الرئيسية / الاسلام والحياة / في رحاب الولي الخامنئي – الاعلام 03 \ 09

في رحاب الولي الخامنئي – الاعلام 03 \ 09

الفصل الثالث

 

 الصحافة المكتوبة

 

– دور الصحافة في المجتمع

– المهام الأساسية للصحافة

– الصحافة والتحليلات المعادية

 

 الصحافة المكتوبة

 

 تمهيد

 

لا بد في بداية الحديث عن الصحافة المكتوبة من الإشارة إلى مدى الأهمية التي تحتلها بين وسائل الإعلام الأخرى، فمن خلال التواصل الدائم واليومي بينها وبين قراءها، حيث يتيح لها هذا الأمر أن تقدم لهم بشكل متواصل مادة تأثيرية، ومن هنا تكمن الأهمية في عمل الصحافة، يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله :

” لو افترضنا أن هناك صحيفة سواء كانت يومية أو أسبوعية أو غير ذلك تُنشر بعدد قليل جداً من النسخ

خمسة آلاف نسخة مثلاً وكان لتلك الصحيفة قراؤها الثابتون الذين يتابعون مواضيعها باستمرار ويتأثرون بها، فنفس ذلك التأثير المتواصل على مجموعة من الناس ـ وإن كانت قليلة.

 

سوف يؤدي إلى خلق تيار مستمر في أذهان أبناء المجتمع.

 

وإذا ما أراد المسؤولون عن إدارة صحيفة من الصحف أن يفكِروا بمخاطبيهم بشكل دقيق ومستمر ويهدفون حقاً أن يوجهوهم الوجهة التي يشاءون، فان الطريقة المثلى لتحقيق هذا الهدف هو إيجاد مثل هذا التيار المتواصل في أذهان أبناء الأمة.

 

ومن هنا تُعرف أهمية وقيمة الصحف التي لها عدد كبير من القراء الذين يتابعون مواضيعها ومقالاتها بشكل دائم ومستمر.

 

 

 وإذا ما أردنا قياس عمل الصحافة بعمل أي معلم أو استاذ أو خطيب فسنرى ان نطاق عمل الصحافة أفضل وأوسع وأهم من مجموع تلك الأعمال، وهذا الأمر في حدِ ذاته يكفي في أن نفتح للصحافة حساباً خاصاً في أذهاننا وأفكارنا وأن نتوقع منها القيام بأعمال كبيرة ومهمة.

 

وعلى هذا الأساس يجب على أرباب الصحافة أن يشعروا بأهمية عملهم ومدى تأثيره في أوساط المجتمع”.1

 

 ولأجل أهمية هذه الصحافة أولاها سماحة الإمام أهمية خاصة من خلال إرشاداته المتواصلة وتنبيه العاملين في هذا الحقل إلى الأمور التي من شأنها أن تعزز دور هذه الوسيلة بين سائر الوسائل لتستكمل الدور في بناء المجتمع المنتظم والسليم، وسنسلط الضوء في هذا الفصل على أهم ما أرشد إليه سماحة الإمام دام ظله في هذا المجال.

 

دور الصحافة في المجتمع

 

ينبه سماحة الإمام دام ظله الوارف إلى أن مسألة الصحافة ليست مجرد حرفة يستدر بها المال لتأمين مستلزمات الحياة، كما أي حرفة أخرى، فإن الصحافة لها دور كبير في بناء ثقافة المجتمع، وعليها أن تؤدي هذا الدور لكي يصدق عليها اسم الصحافة يقول دام ظله :

” إنه وبسبب التأثير العميق الذي تتركه الصحافة على الأذهان وبالتالي على سلوك وأخلاق شرائح كبيرة من أبناء المجتمع، فلا يمكن اعتبار الصحافة مجرد حرفة الغاية منها الحصول على لقمة العيش فقط.

 

فالصحافة لها أهداف . تتناسب مع مسؤولياتها . إذا ما تخلت

1- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي.

 

 

عنها فستكون كالطبيب الذي يتخلى عن معالجة مرضاه.

 

فلا يقولنَ أحد بأن الطبيب لا يجب أن يحصل على لقمة العيش من خلال ممارسة مهنة الطبابة . فالأطباء كانوا يحصلون دوماً على لقمة العيش من خلال ممارسة حرفتهم . بل يقال: يجب عليه أن يقوم بأداء مسؤوليته أولاً حتى يمكنه أن يحصل على لقمة العيش.

 

فمن غير المقبول إطلاقاً أن يحاول الطبيب الحصول على الامتيازات المادية لمهنته بالرغم من تخليه عن مسؤوليته في معالجة المرضي.

