الرئيسية / القرآن الكريم / مجموعة مختارة من كلمات الإمام الخامنئيّ (دام ظله)/حول القرآن الكريم

مجموعة مختارة من كلمات الإمام الخامنئيّ (دام ظله)/حول القرآن الكريم

الأنس بالقرآن الكريم

مجموعة مختارة من كلمات الإمام الخامنئيّ (دام ظله)

حول القرآن الكريم

المبحث الأوّل: خصائص القرآن الكريم وآثاره

العزّة تكون في ظلّ القرآن، وكذلك الرفاهية والتقدّم المادّيّ والمعنويّ، والأخلاق الفاضلة، والقدرة والتغلّب على الأعداء، كلّها في ظلّ القرآن. لو أنّنا، الشعوبَ المسلمة، أدركنا هذه الحقائق جيّدًا، وسعينا للوصول إلى هذه الأهداف، يقينًا سوف ننال فوائد جمّة[1].

كلّما اقتربنا من القرآن، يتحقَّق أمران: الأوّل هو أنّنا نصبح أقوى، والثاني أنّ أعداءنا الدوليّين يتعبّؤون ضدّنا أكثر. حسنًا، فليكن. فكلّما اتّجهنا نحو القرآن واقتربنا منه، يزداد أعداء البشريّة حنقًا، ويبدؤون بتوجيه الاتّهامات والأكاذيب والشائعات والحصار الاقتصاديّ والضغوط السياسيّة، ويمارسون ضدّ شعبنا أنواع الخبث والمَلْعنة… مثلما تشاهدون ما يفعلون. لكن في المقابل، إنّ قدرتنا وقوّة تحمُّلنا وتأثيرنا كلّها تزداد يومًا بعد يوم، وسوف تتضاعف، كما ترون[2].

 

الآثار التربويّة ودور المرأة

إنّ مشاركتكُنّ في مجال العمل القرآنيّ سوف تُلهِم المجتمع النسائيّ في التوجّه نحو القرآن إن شاء الله. وإذا تحقّق الأنس بالقرآن لدى النساء، سيتمّ علاج الكثير من مشكلات المجتمع؛ لأنّ أفراد جيل المستقبل سيتربّون في أحضان النساء. والمرأة

 

 


[1] من كلام له (دام ظله) في محفل الأنس بالقرآن، بتاريخ 21/07/2012.

[2]  من كلام له (دام ظله) في لقاء قرّاء القرآن، بتاريخ 15/07/2010.

 

26


16

المبحث الأوّل: خصائص القرآن الكريم وآثاره

التي لديها المعرفة والأنس بالقرآن، والمتعلّمة مفاهيمه، يُمكنها أن تكون مؤثّرة جدًّا في تربية أبنائها. ونسأل الله، ببركة حركتكنّ وأنشطتكنّ العظيمة هذه، أن يغدو مجتمعنا في المستقبل مجتمعًا قرآنيًّا أكثر بكثير ممّا هو عليه اليوم[1]. إنّ السبب وراء تأكيد الإسلام، بهذا القدر، دورَ المرأة داخل الأسرة، هو أنّها لو التزمَت أسرتَها واعتنَت بها، وأَوْلَت تربيةَ أبنائها الأهمّيّة اللازمة، فكانت حاضرة معهم، وأرضعتهم وأنشأتهم في حضنها، وزوّدَتهم بالمؤونة الثقافيّة -القصص والأحكام والحكايات القرآنيّة والأحداث الملهمة- وغذَّتهم بها كلّما سنحَت الفرصة، كالأغذية الجسمانيّة، فإنّ أجيال ذلك المجتمع ستكون راشدة متسامية. هذا فنّ المرأة، وهو لا يتنافى مع الدرس والتدريس والعمل ودخول ميدان السياسة وأمثال هذه الأنشطة[2].

آثار البعد عن القرآن الكريم

إنّ ضَعْفنا، نحن الأمّةَ الإسلاميّة، وتخلُّفنا وضلالاتنا واضطراباتنا في قضايا الأخلاق والحياة، ذلك كلّه ناشئٌ من البعد عن القرآن[3]. فالانحرافات، وسوء الفهم، واليأس، وخيانات البشر بعضهم لبعض، وعداؤهم بعضهم لبعض، وإذلال الإنسان نفسه مقابل طواغيت العالم، وما إلى ذلك، كلّها ناجمة عن البعد عن

 

 


[1]  من كلام له (دام ظله) في لقاء جمع من سيّدات البلد الباحثات في القرآن، بتاريخ 20/10/2009.

[2] من كلام له (دام ظله) في اجتماع نساء خوزستان، بتاريخ 10/03/1997.

[3]  من كلام له (دام ظله) في لقاء قرّاء القرآن وحفظته وأساتذته، بتاريخ 02/08/2011.

