الرئيسية / تقاريـــر / لماذا أغضبت مفاوضات حزب الله مع التيار الوطني الحر سمير جعجع؟

لماذا أغضبت مفاوضات حزب الله مع التيار الوطني الحر سمير جعجع؟

لماذا أغضبت مفاوضات حزب الله مع التيار الوطني الحر سمير جعجع؟

لماذا أغضبت مفاوضات حزب الله مع التيار الوطني الحر سمير جعجع؟

مواضيع ذات صلة

الحاج حسن: نريد رئيسا للبنان بتفاهم وطني

الوفاء للمقاومة: من يرفض المجيء برئيس للبنان يرغب في استمرار الفراغ

الوقت- في الأيام الفائتة، أفادت مصادر لبنانية عن تقدم في المفاوضات بين حزب الله والتيار الوطني الحر بشأن القضية الرئاسية لهذا البلد، الأمر الذي أغضب خصوم تحالف حزب الله، مثل حزب سمير جعج “القوات اللبنانية”، وحسب المعلومات، فإن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر بشأن القضية الرئاسية، والذي بدأ منذ أكثر من شهر رغم سريته، ويعتبر قفزة كبيرة في هذه القضية الحساسة، وتجبر غيرها من الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية على إعادة النظر في حساباتهم، ويبدو أن جعجع غاضب من تقدم المفاوضات بين الحزبين، وحزب الله والتيار الوطني الحر هما اثنان من أبرز القوى السياسية في لبنان، ويتمتعان بتاريخ وعلاقات توصف بأنها معقدة ومتغيرة، لكن تلك التحالفات تزعج بشدة الخصوم السياسيين.

انزعاجٌ من خصوم المقاومة

عند الحديث عن العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر، لا بد من الحديث عن أنّ العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر إلى فترة ما بعد الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990)، وفي ذلك الوقت، شكل حزب الله مقاومة للاحتلال الإسرائيلي ولعب دورًا هامًا في طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000، وفي هذه الفترة، كان هناك تعاون بين حزب الله والتيار الوطني الحر في مجال المقاومة والدفاع عن لبنان، ومع مرور الوقت، تغيرت العلاقة بين الحزبين قليلاً، وفي السنوات الأخيرة، تشكلت تحالفات سياسية معقدة في لبنان، وتباينت مصالح الأطراف المختلفة، وعلى الرغم من أن الحزبين ينتميان إلى محور مواجهة الكيان الإسرائيليّ في لبنان، إلا أنهما توجها في بعض الأحيان للتحالف مع قوى سياسية مختلفة.

وعلى الرغم من وجود بعض التعاون بين الحزبين في الماضي، إلا أنهما تصطدمان في بعض القضايا السياسية، ويعزز التيار الوطني الحر فكرة الدولة اللبنانية والسيادة الوطنية، بينما يعبر حزب الله قوة مقاومة ويحقق توازن القوى في لبنان، وبعد أن شهدت لبنان مؤخرًا أزمات سياسية واقتصادية خانقة، وقد تسببت هذه الأزمات في تصعيد التوتر لفترة بين الحزبين، حيث كانت هناك احتجاجات واسعة النطاق ضد النظام السياسي في لبنان، وهو ما أدى إلى تصاعد التوتر بين الحزبين وتبادل الاتهامات، إلا أن العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر تعتبر معقدة ومتغيرة، وتتأثر بالأوضاع السياسية والمصالح المتناقضة في لبنان،قد يتعاون الحزبان في بعض الأحيان ويتصادمان ربما في أحيان أخرى، وذلك يعتمد على الظروف والأحداث الجارية في البلاد التي تشكل التحالفات بطرق قد تزعج البعض.

