في رحاب الشهر المبارك
عن الحسين بن الحسن الكنديّ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها رزقه، قلت: وكيف يحرم رزقه؟ فقال: يحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم الرزق
فضل صلاة الليل بحسب آيات القرآن الكريم:
أ- صلاة الليل المقام المحمود: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودً﴾[1]، وهذا المقام غير معلوم لعظمته وأهمّيّته، قال تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[2].
ب- صلاة الليل صفة العلماء: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾[3]، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت: آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ قال: “يعنى – صلاة الليل”[4].
ج- صلاة الليل تذهب السيّئات: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾[5]، روي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾، قال: “صَلَاةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّيْلِ تَذْهَبُ بِمَا عَمِلَ مِنْ ذَنْبٍ بِالنَّهَارِ”[6].
فضل صلاة الليل في السنّة الشريفة
أوّلاً: الأهمّيّة الدنيويّة:
أ- مصدر الرزق: عن الحسين بن الحسن الكنديّ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها رزقه، قلت: وكيف يحرم رزقه؟ فقال: يحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم الرزق”[7].
ب- فضائل متعدّدة: وقال أبو عبد الله عليه السلام: “صلاة الليل تحسّن الوجه، وتحسّن الخلق، وتطيّب الريح وتدرّ الرزق وتقضي الدين، وتذهب بالهمّ، وتجلو البصر، عليكم بصلاة الليل فإنّها سنّة نبيّكم، ومطردة الداء عن أجسادكم”[8].
ج- عنوان الولاية لأهل البيت عليهم السلام: قال الإمام الصادق عليه السلام: “ليس من شيعتنا من لم يصلِّ صلاة الليل”[9].
ثانياً: الأهمّيّة الأخرويّة:
أ. تكفير السيّئات: روي عن إبراهيم بن عمر عمّن حدّثه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾[10]، قال: “صَلَاةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّيْلِ تَذْهَبُ بِمَا عَمِلَ مِنْ ذَنْبٍ بِالنَّهَارِ”[11].
ب. دخول الجنّة: وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عند موته لأبي ذرّ رحمة الله عليه: “يا أبا ذرّ، احفظ وصيّة نبيّك تنفعك: من ختم له بقيام الليل ثمّ مات فله الجنّة”[12].
زاد الهدى في شهر الله، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] سورة الإسراء، الآية 79.
[2] سورة السجدة، الآية 17.
[3] سورة الزمر، الآية 9.
[4] الصدوق، الشيخ محمّد بن عليّ بن بابويه، علل الشرائع، تقديم السيد محمد صادق بحر العلوم، المكتبة الحيدريّة، العراق – النجف الأشرف، 1385ه – 1966م، لا.ط، ج2، ص364، ح8.
[5] سورة هود، الآية 114.
[6] المصدر نفسه، ج2، ص363، ح7.
[7] الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، ثواب الأعمال، تقديم السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، إيران – قم، 1368ش، ط2، ص42.
[8] قطب الدين الراوندي، أبو الحسين سعيد بن هبة الله، الدعوات (سلوة الحزين)، مدرسة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ، إيران – قمّ، 1407ه، ط1، ص76.
[9] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج8، ص 162.
[10] سورة هود، الآية 114.
[11] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج2، ص363، ح7.
[12] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، مصدر سابق، ج1، ص475، ح1373.