 

27


17

المبحث الأوّل: خصائص القرآن الكريم وآثاره

القرآن[1]. ما معنى إلغاء القرآن من الحياة؟ يعني انقطاع العلاقة بين الشعوب الإسلاميّة والإسلام؛ لأنّ القرآن هو مشعل الإسلام ومشعل الهداية[2].

أَذكُر لكم أنّه لسنوات طويلة، كان هناك سعي إلى إيجاد مسافة فاصلة بين المعارف القرآنيّة وقلوب مجتمع المسلمين والأمّة الإسلاميّة، ولا يزال هذا السعي مستمرًّا إلى الآن. ففي يومنا هذا، وفي بعض الدول الإسلاميّة، إنّ رؤساء المسلمين في هذه الدول، ولمراعاة أعداء الإسلام، مستعدّون لإخراج فصل الجهاد من تعاليمهم الإسلاميّة، ومستعدّون لإخراج المعارف القرآنيّة وإبعادها من تعاليمهم العامّة في مدارسهم وبين شبابهم، إذا كانت تخدش مصالح الأعداء. اليوم يجري الأمر على هذا المنوال[3]. فالشعوب الإسلاميّة، بسبب حكومات الطواغيت، امتُصَّت دماؤها -مع أنّ القرآن الكريم قد حذّر مخاطَبيه من كلّ هؤلاء الطواغيت- لا دماؤها الاقتصاديّة أو ثرواتها الحيويّة ومناجمها وثرواتها الباطنيّة ونفطها وأمثال ذلك فحسب، بل روحيّة مقاومتها وصمودها، وطلبها العلوّ والعزّة في الدنيا أيضًا. لقد أدارت الشعوب الإسلاميّة ظهرها لثقافتها، وتقبّلت الثقافة المادّيّة، مع أنّنا في الظاهر كُنّا نقول: «لا إله إلا الله»، وكُنّا

 

 


[1]  من كلام له (دام ظله) في لقاء المشاركين بالمسابقات القرآنيّة، بتاريخ 15/04/2019.

[2] من كلام له (دام ظله) في لقاء قرّاء القرآن، بتاريخ 06/02/1992.

[3] من كلام له (دام ظله) في لقاء قرّاء القرآن، بتاريخ 15/07/2010.

 

29


18

المبحث الأوّل: خصائص القرآن الكريم وآثاره

طوال الزمان مسلمين، لكنّ ثقافة الغرب وعلومه قد أثّرَت في قلوبنا وأبعدَتنا عن الحقائق. حينذاك، لم نفقد اقتصادنا وعزّتنا الدنيويّة فحسب، بل أخلاقنا ومعالمنا الأخلاقيّة. إذا كُنّا قد ابتُلِينا بالكسل والضعف والهوان، وإذا كُنّا قد خسرنا ألفة القلوب فيما بيننا، وحلَّ بيننا سوء الظنّ، كلّ ذلك بسبب الثقافة المعادية للإسلام والمخالفة له، التي جرى حشوها فينا وفرضها علينا[1]. إنّ بؤس المجتمعات الإسلاميّة يرجع إلى البعد عن القرآن وحقائقه ومعارفه. كلّ نقصٍ يعاني منه العالم الإسلاميّ هو بسبب الابتعاد عن المعارف الإلهيّة والمعارف القرآنيّة. فالقرآن كتاب الحكمة والعلم والحياة.

ما يُلاحَظ اليوم في عالَم الإسلام، أنّ أعداء الإسلام يواجهون الإسلام باسم الإسلام، وبلباس الإسلام. هذا التعبير نفسه الذي أَطلَقَه إمامُنا العظيم (رضي الله عنه): الإسلام الأمريكيّ قبالة الإسلام المحمّديّ الأصيل. الإسلام الأمريكيّ إسلامٌ ينسجم مع الطاغوت، ومع الصهيونيّة، وقد ظهر لخدمة أهداف أمريكا، فظاهره الإسلام واسمه الإسلام أيضًا[2]. لكن إذا أَنِسَت الأمّة الإسلاميّة بمعارف القرآن، ورفعَت من مستوى معرفتها، سوف يقلّ هذا النوع من الحوادث. إنّ اتّصال القلوب وارتباطها بالله

 

 


[1]  من كلام له (دام ظله) في لقاء قرّاء القرآن وحفظته وأساتذته، بتاريخ 02/08/2011.

[2]  من كلام له (دام ظله) في لقاء القرّاء المشاركين في الدورة الواحدة والثلاثين للمسابقات الدوليّة للقرآن الكريم، بتاريخ 03/06/2014.

 

30

 

.

يمكنكم الانضمام إلى الولاية الاخبارية على تلكرام

 


شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...