الرئيسية / تقاريـــر / حازم أحمد فضالة في بيانه بشأن (نشر ثقافة الجندر)

حازم أحمد فضالة في بيانه بشأن (نشر ثقافة الجندر)

ما جوابنا لبيان المكتب الإعلامي لتيار الحكمة الوطني، في: 25-تموز-2023 بشأن (نشر ثقافة الجندر)؟

حازم أحمد فضالة

    نحن في صدارة المتصدين لمصطلحات الأقلية الغربية الليبرالية ومستعمراتها، ومن هذه المصطلحات (النوع الاجتماعي – الجندر)، ولم نترك أي جهة تورطت في هذه المصطلحات وخططها الإستراتيجية إلا وذكرناها في قناة (كتابة وتحليل)، وكان من بين الذين دعو إلى (نشر ثقافة الجندر) هو سماحة السيد عمار الحكيم، في: 11-أيلول-2021، وذكرنا ذلك في قناتنا بتاريخ: 24-تموز-2023، مع عبارة -دون قصد- أي لم يكن سماحته يقصد سوءًا؛ فقرأنا ردًّا نشره المكتب الإعلامي لتيار الحكمة برئاسة السيد عمار الحكيم، يوم: 25-تموز-2023، في محاولة لتسويغ كلمة سماحة السيد عمار الحكيم، وإلقاء الملامة على من أسماهم (المتصيدون)، ولا نعتقد أنَّ المكتب الإعلامي كان موفقًا في بيانه، لأنه عوضًا عن استيعاب النقد، إذا به يوجه الاتهامات ويشخص الموضوع، إذ اتهم الناقدين أن كلامهم (تأويلاتٌ باهتة مقصودة)! أو (أمزجة افتراضية مغلوطة)!

    من أجل ذلك، سنعرض دراستنا بعد هذه الإحاطة، وهي دراسة تتكون من (أربعة أجزاء)، لبيان خارطة (الجندر) اللغوية والاصطلاحية في الفكر الغربي الليبرالي نفسه، لتكون مرجعًا لكل كاتب في هذا الباب.
ذُكِرَ في بيان المكتب الإعلامي لتيار الحكمة:

1- (ذكر (الجندر) انطلاقاً من جذره اللغوي السليم، وبمفهومه الإيجابي المنسجم مع الدلالة الاصطلاحية الدقيقة، مع الإشارة الى أن استخدام هذا المصطلح في خطاب الحكيم قد وردَ ضمن سياقهِ العام الدالِّ عليه بشكل واضح، ولا يصحُّ اجتزاء الأفكار والدلالات من سياقها العام الجامع وتوجيهها وفقاً لأمزجةٍ افتراضية مغلوطة”)

2- (كما أنَّ استخدام هذا المصطلح في حينه (قبل أكثر من سنتين) لا ينسحب الى التأويلات والتفسيرات التي صرنا نسمعها اليوم… )

3- (ولم يكلف هؤلاء المتصيدون -إذا حسنت نيتهم- مراجعة المصطلح مفهوماً وجذراً وتوظيفاً، فانساقوا خلف سلوك معروف”.
وأوضح البيان، “إن ما قصده السيد الحكيم بالنقطة الأولى من خطابه ومهَّدَ له بكلمته، هو الفهم الصحيح لمفهوم الجندر (ويُقصَد به هنا الدور الاجتماعي للذكر والانثى معاً، في المسؤولية وبناء المجتمع… )
انتهى
    نكتفي بهذه المضامين من بيان المكتب الإعلامي المذكور آنفًا، ونؤكد أننا لا نعتقد أنَّ السيد عمار الحكيم يقبل هذه اللهجة، فهو من القادة الذين يتقبلون النقد، بل يتصلون بالنخب يقولون لهم تعالوا انقدونا وجهًا لوجه حتى نُقَوِّم بعضنا بعضًا. ونحن من الذين اجتمعنا معه اجتماعًا استمر (أربع ساعات) بطلب منه، دون أن نرى بوجه سماحته أي علامات للانزعاج أو الضجر، بل رحب بنا بأسمى معاني الترحيب، وطالب بتكرار الاجتماع.

