الرئيسية / تقاريـــر / من كربلاء العزة إلى صمود غزة

من كربلاء العزة إلى صمود غزة

بسم الله الرحمن الرحيم :
(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً) الإسراء ٨١
صدق الله العلي العظيم.

قبل أسابيع قليلة مرت أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في العشرين من شهر صفر، ومعظمنا قد شاهدنا على شاشات الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي الحشود المليونية التي كانت تزحف نحو قلعة العزة والكرامة، نحو كربلاء التضحية والشهادة ، وقد ترافقت تلك الزيارة بمظاهر الجود والسخاء والتراحم والتعاون بين الأهالي والزائرين في تقديم مختلف أنواع الرعاية والخدمات.

إن مواكب العزاء وجحافل الوفاء لسيد الشهداء هي في الحقيقة تصديق لنبوءة بطلة كربلاء زينب الحوراء حين قالت مخاطبة الطاغية الأموي يزيد بن معاوية :
( فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ).

كانت تلك الجماهير المتجهة إلى كربلاء تنادي ( لبيك يا حسين)، فهي بذلك كانت تلبي نداء الحسين عليه السلام يوم عاشوراء :
( ألا هل من ناصر ينصرنا ، ألا هل من مغيث يغيثنا ، ألا هل من موحد يخاف الله فينا ).

إن نداء الحسين هذا لم يكن مقتصراً إلى الذين كانوا حاضرين في كربلاء يوم عاشوراء ، بل هو نداء مستمر عبر الزمان والمكان وفي كل عصر ومصر، لأن معركة الطف هي جزء لا يتجزأ من الصراع الدائم والدائب والدامي بين الحق والباطل منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم وحواء وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وهذا المعنى يفسر مقولة ( كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء).

هذه المقولة تعني أن نلتزم دائماً بالأهداف التي ثار من أجلها الإمام الحسين عليه السلام حين قال :
( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، وعندما قال :
( هيهات منا الذلة ).

وهذا يعني أن نكون دوماً في معسكر الحق ضد الباطل وفي محور الخير ضد الشر وفي جانب العدل ضد الظلم، وأن نعمل المعروف ونأمر به ونبتعد وننهى عن المنكر.

وما يجري هذه الأيام من الإعتداء الصهيوني الغاشم على المسلمين في فلسطين المحتلة والإبادة الجماعية للأطفال والنساء والرجال الأبرياء في غزة واستباحة المسجد الأقصى المبارك، كل هذا يحملنا مسؤولية خطيرة للدفاع عن الحق وشجب الباطل.

روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :
( من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، ثم لم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله).

وروي عن النبي قوله أيضاً :
( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ).
وإزاء هذه الكارثة الإنسانية الفظيعة والمأساة البشرية الشنيعة وصور القتلى والجرحى للأطفال الأبرياء التي تمثل منتهى الوحشية ، يجب علينا أن نقف بوجه هذا العدوان الظالم الغاشم بكل الوسائل الممكنة .

فعلى حكومات البلدان المسلمة أن تمهد الطريق للمجاهدين من استطاع إلى ذلك سبيلاً، وأن تقطع العلاقات السياسية مع دول العدوان وتغلق سفاراتها وتقاطعها تجارياً، وأن تفكر في إمكانية استخدام النفط كسلاح في المعركة.

وبالإضافة إلى ذلك عليها أن تساعد المجاهدين وعوائل الشهداء والمنكوبين بالمال والسلاح والمواد الحياتية الضرورية ، كما أن التبرع بالمال والمساعدات الإنسانية ينطبق أيضاً على الأفراد والجماعات والجمعيات الخيرية.

كما ينبغي أن لا ننسى دور الإعلام في هذا الزمان عن طريق استخدام القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة.
قال تعالى :
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) الأنفال ٦٠
( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد ٧
صدق الله العلي العظيم.

نزار الحيدري

 

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :
الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

 

 

#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב

#ياقدس _قادمون
#إقتربت_ساعة_الزوال
#كلنا_فلسطين

شاهد أيضاً

شهادة الزهراء – شيخ زمان الحستاوي

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...