الرئيسية / من / طرائف الحكم / النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب

النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب

النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب – (ج 1) / الصفحات: ٤١ – ٦٠

 

وبالمقارنة بين شخصية التلميذ والاستاذ نرى اثر شخصية الاستاذ واضحة على تلميذه كما سوف نفهرس ذلك ان شاء الله تعالى فيما بعد.

٢ ـ الشيخ عبد الرحيم البروجردي:

وهو ابو زوجة الشيخ النوري قدس سره واتصل بهذا العالم الجليل في طهران بعد هجرة النوري قدس سره اليها وعكف على الاستفادة منه ثم هاجر معه الى العراق في سنة ١٢٧٣، فعندما اتمّ استاذه الزيارة رجع الى طهران، ولكن النوري قدس سره بقي في النجف قرب اربع سنوات(١).

وقد اثرت شخصية البروجردي على النوري قدس سره باعتباره ثاني شخصيةعلمية التقى بها وقد لازمه النوري بعد هجرته الى طهران في أوائل امره وقرأ عليه سطوح الفقه والاصول(٢).

وصف الشيخ النوري قدس سره استاذه البروجردي بقوله:

” العالم الفقيه النبيه الحاج شيخ عبد الرحيم البروجردي طاب ثراه والد ام اولادي وكان من الفقهاء المتبحرين والعلماء البارعين “(٣).

ووصفه الشيخ آغا بزرگ الطهراني بقوله:

١- راجع: نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٤٤.

٢- راجع الكرام البررة: ج ٢، ص ٧٢٤.

٣- راجع خاتمة المستدرك: ج ٣، ص ٨٧٧، الطبعة الحجرية.

٤١

٤٢

الخاصة في وادي السلام “(١).

وقد وصفه تلميذه النوري قدس سره بقوله:

” فخر الشيعة، وذخر الشريعة، انموذج السلف، وبقية الخلف، العالم الزاهد المجاهد الرباني شيخنا الاجل الحاج مولى علي بن الصالح الصفي الحاج ميرزا خليل الطهراني المتوفي في ارض الغري في شهر صفر سنة ١٢٩٠.

وكان فقيها رجالياً مضطلعاً بالاخبار، وقد بلغ من الزهد والاعراض عن زخارف الدنيا مقاماً لايحوم حوله الخيال.

كان لباسه الخشن، واكله الجشب من الشعير. وكان يزور ابا عبد الله الحسين عليه السلام في الزيارات المخصوصة ماشياً الى ان طعن في السن، وفارقته القوة “(٢).

٤ ـ الشيخ علي الكني (١٢٢٠ ـ ١٣٠٦):

الشيخ الملا علي الكني الطهراني عالم معروف، وفقيه موصوف، محقق ثقة عدل ورع، على جانب عظيم من الزهد والعبادة.

تتلمذ على الشيخ حسن بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، وغيرهما.

الّف كتاب تلخيص المسائل، وكتاب تحقيق الدلائل وغيرهما(٣).

توفي في طهران صبح الخميس ٢٧ محرم ١٣٠٦.

” وروى جماعة من الثقاة ان الشيخ الكني والشيخ ملاّ علي الخليلي، والشيخ عبد الحسين الطهراني كانوا يطلبون العلم في النجف الأشرف ثلاثتهم في مكان واحد،

١- راجع تفصيل ذلك في: معارف الرجال: ج ٢، ص ١٠٣ – ١٠٦.

٢- راجع خاتمة المستدرك: ج ٣، ص ٤٠١ – ٤٠٢، الطبعة الحجرية.

٣- راجع ريحانة الادب: ج٥، ص ٩٧ – ٩٨ ـ وراجع: معارف الرجال: ج٢، ص١١١ و ١١٣.

٤٣

وكانوا من الفقر والحاجة في ضر عظيم، فاشتهوا يوماً ان يصنعوا طبيخاً فاشتروا ارزاً وطبخوه حتى اذا نضج ببعض اسقاط البيت عجزوا عن شراء الدهن للادام، فذهب احدهم واقترض من شحم ودك السراج فاكل بعضهم وامتنع الآخر، وصاحبتهم الحاجة سنين صابرين قانعين بها، ثم تفرقوا، وآخر أمْرِهِم وصَبْرِهم على طلب العلم، صار كل فرد منهم مرجعاً لقطره، وبلغوا من الغنى الغاية.

اما الكني وشيخ العراقين الطهراني فقد هاجرا من النجف الى طهران. والخليلي بقي في النجف “(١).

وشاءت الارادة الالهية ان يكون الثلاثة اساتذة للشيخ النوري قدس سره، وقدأثروا عليه في تركيبة شخصيته العلمية والحياتية بشكل واضح.

