الرئيسية / من / أوكرانيا… الشعرة التي قد تقصم ظهر العلاقات بين الرياض وواشنطن

أوكرانيا… الشعرة التي قد تقصم ظهر العلاقات بين الرياض وواشنطن

أوكرانيا… الشعرة التي قد تقصم ظهر العلاقات بين الرياض وواشنطن

أوكرانيا... الشعرة التي قد تقصم ظهر العلاقات بين الرياض وواشنطن

مواضيع ذات صلة

خبراء سعوديون: أمريكا لا تستطيع تغيير قرارات الرياض

الوقت- ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، يوم السبت الماضي، أنّه من المقرّر أن تستضيف السعودية “محادثات سلام” بين الدول الغربية وأوكرانيا والدول النامية الرئيسية، بما في ذلك الهند والبرازيل، في أوائل شهر آب/أغسطس المقبل. 

وبيّنت الصحيفة أنّ “هذه المحادثات تأتي في الوقت الذي تكثف أوروبا وواشنطن جهودهما لتعزيز الدعم الدولي لمصلحة أوكرانيا”.

وأضافت “وول ستريت جورنال” نقلاً عن دبلوماسيين مشاركين في المناقشات: إنّ الاجتماع المقرّر في مدينة جدة السعودية، يومي الخامس والسادس من الشهر المقبل، سيجمع كبار المسؤولين من ما يصل إلى 30  دولة، ومن بين الدول التي تلقت دعوة للمشاركة إندونيسيا ومصر والمكسيك وتشيلي وزامبي.

وبيّنت أنّ “هذا الاجتماع يأتي وسط معركة متنامية بين الكرملين وداعمي أوكرانيا الغربيين لاستمالة الدول النامية الكبرى، التي كانت محايدة بشأن حرب أوكرانيا”.

وأشارت “وول ستريت جورنال” أيضاً، إلى أنّ المسؤولين الأوكرانيين والغربيين يأملون أن تؤدي المحادثات، التي لن تشارك فيها روسيا، إلى حشد تأييد دولي لـ”بنود سلام تنحاز لأوكرانيا”، وذكر التقرير أنّه لم يتضح بعد عدد الدول التي ستلبي الدعوة للمشاركة، لكن من المتوقع أن تشارك الدول التي سبق وحضرت جولة محادثات مماثلة في كوبنهاغن في حزيران/ يونيو الفائت. 

وفي حين أنّ بريطانيا وجنوب إفريقيا وبولندا والاتحاد الأوروبي من بين الذين أكدوا المشاركة في المحادثات، كما أنه من المتوقع حضور مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وفق الصحيفة.

يذكر أنه في 28 حزيران/يونيو الفائت، أفادت وكالة “بلومبيرغ” بأن المشاركين في اجتماع دول الغرب والجنوب العالمي حول أوكرانيا في كوبنهاغن فشلوا في التوصل إلى اتفاق بشأن سبل حل الأزمة هناك. 

وحضر اجتماع كوبنهاغن، إضافة إلى دول مجموعة السبع وأوكرانيا، ممثلو الهند وتركيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والسعودية.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداد موسكو للمفاوضات للبحث عن تسوية بشأن أوكرانيا، وشدّد في الوقت ذاته على أنّ روسيا لا تقبل جر كييف للانضمام إلى “الناتو” من جانب الدول الغربية، “لأن هذا يشكل تهديداً أمنياً لأراضيها”.

وكرّر بوتين استعداده للمفاوضات، مشيراً إلى ما كشفه في وقتٍ سابق، بشأن اتفاق على مسودة معاهدة سلام مع أوكرانيا، التي بدورها نكثت به بعد انسحاب القوات الروسية من محيط كييف، لتهيئة الظروف لإبرام اتفاق نهائي، مردفاً: “لذلك أعتقد أن الكرة في ملعبهم تماماً”، وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أكد في عدّة مناسبات، أن روسيا لا ترفض المفاوضات ومنفتحة دائماً على الحوار، لكنها لن تتنازل عن أي من حقوقها، ولن تسمح بما من شأنه أن يشكّل خطراً آنياً أو مستقبلياً على أمنها وأمن شعبها.

الخلافات وآفاق العلاقات الثنائية

على الرغم من أن الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة أصبحت علنيةً بشكل أكبر في العامين الماضيين، ولكن كان هناك تضارب في المصالح بين البلدين في القضايا الإقليمية في الماضي أيضًا. 

أول معارضة للسعودية لسياسات الولايات المتحدة الإقليمية، كانت في حرب العراق الثانية عام 2003، عندما قال نواز بن عبد العزيز، رئيس جهاز الأمن السعودي آنذاك، إن حكومة العراق قضية داخلية، والرياض تعارض أي تدخل في العراق، ومنذ ذلك الحين، أججت قضايا أخرى الخلافات بين الجانبين، إلى أن اشتدت الخلافات بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

إحدى القضايا الخلافية هي الحرب في اليمن، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة دعمت التحالف السعودي بقوة في بداية الحرب في اليمن، إلا أنها غيرت سياستها إلى حد ما بعد أن تولى بايدن السلطة، وباتخاذ لفتة إنسانية تحاول إقناع الرياض بإنهاء الحرب في اليمن، وقد أضر هذا الموضوع في مرحلة ما بالعلاقات بين الجانبين، ما أدى إلى تقليص الدعم العسكري وسحب أنظمة صواريخ باتريوت من السعودية. 