 

فلا يقبل أي عاقل أن يحصل الطبيب على المال والشهرة والمكانة الاجتماعية بالرغم من تخليه عن مسؤولياته الطبية. بل إن إطلاق لقب الطبيب على مثل هذا الإنسان غير مقبول عند العقلاء أيضاً. ونفس هذا الأمر ينطبق على الصحافة تماماً، فلو تخلت الصحافة في أي مجتمع عن أداء مسؤولياتها الأساسية والتي من أجلها وُجدت الصحافة فلا تستحق حتى إطلاق إسم الصحافة عليها، ولا يمكن تحمُل وجودها الناقص بأي شكلٍ من الأشكال” .2

 

المهام الأساسية للصحافة

 

تتلخص المهمات الأساسية للصحافة المكتوبة إلى ثلاث مهمات أساسية، فالمهمة الأولى هي توعية أبناء المجتمع، والمهمة الثانية هو الارتقاء بمعلومات أبناء الشعب إلى مستوى أعلى مما هي عليه، والمهمة الثالثة فهي تسييس الجماهير، ويتحدث القائد بشكل مفصل

2- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي

 

عن هذه النقاط الثلاث حيث يقول دام ظله :

“المهمة الأولى:

هي توعية أبناء المجتمع، أما ما هي نوعية تلك التوعية وأساليبها فتأتي في المراحل الأخرى.

لكن ضرورة أن تقوم الصحافة بتوعية الجماهير ونشر الوعي الفكري ونفاذ البصيرة في أوساط الجماهير هو أمر لا اختلاف فيه ولا يستطيع أحد إنكاره.

فالمفروض بالعاملين في الحقل الصحافي . مقارنة بالآخرين . إحاطتهم الواسعة بقضايا الحياة وقضايا مجتمعهم وامتلاكهم رؤية واضحة ودراية أعمق؛ حتى يستطيعوا القيام بهذا الأمر على أحسن وجه.

 

والمهمة الثانية:

هو الارتقاء بمعلومات أبناء الشعب إلى مستوى أعلى مما هي عليه، وهذه غير مسألة الوعي التي سبقت الإشارة إليها. وطبعاً هناك بعض الصحف والمجلات المختصة، كالصحف والمجالات الفنية والعلمية، أو السياسية أو الأدبية، وكل منها يمارس دوره في هذا المجال.

لكنها يجب عليها أن تسعى إلى الارتقاء بالمستوى الفكري للجماهير كل حسب اختصاصها. فالصحافة يجب أن تكون كالصف المدرسي الذي تتعلم فيه الجماهير، وهذا غير نشر الوعي في أوساط الجماهير كما قلت. فالتلاميذ الذين يأتون إلى المدرسة يبدؤون ومنذ اليوم الأول من السنة الدراسية بالحصول على معلومات ومعارف جديدة حسب الدروس التي يحضرونها، فالذي يحضر درس الدين يكتسب

 

 

معلومات دينية جديدة، والذي يحضر درس الاقتصاد يكتسب معلومات اقتصادية جديدة، هكذا في باقي الفروع.

إذن، خاصية الصف المدرسي هي إعطاء المعلومات الجديدة للطالب بشكل منتظم ومستمر. ومسؤولية الصحافة في هذا المجال شبيهة بمسؤولية الصف المدرسي في إيصال المعلومات الجديدة للناس.

فلا يمكن أن يقال للناس، إذهبوا واكتسبوا المعلومات والمعارف الجديدة من مصدر آخر؛ لأن هذه مسؤولية الصحافة التي يجب أن تقوم بها، وإن إحدى الغايات التي من أجلها وجدت الصحافة هي توسيع ونشر المعارف والعلوم البشرية في مختلف المجالات.

 

أما المهمة الثالثة:

فهي تسييس الجماهير وغرس الروح السياسية والاهتمام بالأمور السياسية في نفوس أبناء الشعب.

فكلما كان المجتمع سياسياً ويتمتع بالروح السياسية بشكل أكبر، كان أكثر استقلالاً وأقل تعرضاً للمخاطر من قبل الأعداء.

