الرد على الفتاوى المتطرفة / الصفحات: ١٠١ – ١٢٠
المسألة السابعة
زعمه أن مراسم احترام قبر النبي صلى الله عليه وآله بدعة!
(أفتى) البدير بأن التوجه من داخل المسجد الى قبر النبي صلى الله عليه وآله وزيارته، حرام ومعصية، وكذلك حرَّم أنواعاً من الآداب والإحترام يؤديها الحجاج والزوار لقبر نبيهم صلى الله عليه وآله! قال: (المخالفة السابعة: التوجه إلى قبره الشريف من كل نواحي المسجد، واستقباله له كلما دخل المسجد، أو كلما فرغ من الصلاة، ووضع اليدين على الجنبين وتنكيس الرؤوس والأذقان أثناء السلام عليه في تلك الحال.
وهذه من البدع المنتشره والمخالفات المشتهرة، فاتقوا الله عباد الله واحذروا سائر البدع والمخالفات واحذرو الهوى والتقليد الأعمى، وليكن أمركم على بينة وهدى. قال جل وعلا: (أفمن كان علىبينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم) .
وكذلك زعم البدير أن إرسال السلام مع أحد الى النبي صلى الله عليه وآله حرام وبدعة!قال:
(المخالفة الخامسة: إرسال من عجز عن الوصول الى المدينة سلامه لرسول الله (ص) مع بعض الزوار، وقيام بعضهم بتبليغ هذا السلام، فهذا فعل مبتدع، وأمر مخترع. فيا مرسل السلام، ويا مبلغه: كفَّ عن ذلك، فقد كفيتكما بقوله (ص) : صلوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم. وبقوله صلى الله عليه وآله: إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام. أخرجه أحمد) .
أولاً: ليس لفتاواهم قيمة علمية لأنها تحكماتٌ بغير دليل!
من شروط الفقيه أن يكون متقياً يخاف الله تعالى فلا يستعجل في فتواه، ولا يتبع الظن والإحتمال، لأنه بفتواه ينسب حكماً الى الله العظيم عز وجل فلا بد أن يكون مستنده العلم والقطع.
هذا هو المنهج الصحيح في الإستنباط، ولايفرق الأمر فيه بين أن يكون الموضوع تحليل شئ أو تحريمه،فالتحريم كالتحليل يحتاج الىمستند قطعي!
ولو سألنا هذا الشيخ: ما الدليل على أن هذه الآداب والمراسم التي يستعملها بعض الحجاج تجاه النبي صلى الله عليه وآله عند قبره الشريف، حرام؟!
إن كنت تفتي بالإعتماد على القرآن والسنة، فأرنا آيةً أو حديثاً تدل على تحريم ذلك! وإن كنت تعتمد على حكم العقل، فأنت إذن تقبل دور العقل الإنساني في استنباط الحكم الشرعي، فلا تحتكر هذا الحق لعقلك وحدك واقبل دور عقول كل فقهاء المسلمين في الإستنباط، واعذر مقلديهم؟
وإذا كان عقلك الكبير يرى أن هذه الآداب والمراسم شركٌ بالله تعالى، أو ذريعةً للشرك، فإن عقول غيرك ترى أن مراسم احترام النبي صلى الله عليه وآله من لبِّ التوحيد، ومن أفضل القربات الى الله الواحد الأحد الفرد الصمد!
ألم يقل الله تعالى للمسلمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ
ثانياً: ما الذي يضرك من مراسم احترام الحجاج لنبيهم صلى الله عليه وآله؟!
ثم، ما الذي يضرك من إرسال مسلم سلامه الى نبيه صلى الله عليه وآله مع زائره؟! فهل صار واجب المشايخ أن يفتشوا قلوب الناس وما يحمل وينقل فيها، وأن يقسموا السلامات المرسلة الى سلامات يجوز حملها ونقلها، وسلامات يحرم حملها ونقلها، لأن ذلك شركٌ بالله العظيم؟!
