفه، وأدخل بطنه في جوفه(٢).

وقد لفت نظرنا ما زعموه من أن الحيدرة عظيم البطن، مع أن عكس ذلك هو الصحيح..

الأنزع البطين:

وقد وصف أمير المؤمنين “عليه السلام” بأنه “الأنزع البطين”(٣).

روي عن الإمام الرضا، وعن الإمام الهادي، عن آبائه، عن الإمام الصادق “عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام”: أن رسول الله “صلى الله عليه وآله” قال: “يا علي، إن الله عز وجل قد غفر لك، ولأهلك،

١- أقرب الموارد ج١ ص٣٠٢ وتفسير القرطبي ج٦ ص٦٤ وسبل الهدى والرشاد ج٧ ص١٠٦ واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص٦٠٩.

٢- المعجم الوسيط ص٢٥٦.

٣- الفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص٦٠٧ و ٥٩٨ عن المحبر ومجمع البحرين ج٢ ص١٢١ وج٤ ص٣٩٥ والنهاية لابن الأثير ج٥ ص٢٩ و ٤٢ وتذكرة الخواص ج١ ص١١٧ و ١١٨ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٥٣ وعلل الشرايع ج١ ص١٩١.

٢٣١

ولشيعتك، ولمحبي شيعتك، فأبشر. فإنك الأنزع البطين: المنزوع من الشرك، البطين من العلم”(١).

١- المناقب لابن المغازلي ص٤٠٠ الحديث رقم ٤٥٥ ومطالب السؤول (ط إيران) ص١٢ والمناقب للخوارزمي (ط مركز النشر الإسلامي سنة ١٤١٤هـ) ص٢٩٤ والأمالي للطوسي ص٢٩٣ وبشارة المصطفى (ط القري) ص٢٢٧ و (ط مركز النشر الإسلامي سنة ١٤٢٠هـ) ص٢٨٥ وينابيع المودة ج٢ ص٣٥٧ و ٤٥٢ وفرائد السمطين ج١ ص٣٠٨ وبحار الأنوار ج٢٧ ص٩٧ وج٣٥ ص٥٢ وج٤٠ ص٧٨ وج٦٥ ص١٠١ والصواعق المحرقة (ط الميمنية بمصر) ص٩٦ والمناقب المرتضوية (ط بمبئي) ص٩٩ ومفتاح النجا ص٦١ ورشفة الصادي (ط مصر) ص٨١ وأرجح المطالب ص٤٧٥ و ٦٦٠ والإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” للهمداني ص٥٥ و ١١٦ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٨٥ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٧ ص٣٧ و ٣٨ و ٣٩ وج١٧ ص١٠٩ و ١١٠ وج٢٠ ص٥٦١ وج٢٢ ص٢٩٣ و ٤٨٥ و ٤٨٦ ومسند زيد بن علي ص٤٥٧ وعيون أخبار الرضا “عليه السلام” ج١ ص٥٢ ومسند الرضا “عليه السلام” لداود بن سليمان الغازي ص١٥٧ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٧٥ ومناقب أهل البيت “عليهم السلام” للشيرواني ص١٧٨ ومسند الإمام الرضا “عليه السلام” للعطاردي ج١ ص١٢٥ وغاية المرام ج٥ ص١٠٨ وج٦ ص٥٩ والفصول المهمة في تأليف الأمة للسيد شرف الدين ص٤٧.

٢٣٢

وقال سبط ابن الجوزي: يسمى علي “عليه السلام”: البطين، لأنه كان بطيناً من العلم.

وكان يقول “عليه السلام”: “لو ثنيت لي الوسادة لذكرت في تفسير {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حمل بعير”.

ويسمى: الأنزع، لأنه كان أنزع من الشرك”(١).

ونسب هذا إلى ابن عباس أيضاً(٢).

