الرئيسية / من / الشعر والادب / أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

الكتاب والحجاب

نظمها الازري معارضا لقصيدة ( المرأة في الشرق ) التي أنشدها الاستاذ معروف الرصافي على أحد مسارح بغداد.

أمنازل الخفرات بالزوراء

لا زعزعتك عواصف الاهواء

قري فانك للفتاة أريكة

ضربت سرادقها على النجباء

لا تحزني مما رماك به الهوى

ظلما وظنك معقل الاسراء

أين الاسارة من عفاف طاهر

أين المعاقل من كناس ظباء

أكريمة الزوراء لا يذهب بك ال‍

‍نهتج المخالف بيئة الزوراء

أو يخدعنك شاعر بخياله

ان الخيال مطية الشعراء

حصروا علاجك بالسفور وما دروا

ان الذي حصروه عين الداء

أو لم يروا ان الفتاة بطبعها

كالماء لم يحفظ بغير اناء

من يكفل الفتيات بعد ظهورها

مما يجيش بخاطر السفهاء

ومن الذي ينهى الفتى بشبابه

عن خدع كل خريدة حسناء

ليس الحجاب بمانع تهذيبها

فالعلم لم يرفع على الازياء

أولم يسغ تعليمهن بدون أن

يملأن بالاعطاف عين الرائي

ويجلن ما بين الرجال سوافرا

بتجاذب الارداف والاثداء

فكأنما التهذيب ليس بممكن

الا اذا برزت بدون غطاء

وكأنما الاصلاح عز بناؤه

ما لم يشيد مسرح بنساء

ان المسارح لا تدير شؤونها

من كلفت برعاية الابناء

مثل بها دور الفضيلة انها

تغنيك عن تمثيل دور اباء

وانظر الى شأن المحيط وأهله

كيلا تفوتك حكمة الحكماء

نص الكتاب على الحجاب ولم يبح

للمسلمين تبرج العذراء

قل لي فماذا يصنع العلماء لو

نزهتهم من سيرة الجهلاء

ماذا يريبك من حجاب ساتر

جيد المهاة وطلعة الذلفاء

ماذا يريبك من ازار مانع

وزر الفؤاد وضلة الاهواء

ما في الحجاب سوى الحياء فهل من

التهذيب أن يهتكن ستر حياء

هل في مجالسة الفتاة سوى الهوى

لو أصدقتك ضمائرالجلساء

شيد مدارسهن وارفع مستوى

أخلاقهن لصالح الابناء

وافحص عن الاخلاق قبل حجابها

أو ما سمعت بطائر العنقاء

هلا اختبرت الاقوياء خلاقهم

لو كنت تأمن عفة الضعفاء

أسفينة الوطن العزيز تبصري

بالقعر لا يغررك سطح الماء

وحديقة الثمر الجني ترصدي

عبث اللصوص بليلة ليلاء

٩١

الانانية

غمر السرورفؤادها بزواجه

وأعاد شاحب وجهها متهللا

قد كان من أقصى الاماني عندها

يوم ترى فيه ابنها متأهلا

حتى اذا نعمت بليلة عرسه

وتفيأ الضيف الجديد المنزلا

نظرتهما مسرورة وتجاهلت

قلقا افاق بنفسها فتململا

لم تدر ما هو؟ غير أن فؤادها

قد عاد لا يجد السرور الاولا

ظنته وهما عارضا فاذا به

داء على مر الليالي استفحلا

وطغت عليها وحشة من بيتها

فكأنه بعد العشي تبدلا

وكأنها ندمت وودت لو أبى

ليعيش معها راهبا متبتلا

كان ابنها ملكا اليها خالصا

واليوم ها هو للغريب تحولا

وتوهمت شبحا يحاول فصلها

عنه ويطلب منه أن يتنصلا

* * *

رجعت لعزلتها تناجي نفسها

وتود عما نالها أن تسألا

فأجابها القلق الذي شعرت به

مهلا فاني لم اجئ متطفلا

أنا ذلك الغرض الاناني الذي

في كل نفس لم أزل متأصلا

حب الامومة لابنها حب لها