وبالعكس: كلما كان الشعب بعيداً عن السياسة، وليس له القدرة على الفهم والتحليل والإدراك السياسي فسيتعرض لنفس البلاء الذي تتعرض له بعض الشعوب من قبل المراكز الخبرية الكبرى في العالم. وسيكون ذلك الشعب غير قادر على اتخاذ القرار بنفسه، بل سيكون منفذاً لما يُلقن من أفكار ونظريات من قبل الأعداء. وإن إعطاء القدرة لأبناء الشعب على التحليل السياسي ومعرفة الاتجاهات والتيارات السياسية تعتبر من المهام

 

 

الرئيسية لعمل الصحافة. فيجب على الصحافة أن يكون لها تحليلها السياسي، وأن تعلم أبناء الشعب طريقة التحليل السياسي ولا بأس من نشر التحاليل السياسية المتناقضة لأنها ستعطي القارئ بمجموعها القدرة على التحليل السياسي والفهم السياسي الدقيق للأحداث.”

 

الصحافة والتحليلات المعادية

 

يحذر الإمام الخامنئي دام ظله الصحافة من الأخبار والتحليلات الجاهزة التي تروج لها وسائل الإعلام ولا سيما التحليلات التي تجريها الوسائل المعادية بأسلوب ماكر لتروج لسياساتها من خلاله، فمن الخطأ التعاطي مع هذه التحليلات ببراءة، ونقلها كما تصل إلينا بل علينا أن نمعن النظر في ما ترمي إليه، وملاحظة المناسب منها وغيره، يقول مد ظله العالي:

” من الأعمال التي تقوم بها وكالات الأنباء التابعة للمراكز الصهيونية هي صياغة تحاليلها وآراءها بقوالب خبرية خاصة ونشرها في جميع أنحاء العالم. وللأسف فإن صحفنا ومجلاتنا تقوم بنشر تلك الأخبار والتحاليل كما هي. فتصبح ـ من حيث لا تشعر ـ أداة بيد أولئك الذين يخططون لنشر تلك الأخبار من أجل تحقيق أهداف شيطانية معيَنة. بينما المتوقع من صحافتنا معرفة الأخبار الصحيحة وانتقاؤها وتمييزها عن الأخبار والتحاليل الكاذبة الممزوجة معها ومن ثم نشرها على صورتها الواقعية”.3

3- الزمان والمكان: 3 ـ 12 ـ 1414هـ الحضور: أرباب الجرائد والعاملين في الحقل الإعلامي

 

خاتمة

 

إن للإعلام دوراً أساسياً في توجيه الشعوب وتوعيتها وبث الثقافة الإسلامية ، والعقائدية الدينية ، والاهتمام الذي أولاه الإسلام بالإنسان ، وهذا هو خط الأساسي الذي يتفرع منه كل الأدوار والوظائف التي يقوم بها الإعلام بكل أشكاله سواء كان صحافة مكتوبة أم مسموعة ، أم مرئية ، ولهذا نرى أم الإمام الخامنئي دام ظله يقول :

” إن العامل العام في حفظ سلامة الشعوب المسلمة وسداد فكرها هو ما ينهض به العلماء والمثقفون والكتَّاب والفنانون والشباب العامل والواعي من نشاط في حقل التوعية “.4

 

يقول أيضاً :

” عليكم أن تبينوا للناس محاسن الإسلام وحقائقه ، والتوحيد الذي يقول به الإسلام ، والمعنى السامي للنبوة والعدل في الإسلام ، والحكومة في رأي الشريعة الإسلامية ، وكذلك أهمية الإنسان في رأي الإسلام ” .5

 

إن هذه التوجيهات الرشيدة ، لو التزم بها المسلمون وساروا على نهجها لاستطعنا تحقيق إعلام صادق وصافٍ وقويٍ ، يكون نموذجاً مختلفاً عن إعلام الأعداء الذي ينفك عن ممارسة أنواع الكذب والتضليل والتحليلات الملفقة والمفبركة.

 

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاهتداء بهدي أهل الأمر وأهل الولاية، والثبات على الطريق في مسيرة الهداية إنه سميع الدعاء.

4- المناسبة : إقامة مراسم الحج الزمان والمكان : 7 ذي الحجة 1413 هـ مكة المكرمة .

5- المناسبة : اجتماع تنسيق النشاطات الإعلام المشتركة الإسلامية الزمان والمكان : 28 محرم 1419 هـ. ق

 

إقرأ المزيد ,,

 

مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى

إقرأ المزيد ,,

الإمام الخامنئي: طوفان الأقصى تمكنت من تعطيل السياسات الأميركية في المنطقة

إقرأ المزيد

 لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية

 فلسطيني رقص على الدبكة خلال الاشتباكات يُذكر بـ “رقصة الحرية” للهنود الحمر

 

.

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב#نتن _ياهو_جزار_غزة

شاهد أيضاً

شهادة الزهراء – شيخ زمان الحستاوي

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...