٥ ـ فتح علي السلطان آبادي المتوفي سنة ١٣١٧:

قال الشيخ عباس القمي قدس سره ما ترجمته:

” الشيخ العالم الجليل، والمفسر عديم المثيل، العالم الرباني، وابو ذر الثاني، مجمع التقوى والورع واليقين، ومخزن الاخبار وتفسير آيات القرآن، صاحب الكرامات الباهرة، حشره الله مع العترة الطاهرة، شيخ شيخنا المحدث نور الله مرقده، وجلالة شأنه، ورفعة مقامه اكثر من ذلك الذي ذكر “(٢).

وقال الشيخ النوري قدس سره في دار السلام:

” حدثني العالم العامل ومن اليه ينبغي شد الرواحل، مستخرج الفوائد الطريفة والكنوز المخفية من خبايا الكتاب المجيد، ومستنبط الفرائد اللطيفة والقواعد المكنونة الالهية من البئر المعطلة والقصر المشيد، رأس العارفين وقائد السالكين الى اسرار

١- معارف الرجال: ج ٢، ص ١١٢.

٢- الفوائد الرضوية: ص ٣٤٣، ٣٤٥.

٤٤

شريعة سيد المرسلين، جمال الزاهدين، وضياء المسترشدين، صاحب الكرامات الشريفة، والمقامات المنيفة، أعرف من رأيناه بطريقة ائمة الهدى، واشدهم تمسكاً بالعروة الوثقى من النعم التي نسئل عنها يوم ينادي المنادي، شيخنا الاعظم ومولانا الاكرم المولى فتح علي السلطان آبادي… “(١).

وقال عنه: ” شيخ الاتقياء، واونق القرى وابهجها التي امرنا بالسير فيها ليالي واياماً آمنين من فتك الاعداء، معدن المعالي والفضائل التي قصرت عنها ايدي الراسخين من العلماء شيخنا الاجل الاكمل المولى فتح علي السلطان آبادي جعله الله تعالى في كنفه… “(٢).

وقال عنه في كتابه دار السلام مفصلا الحديث:

” جمع من كل مكرمة اعلاها، ومن كل فضيلة اسناها، ومن كل خصلة اشرفها، ومن كل خير ذروته، ومن كل علم شريف جوهره وحقيقته، صاحبته منذ سنين في السفر والحضر والليل والنهار والشدة والرخاء، فلم اجد له زلة في مكروه وعثاراً في مرجوح، وما رأيت لخصلة واحدة من خصاله التي تزيد على ماذكره امير المؤمنين عليه السلام لهمام بن عبادة في صفات شيعته مشاركا ونظيراً، وما اظن احد يتمكن من استقصاء معاليه وان وجد ناصراً وظهيراً.

اما علمه فاحسن فنه معرفة دقائق الآيات ونكات الاخبار بحيث تتحير العقول عن كيفية استخراج تلك الجواهر عن كنوزها و ترجع الابصار حاسرة عن ادراك طريقته في استنباط اشاراتها ورموزها لم يسئل قط عن آية وخبر الاّ وعنده منهما من الوجوه والاحتمالات والبواطن والتاويلات ما تتعجب منه العقول، ولم يحمحوله لطائف افكاره الفحول كانه فرغ من التامل والنظر فيه في الان وعكف عليه

١- دار السلام: ج ٢، ص ٢٦٦.

٢- دار السلام: ج ٢، ص ٣١٥.

٤٥

فكرته برهة من الزمان ; كل ذلك بما لايخالف شيئاً من الظواهر والنصوص ولايختلط بمزخرفات جماعة هم للدين لصوص وهو مع ذلك ضنين باظهاره مصر على كتمانه.

واما العمل فهو دائم الذكر طويل الصمت والفكر، قانع من الدنيا من المآكل والملابس وغيرها بأدون ما يمكن التعيش به مع شدة الكياسة في ماخذه لاستجماعه شرايطه التي تاتي في الباب الثاني مواظب لكل سنة يتمكن منها مؤد لميسور دقائق حقوق الاخوان التي سنفصلها اشد من رايناه بلاء في البدن وغيره ; واشكرهم بمراتبه عليه واصبرهم فيه مارأى متكلما في شيء من امور الدنيا الاّ بعد ملاحظة رجحان كثير ولامشيراً الى احد بسوء في فعله او قوله في حيوته او مماته ولم يذكرهم الاّ بخير.

وبالجملة فوجوده آية من آيات وجود الائمة عليهم السلام الذين هم الآية الكبرى، وعمله وطريقته مثبت لامامتهم وجداناً من غير ترتيب صغرى ولا كبرى، ويذكّر الله رؤيته، ويزيد في العلم منطقه، ويرغب في الآخرة عمله.

