بحوث قرآنية في التوحيد والشرك / الصفحات: ٦١ – ٨٠
من زار قبر محمد | نال الشفاعة في غد |
بالله كرِّر ذكره | وحديثه يا منشدي |
واجعل صلاتك دائما | ًجهراً عليه تهتدي |
فهو الرَّسول المصطفى | ذو الجود والكفّ النديّ |
وهو المشفَّع في الورى | من هول يوم الموعد |
والحوض مخصوص به | في الحشر عذب المورد |
صلى عليه ربّنا | مالاح نجم الفرقد(١) |
وإنّي جئتك مستغفراً ربّك ذنوبي، مستشفعاً بك إلى اللّه ثمّ بكى وأنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه | فطاب من طيبهن القاع والاكم |
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه | فيه العفاف وفيه الجود والكرم |
وقد ذيله أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز بأبيات وقال:
وفيه شمس التقى والدين قد غربت | من بعد ما أشرقت من نورها الظلم |
حاشا لوجهك أن يبلى وقد هديت | في الشرق والغرب من أنواره الاَُمم(٣) |
٣ ـ شفاء السقام:١٥١ـ ١٥٢.
٤. يقول الحافظ محمد بن محمود بن النجار (المتوفّى عام ٦٤٣هـ)في «اخبار مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)»: في قبة كبيرة عالية قديمة البناء في أوّل البقيع، وعليها بابان يفتح أحدهما في كلّ يوم للزيارة «رضي اللّه عنهم».(٢)
٥. ويقول ابن جبير الرحالة الطائر الصيت(المتوفّى عام ٦١٤هـ) في رحلته في وصف بقيع الغرقد: يقع في مقابل قبر مالك قبر، السلالة الطاهرة إبراهيم بن النبي عليها قبة بيضاء، وعلى اليمين منها تربة ابن عمر ابن الخطاب، وبازائه قبر عقيل بن أبي طالب (رض) وعبد اللّه بن جعفر الطيار (رض)، وبازائهم روضة فيها أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبها روضة صغيرة فيها ثلاثة من أولاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و روضة العباس بن عبدالمطلب والحسن بن علي (رض) وهي قبة مرتفعة في الهواء على مقربة من باب البقيع المذكور، وعن يمين الخارج منه، ورأس الحسن إلى رجلي العباس
ولم يكن الهدف من ضربه ذلك الفسطاط تسهيل الاَمر لمن يتعاطى دفنها، بل لاَجل تسهيله لاَهلها حتى يتفيوَا بظله، ويقرأوا ما يتيسر من القرآن والدعاء.
٧. يقول السمهودي(المتوفّى ٩١١هـ) في وصف بقيع الغرقد: قد ابتنى عليها مشاهد، منها المشهد المنسوب لعقيل بن أبي طالب وأُمّهات الموَمنين،تحوي العباس والحسن بن علي…وعليهم قبة شامخة في الهواء، قال ابن النجار:…وهي كبيرة عالية، قديمة البناء،
قال سبحانه: (الَّذي خَلَقَ فَسَوّى) .(٢)
وقال سبحانه: (بَلى قادِرينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) .(٣)
ففي هذين الموردين تقع التسوية وصفاً للشيء لا باضافته إلى غيره.
إذا عرفت ذلك فلنرجع إلى تفسير الحديث فنقول:
لو أراد من قوله: سويته هو مساواة القبر بالاَرض ـ كمساواة شيء بشيء ـ يلزم أن يتّخذ مفعولاً ثانياً بحرف الجر كأن يقول سويته بالاَرض أي جعلتهما متساويين والمفروض انّه اقتصر بمفعول واحد دون الثاني.
فتعين انّ المراد هو الثاني أي كون المساواة وصفاً لنفس الشيء وهو القبر ومعناه عندئذٍ تسطيح القبر في مقابل تسنيمه،
٣ ـ القيامة/٤.