وقد يحاول البعض أن يقول: إن هذا التفسير إنما هو لأجل بيان فضل علي “عليه السلام”، واختصاصه بمزيد من الخلوص في التوحيد، والتفرد في العلوم والمعارف. ولا يمنع ذلك من أن يكون أنزعاً وبطيناً في صفاته

١- تذكرة الخواص ص١١٧ و ١١٨ وراجع: مجمع البحرين ج٤ ص٣٩٥ والنهاية لابن الأثير ج٥ ص٤٢ وراجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ج١ هامش ص٦٠٧ والإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” للهمداني ص٥٥ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٣٣ ص٢٢٥ والأنوار العلوية ص٦.

٢- علل الشرايع (ط دار الحجة للثقافة) ج١ ص١٩١ و (ط المكتبة الحيدرية ـ النجف سنة ١٣٨٥هـ) ج١ ص١٥٩ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٥٣ عنه، ومعاني الأخبار (ط مركز النشر الإسلامي) ص٦٣ ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج٢ ص٣٠٦ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج٨ ص٣٣١ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٣٠ ص١٤٦.

٢٣٣

الجسدية أيضاً.

ولكننا نقول:

سيظهر لنا عن قريب: أن علياً “عليه السلام” لم يكن كذلك من الناحية الجسدية.

التفاؤل بالأنزع:

قال ابن منظور في مادة “نزع”: “في صفة علي “عليه السلام”: البطين الأنزع. والعرب تحب النزع، وتتيمن بالأنزع، وتذم الغمم (والغمم: أن يسيل الشعر، حتى يضيق الوجه والقفا) وتتشاءم بالأغم. وتزعم: أن الأغم القفا والجبين لا يكون إلا لئيماً.

ومنه قول هدبة بن خشرم:

ولا تنكحي إن فرق الدهر بيننا أغم القفا والوجه ليس بأنزعا”(١).

التصرف في رواية السبيعي:

عن الحسن بن حماد (سجادة)، عن علي بن عابس، عن أبي إسحاق، قال: قال لي أبي: يا بني، تريد أن أريك أمير المؤمنين؟! يعني علياً “عليه السلام”؟!.

قلت: نعم.

١- لسان العرب ج٨ ص٣٥٢ وتاج العرو س ج١١ ص٤٧٥ والإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” للهمداني ص٥٤٩.

٢٣٤

فرفعني على يديه، فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية، أصلع، عظيم البطن، عريض ما بين المنكبين(١).

ونقول:

أولاً: هذه الرواية ضعيفة بابن عابس..

ثانياً: روى ابن سعد نفس هذه الرواية بطريق صحيح عن أبي إسحاق: لكنه قال: فقمت إليه، فلم أره يخضب لحيته، ضخم اللحية(٢).

وفي نص آخر: “ضخم الرأس”(٣).

ومن طريق آخر صحيح أيضاً عنه: رأيت علياً “عليه السلام” أبيض

١- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأحمد بن حنبل ص٨٧ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١١ والغارات للثقفي ج١ ص٩٩ وبحار الأنوار ج٣٤ ص٣٥٢ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٨٨.

٢- الطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٥ وج٦ ص٣١٤ والغارات ج١ ص٩٩ ـ ١٠٠ والإستيعاب (ترجمة علي “عليه السلام”) وأنساب الأشراف للبلاذري ص١١٦ وراجع: المعجم الكبير ج١ ص٩٣ و ٩٤ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠١ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٢١ وج٤٦ ص٢١٥ والمصنف للصنعاني ج٣ ص١٨٩ ومسند ابن الجعد ص٧٣ وسير أعلام النبلاء ج٥ ص٣٩٦ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٨ ص١٩٢.

٣- المعجم الكبير ج١ ص٩٣ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠٠.

٢٣٥

الرأس واللحية(١).

فلماذا هذه الزيادة في رواية ابن عابس؟!

والحديث الأخير هو الصحيح.. ولعله كان آخر أيام حياته، ولا يصح قولهم: أنه “عليه السلام” ضخم الرأس، إذ لو كان كذلك لم يدع بنو أمية وأذنابهم اشاعته، والتعيير به.

رواية.. مكذوبة:

عن عباد بن صهيب (بن عباد بن صهيب)، عن الإمام الصادق “عليه السلام”، قال: سأل رجل أمير المؤمنين “عليه السلام”، فقال:

أسألك عن ثلاث هن فيك: أسألك عن قصر خلقك، وكبر بطنك، وعن صلع رأسك.

