18 – وعنه عليه السلام في حديث طويل، قال في آخره: إذا علم الرجل أن أخاه المؤمن محتاج فلم يعطه شيئا حتى يسأله ثم أعطاه لم يؤجر عليه (4).
19 – وعنه عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه: خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، فمن صالح الاعمال بر الاخوان، والسعي (5) في حوائجهم، ففي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، أخبر بهذا غرر أصحابك، قال: قلت: من غرر أصحابي جعلت فداك؟ قال: هم البررة بالاخوان (6) في العسر واليسر (7).
20 – وعنه عليه السلام أنه قال: من مشى في حاجة أخيه المؤمن، كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ورفع له عشر درجات، وحط عنه عشر سيئات، وأعطاه عشر شفاعات (8).
21 – وقال عليه السلام: إحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين، وإدخال السرور عليهم، ودفع المكروه عنهم، فإنه ليس من الاعمال عند الله عز وجل بعد الايمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين (9).
22 – وعن الباقر محمد بن علي عليهما السلام، أن بعض أصحابه (سأله
19 – وعنه عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه: خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، فمن صالح الاعمال بر الاخوان، والسعي (5) في حوائجهم، ففي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، أخبر بهذا غرر أصحابك، قال: قلت: من غرر أصحابي جعلت فداك؟ قال: هم البررة بالاخوان (6) في العسر واليسر (7).
20 – وعنه عليه السلام أنه قال: من مشى في حاجة أخيه المؤمن، كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ورفع له عشر درجات، وحط عنه عشر سيئات، وأعطاه عشر شفاعات (8).
21 – وقال عليه السلام: إحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين، وإدخال السرور عليهم، ودفع المكروه عنهم، فإنه ليس من الاعمال عند الله عز وجل بعد الايمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين (9).
22 – وعن الباقر محمد بن علي عليهما السلام، أن بعض أصحابه (سأله
(١) في نسخة ش ود: غيري، تصحيف، صوابه من البحار.
(٢) في نسخة ش ود: ما وضعته، تصحيف، صوابه من البحار.
(٣) رواه القمي في الغايات ص ٩٩ باختلاف في ألفاظه، والبحار ج ٧٥ ص ١٧٦.
(٤) أخرجه المجلسي في البحار ج ٧٤ ص ٣١٢.
(٥) في نسخة ش ود: ولتسعى، تصحيف، صوابه من البحار.
(٦) في نسخة ش ود: الاخوان، وما في المتن من البحار، وهو الصواب.
(٧) الخصال ص ٩٦ ح ٤٢، وأمالي المفيد ص ٢٩١ ح ٩، وأمالي الطوسي ج ١ ص ٦٥، وفيها: عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام، باختلاف يسير، وعوالي اللآلي ج ١ ص ٣٧١ ح ٧٨، ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار ص ٨٢ باختلاف في ألفاظه، والقمي في الغايات ص 89، عن أبي جعفر عليه السلام، والبحار ج 74، ص 312.
(8) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 312.
(9) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 313.
(٢) في نسخة ش ود: ما وضعته، تصحيف، صوابه من البحار.
(٣) رواه القمي في الغايات ص ٩٩ باختلاف في ألفاظه، والبحار ج ٧٥ ص ١٧٦.
(٤) أخرجه المجلسي في البحار ج ٧٤ ص ٣١٢.
(٥) في نسخة ش ود: ولتسعى، تصحيف، صوابه من البحار.
(٦) في نسخة ش ود: الاخوان، وما في المتن من البحار، وهو الصواب.
(٧) الخصال ص ٩٦ ح ٤٢، وأمالي المفيد ص ٢٩١ ح ٩، وأمالي الطوسي ج ١ ص ٦٥، وفيها: عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام، باختلاف يسير، وعوالي اللآلي ج ١ ص ٣٧١ ح ٧٨، ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار ص ٨٢ باختلاف في ألفاظه، والقمي في الغايات ص 89، عن أبي جعفر عليه السلام، والبحار ج 74، ص 312.
(8) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 312.
(9) أخرجه المجلسي في البحار ج 74 ص 313.
(٢١)
فقال) (1): جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثيرون، فقال: هل يعطف الغني على الفقير؟
ويتجاوز المحسن عن المسئ؟ ويتواسون؟ قلت: لا، قال عليه السلام: ليس هؤلاء الشيعة، الشيعة من يفعل هذا (2).