كما تضغط واشنطن على السعوديين لزيادة إنتاجهم النفطي بعد الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى أزمة طاقة في الغرب بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية، لكن في هذا الاتجاه تتخذ الرياض أيضًا خطوات ضد إرادة أمريكا.
وحتى في أكتوبر 2022، عندما أعلنت السعودية قرارها بخفض إنتاج النفط في شكل أوبك بلس، اشتدت التوترات بين الرياض وواشنطن، وطالب نواب الكونغرس بتقليص العلاقات ووقف المساعدات العسكرية للسعودية.

والقضية الأخرى التي ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، هي انتقادات حقوق الإنسان لإدارة بايدن لسياسات ابن سلمان، وخاصةً في قضية مقتل جمال خاشقجي، الصحفي الناقد للسعودية، الذي قال بايدن شخصيًا إنه سيعاقب ابن سلمان، وحكام الرياض غاضبون من أن واشنطن دائماً ما تضرب بمطرقة حقوق الإنسان على رؤوسهم.

ومن الخلافات بين الرياض وواشنطن، التي حاول المسؤولون الأمريكيون التقليل من شأنها، قضية تطبيع العلاقات السعودية مع سوريا، الأمر الذي أثار قلق الغرب، ولقد حاول قادة البيت الأبيض جاهدين إبعاد الدول العربية عن تطبيع العلاقات مع دمشق، لكنهم فشلوا في هذا الملف أيضًا، والاختلاف في وجهات النظر السياسية بشأن القضايا الإقليمية يتزايد يوماً بعد يوم. 

بالنظر إلى حجم الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة، فإن رغبة بايدن في تحسين العلاقات الثنائية عديمة الجدوی، لأنه في العامين الماضيين توصلت الدول العربية إلى يقين من أن الهيمنة الأمريكية آخذة في التراجع، ولم تعد ترى أنه من المستحسن إحالة الأمن إلى هذا البلد، ويعتقدون أن الصين الآن تحاول الاستيلاء على مكانة واشنطن، ولهذا الغرض فإنهم يميلون نحو الشرق، واتفاقيات التعاون طويلة الأمد بين العرب والصين في العام الماضي دليل على ذلك.

تسعى أمريكا إلى إبعاد العرب عن الصين وروسيا، ومن أجل كسب ثقة حلفائها، عززت وجودها العسكري في الخليج الفارسي لتوجيه رسالة إلى الحكام العرب، بأنها لم تتخل عنهم ويمكنها الدفاع عن مصالحهم ضد التهديدات، لكن الوقت متأخر لتنفيذ مثل هذه التحركات الشكلية، والعرب يتحركون في اتجاه التباعد عن الغرب والتقارب مع الشرق، ولا شيء يمكن أن يشكل عقبةً في هذا الاتجاه.

جهود الولايات المتحدة الحثيثة لترميم العلاقات مع السعودية

كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية على أعلى المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية لأكثر من سبعة عقود، منذ أول اتصال خلال رئاسة فرانكلين روزفلت في منتصف القرن العشرين، لكن الوضع اليوم مختلف عن الماضي، والعلاقات بين البلدين لا تشبه تلك الفترة الذهبية، وعلى الرغم من أن دور المكونات الاستراتيجية مثل التحول في تركيز السياسة الخارجية الأمريكية إلى شرق آسيا، واستياء السعودية من السياسة الإقليمية لحكومات واشنطن في العقدين الماضيين، كان بمثابة زلزال مدمر في انهيار هذا التحالف التاريخي، لكن توجه سياسات البيت الأبيض تجاه قضايا حقوق الإنسان في عهد جو بايدن، زاد من سرعة هذا الانهيار، لدرجة أن الإدارة الديمقراطية في واشنطن الآن تدق كل باب لاستعادة العلاقات بين البلدين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

لذلك، استمرارًا لإرسال البيت الأبيض شخصيات سياسية وأمنية بارزة إلى السعودية في الشهرين الماضيين لإعادة العلاقات، أوفد البيت الأبيض مرةً أخرى مسؤولًا رفيع المستوى إلى السعودية. وفي الأيام الأخيرة، تم إرسال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، إلى السعودية للتحدث مع محمد بن سلمان، حتى تحدث هناك انفراجة في العلاقات المتوترة بين البلدين. 

ووفقًا لبيان البيت الأبيض، ركزت مناقشات سوليفان وابن سلمان على المبادرات الجارية لتعزيز الرؤية المشتركة لشرق أوسط أكثر سلامًا وأمانًا وازدهارًا واستقرارًا، والجهود المبذولة لإنهاء الصراع المستمر منذ سنوات بين السعوديين وأنصار الله في اليمن.

كما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، بأن الجانبين بحثا العلاقات السعودية الأمريكية والعلاقات الاستراتيجية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في الأمن القومي بالبيت الأبيض، قوله إن سوليفان وابن سلمان ناقشا المسار المحتمل لتطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الإسرائيلي، وتعدّ زيارة سوليفان إلى السعودية، وهي ثاني لقاء له مع المسؤولين السعوديين في الأشهر الثلاثة الماضية، استمرارًا لسلسلة زيارات كبار مسؤولي البيت الأبيض إلى السعودية، حيث قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، بمثل هذه الزيارة لإنهاء سوء التفاهم بين البلدين في العام الماضي، لكن نتائج التطورات تشير إلى أن البيت الأبيض لم يحصل على أي نتائج من هذه الزيارات.

إن حقيقة أن الاجتماع بين ابن سلمان وسوليفان عُقد خلف أبواب مغلقة، ولم تُنشر صور لهذا الاجتماع، تُظهر أنه إضافة إلى ما تناقلته وسائل الإعلام، أثيرت قضايا أخرى بين مسؤولي البلدين.

 

.

يمكنكم الانضمام إلى الولاية الاخبارية على تلكرام

شاهد أيضاً

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ کتاب الشمس الساطعة منهج‌ المرحوم‌ القاضي‌ قدّس‌ ...