ما قام احدٌ من مجلسه الاّ بخير مستفاد جديد وشوق الى الثواب، وخوف من الوعيد. لم يتعش قط بلا ضيف، ولم ير منه اذى على احد ولا حيف، لايختار من الاعمال المندوبة الاّ أتعبها، ولايأخذ من السنن الاّ احسنها. افعاله منطبقة على كلامه، وكلامه مقصور على ما خرج من أمامه، وهو دام علاه سبب تأليف هذا الكتاب… “(١).

ثم شرح مفصلا سبب تأليف كتابه دار السلام والذي كان باشارة من استاذه الشيخ فتح علي السلطان آبادي قدس سره.

وقد نقل آية الله العظمى المرحوم السيد محسن الحكيم قدس سره حكاية تبينفضل الاستاذ السلطان آبادي وعظم رأيه، وهي تؤيد ما ذكره الشيخ النوري قدس سره عن استاذه.

١- دار السلام: ج ٢، ص ٣١٦ – ٣١٧.

٤٦

قال السيد الحكيم قدس سره:

” حدث بعض الاعاظم دام تأييده، انه حضر يوماً منزل الآخوند ملا فتح علي قدس سره مع جماعة من الأعيان منهم السيد اسماعيل الصدر قدس سره والحاج النوري صاحب المستدرك قدس سره والسيد حسن الصدر دام ظله، فتلا الآخوند قدس سره قوله تعالى: { واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان… الآية }.

ثم شرع في تفسير قوله تعالى فيها { حبب اليكم… الآية }، وبعد بيان طويل فسرها بمعنى لمّا سمعوه منه استوضحوه، واستغربوا من عدم انتقالهم اليه قبل بيانه لهم.

فحضروا عنده في اليوم الثاني، ففسرها بمعنى آخر غير الاول، فاستوضحوه ايضاً، وتعجبوا من عدم انتقالهم اليه قبل بيانه.

ثم حضروا عنده في اليوم الثالث، فكان مثل ما كان في اليومين الاولين.

ولم يزالوا على هذه الحال كلما حضروا عنده يوماً ذكر لها معنى الى مايقرب من ثلاثين يوماً، فذكر لها مايقرب من ثلاثين معنى، وكلما سمعوا منه معنى استوضحوه.

وقد نقل الثقات لهذا المفسر كرامات قدس الله روحه(١).

وكان ينوب عن الميرزا السيد حسن الشيرازي قدس سره في الصلاة بالناس، وكان الميرزا يقتدي به، ويأمر الناس بالاقتداء به، ورجع بعد وفاة الميرزا الشيرازيالى كربلاء وسكن اليه الناس، وبها مات سنة ١٣١٧(٢).

١- حقائق الاصول (السيد محسن الحكيم): ج ١، ص ٩٥ – ٩٦، وبحث (استعمال المشترك في اكثر من معنى).

٢- راجع اعيان الشيعة: ج ٨، ص ٣٩٢.

٤٧

٦ ـ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي:

ولد السيد محمد حسن بن الميرزا محمود في شيراز سنة ١٢٣٠(١) فبعد ان اتمّ تعليمه الابتدائي بشيراز انتقل الى اصفهان ودرس عند الشيخ محمد تقي صاحب الحاشية على المعالم في بحث مخصوص له في مبحث الوضع، وحضر عند المير سيد حسن المدرس حتى حصلت له الاجازة منه قبل بلوغ العشرين، ودرس على العلامة الفقيه الورع الحاج محمد ابراهيم الكلباسي، وبقي في اصفهان يمارس التدريس الى ان تشرف بالعتبات الزاكيات حدود سنة ١٢٥٩(٢).

عندما هاجر الى النجف الاشرف (فانضوى الى اعلامها عاكفاً على التحصيل، لايألو جهداً في ذلك حتى نصّ استاذه الامام صاحب الجواهر على اجتهاده المطلق.

واختص بامام المحققين المتبحرين الشيخ مرتضى الانصاري، ففاق جميع اصحابه، ولازمه ملازمة الظل حتى قضى الامام الانصاري نحبه، واضطرب الناس في تعيين المرجع العام بعده، فكان هو المتعين في نظر الأعاظم الاساطين من تلامذة ذلك الامام أعلى الله مقامه)(٣).

وقد اثنيت لهذا الامام الهاشمي العظيم وسادة الزعامة والامامة، والقيت اليه مقاليد الامور، وناط اهل الحل والعقد ثقتهم بقدسي ذاته ورسوخ علمه وباهر حلمه وحكمته، وأجمعوا على تعظيمه وتقديمه وحصروا التقليد به، فكان للامة أباً رحيماً تأنس بناحيته وتقضي اليه بدخائلها. وكان للدين الاسلامي والمذهب الامامي قيماً حكيماً، يوقظ لخدمتهما رأيه، ويسهر لرعايتهما قلبه. وكان شاهد اللب، يقظ الفؤاد،

١- هدية الرازي (آقا بزرگ الطهراني): ص ١٦.