ومؤخراً، أفادت مصادر لبنانية مطلعة أنه تم إحراز تقدم جدي في مسار المفاوضات بين حزب الله والتيار الوطنية الحر، وبالتأكيد أثارت هذه القضية غضب خصومهم و بالأخص “سمير جعجع” رئيس حزب القوات اللبنانية الذي حاول منع تنصيب الرئيس المدعوم من حزب الله من خلال الاقتراب من التيار الوطني في موضوع انتخاب الرئيس، ووصف التحالف بينه وبين حزب الله بـ “الشيطاني”، فيما أفادت صحيفة ” الأخبار”، نقلاً عن مصادر سياسية لبنانية ، وإن الاجتماع الثالث بين “جبران باسيل” رئيس التيار الوطني الحر و “وفيق صفا” رئيس وحدة الاتصال والتنسيق في حزب الله، انعقد نهاية الأسبوع الماضي وسادته أجواء إيجابية، وسلم باسيل في هذا الاجتماع وثيقته المقترحة حول إنشاء صندوق التنمية المالية إلى ممثل حزب الله، كما ناقش الجانبان مختلف القضايا، بما في ذلك آلية تشكيل الحكومة، إلخ.

وبحسب هذا التقرير، استأنف حزب الله والتيار الوطني الحر هذه المحادثات قبل أيام بعد توقف مفاوضاتهما خلال شهر محرم، وتظهر تصرفات التيار الحر الوطني والفضاء الذي يحكم هذا التدفق أن جبران باسيل مقتنع بأنه ليس من السهل اتخاذ قرارات بشأن القضايا الوطنية وأن الموافقة على أي قانون أو قرار يتطلب اتفاقًا شاملاً، وبدء العمل فيه، وأوضحت المصادر ذات الصلة في هذا السياق، أنه بحسب باسل، ومن الضروري إجراء حوار لتوسيع الاتفاقيات وإعادة الأولويات وحل مشاكل البلاد، بما في ذلك مشكلة تشكيل الحكومة، والتي تعد مشكلة أعمق حتى من تسمية الحكومة للرئيس المستقبلي، ويجب أن يكون هناك أساس للحوار مع القوى الأخرى، كما يجب توفير أسس سياسية.

ووفقاً للمعلومات، أبلغ حزب الله باسيل أنه سينظر بجدية في مقترحاته، كما اتفق الطرفان على أن تنفيذ هذه المقترحات يتطلب المزيد من الجهود والتنسيق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك حلفاء حزب الله، كحركة أمل والمردا، إلخ، وكما تحدثوا عن استمرار العلاقة بين باسل والحزب التقدمي الاشتراكي وقوى أخرى، ومن النقاط المهمة في المحادثات بين التيار الوطني وحزب الله أن الجانبين شددا على عدم ربط الحوار بين الأطراف اللبنانية بالجهود الخارجية في القضية الرئاسية، كما أطلع باسيل على الاتفاق المبدئي مع حزب الله حول الوصول إلى اسم مرشح توافقي وتسهيل هذه العملية في إطار المطالب الوطنية وقال إننا ما زلنا في بداية الحديث مع حزب الله وقدمنا ​​اقتراحات وننتظر ردهم، وهذه عملية سياسية وما تحدثنا عنه مع حزب الله هو لكل اللبنانيين وليس فقط التيار الوطني.

وتشير مصادر لبنانية أنه في الدعوات والمناقشات الأخيرة بين مسؤولي حزب الله والتيار الوطني الحر، قدمت مقترحات للاتفاق على الخطط والخيارات للرئاسة المستقبلية، وبناءً على ذلك، قدم جبران باسيل بعض الاقتراحات في الحديث مع مسؤولي حزب الله، وتتعلق بتعاون الجانبين في قضيتين أساسيتين، المسألة الأولى تتعلق بمشاركة جميع الأطراف اللبنانية في الحكومة المقبلة، وأن يتم انتخاب رئيس الجمهورية بموافقة ودعم التيار الوطني الحر، وهو ما وافق عليه حزب الله بالطبع، والمسألة الثانية تتعلق بالاتفاق على عناوين برنامج الرئيس المستقبلي، وحتى لا يتعارض مع الأولويات المعلنة للتيار ويأخذ بعين الاعتبار مخاوف حزب الله.