فقال أمير المؤمنين “عليه السلام”: “إن الله تبارك وتعالى لم يخلقني

١- الطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٥ و ٢٦ والمعجم الكبير ج١ ص٩٣ و ٩٤ وج١٩ ص٣٠٦ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠٠ والغارات للثقفي ج٢ ص٧٠٢ وبحار الأنوار ج٣٩ ص١٨٩ والمصنف للصنعاني ج٣ ص١٨٩ ومسند ابن الجعد ص٧٣ والمصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج٦ ص٥٦ وسير أعلام النبلاء للذهبي ج٥ ص٣٩٥ وأنساب الأشراف للبلاذري ص١١٦ و ١١٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٨ ص١٩٢ والآحاد والمثاني للضحاك ج١ ص١٣٦ والإستيعاب ج٣ ص١١١١ والعلل لأحمد بن حنبل ج٢ ص٣٨٤.

٢٣٦

طويلاً، ولم يخلقني قصيراً، ولكن خلقني معتدلاً، أضرب القصير فأقده، وأضرب الطويل فأقطّه.

وأما كبر بطني، فإن رسول الله “صلى الله عليه وآله” علمني باباً من العلم، ففتح لي بذلك الباب ألف باب، فازدحم في بطني، فنفجت عن ضلوعي..”(١).

زاد في الخصال: وأما صلع رأسي، فمن إدمان لبس البيض، ومجالدة الأقران(٢).

ونقول:

أولاً: إن سند هذا الخبر ضعيف بالحسن بن علي العدوي، وبصهيب..

ثانياً: كيف يسأل ذلك الرجل “عليه السلام” عن سبب قصر خلقه؟! مع أن علياً “عليه السلام” قد أجابه: بأنه ليس بقصير، وإنما هو معتدل القامة؟! ألم يكن ذلك الرجل قد رأى قامته “عليه السلام” حين وجه إليه هذا السؤال؟! والناس يعرفون الطويل والقصير بالقياس إلى عامة الناس في المجتمع الذي يعيشون فيه. فإن هذا الرجل لم يأت من بلاد العمالقة.

ثالثاً: إن ما ذكرته الرواية تعليلاً لكبر بطنه “عليه السلام” لا يمكن

١- علل الشرايع ج١ ص١٩٠ و (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص١٥٩ والخصال ج١ ص١٨٩، وفيه: “فنفجت عنه عضوي” وبحار الأنوار ج٣٥ ص٥٣ و ٥٤ عنهما. وروضة الواعظين ص١٠٨ ومستدرك سفينة البحار ج١ ص٥١٣.

٢- الخصال ج١ ص١٨٩ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٥٤ عنه.

٢٣٧

قبوله، فإن العلم لا يزدحم في البطن، بل العلم يكون في الصدر والقلب..

رابعاً: إن المروي هو: أنه “عليه السلام” كان يقول: علمني رسول الله “صلى الله عليه وآله” ألف باب من العلم، يفتح لي من كل باب ألف باب(١).

وهذه الرواية تقول: إنه “صلى الله عليه وآله” علمه باباً واحداً من العلم.. إلا أن يقال بعدم المنافاة، لأن الكلام هنا فيما أوجب اندحاق البطن.

١- الخصال ص٥٧٢ و ٦٥٢ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج٣ ص١٦٥ وكتاب سليم بن قيس (تحقيق الأنصاري) ص٢١١ و ٣٣٠ و ٤٢٠ و ٤٣١ و ٤٣٥ و ٤٦٢ ودلائل الإمامة للطبري (ط مؤسسة البعثة) ص٢٣٥ و (مؤسسة المهدي) ص١٣١ والإحتجاج ج١ ص٢٢٣ والفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص٥٧١ ومدينة المعاجز ج٥ ص٦٩ وبحار الأنوار ج٢٢ ص٤٦٣ وج٣١ ص٤٢٥ و ٤٣٣ وج٤٠ ص٢١٦ وج٦٩ ص١٨٣ وج٨٩ ص٤٢ والتفسير الصافي ج١ ص٤٢ والدر النظيم ص٢٨٥ و ٦٠٦.

