الرئيسية / من / قصص وعبر / قصص الأنبياء – الراوندي

قصص الأنبياء – الراوندي

قال الله (1) أحب ان يخلق خلقا، وذلك بعد ما مضى من الجن (2) والنسناس سبعه آلاف سنه فلما كامن خلق الله ان يخلق آدم للذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونه من السماوات والأرضين كشف عن (3) اطباق السماوات.
ثم قال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض ترضون أعمالهم وطاعتهم لي؟ فاطلعت الملائكة ورأوا (4) ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق، أعظموا ذلك وغضبوا لله وأسفوا على أهل الأرض، ولم يملكوا غضبهم وقالوا: ربنا أنت (5) العزيز الجبار الظاهر العظيم (6) الشأن وهؤلاء كلهم خلقك الضعيف الذليل في أرضك، كلهم ينقلبون (7) في قبضتك، ويعيشون برزقك، و يتمتعون بعافيتك وهم يعصونك، بمثل هذه الذنوب العظام لا تغضب ولا تنتقم منهم لنفسك بما تسمع منهم وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه (8) فيك.
قال: فلما سمع الله تعالى مقاله (9) الملائكة قال: إني جاعل في الأرض خليفة فيكون حجتي على خلقي في الأرض (10)، فقالت الملائكة سبحانك ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟
فقال الله تعالى: (يا ملائكتي إني اعلم مالا تعلمون) إني أخلق خلقا بيدي اجعلهم (11)
1 – في ق 1: قال ثم إن الله، وفي ق 3: ثم قال إن الله.
2 – في ق 1 وق 3 وق 4: ما مضى للجن.
3 – في ق 1 وق 3 وق 4: مكونه في السماوات والأرضين كشط عن. والكشط بمعنى الكشف.
4 – في ق 1 وق 3: فطلعت ورأوا.
5 – في ق 3 وق 4: يا ربنا أنت.
6 – في البحار: القاهر العظيم، وفي ق 1 وق 3: الطاهر العظيم.
7 – في ق 1 وق 3: البحار: يتقلبون.
8 – في ق 2: ذلك وأكبرناه.
9 – في ق 1: مقال.
10 – في ق 4: فيكون حجة على خلقي في أرضي، وفي ق 1 وق 3: في أرضي.
11 – في ق 2 وق 3 وق 4: أجعل، وفي البحار: وأجعل من ذريته أنبياء ومرسلين وعبادا.
صالحين وأئمة مهتدين وأجعلهم خلفائي.
(٤٢)

خلفائي على خلقي في ارضى، ينهونهم عن معصيتي وينذرونهم ويهدونهم (1) إلى طاعتي، ويسلكون بهم طريق سبيلي، اجعلهم حجه لي عذرا ونذرا (2) وأنفي الشياطين من ارضى وأطهرها منهم فاسكنهم في الهواء من أقطار (3) الأرض وفي الفيافي فلا يراهم خلق، ولا يرون شخصهم، ولا يجالسونهم، ولا يخالطونهم، ولا يؤاكلونهم، ولا يشاربونهم، وأنفر مرده الجن العصاة عن نسل (4) بريتي وخلقي وخيرتي، فلا يجاورون خلقي، واجعل بين خلقي وبين الجان حجابا، فلا يرى خلقي شخص الجن، ولا يجالسونهم، ولا يشاربونهم، و لا يتهجمون تهجمهم، ومن عصاني من نسل خلقي الذي عظمته واصطفيته لغيبي أسكنهم (5) مساكن العصاة وأوردهم موردهم (6) ولا أبالي.
فقالت الملائكة: لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم، فقال للملائكة (7): إني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (8) قال: وكان ذلك من الله تقدمه للملائكة قبل ان يخلقه احتجاجا منه عليهم، و ما كان الله ليغير ما بقوم الا (9) بعد الحجة عذرا أو نذرا، فامر تبارك وتعالى ملكا من الملائكة فاغترف غرفه بيمينه فصلصلها في كفه فجمدت، فقال الله عز وجل: منك اخلق (10)
1 – في البحار: وينذروهم من عذابي.
2 – في ق 1 والبحار، عذرا أو نذرا.
3 – في ق 1 والبحار: وأسكنهم في الهواء وأقطار… فلا يراهم خلقي.
4 – في ق 2 وق 3 وق 4: من نسل.
5 – في ق 1: عظمته واصطنعته لعيني وفي ق 3: عظمته أسكنهم.
6 – في ق 4: مواردهم.
7 – في ق 1: فقال الله تعالى للملائكة.
8 – والآيات: الأولى والثانية في سورة البقرة 30 – 32، والثالثة في سورة الحجر 28 – 29.
9 – في ق 3: ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم الا بعد.
10 – بحار الأنوار الجزء 57 – 58 أشار هنا إلى جملات من صدر الخبر، وأورد، تمامه في نفس الجزء ص 322 – 325 تحت الرقم: 5، ونبه على جملات من أوائل الخبر أيضا الجزء 59 / 252.
(٤٣)