وهل يختلف تجسسكم على قلوب الناس عن التجسس
وكيف صار حمل السلام اليك وإبلاغك إياه حلالاً وأمانةً وإيماناً، وحمله الى النبي صلى الله عليه وآله وإبلاغه إياه مخالفةً ومعصيةً وشركاً وكفراً؟
وهل تدلنا على مسلم من مليار مسلم يصدقك بأنك أنت حيٌّ تسمع وتنفع، والنبي صلى الله عليه وآله ميتٌ لايسمع ولا ينفع؟!
سبحان الله كيف يبلغ الإفراط بأصحابه، أن تصبح سليقتهم عوجاء!
ثالثاً: من أمثلة ما صنعه الإفراط بأصحابه!
مَثَلُ ابن تيمية وأتباعه كشخص كان يقف على حافة سطح، فخاف أن يقع منه، فأخذ يحتاط ويرجع الى الوراء، فأفرط في رجوعه حتى وقع من الجهة الأخرى من السطح!
فقد خافوا أن ينفوا صفات الله تعالى ويعطلوها، مثل صفات السميع البصير العليم المتكلم..الخ. فأفرطوا في طريقة إثباتها فأثبتوا لله تعالى أذناً وعيناً ويداً وفماً وأعضاءً كأعضائنا! حتى يسمع بها ويرى بها ويتكلم…! فوقعوا بذلك في التجسيم وقالوا فلنكن مجسمة وأصروا عليه، لأن صفات الله بخيالهم لايمكن إثباتها إلا إذا جعلوا ربهم وجوداً مادياً! وجعلوا خالق كل شئ سبحانه، ومنه الزمان والمكان، خاضعاً لقوانين الزمان والمكان!
وقالوا لهم إن سلمتم عليه مرة، فلا تكرروها لأن ذلك حرام، ولا تفعلوا عند قبره شيئاً من الآداب التي أفتى بها أئمة المذاهب، واستحسنها العقل السليم، وأجمعت عليها سيرة الأمة من عصر نبيها صلى الله عليه وآله الى اليوم!
ولو أنهم اعتدلوا في فهم ذات الله تعالى وصفاته، لنزهوه عن المادة والأعضاء والخضوع لقوانين المادة والمكان والزمان المخلوقة له.
ولو أنهم اعتدلوا في فهم التوحيد والعبادة، لفهموا أن التوسل بالنبي وآله صلى الله عليه وآله ليس عبادة لهم، بل عبادة لله الواحد الأحد الذي أمرنا أن نتقرب اليه بمودتهم والصلاة عليهم، وأن نتوسل بهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة المائدة:٣٥
رابعاً: كما خالفوا إمامهم فقد خالفوا العقل والفطرة السوية!
تقدمت فتوى أحمد بن حنبل في جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وآله وأماكنه الشريفة، وردُّ الذهبي عليهم ووصفه إياهم بالمتنطعين المبتدعين أتباع آراء الخوارج، فقد قال في سير أعلام النبلاء ج١١ص٢١٢: (أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية؟ فقال: لا أرى بذلك بأساً! أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج، ومن البدع) . انتهى كلام الذهبي.
وفي تهذيب الأحكام ج٦ص٧:
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا فرغت من الدعاء عند القبر، فأت المنبر فامسحه بيديك وخذ برمانتيه، وهما السفلاوان فامسح عينيك ووجهك، فإنه يقال إنه شفاء للعين، وقم عنده فاحمد الله واثن عليه وسل حاجتك، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة، والترعة هي الباب) . انتهى.
وأما مخالفتهم للعقل والفطرة البشرية السوية، فلأنهما تقضيان بأن أنواع المراسم والآداب التي يستعملها الحجاج في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله أمورٌ حسنةٌ لأنها احترامٌ وتعظيمٌ لرسول الله صلى الله عليه وآله وتوسلٌ به الى ربه، وهي من أفضل القربات الى الله تعالى، وهي عبادةٌ لله تعالى بتعظيم نبيه والتوسل به، وليست عبادةً للنبي صلى الله عليه وآله كما يزعم هؤلاء، ولا يحرم من
خامساً: من بدعهم تحريم الإضاءة على الضريح النبوي الشريف!
ماهو دليلهم الفقهي الذي استندوا اليه في تحريم إضاءة القبر النبوي؟
جوابهم: أن محمداً مات وقبره كبقية القبور، والإضاءة على القبور حرام!!