٢- راجع: هدية الرازي: ص ١٦ – ١٧.

٣- راجع مقدمة تكملة امل الآمل (السيد عبد الحسين شرف الدين): ص ١٩.

٤٨

كلؤ العين، شديد الحفاظ، ضابطاً لاموره، حارساً لامته، عظيم الخلق، رحيب الصدر، سخي الكف، زاهداً في الدنيا كل الزهد، راغباً فيما عند الله عزوجل الى الغاية، زعيماً عظيماً تخشع أمامه عيون الجبابرة وتعنو له جباه الاكاسرة، كما قال في رثائه بعض الافاضل من السادة الاشراف:

قدت السلاطين قود الخيل اذ جنبت وما سوى طاعة الباري لها رسن
لك استقيدوا على كره لما علموا بالسوط أدبارهم تدمى اذا حرنوا
لاخوف بعدك أمسى في صدورهم فليفعلوا كيف شاؤوا انهم أمنوا

وحسبك شاهداً لهذا أمر (التنباك) اذ التزمته بريطانيا العظمى من حكومة ايران العلية على عهد ناصر الدين شاه القاجاري، فأوجس ذلك الامام اليقظان خيفة على استقلال ايران أن يمس بسوء، فتلافى الخطر بفتوى أصدرها تقتضي تحريم استعمال (التنباك) معلناً غضبه وسخطه من الدولتين بما تعاقدتا عليه من الالتزام. فهاج الشعب الايراني هياج البحر بعواصف الزعازع، وزلزلت الارض زلزالها، وأعرض الشعب بأجمعه عن استعمال التنباك وعاملوه معاملة الابرار للخمر واستمروا على ذلك، فلم يكن للدولتين بد من فسخ ذلك الالتزام ونقض ذلك التعاقد على الرغم منهما معاً وعلى ضرر تكبدتاه في الماديات والمعنويات و { ردّ الله الذين كفروابغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً }.

وكانت وفاته اعلى الله مقامه في سامراء ليلة الاربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة ١٣١٢(١).

١- راجع مقدمة امل الآمل (السيد شرف الدين): ص ٢٤ ـ هدية الرازي (الشيخ آغا بزرگ الطهراني): ص، ٢٢ ـ معارف الرجال (حرز الدين): ج ٢، ص ٢٣٣ – ٢٣٨ ـ ريحانة الادب (الميرزا المدرس): ج ٦، ص ٦٦ ـ الفوائد الرضوية (الشيخ عباس القمي): ص ٤٨٢ – ٤٨٥ ـ ونقل كلاماً جليلا للمرحوم السيد حسن الصدر قدس سره في كتابه تكملة أمل الآمل ـ اعيان الشيعة: ج ٦، ص ٣٠٤ – ٣١٠ وغيرها.

٤٩

٧ ـ الشيخ محمد علي المحلاتي:

وصفه النوري قدس سره بقوله:

” العالم الجليل الفقيه النبيه، الزاهد الورع النبيل المولى محمد علي المحلاتي قدس الله تعالى روحه الزكية ابن الورع الزاهد اقا زين العابدين بن المرور موسى رضا المحلاتي. وكان عالماً زاهداً عابداً متبحراً في الاصول، بارعاً في الفقه، مجانباً لأهل الدنيا ولذائذها، مشغولا بنفسه واصلاح رمسه، وكان اعلم اهل زمانه ممّن ادركتهم في تدريس الروضة والرياض والقوانين واترابها، لم يُدْخل نفسه في مناصب الحكومة والفتوى واخذ الحقوق وغيرها، وكان اكثر تلمذة عند العالم الرفيع السيد محمد شفيع الجابلقي وعلامة عصره الحاج المولى اسد الله البروجردي رحمهما الله “(١).

٨ ـ الشيخ مرتضى الانصاري:

هو الشيخ مرتضى بن الشيخ محمد أمين بن الشيخ مرتضى بن الشيخ شمس الدين بن احمد بن نور الدين بن محمد صادق الانصاري التستري النجفي.

ولد في دزفول سنة ١٢١٤ هـ.

كان فقيهاً اصولياً متبحراً في الاصول لم يسمح الدهر بمثله، صار رئيس الشيعة الامامية، وكان يضرب به المثل اهل زمانه في زهده وتقواه وعبادته

١- راجع خاتمة المستدرك: ج ٣، ص ٨٧٧.

٥٠

وقداسته(١).