23 – وقال الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله ساقها إليه، فان فعل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهي موصلة بولاية الله عز وجل، وان رده عن حاجته وهو يقدر عليها، فقد ظلم نفسه وأساء إليها (3).
24 – قال رجل من أهل الري: ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد (4)، وكان علي بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي: انه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه، فلا يكون كذلك، فأقع فيما لا أحب، فاجتمع رأيي على أني هربت إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر (5) – يعني موسى بن جعفر عليهما السلام – فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفا، أو نفس عنه كربة، أو أدخل على قبله سرورا، وهذا أخوك والسلام.
قال: فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلا واستأذنت عليه،
ويتجاوز المحسن عن المسئ؟ ويتواسون؟ قلت: لا، قال عليه السلام: ليس هؤلاء الشيعة، الشيعة من يفعل هذا (2).
23 – وقال الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله ساقها إليه، فان فعل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهي موصلة بولاية الله عز وجل، وان رده عن حاجته وهو يقدر عليها، فقد ظلم نفسه وأساء إليها (3).
24 – قال رجل من أهل الري: ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد (4)، وكان علي بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي: انه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه، فلا يكون كذلك، فأقع فيما لا أحب، فاجتمع رأيي على أني هربت إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر (5) – يعني موسى بن جعفر عليهما السلام – فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفا، أو نفس عنه كربة، أو أدخل على قبله سرورا، وهذا أخوك والسلام.
قال: فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلا واستأذنت عليه،
(١) في البحار: قال له.
(٢) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٣٩ ح ١١، بسنده عن أبي إسماعيل، عن الباقر عليه السلام، والديلمي في اعلام الدين ص ٣٧ عن الصادق عليه السلام، والبحار ج ٧٤ ص ٣١٣.
(٣) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ٢٧٣ ح ٤، والمفيد في الاختصاص ص ٢٥٠ باختلاف يسير، والبحار ج ٧٤ ص ٣١٣.
(٤) أبو علي يحيى بن خالد البرمكي، وزير هارون الرشيد ومعتمده في شؤون الدولة، وروى الكشي، عن الإمام الرضا عليه السلام أن يحيى بن خالد سم الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، في ثلاثين رطبة، ولما نكب هارون البرامكة غضب عليه، وخلده في الحبس إلى أن مات فيه، وقتل جعفرا ابنه، توفي في الثالث من محرم سنة ١٩٠ ه، وهو ابن سبعين سنة، انظر رجال الكشي ج ٢ ص ٨٦٤، وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٢٨ وشذرات الذهب ج ١ ص ٢٢٧.
(٥) في اعلام الدين وعدة الداعي: الصادق عليه السلام، واستظهر المجلسي في البحار ما في المتن.
(٢) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٣٩ ح ١١، بسنده عن أبي إسماعيل، عن الباقر عليه السلام، والديلمي في اعلام الدين ص ٣٧ عن الصادق عليه السلام، والبحار ج ٧٤ ص ٣١٣.
(٣) رواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ٢٧٣ ح ٤، والمفيد في الاختصاص ص ٢٥٠ باختلاف يسير، والبحار ج ٧٤ ص ٣١٣.
(٤) أبو علي يحيى بن خالد البرمكي، وزير هارون الرشيد ومعتمده في شؤون الدولة، وروى الكشي، عن الإمام الرضا عليه السلام أن يحيى بن خالد سم الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، في ثلاثين رطبة، ولما نكب هارون البرامكة غضب عليه، وخلده في الحبس إلى أن مات فيه، وقتل جعفرا ابنه، توفي في الثالث من محرم سنة ١٩٠ ه، وهو ابن سبعين سنة، انظر رجال الكشي ج ٢ ص ٨٦٤، وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٢٨ وشذرات الذهب ج ١ ص ٢٢٧.
(٥) في اعلام الدين وعدة الداعي: الصادق عليه السلام، واستظهر المجلسي في البحار ما في المتن.
وقلت: رسول الصابر عليه السلام، فخرج إلي حافيا ماشيا، ففتح لي بابه، وقبلني، وضمني إليه، وجعل يقبل عيني، ويكرر ذلك، كلما سألني عن رؤيته عليه السلام، وكلما أخبرته بسلامته وصلاح أحواله استبشر وشكر الله تعالى.