وراجع ايضاً: الأنوار العلوية ص٣٣٧ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج١٠ ص١٦ و ١٧ وغاية المرام ج٥ ص٢٢٤ وج٦ ص١٠٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٧ ص٦٠٠ وج٢٣ ص٤٥٢ وتنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية للتبريزي ج١ ص١٥٦ و ١٦٣.

٢٣٨

خامساً: ليس للعلم كثافة مادية، كما هو الحال في الطعام والشراب المتعارف، ولم نعلم ولم نسمع بأن له تأثيراً في التوسعة، والعلو، والإنتفاخ للبطن..

ولو صح هذا للزم: أن يكون النبي “صلى الله عليه وآله” الذي علمه ذلك الباب بطيناً مثله..

وللزم: أن يظهر هذا الأثر المادي للعلم على كل متعلم..

وما ورد في وصف النبي “صلى الله عليه وآله” يشير إلى عكس ذلك.

سادساً: ما ذكر في سبب صلعه “عليه السلام” لا يصح أيضاً، فإن مقارعة الأقران وإدمان لبس المغفر في الحرب لا يوجب الصلع.. ولو أوجبه لكان كل الذين يلبسون العمامة، أو القبعات، على رؤوسهم مصابين بالصلع..

كما أن الذين كانوا يشاركون في الحروب باستمرار في زمن علي “عليه السلام” يعدون بالمئات والألوف، فلماذا لم يعرف عنهم الصلع. كما عرف عنه “عليه السلام”؟!

وقد تقدمت نصوص أخرى تؤكد على عدم صحة نسبة هذين الأمرين، وهما: عظم البطن، والصلع إلى أمير المؤمنين “عليه السلام”، فيمكن الإستدلال بها على عدم صحة هذه الرواية..

عمر هو البطين؟!:

وبعد، فإن النصوص المتوفرة تقول: إن غير علي “عليه السلام”، كان هو

٢٣٩

البطين.

فعمر بن الخطاب: كان عظيم البطن، كبير الكرش.

وقد قال قيس بن سعد لعمر: إن بطنك لعظيمة، وإن كرشك لكبيرة(١).

معاوية مندحق البطن، رحب البلعوم:

وكان معاوية عظيم البطن أيضاً، فمن كلام لعلي “عليه السلام” لأصحابه: أما أنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه. ولن تقتلوه.

ألا وإنه سيأمركم بسبي، والبراءة مني. أما السب فسبوني؛ فإنه لي زكاة، ولكم نجاة. وأما البراءة فلا تتبرأوا مني، فإني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الإيمان والهجرة(٢)..

١- راجع: إرشاد القلوب للديلمي ص٣٧٨ ـ ٣٨٤ والأنوار العلوية ص١٤٩ ـ ١٥٣ وبحار الأنوار ج٢٩ ص١٦٥ وغير ذلك.

٢- بحار الأنوار ج٣٩ ص٣٢٥ وج٤١ ص٣١٧ وج٦٢ ص٣٢٧ وج٧٢ ص٤٢١ ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج٢ ص١٠٧ ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج١ ص١١٤ و ١١٥ و (ط دار الذخائر ـ قم) ج١ ص١٠٥ ووسائل الشيعة (ط دار الإسلامية) ج١١ ص٤٧٨ وفرحة الغري للسيد ابن طاووس ص٥ وشجرة طوبى ج١ ص٩٤ وجامع أحاديث الشيعة ج١٤ ص٥٨١ والغـديـر ٢ ص١٠٣ ومسـتـدرك سفينـة البحـار ج٤ ص٩٨ وج٨ ص٥٣ = = والإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” للهمداني ص٧٤٧ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٤ ص٥٤ وإعلام الورى ج١ ص٣٤٠ وينابيع المودة ج١ ص٢٠٥ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج٥ ص٣٠٠ وج١١ ص١٢٦ و ٣٥٣ ولسان العرب ج٤ ص٣٠١ و (نشر أدب الحوزة) ج١٠ ص٩٥ وتاج العروس ج٦ ص٣٤٢ و (ط دار الفكر) ج١٣ ص١٣٤.

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...