وكان عالي الهمة أبياً، ومن علو همته انه كان يعيش عيشة الفقراء، ويبسط البذل على الفقراء والمحتاجين سراً، وقال له بعض اصحابه انك مبالغ في ايصال الحقوق الى اهلها.

فاجابه: ليس لي بذلك فخر ولاكرامة، اذ من شأن كل عامي وسوقة أن يؤدي الامانات الى اهلها، وهذه حقوق الفقراء أمانة عندي…

وكان أقل ما يجلب اليه من الحقوق في كل سنة عشرون الف تومان في زمان قلة النقد، ومع هذا توفي فقيراً، وقام بنفقة عياله ومصرف فاتحته ستة أيام رجل نجفي من اهل المجد والشرف والدين، الّف كتباً، وقد اصبحت مصنفاته مدار حركة التدريس في حياته ولحد الآن.

توفي في النجف بداره في محلة الحويش في منتصف ليلة السبت ١٨ جمادي الثانية سنة ١٢٨١ هـ(٢).

٩ ـ السيد مهدي القزويني:

السيد مهدي السيد حسن بن السيد احمد بن محمد بن مير قاسم الحسيني الشهير بالقزويني النجفي الحلي، ولد في النجف سنة ١٢٢٢ هـ.

كان عالماً جامعاً ضابطاً من عيون الفقهاء والاصوليين وشيخ الادباء والمتكلمين، ووجهاً من وجوه الكتاب والمؤلفين، الثقة العدل الامين الورع.

تتلمذ على الشيخ موسى والشيخ علي والشيخ حسن انجال الشيخ جعفر

١- معارف الرجال: ج ٢، ص ٣٩٩ – ٤٠٠.

٢- راجع معارف الرجال: ج ٢، ص ٣٩٩ – ٤٠٤ ـ الفوائد الرضوية: ص ٦٦٤ – ٦٦٥ ـ خاتمة المستدرك: ج ٣، ص ٣٨٢ ـ ريحانة الادب: ج ١، ص ١٨٩ – ١٩٣، وغيرها.

٥١

كاشف الغطاء، وعلى عمه السيد باقر القزويني وكان يعبر عنه: ” والدي الروحاني وعمي الجسماني “(١).

ويعبر عنه ايضاً: ” والدي الروحاني وعمي الجسماني جناب المبرور العلامة الفهّامة صاحب الكرامات والإخبار ببعض المغيبات “(٢).

وتخرج على السيد مهدي القزويني قدس سره الكثير من العلماء والافاضل منهم الشيخ ميرزا حسين النوري صاحب مستدرك الوسائل، وعمه السيد علي القزويني ونجله الحجة السيد محمد وغيرهم.

وله مؤلفات كثيرة منها كتاب القواعد الكلية الفقهية، وكتاب مواهب الافهام، وكتاب نفائس الاحكام، وكتاب المهذب وكتاب الفوائد وغيرها كثير.

توفي عصر يوم الثلاثاء ١٣ ربيع الاول سنة ١٣٠٠ هـ(٣).

وقد اطرى عليه تلميذه النوري في كتبه الثلاثة(٤) بما لامزيد عليه، ومنها قوله:

” سيد الفقهاء الكاملين وسند العلماء الراسخين، وافضل المتأخرين، واكمل المتبحرين، نادرة الخلف، وبقية السلف، فخر الشيعة، وتاج الشريعة، المؤيد بالالطاف الجلية والخفية، السيد مهدي القزويني الاصل، المتوطن في الحلة السيفية، وهو من العصابة الذين فازوا بلقاء من الى لقائه تمدّ الاعناق صلوات الله وسلامه عليه ثلاث مرات، وشاهد الآيات البينات، والمعجزات الباهرات “(٥) ثم ذكر تفصيلا في بيان كراماته قدس الله روحه الزكية.

١- دار السلام (النوري) ج ٢، ص ١٩٦ ـ جنة المأوى (النوري) ص ٢٨٠.

٢- جنة المأوى (النوري): ص ٢٨٠ – ٢٨١.

٣- راجع معارف الرجال (حرز الدين): ج ٣، ص ١١٠ – ١١٥ ـ الفوائد الرضوية (القمي): ص ٦٧٤ – ٦٧٦ ـ ريحانة الادب (المدرس): ج ٤، ص ٤٥٦ – ٤٥٧ ـ خاتمة المستدرك (النوري): ج٣، ص ٤٠٠ ـ جنة المأوى: ص ٢٨٢ – ٢٩٢ ـ دار السلام: ج٢، ١٩٦ وغيرها.

٤- أي دار السلام ـ وجنة المأوى ـ وخاتمة المستدرك.

٥- المستدرك، الخاتمة: ص ٤٠٠، الطبعة الحجرية.

