كتاب معرفة الله – السيّد محمّد حسين الحسيني الطهراني قدّس سرّه
3 أيام مضت
زاد الاخرة
20 زيارة
غزل «فروغي البسطاميّ» في ظهور الله تعالي في جميع العوالم
وما أروعَ القصيدة الغزليّة التالية للفروغي البسطاميّ والتي ضمّت في جَنَباتها هذه الحقيقة، حيث قال فيها:
كي رفتهاي ز دل كه تمنّا كنم ترا كي بودهاي نهفته كه پيدا كنم ترا
غائب نگشتهاي كه شوم طالب حضور پنهان نگشتهاي كه هويدا كنم ترا
با صد هزار جلوه برون آمدي كه من با صد هزار ديده تماشا كنم ترا
چشمم به صد مجاهده آئينه ساز شد تا با يكي مشاهده شيدا كنم ترا
بالاي خود در آينة چشم من ببين تـا بـاخبـر ز عـالـم بالا كنم ترا
مستانه كاش بر حرم و دير بگذري تا قبلهگاه مؤمن و ترسا كنم ترا
خواهم شبي نقاب ز رويت برافكنم خورشيد كعبه، ماه كليسا كنم ترا [8]
گر افتد آن دو زلف چليپا به چنگ من چندين هزار سلسله در پا كنم ترا
طوبي و سدره گر به قيامت به من دهند يكجا فداي قامت رعنا كنم ترا
زيبا شود به كارگهِ عشق كار من هرگه نظر به صورت زيبا كنم ترا
رسواي عالمي شدم از شور عاشقي ترسم خدا نخواسته رسوا كنم ترا
با خيل غمزه گر به وثاقم گذر كني مير سپاه، شاهِ صف آرا كنم ترا [9]
نعم، إنّ هذين الدعاءين الاخيرين «إلَهِي! كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ»، و «إلَهِي! عَمِيَتْ عَيْنٌ»، هما الفقرتان 19 و20 من المجموعة الخامسة والثلاثين من مناجاة الشيخ تاج الدين أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن عطاء الله الإسكندريّ المتوفّي سنة 709 ه. [10]
فقرات المناجاة التي تُخبر عن التوحيد المحض
شرح مناجاة ابن عطاء الله الإسكندريّ
وأمّا البقيّة، فهي كما يلي:
1 ـ إلَهِي! أَنَا الفَقِيرُ فِي غِنَايَ، فَكَيْفَ لاَ أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي؟!
( وهذا الغِني هو عين الحاجة والعوز لا نّه منك أنتَ! فكيف إذن لا أكونُ فقيراً إليك ومُحتاجاً لك في عين فقري وحاجتي اللتين كانتا حالة عدمي؛ وكان أصل وجودي وأساسه ومنشأه هما الفقدان والعدم؛ والفَناء وكَتْم العدم كانتا المادّة الاوّليّة لحدوثي وتحقُّقي في المرحلة الماهويّة؟!).
2ـ إلَهِي! أَنَا الجَاهِلُ فِي عِلْمِي، فَكَيْفَ لاَ أَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي؟!
( وهذا العِلم هو عين الجهل لا نّه منك. فكيف إذن لا أكون ثابتاً علی الجهل في نفس الوقت الذي تغمرني فيه جهالتي وجهلي واللتان كانتا لي حالة العدم الاصليّ والفقدان الماهويّ والعدم الذاتيّ؟!).
3ـ إلَهِي! إنَّ اخْتِلاَفَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ حُلُولِ مَقَادِيرِكَ، مَنَعَا عِبَادَكَ العَارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إلَی عَطَاءٍ وَاليَأْسِ مِنْكَ فِي بَلاَءٍ!
( وذلك لانّ سرعة حلول البلايا في عقب النِّعَم والآلاء، وسرعة حلول النِّعَم والآلاء في عقب البلايا شديدة جدّاً ومستمرّة بالتناوب والتعاقب كالدولاب والعجلة اللتان تدوران باستمرار، وهي لا تهب أحداً سكوناً أو هدوءاً في مقابل النِّعَم والآلاء أو اضطراباً أو قلقاً في مقابل النِّقَم والبلايا، إلاّ الجاهلين بمقام عزّة الربوبيّة والخاوية جعبهم من أسرار حَرَمه وحَريمه؛ وهي لا تطرأ علی العارفين بك وبجلالك الاقدس وجمالك المُقدّس، والمؤمنين بإرادتك القاهرة ومشيّتك الظاهرة!).
4ـ إلَهِي! مِنِّي مَا يَلِيقُ بِلُوْمِي؛ وَمِنْكَ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ!
( لا نّي لا شيء، وفقير وحادث وعاجز وجاهل؛ كلّ تلك العلامات السوداء والبقع الداكنة الناشئة ماهيّتي البائسة هي ممّا يناسبني تماماً ويليق بي؛ وأمّا أنت، فأنت الوجود المطلق والغنيّ بالذات والقديم بالاصالة والقادر والعالِم؛ ولا تَدلّ هذه الصفات إلاّ ازدياد مرتبة الشرف والفضيلة والكرامة والمجد والعظمة ).
5ـ إلَهِي! وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ بِي قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي؛ أفَتَمْنَعُنِي مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِي؟!
( وذلك لانّ الصفتين اللتين ذكرتهما أنت في القرآن الكريم: اللُّطف والرأفة، ليستا مختصّتين بالضعف أو غيره في عبادك ).