ثم أدخلني داره، وصدرني في مجلسه، وجلس بين يدي، فأخرجت إليه كتابه عليه السلام، فقبله قائما، وقرأه، ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني دينارا دينارا، ودرهما درهما، وثوبا ثوبا، وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته، وفي كل شئ من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي والله، وزدت على السرور، ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي، وأعطاني براءة مما يوجبه (1) علي منه وودعته وانصرفت عنه.
فقلت: لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلا بأن أحج في قابل وأدعو له، وألقى الصابر عليه السلام واعرفه فعله، ففعلت، ولقيت مولاي الصابر – عليه السلام – وجعلت أحدثه، ووجهه يتهلل فرحا، فقلت: يا مولاي هل سرك ذلك؟ فقال: اي والله لقد سرني، وسر أمير المؤمنين، والله لقد سر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، ولقد سر الله تعالى (2).
25 – واستأذن علي بن يقطين مولانا الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام في ترك عمل السلطان، فلم يأذن له، وقال: لا تفعل، فإن لنا بك أنسا، ولإخوانك بك عزا، وعسى أن يجبر الله بك كسرا، أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.
يا علي كفارة أعمالكم الاحسان إلى إخوانكم، إضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثا، إضمن لي أن [لا] تلقى أحدا من أوليائنا إلا قضيت حاجته، وأكرمته، وأضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبدا، ولا ينالك حد سيف أبدا، ولا يدخل الفقر بيتك أبدا، يا علي من سر مؤمنا فبالله بدأ، وبالنبي صلى الله عليه وآله ثنى، وبنا ثلث (3).
26 – وقال عليه السلام: إن لله تعالى حسنة ادخرها لثلاثة: لإمام عادل،
ثم أدخلني داره، وصدرني في مجلسه، وجلس بين يدي، فأخرجت إليه كتابه عليه السلام، فقبله قائما، وقرأه، ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني دينارا دينارا، ودرهما درهما، وثوبا ثوبا، وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته، وفي كل شئ من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي والله، وزدت على السرور، ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي، وأعطاني براءة مما يوجبه (1) علي منه وودعته وانصرفت عنه.
فقلت: لا أقدر على مكافاة هذا الرجل إلا بأن أحج في قابل وأدعو له، وألقى الصابر عليه السلام واعرفه فعله، ففعلت، ولقيت مولاي الصابر – عليه السلام – وجعلت أحدثه، ووجهه يتهلل فرحا، فقلت: يا مولاي هل سرك ذلك؟ فقال: اي والله لقد سرني، وسر أمير المؤمنين، والله لقد سر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، ولقد سر الله تعالى (2).
25 – واستأذن علي بن يقطين مولانا الكاظم موسى بن جعفر عليهما السلام في ترك عمل السلطان، فلم يأذن له، وقال: لا تفعل، فإن لنا بك أنسا، ولإخوانك بك عزا، وعسى أن يجبر الله بك كسرا، أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.
يا علي كفارة أعمالكم الاحسان إلى إخوانكم، إضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثا، إضمن لي أن [لا] تلقى أحدا من أوليائنا إلا قضيت حاجته، وأكرمته، وأضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبدا، ولا ينالك حد سيف أبدا، ولا يدخل الفقر بيتك أبدا، يا علي من سر مؤمنا فبالله بدأ، وبالنبي صلى الله عليه وآله ثنى، وبنا ثلث (3).
26 – وقال عليه السلام: إن لله تعالى حسنة ادخرها لثلاثة: لإمام عادل،
(١) كذا في نسخة ش ود، وفي نسخة من البحار يتوجه، والظاهر أنه الصواب.
(٢) رواه الديلمي في اعلام الدين ص ٩٢، وابن فهد في عدة الداعي ص ١٧٩، والبحار ج 48 ص 174 ح 16 وج 74 ص 313.
(3) أخرجه المجلسي في البحار ج 48 ص 136 ح 10، وج 75 ص 379 ح 40.
(٢) رواه الديلمي في اعلام الدين ص ٩٢، وابن فهد في عدة الداعي ص ١٧٩، والبحار ج 48 ص 174 ح 16 وج 74 ص 313.
(3) أخرجه المجلسي في البحار ج 48 ص 136 ح 10، وج 75 ص 379 ح 40.