٥٢

تلاميـذه

خرجت مدرسته العلمية مجموعة من الفضلاء العلماء الاجلاء الذين كان لكل واحد منهم دور مؤرخ وتأثير على مسيرة الفكر الشيعي الامامي، نقتصر على ذكراربعة من مشاهير تلاميذه وهم:

١ ـ الشيخ عباس القمي.

٢ ـ الشيخ آغا بزرگ الطهراني.

٣ ـ الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء.

٤ ـ السيد عبد الحسين شرف الدين.

ويحسن بنا أن نعرف كل واحد منهم بنحو الإيجاز والإختصار، فأمّا:

١ ـ الشيخ عباس القمي:

فهو عباس بن محمد رضا بن ابي القاسم القمي عالم محدث ومؤرخ فاضل ولد في قم في نيّف وتسعين ومائتين والّف وقرأ مقدمات العلوم وسطوح الفقه والاصول على عدد من علماء قم وفضلائها كالميرزا محمد الارباب.

٥٣

وفي سنة ١٣١٦ هـ هاجر الى النجف الاشرف فاخذ يحضر حلقات دروس العلماء الاّ انه لازم الشيخ الحجة الميرزا حسين النوري.

وبقي الشيخ عباس القمي مع الشيخ النوري يقضي معظم اوقاته في خدمته واستنساخ مؤلفاته ومقابلة مسوداته، وقد استنسخ من كتبه (خاتمة مستدرك الوسائل) عندما ارسله الى ايران ليطبع، وكذا غيره من آثاره، وحصل على الاجازة منه.

وكان دائم الاشتغال شديد الولع في الكتابة والتدوين والبحث والتنقيب لا يصرفه عن ذلك شيء ولايحول بينه وبين رغبته فيه واتجاهه اليه حائل.

توفي رحمه الله في النجف بعد منتصف ليلة الثلاثاء ٢٣ ذي الحجة سنة ١٣٥٩ هـ ودفن في الصحن الشريف في الايوان الذي دفن فيه شيخنا النوري وبالقرب منه.

ترك المترجم له مجموعة متنوعة قيّمة من الآثار في مختلف المواضيع والعلوم،وهي تدل على مكانته السامية، وسعة اطلاعه وجلده على البحث والتنقيب وهي عربية وفارسية، وكان قد استفاد من مكتبة شيخه النوري عليه الرحمة كثيراً لإنها كانت تضم عدداً كبيراً من الذخائر والنفائس والاسفار النافعة.

ومن مؤلفاته: الكنى والالقاب، وهداية الزائرين وقد امره استاذه النوري قدس سره ان يتم كتابه فأتمّهُ(١).

ومفاتيح الجنان المشهور، ونفس المهموم في مقتل الحسين المظلوم عليه السلام، ووقائع الايام، وترجمة جمال الاسبوع، ومقاليد الفلاح في اعمال اليوم والليلة، وتحفة الاحباب وغيرها(٢).

١- راجع نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٥٢.

٢- هذه الترجمة ملخص ما اورده العلامة الطهراني في كتاب نقباء البشر: ج ٢، ص ٩٩٨ – ١٠٠١.

٥٤

٢ ـ الشيخ آغا بزرگ الطهراني:

الشيخ محمد محسن المعروف بالشيخ آقا بزرگ الطهراني ولد في طهران ليلة الخميس ١١ ربيع الاول ١٢٩٣ هـ. بعد تعلمه مقدمات العلوم في طهران هاجر في سنة ١٣١٥ هـ الى العتبات المقدسة قال رحمه الله تعالى في وصف علاقته بالشيخ النوري قدس سره:

” تشرفت بخدمته للمرة الاولى في سامراء في ١٣١٣ بعد وفاة المجدد الشيرازي بسنة وهي سنة ورودي العراق… وذلك عندما قصدت سامراء زائراً قبل ورودي الى النجف، فوفقت لرؤية المترجم له بداره حيث قصدتها لاستماع مصيبة الحسين عليه السلام وذلك يوم الجمعة الذي ينعقد فيه مجلس بداره، وكان المجلس غاصاً بالحضور،والشيخ على الكرسي مشغول بالوعظ، ثم ذكر المصيبة وتفرق الحاضرون، فانصرفت وفي نفسي ما يعلمه الله من اجلال واعجاب واكبار لهذا الشيخ اذ رأيت فيه حين رأيته سمات الابرار من رجالنا الاول.

ولما وصلت الى النجف بقيت أُمنّي النفس لو ان تتفق لي صلة مع هذا الشيخ لاستفيد منه عن كثب.

ولما اتفقت هجرته الى النجف في ١٣١٤ لازمته ملازمة الظل ست سنين حتى اختار الله له دار اقامته، ورايت منه خلال هذه المدة قضايا عجيبة لو اردت شرحها لطال المقال… “(١).

