13) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
يريد الكفار ان يطفئوا نور الله بأفواههم: ولا هنا من الاشارة الى نقطة مهمة أشارت اليها الآية الكريمة وهي استخدام الفعل المضارع (يطفئوا)الذي يدل على حال المنافقين في زمن النبي محمد صلى الله عليه واله وحالهم الى عصرنا الحالي وحتى يوم القيامة،لأن الفعل المضارع يشير الى حدث حالي مستمر الى المستقبل،وأعمال هؤلاء المنافقين كانت تعمل على النيل النبي صلى الله عليه واله وتشويه سمعته،وليس بعيدا ما نراه في وعصرنا الحاضر ما تفعله هذه الزمرة في استخدام وسائل الاعلام المقروئة والمسموعة للنيل من أمة الاسلام جمعاء،وهنا واجبنا كمسلمين هو الدفاع عن شخصية الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وعن الاسلام بنفس الطريقة والسلاح الذي يحاربوننا به.
2 – شرح الآية 26 من سورة البقرة:
(إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فإما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربّهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين)
قال الربيع بن أنس هذا مثل ضربه الله للدنيا لأن البعوضة تحيا ما جاعت فإذا سمنت ماتت فشبه الله سبحانه وتعالى هؤلاء بأنهم إذا امتلئوا أخذهم الله كما قال تعالى: فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء.. إلى أن قال: حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون..
قال قتادة معناه أن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها أي لا يستحي من الحق أن يذكر منه شيئا ما قل أو كثر.أن الله تعالى حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت،قال أهل الضلالة ماذا أراد الله من ذكر هذا؟ فأنزل الله تعالى(أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها..إلى آخر الآية الشريفة).
وكل هذه الوجوه حسنة وأحسنها قول ابن عباس لأنه يليق بما تقدم وبعده ما قال قتادة وليس لأحد أن يقول هذا المثل لا يليق بما تقدم من حيث لم يتقدم للبعوضة ذكر وقد جرى ذكر الذباب والعنكبوت في موضع آخر في تشبيه آلهتهم بها وأن يكون المراد بذلك أولى.
إن الله لا يستحي: لما كانت الآيات السابقة مشتملة على أقسام من التمثيل،عقب ذلك ببيان حُسنه،وما هو الحق له،وما هو شرط فيه من موافقته للممثل له من الجهة التي تعلق بها التمثيل في العظم والصغر والشرف والخسة،دون الممثل فإن التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعنى الممثل له ورفع الحجاب عنه وإبرازه في صورة المشاهد المحسوس،ليساعد فيه الوهم والعقل ويصالحه،فأن المعنى الصرف إنما يدركه العقل مع منازعة من الوهم لان من طبعه ميل الحس وحب المحاكمات،لما قاله الجهلة:
من أن ضرب المثل بالمحقرات كالنحل والذباب والعنكبوت والنمل لا يليق بكلام الفصحاء من المخلوقين ويخل بفصاحته،فكيف يليق بالقرآن الذي تدعون انه كلام الله بالغ في الفصاحة حد الإعجاز؟ وعن الحسن وقتادة: انه لما ذكر الله تعالى الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب به للمشركين المثل ضحكت اليهود،وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله فأنزل الله سبحانه هذه الآية الشريفة.