29. وقال(عليه السلام): كُنْ سَمَحاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً، وَكُنْ مُقَدِّراً(1) وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّراً(2).
30. وقال(عليه السلام): أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنى(3).
31. وقال(عليه السلام): مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا فِيهِ [بـ] ما لاَ يَعْلَمُونَ.
32. وقال(عليه السلام): مَنْ أَطَالَ الاَْمَلَ(4) أَسَاءَ الْعَمَلَ.
33. وقال(عليه السلام) وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الانبار(5)، فترجّلوا له(6) واشتدّوا(7) بين يديه:
مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟
____________
1. المُقَدّر: المُقْتَصِد، كأنه يقدّر كل شيء بقيمته فينفق على قدره.
2. المُقَتّر: المُضَيّق في النفقة، كأنه لا يعطي إلاّ القتر، أي الرمقة من العيش.
3. المُنى: جمع مُنْيَة، وهي ما يتمناه الانسان لنفسه، وفي تركها غنى كامل، لان من زهد شيئاً استغنى عنه.
4. طول الامَل: الثقة بحصول الاماني بدون عمل لها.
5. الدَهَاقِين: جمع دِهْقان، وهو زعيم الفلاحين في العَجَم. والانْبار: من بلاد العراق.
6. تَرَجّلُوا أي: نزلوا عن خيولهم مُشاةً.
7. اشتدّوا: أسرعوا.
فقالوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا.
فقال(عليه السلام): وَاللهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ(1) بِهِ عَلَى أَنْفُسِكْمْ [فِي دُنْيَاكُمْ،] وَتَشْقَوْنَ(2) بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ، وَمَا أخْسرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ(3) مَعَهَا الاَْمَانُ مِنَ النَّارِ!
1. تَشُقُّون ـ بضم الشين وتشديد القاف ـ: من المشقّة.
2. تَشْقَوْن الثانية ـ بسكون الشين ـ: من الشقاوة.
3. الدَعَة ـ بفتحات ـ: الراحة.