    نقول إننا سنتناول الآتي في دراستنا التي ننشرها بعد هذه الإحاطة:

1- هل أنَّ دلالة مصطلح (الجندر) كانت سليمة تتوافق مع الفطرة الإنسانية في (2021)، لكنها اليوم تغيرت؟

2- هل أنَّ تفسير المكتب الإعلامي بشأن (الجذر اللغوي لكلمة جندر) هو تفسير يستقيم في اللغة العربية الفصيحة، بل في اللغة الإنجليزية صاحبة المصطلح؟

3- ما ترجمة المعجم (Oxford) للمعنى الدقيق لكلمة (جندر)؟

4- ما رأي المنظمات الغربية الليبرالية بمصطلح (جندر) وعددها (9) منظمات، كلها من كبريات منظمات الغرب الليبرالي، منذ سنة (1997)؟ أي: قبل (25.5) سنة؟!

5- هل يجوز لأي عربي الاستدانة المعجمية، من أجل استعمال الكلمة الأعجمية (جندر) وغيرها؛ إذا كان المقابل العربي الفصيح لها موجودًا؟

6- كيف عُرِّف مصطلح (الجندر) في: الخطة الإستراتيجية للعنف القائم على النوع الاجتماعي
لوزارة الصحة العراقية للأعوام 2022-2026؟

انتظروا دراستنا لطفًا.

الخارطة اللغوية والاصطلاحية للكلمة الإنجليزية (جندر – Gender) من: (1997 إلى 2023) (ج1)

حازم أحمد فضالة
26-تموز-2023

    الغرب الليبرالي ومستعمراته، كان قد بدأ حربه التركيبية علينا، وقسم من هذه الحرب هو (الحرب الناعمة)، ومن أدوات هذه الحرب هي (المصطلحات)، وأهم منهاج في هذه الحرب هو (إشاعة الفاحشة)، حتى أعلن الرئيس الأميركي بايدن (أمريكا أمة الفاحشة)، في: 11-حزيران-2023، وأنَّ البيت الأبيض هو (بيت أهل الفاحشة).
    وكانت الحكومتَين العراقيتين، في المرحلة: 2018-2022 (د. عادل عبد المهدي، مصطفى مشتت)، قد وقَّعَتا مع منظمات غربية، بعض الخطط الإستراتيجية المتعلقة بمصطلح: (النوع الاجتماعي)، وهو الترجمة لكلمة (Gender)، وبدأنا كشف خارطة (النوع الاجتماعي)، وكل من تكلم به، أو وقَّع اتفاقًا أو معاهدة، مع الغرب الليبرالي ومستعمراته. سوف نتتبع في دراستنا مصطلح (الجندر) وكيف يُعَرِّفه الغرب الليبرالي، ونؤكد أنه لا يحق لأي عربي ومسلم وأي إنسان خارج دائرة الغرب الليبرالي ومستعمراته؛ أن يُعَرِّف (الجندر) من عنده، لأنه ليس هو صاحب الكلمة، ولا هو صاحب الأهداف التي من أجلها نُشِرَت ورُوِّجَت، وثُقِّف إليها، بل هذا من شأن الغرب وحده.

1- تعريف قاموس (Oxford) الإنجليزي لكلمة (الجندر – Gender):
Oxford: (Gender /ˈdʒendə(r)/ male or female, especially when considered with reference to social and cultural differences, rather than differences in biology; members of a particular gender as a group.)
ترجمة مركز إنليل للدراسات:
(يُقصد بكلمة (جندر) حقيقة أنك ذكرٌ أو أنثى، وخصوصًا إذا استُعمِلَت للتعبير عن الاختلافات الاجتماعية والثقافية، عوضًا عن الاختلافات الجسمية [البيولوجية]، ويُستَعمَل مفهوم (الجندر) كذلك استعمالًا واسعًا؛ ليعني مجموعة من الهويات التي لا تتماهى بالضرورة مع التقسيم المعتاد للذكر والأنثى.)
الرابط:
https://www.oxfordlearnersdictionaries.com/definition/english/gender?q=gender

    خلاصة إكسفورد: (… ويُستَعمَل مفهوم (الجندر) كذلك استعمالًا واسعًا؛ ليعني مجموعة من الهويات التي لا تتماهى بالضرورة مع التقسيم المعتاد للذكر والأنثى.)