و على ما ذُكر، طلب جبران باسيل من حزب الله الموافقة على مقترحاته والتعاون مع الحلفاء الآخرين لاتخاذ إجراءات عملية بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن المرشح الرئاسي، بينما أفادت وسائل إعلام لبنانية، أن “جان إيف لودريان”، الممثل الخاص للرئيس الفرنسي، سيقوم قريباً بزيارته الثالثة إلى بيروت لاستكمال مشاوراته السريعة مع الأحزاب السياسية اللبنانية، وتظهر المعلومات الموثوقة في هذا المجال أن 15 نائباً من الفصائل النيابية اللبنانية يشاركون في هذه الجولة من المحادثات مع لودريان، ومن المفترض أن تعقد هذه المحادثات في السفارة الفرنسية في بيروت لمدة أقصاها يومين أو ثلاثة أيام، وبدورها أعلنت صحيفة الديار عن وجود تحرك أمريكي قطري لتوحيد صفوفهما لدعم ترشيح “جوزيف عون” قائد الجيش اللبناني لرئاسة هذا البلد.

انعكاس التحالف وأسباب قلق القوات

كما أوضحنا، إن العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحفي هذا الأيام تُقلق وتزعج بعض الأطراف السياسية في لبنان وعلى رأسها حزب القوات لأنّ ذلك سيؤثر بلا شك على اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية، وبالتالي ذلك ينعكس على الأوضاع السياسية والمصالح المتناقضة في لبنان لصالح المتحالفين، كما أنّ تعاون هذين الحزبين في هذا الملف يؤثر على المصالح المرتبطة بالخارج لبعض الأحزاب الأخرى، وذلك يعتمد على الظروف والأحداث الجارية في البلاد التي لا يرغب بها الخصوم السياسيين للمقاومة أو التيار الوطني.

ولا شك أنّ تحالف التيار الوطني الحر برئاسة باسيل وحزب الله وبالأخص في هذا الملف هام ومؤثر على الوضع السياسي المستقبليّ في البلاد، لأن التيار الوطني الحر هو حزب سياسي لبناني يرأسه جبران باسيل، وتأسس التيار الوطني الحر في عام 2005 ويعتبر نفسه حامياً للسيادة اللبنانية والمصالح الوطنية، ويعتبر التيار الوطني الحر نفسه جزءًا من الحركة الوطنية اللبنانية الكبرى ويسعى إلى تحقيق الاستقلالية والتميز الوطني في لبنان، وجبران باسيل الذي يرأس التيار الوطني الحر هو سياسي لبناني ينتمي إلى عائلة سياسية نافذة في لبنان، وبالنسبة للعلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، فإنها تعتبر علاقة سياسية استراتيجية في السياق اللبناني، لأن حزب الله هو حزب سياسي ومقاومة مسلحة في لبنان ويتمتع بنفوذ كبير في الساحة السياسية والعسكرية، كما يتميز حزب الله بأنه ينتمي إلى محور المقاومة ويحظى بدعم شعبي وإقليميّ، وعلى الرغم من اختلاف الانتماء السياسي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، إلا أنهما يشتركان في بعض القضايا والأهداف المشتركة مثل المقاومة ضد كيان الاحتلال الإسرائيليّ ودعم فلسطين،و تاريخياً، تشكلت تحالفات سياسية بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الحكومات اللبنانية، وعملوا معًا في بعض القضايا السياسية والأمنية.

.

يمكنكم الانضمام إلى الولاية الاخبارية على تلكرام

شاهد أيضاً

السيد رئيسي افتتح معرض القدرات التصديرية: قوة الإنتاج لا تقلّ عن القوة العسكرية

لفت رئیس الجمهوریة الإسلامية في إيران السید إبراهیم رئیسي إلى أنّ الحظر شكل من أشكال ...