6ـ إلَهِي! إنْ ظَهَرَتِ المَحَاسِنُ مِنِّي، فَبِفَضْلِكَ وَلَكَ المِنَّةُ عَلَی؛ وَإنْ ظَهَرَتِ المَسَاوِيُ مِنِّي، فَبِعَدْلِكَ وَلَكَ الحُجَّةُ عَلَی!
( وذلك لانّ حسناتي وفضائلي إنّما هي جميعاً موهوبة لي لا عن استحقاق ذاتيّ، بل بفضل منك ورحمة، بعيداً عن المادّة الاوّليّة. وأمّا سيّئاتي ومساوئي فلم تكن من عندك، لانّ النقص والعيب لا يعتريانك ( أبداً )، ولا يصدر عنك ظُلم أو جور؛ وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْكَ! لا نّك المَلِكُ والمالك؛ تأتي بما تشاء في حوزة ملكك وسلطانك؛ وَلَكَ الحُجَّةُ عَلَی فِي جَميِعِ ذَلِكَ! فلو بَدرتْ منّي المساوي أو ظهر شيء منها فهي منّي، واستناداً إلی قانون العقوبات الخاصّ بالعبوديّة فإنّ تعزيرك وتأديبك لي ومعاقبتي لا يكون إلاّ من جهة عدلك؛ ولو ظهرت منّي محاسن أو فضائل فهي لم تكن لتظهر لولا فضلك عَلَی ومشيئتك في زيادة خيري والمَنّ عَلَی برحمتك وفضلك. وعلي هذا، ففضلك قائم وتفضّلك سابق!).
7ـ إلَهِي! كَيْفَ تَكِلُنِي وَقَدْ تَوَكَّلْتَ بِي؟! ( بإيصال المنافع إلَی ودفع المضارّ عنّي والتحرّك في مراحل الاستعداد في كلّ حال ) وَكَيْفَ أُضَامُ وَأَنْتَ النَّصِيرُ لِي؟! أَمْ كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ الحَفِيُّ بِي؟!
هَا أَنَا أَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِفَقْرِي إلَيْكَ! وَكَيْفَ أَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِمَا هُوَ مُحَالٌ أنْ يَصِلَ إلَيْكَ؟! ( لانّ كلّ ما هو موجود من مُلك وملكوت يرزح تحت أمرك؛ لا فوق أمرك ولا مساوياً له ) أَمْ كَيْفَ أَشْكُوا إلَيْكَ حَالِي وَهِيَ لاَ تَخْفَي عَلَيْكَ؟! أَمْ كَيْفَ أُتَرْجِمُ لَكَ بِمَقَالِي وَهُوَ مِنْكَ بَرَزَ إلَيْكَ؟! أَمْ كَيْفَ تَخِيبُ آمَالِي وَهِيَ قَدْ وَفَدَتْ إلَيْكَ؟! أَمْ كَيْفَ لاَ تَحْسُنُ أَحْوَالِي وَبِكَ قَامَتْ وَإلَيْكَ؟!
8ـ إلَهِي! مَا أَلْطَفَكَ بِي مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي! وَمَا أَرْحَمَكَ بِي مَعَ قَبِيحِ فِعْلي!
( إنّ لطفك بدأ من لحظة جهلي بقيمتك وقَدْركَ، فأرشدتني، ومن ظُلمات الجهل والفِتَن حرّرتني! وإنّ رحمتك بدأتْ ساعة اجتراحي للسيّئات والمعاصي، فكنتَ حليماً وكريماً « معي » في حين لا يبدر منّي إلاّ التقصير في أداء واجباتي!).
9ـ إلَهِي! مَا أَقْرَبَكَ مِنِّي، وَمَا أَبْعَدَنِي عَنْكَ!
( إنّ تَقرّبك إلی ناجم عن أصل وجودك وذاتك المقدّسة وقدرتك وعِلمكَ ومشيّتك وإرادتك وسيطرتك وهيمنتك، التي لا تُوصَف؛ وما ابتعادي منك وبُعدي عنك إلاّ نتيجة ظُلمة ماهيّة الإمكان والبون الشاسع بين عبوديّتي وربوبيّتك!).
10ـ إلَهِي! مَا أَرْأَفَكَ بِي! فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ؟!
( إنّ مظاهر عالَم الكون جميعاً هي دلائل وشواهد علی رأفتك؛ ويتوجّب عَلَی أن أراك وأُشاهدك في جميع تلك المظاهر! فما السبب إذن وراء احتجاب قلبي ( وبصيرتي ) عن شرف التقرّب إليك، والكرامة والفضيلة في رؤيتك ومشاهدتك؟!).
11ـ إلَهِي! قَدْ عَلِمْتُ بِاخْتِلاَفِ الآثَارِ وَتَنَقُّلاَتِ الاَطْوَارِ أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّي أَنْ تَتَعَرَّفَ إلَی فِي كُلِّ شَيءٍ حَتَّي لاَ أَجْهَلَكَ فِي شَيءٍ!
نعم، لانّ جميع موجودات العالم سوي الله، مرتبطة بظهوره، فهو ظاهر فيها بالذات أوّلاً، وبالعرض وظهور الإنّيّة والماهيّة عندها ثانياً.
در هر چه بنگرم تو پديدار بودهاي اي نانموده رخ تو چه بسيار بودهاي[11]
2025-07-07