فإن سألناهم: أليس من الكبائر والبدع في الدين أن تنسبوا تحريم شئ الى الله تعالى وشريعته بدون دليل، فهل عندكم دليل من آية أو حديث؟
يجيبون: ليس عندنا آية ولاحديث، بل دليلنا أن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة لم يفعلوه، فهو بدعة!
تقول لهم: في عصر النبي صلى الله عليه وآله لم يكن عند المسلمين القوت اليومي إلا بالكاد، فكيف نعرف أنهم كانوا يستطيعون أن يضيؤوا الشوارع والأزقة والمقابر ولم يفعلوا؟ ألاترون حث الشرع على إضاءة المساجد طول الليل؟
ثم، إذا كان كل شئ لم يفعله النبي صلى الله عليه وآله والصحابة حرام، فلماذا لا تحرمون (بدعة) إضاءة الطرقات، وتعتموا شوارع المملكة وأزقتها؟!
يجيبون: القبور لاتحتاج الى ضياء، فإضاءتها إسراف وتضييع للمال!
وعندما أشكل الناس على المشايخ لهذه المفارقة: كيف حرَّمتم الإضاءة على قبر نبيكم صلى الله عليه وآله، وحللتموه على المقابر في المدن والقرى؟!
لذلك بادروا بعد نصف قرن الى تعميم فتوى على البلديات بوجوب تعتيم كافة المقابر في المملكة! وهذا نصها الذي نشرته الجريدة الإقتصادية العدد ٢٦٥٧ بتاريخ الخميس ١٨يناير ٢٠٠١، قالت:
(أصدر الدكتور محمد الجار الله وزير الشؤون البلدية والقروية تعليمات للأمانات والبلديات ومديريات المناطق، تؤكد على منع إنارة المقابر!
وتأتي هذه التعليمات بناء على خطاب من سماحة المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، بعدم جواز إنارة المقابر إنارة دائمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج) . انتهى.
ويلاحظ في هذه الفتوى للمشايخ الكبار قولهم: (إنارة دائمة) لكي يتخلصوا من حديث شريف ينص على أن النبي صلى الله عليه وآله زار قبراً في الليل
والحمد لله على توفيقه، أنا رأينا الضعف في أصل دليلهم، والتدليس في فتوى هيئتهم، حيث استندت على حديث يعرفون
ولو أنهم قاسوا إضاءة قبر النبي صلى الله عليه وآله وكافة المقابر على احترام المساجد وتعظيمها بإضاءتها، لكان قياسهم أقوى من تخبطهم! ولما احتاجوا التدليس!
قال المحقق الحلي (رحمه الله) في المعتبر ج٢ص٤٥٠: (وما رواه أنس عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في المسجد ضوء من ذلك السراج) .
وقال الشيخ زين الدين في كلمة التقوى ج١ص٣٦٣:
(يستحب كنس المسجد واخراج القمامة منه ويتأكد ذلك في يوم الخميس وليلة الجمعة، ويستحب الإسراج فيه ليلاً، من غير فرق بين أوقات الصلاة وغيرها ووجود المصلين وعدمهم، وحاجة المسجد الى الإنارة وعدمها، فإن ذلك من تعظيم شعائر الله) . انتهى.
لكن القوم أصابتهم هذه المصيبة لتنقيصهم مقام النبي صلى الله عليه وآله ومسجده وآثاره، وهي عقيدةٌ ورثوها من إمامهم ابن تيمية وورثها هو من أئمته الأمويين، الذين كانت عندهم حساسية من تعظيم المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وآله وقبره الشريف وفي المقابل احتقارهم للخليفة الأموي وقصره وحكومته، فروجت الحكومات الأموية حتى الكفريات أو سكتت
ليس من هدي المسلمين على مر القرون إهداء الزهور الطبيعية أو المصنوعة للمرضى في المستشفيات، أو غيرها.. وإنما هذه عادة وافدة من بلاد الكفر، نقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان، والحقيقة أن هذه الزهور لا تنفع المزور، بل هي محض تقليد وتشبيه بالكفار لاغير، وفيها أيضا إنفاقٌ للمال في غير مستحقه، وخشيةٌ مما تجر إليه من الإعتقاد الفاسد بهذه الزهور من أنها من أسباب الشفاء! وبناء على ذلك: فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور، بيعاً، أو شراءً، أو إهداءً. انتهى.