وقال اشهر اساتذته في النجف الاشرف الشيخ حسين النوري، والسيد مرتضى الكشميري المتوفي سنه ١٣٢٣، والشيخ محمد طه نجف المتوفي ١٣٢٣، والحاج ميرزا حسين حاج ميرزا خليل المتوفي سنة ١٣٢٦، والشيخ محمد كاظم

١- نقباء البشر (اقا بزرگ الطهراني): ج ٢، ص ٥٤٥.

٥٥

الخرسان صاحب الكفاية المتوفي سنة ١٣٢٩، والسيد محمد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى المتوفي سنة ١٣٣٧ والميرزا محمد تقي الشيرازي صاحب ثورة العشرين في العراق المتوفي سنة ١٣٣٨ والشيخ فتح الله شيخ الشريعة الاصفهاني قائد ثورة العشرين في العراق بعد الشيخ محمد تقي الشيرازي المتقدم ذكره، وكانت وفاته سنة ١٣٣٩ هـ(١).

وقد عرف عن الشيخ اقا بزرگ الطهراني كثرة تأليفاته فقد انفق عمره في التأليف فاخرج كتباً فريدة في بابها لم يسبق الى مثلها(٢).

ومن اشهر كتبه (الذريعة) وقد طبع بـ ٢٩ مجلداً، وكتاب (طبقات اعلام الشيعة) طبعت منه ١٣ مجلداً، وكتاب (مصفى المقال في مصنفي الرجال) و (هدية الرازي الى المجدد الشيرازي)، و (النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف)، وغيرها من المؤلفات الكثيرة(٣).

توفي يوم الجمعة لثلاثة عشر خلون من ذي الحجة لسنة ١٣٨٩ هـ ودفن في مكتبته في النجف الاشرف(٤).

٣ ـ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء:

ابن الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ موسى بن شيخ الطائفة الشيخ

١- راجع مقدمة الذريعة: ج ٢٠، ص (ج ـ د).

٢- اعيان الشيعة: ج ١٠، ص ٤٧.

٣- راجعها في مقدمة الذريعة: ج ٢٠، ص (و ـ يب).

٤- راجع مقدمة: نوابغ الرواة في رابعة المئات (اقا بزرگ الطهراني) ـ والمقدمة لولده (علي نقي المنزوي): ص (ي) ـ وراجع كتاب: شيخ آقا بزرگ (محمد رضا حكيمي) باللغة الفارسية ـ وكتاب شيخ الباحثين (عبد الرحيم محمد علي) ـ وكتاب ريحانة الأدب: ج ١، ص ٥٢ – ٥٤، وغيرها.

٥٦

جعفر صاحب كتاب كشف الغطاء.

ولد في النجف الاشرف في ١٢٩٤ هـ وبعد ان تلقى مقدمات العلوم، وبعد ان اتم دراسة سطوح الفقه والاصول وهو بعد شاب، اخذ بالحضور في دروس الطبقات العليا كالشيخ محمد كاظم الخراساني فقد حضر بحثه ست دورات، والسيد محمد كاظم اليزدي، والشيخ اغا رضا الهمداني، وتتلمذ في الفلسفة والكلام على الميرزا محمد باقر الاصطهباناتي، والشيخ احمد الشيرازي، والشيخ علي محمد النجف آبادي.

له مؤلفات كثيرة منها شرح العروة الوثقى، وكتاب الدين والاسلام، وكتابنزهة السمر، وكتاب المراجعات الريحانية وغيرها كثير.

وكان له نشاط سياسي اسلامي كبير وفهم دقيق للعبة الامم تجده واضحاً في كتابة (المثل العليا في الاسلام لا في بحمدون) وكان هذا الكتاب آخر ماصدر من يراعه.

كتب الشيخ آقا بزرگ عن علاقته بالشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء قائلا:

” وهو من اقدم اصدقائي، وصلتي به قديمة وقديمة جداً يرجع عهدها الى اكثر من خمسين سنة، واتذكر ان بداية هذه الصلة كانت يوم كان يختلف الى دار شيخنا العلامة النوري المتوفي عام ١٣٢٠، ويلازمه سفراً وحضراً، وكان كثير الحب لي وشديد الوفاء بعهود الوداد “(١).

وقد اجازه جملة من العلماء منهم الميرزا حسين النوري(٢) وكانت وفاته بعد صلاة الفجر يوم الاثنين ١٨ ذي القعدة ١٣٧٣ هـ في مدينة كرند، ونقل جثمانه الى

١- نقباء البشر: ج ٢، ص ٦١٧.

٢- معارف الرجال: ج ٢، ص ٢٧٥.