فاذا تلمست العقوق تسللا

نار الحروب توقدت من لذعتي

والحرص يختلق الذنوب تعللا

لو لم اكن لم تشهدي متظلما

من جائريه ولا بطاغ مبتلى

لا يستطيع العلم جذم أواصري

ولو أنه بلغ السموات العلى

بل كلما ارتقت الحضارة في الورى

اشتدت قوادحها وزادتني صلى

* * *

أنا كاللظى والناس في غليانهم

كالماء والدنيا استحالت مرجلا

 

٩٢

فترة

أضحكتنا ورب ضحك بكاء

فترة من زماننا رعناء

فترة ضاعت المقاييس بين

الناس فيها وسادت الاهواء

خلقت من خشارة الناس رهطا

عرفت بعد خلقه الآباء

لمة من بني الشوارع عاشت

حيث عاش الاعيار واللقطاء

حشرات طلعن من طبقات

الارض لما استتبت الظلماء

وجراثيم حين لاءمها الماء

تفشى من سمهن الوباء

رفعتها من الحضيض ولم تر

فع نهاها فمسها الخيلاء

وكذاك اعتلاء من ليس اهلا

للمعالي مصيبة وبلاء

* * *

يا لها فترة من الدهر فوضى

يستوي الهدم عندها والبناء

كثر الانتحال فيها وباتت

تستغل الانساب والاسماء

كيف لا ترقبن كل عثار

من قصير عليه طال الرداء

غره المرتقى فظن بأن

الناس ـ حاشاه ـ اعبدو اماء

وله وحده الكرامة ، والعزة

والمجد، والنهى ، والعلاء

تقرأ العجب فيه من نظرات

ملؤها الاحتقار والازدراء

مطرق ان مشى كمن اشغلته

لحلول المشاكل الآراء

لو تصفحته وجدت ثيابا

فوق جسم كأنه المومياء (١)

مجدبا كالسباخ من كل خير

جل ما في جرابه الكبرياء

ان تسل منه فالجواب اقتضاب

أو تسلم فرده ايماء

* * *

واذا ما استنسبته قال انا

من أياد وغيرنا الادعياء

نحن من حاملي اللواء بذي ( قار )

أبونا ، وأمنا البرشاء

__________________

١ ـ المومياء دواء يحنط به الاجسام كالهياكل القديمة.

٩٣

وبنو عمنا الاراقم من تغلب

والاعشيان والخنساء

دارنا الغور ، والعذيب ، ووادي

الجزع ، والابرقان ، والدهناء

وجبل السراة تشهد أنا

عرب ليس غيرنا عرباء

هكذا تفعل المهازل في الدنيا

وتقضي الغباوة العمياء

وكذا يبطر الرخاء خفيف الوزن

من حيث لم يسعه الاناء

* * *

تتغنى به البلاهة والطيش

وبعض من الغناء رثاء

لا تلمه فقد رأى فوق ما لم

يتصور ، وانجاب عنه الشقاء

من رياش تحفه في المقاصير

وكانت تلفه القرفصاء

* * *

وتخب السيارة اليوم فيه

بعد ما خد أخمصيه الحفاء

يوجد الخير حيث يوجد في المرء

ضمير يشع منه الضياء

* * *

أيها الفترة اقترفت ذنوبا

قد تلقى عقابها النبلاء

ليس هذا الزمان الا كتابا

انت منه الصحيفة السوداء

فيك راح الهوى يخط ويملي

لم تقيده ذمة أو حياء

طالما غرت الظواهر عيني

وغطى على الظنون الرياء

ثم دارت رحى الزمان فأبدت

لي ما ينطوي عليه الخفاء

رب داء ترى من العار شكواه

وشكوى يثنيك عنها الاباء

 

٩٤

الشيخ عبد ا

شاهد أيضاً

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كتب أهل السنّة

أئمة أهل البيت (ع) في كتب أهل السنّة / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠ عابداً ثقة. ...