رئيس اللجنة… التوقيع… الأعضاء ….موقع: ٢٠٩. ٣٩. ١٣. ٥١. ٨١
www.alsaha.com
ولهم فتاوى عديدة تشبه هذه الفتوى، لادليل لهم عليها إلا سليقتهم وذوقهم، منها تحريمهم قراءة الفاتحة أو أي شئ من القرآن عند قبر الميت، وتحريم وضع الزهور على تابوته أو على قبره! جواباً على سؤال رقم ١٤٢٨٥، ننقلها من موقع: (www.islam-qa.com) ، يقول السؤال:
(نرى بعض الناس يقرأون القرآن عند قبر ميتهم إذا زاروه، وآخرين يضعون بعض الورود والريحان عند القبر، فما حكم ذلك؟
الجواب: الحمد لله، أما قراءة القرآن عند زيارتها، فمما لا أصل له في السنة. وهي غير مشروعة، ومما يقوي عدم مشروعيتها قوله صلى الله عليه وسلم: (لاتجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان يفر من
ومعنى هاتين الفتويين أنك إذا زرت مريضاً، فلا تأخذ له باقة زهور، لأنها حرام، لكن لو أخذت له كفناً وتابوتاً، فهو حلال!
وإذا زرت قبره فسلم عليه فقط، ويحرم عليك أن تقرأ الفاتحة وتهدي له ثوابها، ولا شيئاً من القرآن، لأنه حرام ومعصية! لكن لو قرأت هناك جريدة أو فتاوى السلفيين، فهو حلال! ولاحول ولاقوة إلا بالله!
ويلاحظ أن كل دليلهم الذي استندوا عليه هو عدم فعل النبي صلى الله عليه وآله
وأين هم عن أهل البيت عليهم السلام الذين ثبت عنهم أنه يستحب لمن عاد مريضاً أن يأخذ له هدية من فاكهة أو طيب أو بخور أو نحوه مما يحبه ويرتاح اليه، ففي الكافي ج٣ ص١١٨: أن الإمام الصادق عليه السلام رأى في الطريق أناساً يعرفهم فسألهم: أين تريدون؟ فقلنا: نريد فلاناً نعوده، فقال لنا: قفوا فوقفنا، فقال: مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب، أو قطعة من عود بخور؟ فقلنا: ما معنا شئ من هذا! فقال: أما تعلمون أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه) .
أما الفتوى الثانية:
فهي كغيرها من تحريماتهم التي اشتهروا بها وأدمنوا عليها تقوم على مغالطة وليس على دليل شرعي، وأصلها من كتاب أحكام الجنائز للألباني، ونلاحظ أنه استدل على حرمة قراءة الفاتحة أو أي شئ من القرآن عند قبر الميت ووضع الريحان عليه، بأنه لم يرد فيه سنة فهو حرام، وقد عرفت أن الأصل فيما لم يرد فيه كتاب ولاسنة الإباحة، وليس التحريم!
ولو قال النبي صلى الله عليه وآله (لاتجعل بيتك كبيت زيد مهجوراً لايقرأ فيه القرآن) فهو يدل عند الألباني على حرمة قراءة القرآن في بيت زيد؟!
ولو قلت لشخص: لاتجعل بيتك كالمكاتب التجارية مهجورة من الصلاة، فهو يدل عنده على حرمة الصلاة في المكاتب التجارية!
إن النهي هنا منحصر في التشبه بمكان لايوجد فيه صلاة أو قراءة قرآن أو ذكر، ولايفهم منه أحدٌ سوي الذهن بأنه أمرٌ بأن لايوجد فيها ذلك!
وختاماً، أحسن الألباني باستدلاله بقول ابن عمر: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة) ، مع أن الألباني يصلي التراويح التي ابتدعها عمر وقال إنها بدعة حسنة! ففي موطأ مالك ج١ ص١١٤: (ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر: نعمت البدعة هذه) ! انتهى.