2- لماذا الاستدانة المعجمية؟
    العربي عندما يستعمل كلمة أعجمية، يجب أن يكون الاستعمال (ضروريًّا)، أي: لا عوض عنه، ولا وجود للمقابل العربي الفصيح له، وخصوصًا النُّخبة والقادة في الأمة، عليهم الحذر من استعمال اللفظ الأعجمي، إلا لضرورة قصوى كما ذكرنا، لأنهم بذلك يهيئون سوقًا رائجة للمصطلح الأعجمي، ويضفون عليه الشرعية للاستعمال، ومِن ثَمَّ شرعية الربط بين الدال والمدلول وشرعية المدلول، وهنا يتجسد الخطر بأعلى مستوياته؛ يجب على هذه الفئات التفريق بين: المُعَرَّب والدَّخيل والمُوَلَّد، في اللغة، والاطلاع على قواعد استعمال أيٍّ من هذه الألفاظ، بل كيف وجد بعضهم لنفسه الحق باشتقاق كلمة (جندر)! إذ قال أحدهم: (الجندرية)! وقال الآخر: (الجندرة)! ليت شِعري على وفق أي قاعدة اشتقاق اشتققتم اللفظ الأعجمي، وعلى وفق أي ميزان صرفيّ؟ لستُ أدري!

    يقول إبراهيم الحاج يوسف، صاحب كتاب (دور مجامع اللغة العربية في التعريب) في صفحة (36):
    (تعود أهمية التعريب إلى افتقار اللغة العربية إلى تسميات حديثة تُخترَع في شعوب متقدمة… يعجز المترجمون عن ترجمتها فورًا، فالتعريب وسيلة من وسائل إثراء اللغة العربية وتغذيتها بالمصطلحات التي يحتاج إليها الباحثون والكتاب… )

تعريف: المُعَرَّب والدَّخيل والمُوَلَّد:
    جمع المؤلفُ إبراهيم الحاج يوسف، التعريفات، مستخلصًا إيَّاها من التعريفات السابقة لمجامع اللغة العربية، على وفق الآتي:
1- ضوابط المُعَرَّب:
أولًا: لا بد أن يكون لفظًا أجنبيًّا مقترضًا.
ثانيًا: لا بد أن يخضع لمقياس عربي بالتغيير، ليكتسب نوعًا من صفة عربية أو بدونه، إذا كان في الأصل خاضعًا له.
ثالثًا: لا بد أن يكون حديث الدلالة في العربية.
    وطبقًا لهذه الضوابط، فالمُعَرَّب: (كل لفظ أجنبي دخل العربية مع خضوعه لمقاييسها، بالتغيير أو بدونه إذا كان في الأصل خاضعًا لها).

2- ضوابط الدَّخيل:
أولًا: لا بد أن يكون لفظًا أجنبيًّا مقترضًا.
ثانيًا: لا بد أن يكون قد دخل العربية غير خاضع لمقاييسها.
ثالثًا: لا بد أن يكون حديث الدلالة في العربية.
    وطبقًا لهذه الضوابط، فالدخيل: (كل لفظ أجنبي دخل العربية غير خاضع لمقاييسها).

3- ضوابط المُوَلَّد: لا نحتاج بيانه في هذا المقام.

    يقول الدكتور محمود سمرة (عضو مجمع عمَّان)، بشأن إجازة التعريب:
(أن يكون المقابل العربي للمصطلح الأجنبي، هو المصطلح الأجنبي، مع تحوير يجعله له جرسًا عربيًا؛ إذا أعيانا وضع المقابل العربي بطريقة من الطرق السابقة… )
[المصدر: حركة التعريب في العراق ص184.]
يُنظَر كذلك، تفصيل سيبويه للتعريب: (كتاب سيبويه) تحقيق عبد السلام هارون وشرحه، ج4 ص303-304.

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...