اٜلشهيدٜ فاٜضل أٜحمدعبد اٛللطيفٛ ينتمي إلى أسرة متواضعة تكن أعظم الولاء للإسلام، ومحبة أهل البيت عليهمالسلام، عاش طفولته وسني شبابه في ظل هذه الأسرة وتعلم منها ذلك الحب العظيم الذي قاده في نهاية المطاف إلى طريق الفداء والتضحية، طريق أبي عبدالله الحسينعليهالسلام.
ولد عام1958م في قضاء بلد وعُرف بين أهل منطقته بإيمانه وشجاعته ومواقفه البطولية في التصدي لأزلام البعث، معروفا عنه تردده الدائم إلى المسجد، وكان شعلة هادية لكل خير وصلاح في بيته وبين أصدقائه في المدرسة والحي الذي كان يعيش فيه.
بعد تخرجه عام1979م من المعهد البيطري — الصحة الحيوانية، سيق للخدمة الإلزامية في الجيش العراقي، وكان له نشاط مستمر بين الجنود ولطالما حاول بث روح التمرد بينهم واطلاعهم على الكثير من الحقائق التي حاول البعث طمسها من أجل كتم صوت الإسلام، وحربه الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية الفتية، وكان كثيرا ما يحث الجنود على الهروب من تلك الحرب البغيضة كي لايكثّروا السواد على الإسلام في حال بقائهم فيها.
عقد فاضل العزم على التوجه إلى الجمهورية الإسلامية لكي يلتحق بالمجاهدين ويكون جنديا من جنود الإسلام الذين يدافعون عنه بدمائهم من أجل إعلاء كلمة لاإله إلا الله ونشر راية الإسلام. ففي يوم13/5/1983م عبر كردستان العراق مع رفيق دربه أبوذر الحداد( )، محققا الحلم الذي راوده مدة طويلة.
جاء اليوم الذي اعتبره منعطفا كبيرا في حياته، يوم التحق مع إخوانه المجاهدين بتاريخ30/10/1983م، ضمن الدورة الرابعة( ) تلك الدورة التي قدمت العديد من الشهداء ورفدت قوات بدر بأفضل الكوادر التي تولت مسؤوليات مختلفة.
كان قدوة للمجاهدين خلال وجوده معهم ومثلا يحتذى به، نال حبهم بإخلاصه وتفانيه وأخلاقه العالية وطيبته فملك قلوبهم، وكان لشخصيته القوية وخبرته المتميزة على استعمال كافة أنواع الأسلحة، وسيطرته الكاملة على الكثير من المواقف التي تحتاج إلى سرعة في العمل والتنفيذ وشجاعة في الأداء، والقدرة على اختيار أفضل الظروف للأعمال القتالية وانتخاب أفضل المسالك لها، كل ذلك كان وراء اختياره آمرا لإحدى سرايا فوج الشهيد الصدر ومن ثم معاونا لآمرهِ، وكان أهلا لتحمل تلك المسؤولية رغم ثقلها وصعوبتها، لكن المسؤولية بالنسبة إليه كانت نوعا من الخدمة وواجبا شرعيا عليه تحمله.
تعتبر فترة الهور والمعارك التي خاضها المجاهدون هناك من أحسن وأسعد الفترات التي مرت بأبي حيدر إذ كان يشعر بالغبطة والسرور العميق كلما كُلف بواجب قتالي، أو دخل في عملية جهادية، وقد شارك في كل العمليات التي خاضها المجاهدون في هور الحويزة عامي (1984-1985) والتي مرّت علينا في ترجمة بعض الشهداء.
في معركة حاج عمران كان أبوحيدر الكرار آمرا للسرية الثانية من فوج الشهيد الصدر وكان يتقدم بسريته حتى وصلوا الثغرة وهو المكان الذي يبدأ منه الدخول إلى العدو البعثي،
فصعد إلى مواقعهم وهو ينادي بصوته القوي مشجعا إخوته مذكرا إياهم بموقف سيد الشهداء الحسين عليهالسلام. وصعد هو والذين معه يدمرون حصون الأعداء الواحد تلو الآخر ويقتحم مواضعهم وهو يضرب أروع الأمثلة في الفداء والتضحية، واستمروا بالتقدم على الرغم من كثافة النار التي تنهمر عليهم كالمطر،
حتى سقطت قذيفة هاون بالقرب منه وكان ذلك قبيل صلاة الفجر فسقط مضرجا بدمه الطاهر بتاريخ1/9/1986م، وكانت آخر كلماته التي نطق بها هي يامهدي ثلاثا حتى رحل إلى جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
من حديث الشهيد قبل العمليات بيوم واحد (لقد كنت في العراق عندما نشبت الحرب المفروضة وكنت في ذلك الوقت في الجيش العراقي، وعندما أدركت أنَّ هذا الجيش وظف لخدمة الاستكبار وخدمة صدام، وأنه يعمل ضد الإسلام، قررت التوجه إلى الجمهورية الإسلامية والمشاركة في قتال البعثيين وإني فخور جدا وأنا أنتمي إلى الإسلام وأقاتل أعداء الله أينما وجدوا ومهما كانت صلتهم بالنسبة لنا حتى نصل إن شاء الله إلى أرض كربلاء أرض الحسينعليهالسلام.
سلام عليك أبا حيدر الكرار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا