الخارطة اللغوية والاصطلاحية للكلمة الإنجليزية (جندر – Gender) من: (1997 إلى 2023) (ج2)
حازم أحمد فضالة
26-تموز-2023
نتناول في هذا الجزء الثاني من الدراسة، المعنى الاصطلاحي لكلمة (جندر – Gender)، الذي بيَّنته (المنظمات الغربية) من سنة (1997) فصعودًا مع ذِكْر سنة التعريف. فهل أنَّ المعنى الاصطلاحي له، كان متسقًا مع ثقافتنا الإسلامية ومع الفطرة الإنسانية ولم يتغيَّر إلا اليوم؟ هل أنه مصطلح دال على مدلول لا خُبْثَ فيه؟… حيث إنَّ مركزُنا (مركز إنليل للدراسات) كان قد رصدها وترجمها، على وفق الآتي:
تعريف المنظمات الدولية لمفهوم النوع الاجتماعي (الجندر)
1- منظمة الصحة العالمية (WHO)، (2011): يشير مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر) إلى خصائص النساء والرجال، والبنات والبنين التي تُبنى اجتماعيًا، وهذا يشمل المعايير والسلوكيات والأدوار، المرتبطة في أنك امرأة أو رجل، أو بنتٌ أو ابن؛ بناءً اجتماعيًا، ويختلف النوع الاجتماعي من مجتمع إلى آخر، ويمكن أن يتغير بمرور الوقت.
الرابط:
https://www.who.int/health-topics/gender#tab=tab_1
2- صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (UNIFEM)، (2001): يشير مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر) إلى الأدوار المحددة اجتماعيًا للذكر والأنثى, وتتغير هذه الأدوار التي تُكتَسَب بالتعليم بمرور الزمن، وتتباين تباينًا شاسعًا داخل الثقافة الواحدة، ومن ثقافةٍ إلى أخرى.
الرابط:
https://www.un.org/womenwatch/osagi/conceptsandefinitions.htm
3- منظمة اليونسكو (UNESCO)، (2003): يُشير مفهوم (الجندر) إلى أدوار الرجال والنساء ومسؤولياتهم، التي تُنشَأ في أسرنا ومجتمعاتنا وثقافتنا، كما أنَّ نظم التمايز الاجتماعي، مثل: الوضع السياسي، والطبقة، والعِرق، والعجز البدني والعقلي، والعمر وغيرها؛ يمكن أن تُعدِّل أدوارَ الجندر… إنَّ مفهوم (الجندر) أمر حيوي، لانه يُطبَّق في مجال التحليل الاجتماعي، ويكشف كيف تبنى تبعية المرأة، أو سيطرة الرجل اجتماعيًا، وبهذا؛ يمكن تغيير التبعية أو أن تُنهى، لأنها ليست محددة سلفًا جسديًّا [بيولوجيًّا]، ولا هي ثابتة إلى الأبد.
الرابط:
https://unevoc.unesco.org/home/+TVETipedia+Glossary/lang=en/show=term/term=Gender
4- وحدة مساواة النوع الاجتماعي وتمكين المرأة في الأمم المتحدة (UN WOMEN)، (2001): يشير مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر) إلى السمات، والفرص الاجتماعية المرتبطة في أنك أنثى أو ذكر، وإلى العلاقات بين النساء والرجال، والبنات والبنين، وإلى العلاقات بين الإناث والإناث، والعلاقات بين الذكور والذكور، وهذه الصفات والفرص والعلاقات؛ مبنية اجتماعيًا، وتُلقَّنُ بعمليات التنشِئة الاجتماعية، لذا فهي محددة من جهة السياق والزمن، وقابلة للتغيير.
الرابط:
https://www.un.org/womenwatch/osagi/conceptsandefinitions.htm
5- منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، (1997): يُعرَّف النوع الاجتماعي (الجندر) أنه العلاقات بين الرجال والنساء، على الصعيدين المادي والإدراكي، ولا يُحدَّدُ النوع الاجتماعي جسديًّا [بيولوجيًّا]؛ بناءً على خصائص جسدية [بيولوجية] في الذكور والإناث، بل إنه يُنشأ اجتماعيًا.
الرابط:
https://www.fao.org/3/y5608e/y5608e01.htm
6- اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في الأمم المتحدة (ESCWA)، (2007): يشير مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر) إلى الأدوار المحددة اجتماعيًا للذكر والانثى, وتتغير هذه الأدوار التي تُكتَسَب بالتعليم بمرور الزمن، وتتباين تباينًا شاسعًا داخل الثقافة الواحدة، ومن ثقافةٍ إلى أخرى.
الرابط:
https://www.unescwa.org/ar/sd-glossary/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A
7- المعهد الأوروبي للمساواة بين النوعين (2018): التعريف مشابه لما مذكور آنفًا في (4).
الرابط:
https://edoc.coe.int/en/gender-equality/6947-gender-equality-glossary.html
8- اتفاقية المجلس الأوروبي بشأن منع العنف بحق المرأة والعنف المنزلي ومكافحته (إستنبول – 2011): يُعرّف النوع الاجتماعي (الجندر) على أنه أدوار وسلوكيات ونشاطات وسمات، مبنية اجتماعيًا، يعدُّها مجتمع ما؛ مُناسبة لنوع مُعيَّن.
الرابط:
https://www.coe.int/en/web/gender-matters/council-of-europe-convention-on-preventing-and-combating-violence-against-women-and-domestic-violence
9- المعهد الكندي للبحوث الصحية: يشير النوع الاجتماعي (الجندر) إلى الأدوار والسلوكيات والتعبيرات والهويات التي تُنشأ اجتماعيًا، للبنات والنساء، والبنين والرجال الكبار، والأشخاص ذوي الأنواع المتعددة. لا تقتصر هوية الجندر على النوعين (بنت / امرأة، ابن / رجل)، ولا هي ثابتة، بل هي موجودة على طول سلسلة متصلة لها نهايات مختلفة، ويمكن أن تتغير مع الوقت.
الخارطة اللغوية والاصطلاحية للكلمة الإنجليزية (جندر – Gender) من: (1997 إلى 2023) (ج3)
حازم أحمد فضالة
26-تموز-2023
وصلنا إلى الجزء الثالث من هذه الدراسة، وهنا نتناول:
(الخطة الإستراتيجية للعنف القائم على النوع الاجتماعي لوزارة الصحة العراقية (2022 – 2026)) ونسأل القادة في العراق، خصوصًا الذين دافعوا عن موقفهم الداعم لما يسمى (نشر ثقافة الجندر)! أليست هذه خطة إستراتيجية وقَّعَتْها حكومة مصطفى مشتت (2020-2022) التي أنتم جزء أساس فيها؟ فإن كنتم قرأتم الخطة ووافقتم عليها، فهي مصيبة، وإن كنتم لم تقرأوا فأنتم منفصلون عن واقع المجتمع والمرجعية الدينية، وعليكم معالجة ذلك بتواضع.
تفاصيل سود من الخطة الإستراتيجية المذكورة آنفًا، ننقلها نصًّا (دون تصويب لغوي):
1- ذُكِر في صفحة (33) من الإستراتيجية، تحت عنوان (المصطلحات/ التعاريف) الآتي: «يشير مصطلح النوع الاجتماعي إلى الاختلافات الاجتماعية بين الذكور والإناث، والتي رغم أنها متجذرة بعمق في كل ثقافة، إلا
أنها تتغير بمرور الوقت… العنف القائم على النوع الاجتماعي هو مصطلح شامل لأي فعل ضار يُرتكب ضد إرادة الشخص، ويستند إلى الفروق الاجتماعية المنسوبة إلى (النوع الاجتماعي) بين الذكور والإناث… ورغم أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يستهدف النساء بشكل رئيسي، إلا أنه قد يكون الرجال والفتيان أيضا ضحايا لمثل هذا النوع من العنف، وخاصة العنف الجنسي… العنف الأسري هو نمط من السلوكيات التعسفية من قبل أحد الشريكين أو كليهما في علاقة حميمة مثل الزواج أو الأسرة أو المساكنة [مركز إنليل: هل تعد المساكنة من مصاديق الأسرة عند وزارة الصحة العراقية]»
2- ذُكِر في صفحة (8) من الإستراتيجية، تحت عنوان (ملخَّص تنفيذي) الآتي: «في العراق، يقدر أن حوالي 1.32 مليون شخص (75 % منهم نساء/ مراهقات، و 25 % رجال/ مراهقين) معرضون لخطر شكل من أشكال العنف القائم على النوع الأجتماعي» [مركز إنليل: هذه دلالة على أنَّ وزارة الصحة تعترف أنَّ مفهوم النوع الاجتماعي يشمل الذكور الذين يمكن أن يُعرَّضوا للعنف بسبب (نوعهم الاجتماعي].
3- ذُكِر في صفحة (17) من الإستراتيجية، تحت عنوان (التحديات في تقديم خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي) الآتي: «10- الحاجة إلى العمل على منع العنف القائم على النوع الاجتماعي بإشراك الرجال والفتيان».
4- ذُكِر في صفحة (19) من الإستراتيجية، تحت عنوان (اعتبارات خاصة للرجال والفتيان الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي) الآتي: «بالنظر إلى المحرمات الجنسية والدينية والاجتماعية العميقة، فإن التعذيب الجنسي شائع بشكل خاص ضد الرجال والفتيان… من المهم إيجاد خدمات مصممة للتغلب على الحواجز الاجتماعية والثقافية، والوصول إلى الناجين الذكور ودعمهم… ويجب أيضا تشجيع الجهات الفاعلة في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي، على توعية موظفيها بشأن هذه المجموعة المستضعفة».
5- ذُكِر في صفحة (22) من الإستراتيجية؛ الآتي: «2- ب. تقرير المصير – حقهم في اتخاذ قراراتهم الخاصة بما في ذلك القرارات الجنسية والإنجابية… ج. كرامة الإنسان – يتلقى الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي معاملة تتماشى مع الكرامة والاحترام الذي يجب أن يتلقوه كبشر. د. أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة – خدمات صحية ذات نوعية جيدة ومتاحة ويسهل الوصول إليها ومقبولة للناجين».
انتهى
تقويم قناة كتابة وتحليل:
1- استُعمِلَ مصطلح (النوع الاجتماعي – الجندر)، في هذه الخطة الإستراتيجية المشؤومة؛ بمعناه الغربي الليبرالي الخبيث، الذي نتكلم عنه الآن ونُحذِّر منه.
2- كلمة (جندر) تعادلها عندنا في اللغة العربية الفصيحة كلمة (نوع) أي: (نوع الإنسان: ذكر أو أنثى)، أما كلمة (الجنس) فتعني الجنس الإنساني، وهو ينقسم إلى نوعين: الذكر والأنثى، ولا معنى لاستدانة كلمة (جندر) من اللغات الأعجمية؛ بسبب وجود المقابل العربي الفصيح.
3- معنى كلمة (جنس) في معاجم اللغة العربية:
أولًا: معجم العين: الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفّى (175 هـ): (جنس: الجنس كل ضربٌ من الشيء والناس والطير، ومن حَدْو النحو والعروض والأشياء، ويجمع على أجناس).
ثانيًا: معجم مقاييس اللغة: لأبي الحسن أحمد بن فارس:
رأيه من رأي صاحب معجم العين نفسه.
ثالثًا: معجم لسان العرب: لابن منظور:
(الجنس: الضرب من كل شيء، وهو من الناس ومن الطير، ومن حَدْو النحو والعروض: والأشياء جملة… ويجمع أجناس جُنُوس… والجنس أعم من النوع… وقول المتكلمين: تَجَانَسَ الشيئان، ليس بعربي).
الخارطة اللغوية والاصطلاحية للكلمة الإنجليزية (جندر – Gender) من: (1997 إلى 2023) (ج4- الأخير)
حازم أحمد فضالة
26-تموز-2023
بعد أن أكملنا ثلاثة أجزاء من هذه الدراسة، وصلنا الآن إلى الجزء الرابع الأخير منها، ونتناول به المناهج الدراسية في مدارس بريطانيا (المملكة المتحدة)، وهي مناهج تُدَرَّس قبل ثلاث سنين من الآن، أي: من سنة (2020) أو أقل، وتختص بتأسيس ثقافة الفاحشة (النوع الاجتماعي – الجندر)، فكيف لأصحاب القرار في العراق، وصُنَّاع السياسة أنهم لم يطلعوا على هذه المناهج؟ وكيف دعو لنشر (ثقافة الجندر) في (2021) بعد مضي سنة على إقرار هذه المناهج للفاحشة؟ وكيف سمحوا للحكومة العراقية بتوقيع خطط إستراتيجية واتفاقات وانضمام إلى (سيداو) وغيرها من سنة (2018-2022)، بل أين كانوا عن تعريف (الجندر) منذ سنة (1997) حتى الآن؟!
نعرض تفاصيل الدراسة البريطانية على وفق الآتي:
عنوان الدراسة: خطط الدروس الصادمة التي يستخدمها المعلمون في الفصول الدراسية في المملكة المتحدة
الصحيفة: ديلي ميل – Daily Mail (البريطانية)
الكاتب: كريس ماثيوز. التاريخ: 18-حزيران-2023
الرصد والترجمة: مركز إنليل للدراسات
نلخص منها النقاط في أدناه:
1- يُلقِّنُ كثيرٌ من المدرسين الأطفالَ ادعاءات كاذبة علميًا بشأن النوع البيولوجي، ويقدمون النوع [البيولوجي الإنساني] على أنه سيّال ومتغير، ويعززون أفكارًا مفادها أنَّ الناس يمكن أن يولدوا في الجسد الخطأ.
2- تُدرَّسُ هذه المواضيع وأمثالها، مع رفع أكثر من ألف أسرة شكوى جماعية على هيئة الخدمات الصحية الوطنية؛ إذ ادَّعتِ الأسرُ أنَّ (مركز تافيستوك – Tavistock Centre) في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، سارع لإعطاء أطفالهم مثبطات البلوغ!
3- من الطبيعي أن ينجذب الأطفال دون سن البلوغ؛ انجذاب شهوة ممارسة النِّكاح إلى أي شخص.
4- إنَّ النوع البيولوجي، يختلف عن النوع الاجتماعي، والنوع الاجتماعي جزء جوهري من هوية الشخص، وأهم كثيرًا من نوعه البيولوجي.
5- يمكن للأشخاص أن يُغيروا نوعهم، مِن رجل إلى امرأة أو الخلاف.
6- إنَّ بعض الأشخاص ليسوا رجالًا ولا نساءً. [لا ذكر ولا أنثى].
7- إنَّ الرجال الذين لديهم كروموسوم (Y) الذكري؛ يمكن أن يكونوا نساءً مع ذلك.
8- توجب مدرسة في مدينة دورست، تعليم التلاميذ في الصف العاشر الذين أعمارهم زُهاء (14 – 15) سنة؛ الآتي: «يلاحظ كثير من الأطفال المتحولين نوعًا، اختلافًا بين أجسادهم ونوعهم الاجتماعي منذ صغرهم».
9- عُرِّفَ النوع الاجتماعي على أنه «أنك ذكر أو أنثى؛ اجتماعيًا أو ثقافيًا»، لكن، عُرِّف النوع أنه «أن يكون الشخص ذكرًا أو أنثى بيولوجيًا»، وذُكِرَ في خطة دروس مدرسة أخرى، أنَّ الأطفال في السنة التاسعة والعاشرة، بحاجة إلى معرفة أنَّ النوع الاجتماعي يمكن أن يختلف عن النوع البيولوجي، وأنَّ التنوع والشمول مهمان في تعزيز فرص الحصول على عمل.
10- تُقدَّم للأطفال ادعاءات كاذبة علميًا، في خطة درس العلاقات والتربية المختصة بالنِّكاح، بشأن العلاقة بين النوع البيولوجي وكروموسوم (Y)؛ إذ إنَّ وجود كروموسوم (Y) في الإنسان يعني أنه ذكر، ومع ذلك، يُعلَّمُ الأطفال، أنَّ الشخص يمكن أن يكون ذكرًا حتى لو كان لديه كروموسومات نوع (XXY)، أو نوع (XXXY).
11- أنشَاتْ مؤسسةُ (LGBT Foundation) كتاب التلوين، وتُعرِّف هذه المؤسسة المرأةَ على أنها «شخص يُعرِّف نفسه على أنه امرأة»، وتزعم المؤسسة أنه ليس كل من تحيض وتحبل فهي امرأة.
12- قالت مؤسسة (LGBT Foundation) «يعزز كتاب النشاط الذي وضعناه؛ فهم الهويات المتنوعة والهياكل الأسرية المختلفة وقبولها… التعليم هو المفتاح في الكفاح من أجل المساواة… يدعم هذا الكتاب هذه القيم، ويوفر نشاطات ممتعة، ورسائل إيجابية؛ تشجع على الرفاهية، وقبول الذات، والاحتفاء بالتنوع بين أفراد مجتمع (الفاحشة) وعائلاته».