فصل – 2 – 2 – وبالاسناد المذكور، عن ابن بابويه، أخبرنا محمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن علي ماجيلويه، أخبرنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن أورمة، عن عمرو بن عثمان، عن العبقري *، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن حبه العرني، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: ان الله تعالى خلق (1) آدم صلوات الله عليه من أديم الأرض، فمنه السباخ والمالح والطيب، ومن ذريته الصالح و الطالح، وقال: ان الله تعالى لما خلق آدم صلوات الله عليه ونفخ فيه من روحه نهض ليقوم، فقال الله تعالى: و (خلق الانسان عجولا) (2) وهذا (3) علامه للملائكة، ان (4) من أولاد آدم عليه السلام من (5) يصير بفعله صالحا، ومنهم من يكون طالحا بفعله، لا ان من خلق من الطيب لا يقدر على القبيح، ولا أن من خلق من السبخة (6) لا يقد على الفعل الحسن (7).
3 – وبهذا الاسناد عن هشام بن سالم * *، عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه
* – الصواب: النقزي وهو: عمرو بن محمد المترجم في تهذيب التهذيب وغيره يروى عن عمرو بن ثابت بن هرمز الكبري وهو المعروف بعمرو بن أبي المقدام، المترجم في كتب الفرقين ويروى هو عن أبيه عن حبة العرني عن أمير المؤمنين عليه السلام في التهذيب ج ٣ برقم:
٦٩٩ وروى صدر الخبر في العلل ج ١ ب ٧٧ ح ٣ موسى الشبيري الزنجاني.
١ – في ق ٢: لما خلق.
٢ – الآية في الكتاب المجيد ” وخلق الانسان ضعيفا ” سورة النساء: ٢٨).
٣ – في ق ١: هذه.
٤ – في ق ٢، وان.
٥ – في ق ٢ وق ٣ وق ٤: والبحار: يكون من.
٦ – في ق ٢: ولا من خلق من السبخة، وفي ق ٣: لا يقدم على القبيح… لا يقدم على الفعل.
الخير.
٧ – بحار الأنوار: ١١ / 112 – 113، برقم: 32 قال العلامة المجلسي رحمه الله: بيان – قوله ” و هذا علامة ” كلام الراوندي ذكره لتأويل الخبر.
* * – لم يتقدم سند إلى هاشم فيحتمل تقديم وتأخير في الاخبار بان يكون موضع هذا الخبر بعد الخبر برقم 7 فغير سهوا. الزنجاني، أقول: ويحتمل ان تكون العبارة وجدها القطب في كتاب فنقلها على ما وجد.
(٤٤)

قال: كانت الملائكة تمر بآدم صلوات الله عليه – أي بصورته – وهو ملقى في الجنة من طين، فتقول لأمر ما خلقت؟ (1).
4 – وبالاسناد المتقدم عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: ان القبضة التي قبضها الله تعالى من الطين الذي خلق آدم صلوات الله عليه منه ارسل الله إليها (2) جبرئيل ان يأخذ منها ان شاء، فقالت الأرض: أعوذ بالله ان تأخذ منى شيئا فرجع فقال: يا رب تعوذت بك. فأرسل الله تعالى إليها إسرافيل (3) وخيره، فقالت مثل ذلك، فرجع فأرسل الله إليها ميكائيل (4) وخيره أيضا فقالت مثل ذلك، فرجع فأرسل الله إليها ملك الموت، فأمره على الحتم، فتعوذت بالله ان يأخذ منها، فقال ملك الموت: وانا أعوذ بالله ان ارجع إليه حتى آخذ منك قبضه.
وانما سمى (5) آدم لأنه اخذ من أديم الأرض. وقال: ان الله (6) تعالى خلق آدم من الطين وخلق حوا (7) من آدم، فهمه الرجال الأرض وهمه النساء الرجال. وقيل: أديم الأرض أدنى الأرض الرابعة إلى اعتدال، لأنه خلق وسط الملائكة (8)، (9).
5 – وبالاسناد المذكور، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سيف بن عميره عن أخيه، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق عليه الصلاة و السلام قال: قلت: سجدت الملائكة لادم صلوات الله عليه ووضعوا جباههم على الأرض؟
١ – بحار الأنوار ١١ / ١١٣، برقم: ٣٣.
٢ – في ق ٢: ارسل إليها.
٣ – في ق ٢: فأرسل إسرافيل.
٤ – في ق ٢ وق ٣: فأرسل الله ميكائيل.
٥ – في ق ٢: وإنما يسمى.
٦ – في ق ٣: الأرض، ثم إن الله.
٧ – في ق ٢: وحوا.
٨ – في ق ٣ وق ٤: وسط من الملائكة، وفي البحار: وسط بن الملائكة والبهائم.
٩ – بحار الأنوار ١١ / 113، برقم: 25.
(٤٥)

شاهد أيضاً

العمق المحتل بمرمى صاروخ يمني فرط صوتي.. وما خفي أعظم

 إيمان مصطفى وقف اليمن شامخًا بوجه ثلاثي الشر الأميركي و”الإسرائيلي” والبريطاني، بكلّ جرأة وشجاعة وثبات، ...