وما دامت البدعة الحسنة تصح في الصلاة، فلماذا لا تصح في قراءة سورة الفاتحة أو غيرها من القرآن على المقبرة، وإهداء ثوابها للميت؟!
المسألة الثامنة
زعمهم أن القبة النبوية الشريفة بدعة يجب هدمها
ويجب إخراج قبر النبي صلى الله عليه وآله من المسجد!!
إن مقولات الشيخ البدير، ترجع الى آراء إمامه ابن تيمية الشاذة في قبر النبي صلى الله عليه وآله من تحريم قصد زيارته، وتحريم الصلاة عنده، وتحريم الدعاء عنده، وتحريم التوسل الى الله تعالى به صلى الله عليه وآله!
وقد بلغ شذوذهم حده الأقصى عندما أفتوا بأن قبة المسجد النبوي الشريف بدعة يجب هدمها! فعندما دخلوا المدينة المنورة قبل نحو ثمانين سنة، أمر شيخهم بهدم القبة النبوية، وجميع القباب المبنية على قبور أهل البيت عليهم السلام والصحابة، في البقيع وأنحاء المدينة المنورة وضواحيها! فاعترض المسلمون الذين بلغهم الخبر من أنحاء العالم وأعلنوا استنكارهم وتهديدهم، وكان لعلماء الهند موقف شديد مميز جزاهم الله خيراً، فمنعهم الملك ابن سعود من هدم القبة النبوية، وهدموا بقية القباب المشرفة المبنية على قبور الأئمة من أهل البيت الطاهرين عليهم السلام في البقيع وغيرها، وذلك في اليوم الثامن من شهر شوال سنة ١٣٤٤هجرية.
ويظهر أن هدم القبة النبوية الشريفة ما زال هدفاً في قلوب مشايخهم! فقد أفتى ابن باز عدة فتاوى بوجوب هدمها، لكنه استعمل فيها التقية! وغلف فتواه بأنها عامة لكل القباب والبناء على القبور!
قال ابن باز في جوابه على سؤال رقم ١١٦ من فتاويه:
(يقول
(موقع فتاوي ابن باز:
http://search.ibnbaz.org/Result١.asp?c=٠)
أما شيخهم مقبل الوادعي وهو مرجعهم في اليمن، فقد كتب رسالة صريحة بعنوان: (حكم القبة المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم) ، وأفتى فيها بوجوب هدم القبة الشريفة وهدم المسجد، وجعل القبر الشريف خارج المسجد!!
وقد جرت مناقشات حول كتابه في شبكات الأنترنت، منها في موقع القلعة السلفي بتاريخ:١٨-٣-٢٠٠١
(http://www.qal٣ah.net:٤٤٤٤/vb/index.php)
وقال السيد يوسف الرفاعي وهو عالم سني وله كتاب (نصيحتي الى علماء نجد) في مقابلة مع مجلة المنبر:
(http://www.١٤masom.com/menbar/٠٧/٠٥.htm)
(عندما هدموا بقية القبب لم تبق سوى قبة الحبيب المصطفى فحاولوا هدمها، ومن كان حاضراً من المسلمين من أهل مكة والمدينة نصحوا الملك عبد العزيز وأعلموه بالأمر، فحال بينهم وبين هدم القبة.
وقد أخذوا فتاويهم هذه من شيخهم ابن تيمية، الذي تعرض لوجوب هدم القبة النبوية بشكل غير صريح خوفاً من المسلمين!
لكن تلميذه ابن القيم كان أكثر صراحة من شيخه ابن تيمية، فأفتى بوجوب هدم قبة قبر النبي صلى الله عليه وآله وإخراج قبره من المسجد!
قال في كتابه إغاثة اللهفان ج١ص٢١٠:
(وأبلغ من ذلك أن رسول الله هدم مسجد الضرار، ففي هذا دليل على هدم ما هو أعظم فساداً منه كالمساجد المبنية على القبور، فإن حكم الإسلام فيها أن تهدم كلها حتى تسوى بالأرض، وهي أولى بالهدم من مسجد الضرار! وكذلك القباب التي على القبور يحب هدمها كلها! لأنها أسست على معصية الرسول، لأنه قد نهى عن البناء على القبور) !!