٥٧

النجف ودفن بمقبرة خاصة اعدها لنفسه في وادي السلام(١).

٤ ـ السيد عبد الحسين شرف الدين:

ومن اشهر تلاميذ النوري الاخرين وممن استجازه العلامة المرحوم السيد عبدالحسين شرف الدين رحمه الله تعالى(٢).

ولد في العراق في بلدة الكاظمية سنة ١٢٩٠ هـ ونشأ في العراق.

وتتلمذ على الشيخ محمد كاظم الاخوند الخراساني وحضر على الاستاذ الشيخ محمد طه نجف وعلى الشيخ حسن الكربلائي بالحائر، وعلى الشيخ فتح الله شيخ الشريعة الاصفهاني، والسيد محمد كاظم اليزدي واجيز من الميرزا حسين النوري(٣).

له مؤلفات كثيرة منها: المراجعات، الفصول المهمة، اجوبة مسائل جار الله، وشرح كتاب التبصرة، ورسالة في منجزات المريض، والنصوص الجلية في الامامة، وسبيل المؤمنين في الامامة، وكتاب ابو هريرة، وكتاب النص والاجتهاد، وغيرها. وله مواقف سياسية وفكرية واجتماعية مفصلة في محلها، كما انه اسس مجموعة من المؤسسات الاجتماعية والعلمية مازالت قائمة لحد الآن.

توفي يوم الاثنين ٨ جمادي الثانية سنة ١٣٧٧ هـ ودفن في النجف الاشرف(٤).

١- راجع نقباء البشر: ج ٢، ص ٦١٢ – ٦١٩ ـ ماضي النجف وحاضرها (جعفر محبوبة): ج ٣ ـ ريحانة الادب: ج ٥، ص ٢٧ – ٢٨ ـ مقدمة كتاب اصل الشيعة واصولها، وغيرها من مقدمات كتبه ـ معارف الرجال (حرز الدين): ج ٢، ص ٢٧٢ ـ ومصادر اخرى.

٢- معارف الرجال: ج ٢، ص ٥٢ ـ وكذلك في: ج ١، ص ٢٧٣ حيث عدّه مِنْ جملة مَنْ اجازه الشيخ النوري قدس سره.

٣- معارف الرجال: ج ٢، ص ٥٢.

٤- راجع معارف الرجال: ج ٢، ص ٥١ – ٥٣ ـ مقدمة كتابه المراجعات بقلم المرحوم آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين ـ ريحانة الادب: ج ٣، ص ١٩٤، ومصادر اخرى.

٥٨

٥٩

وقال عنه السيد الأمين: (وجمع من نفائس المخطوطات كتباً كثيرة دخلت عليه مرة وهي منضدة حوله لكنها تفرقت بعد موته أيدي سبأ “(١).

شغفه بتحصيل الكتب:

وله في تحصيل الكتب النادرة حالات ابهرت معاصريه، وكان يبذل الكثير من اجلها حتى لو تطلب ذلك بذل اعزّ شيء عنده.

منها ما ذكره تلميذه الوفي العلامة المحقق المؤرخ الكبير الشيخ اغا بزرگ الطهراني في اثناء حديثه عن شخصية استاذه النوري قدس سره:

” وله في جمع الكتب قضايا: مرّ ذات يوم في السوق فرأى اصلا من الاصول الاربعمائة في يد امرأة عرضته للبيع، ولم يكن معه شيء من المال، فباع بعض ما عليه من الالبسة واشترى الكتاب، وامثال ذلك كثير… “(٢).

ونقل صاحب الاعيان قصة شبيهة بهذه القصة التي نقلها تلميذه، ولعلها واحدة وقعت فيها الزيادة قال:

” يحكى عنه رجوعه في السوق(٣) امرأة بيدها كتابان تريد بيعهما فنظرهما فاذا هما من نفائس الكتب وقد كان له مدة يطلبهما ولايجدهما فساومها عليهما فطلبت منه قيمة فدفع لها باقي نفقته فلم تكف فنزع عباءته واعطاها الدلال فباعها فلم تكف قيمتها فنزع قباءه وباعه واتم لها القيمة “(٤).

وقد نقلت هذه القضية او قضية اخرى تشبهها في كتاب (وفيات العلماء) باللغة

١- اعيان الشيعة: ج ٦، ص ١٤٣.

٢- نقباء البشر: ج ٢، ص ٥٥٥.

٣- هكذا العبارة في المصدر المطبوع بالحجم الرحلي، والظاهر ان فيها سقط وقع في الطبع.

٤- عيان الشيعة: ج ٦، ص ١٤٣.

 

شاهد أيضاً

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ کتاب الشمس الساطعة منهج‌ المرحوم‌ القاضي‌ قدّس‌ ...