الرئيسية / مقالات متنوعة / على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

كل قوم برأس صاحبهم؟، قال: لا، أكره أن تتحدث العرب بينها أن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم، أقبل عليهم يقتلهم، ثم قال: اللهم ارمهم بالدبيلة: قلنا يا رسول الله وما الدبيلة؟ قال: شهاب من نار يقع على نياط أحدهم فيهلك ” (1).
وروى الإمام أحمد الرواية نفسها، وهي واردة في تفسير قوله تعالى، وفي الآية (74) من سورة التوبة: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا) (2).
كما روى ابن كثير، أيضا، في الموضع نفسه، نقلا عن صحيح مسلم، عن عمار بن ياسر، عن حذيفة، عن رسول الله، (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه قال: ” في أصحابي اثنا عشر منافقا، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط.. ولهذا كان حذيفة يقال له صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، أي تعيين جماعة المنافقين ” (3).
حدثت هذه الحادثة الخطيرة، في تاريخ الإسلام، في أثناء غزوة تبوك في رجب، من العام التاسع للهجرة، ولم تذكر في كتب السيرة أو غيرها، تحت عناوين رئيسية، وإنما تحت عناوين فرعية، على الرغم من ثبوتها بنص القرآن ووقوعها ضمن أحداث غزوة تبوك، حيث اشرأب النفاق واطلع رأسه من منبته، وورودها في سورة التوبة التي تسمى أيضا، ” الفاضحة “، لأنها فضحت المنافقين وعرتهم. أما
(1) تفسير ابن كثير، 2 / 453 – 454، دار الفكر، بيروت، 1414 ه‍ – 1994 م.
(2) تفسير ابن كثير، 2 / 454.
(3) المصدر نفسه.
(١١)

خطورتها فتكمن في أن الذين رأوا في شخص الرسول الأكرم عائقا أمام تحقيق أهدافهم لا بد أنهم وضعوا هدفا كبيرا تهون من أجل تحقيقه كل الجرائم، حتى ولو كانت قتل الرسول الأكرم، (رسول الله صلى عليه وآله وسلم)، أو الحسين بن علي، (عليه السلام)، أو استباحة المدينة أو هدم الكعبة، كما حدث بعد ذلك بالفعل.
(١٢)

الفصل الأول أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام

شهدت ” صفين “، وهي مكان يقع بالقرب من شاطئ الفرات بين الشام والعراق. ” واقعة صفين “، التي دارت بين جيش الإمام علي الذي يمثل القيادة الشرعية للأمة الإسلامية وبين جيش القاسطين الظالمين، بقيادة معاوية بن آكلة الأكباد ووزيره الأول عمرو بن العاص.
توشك النبوءة أن تتحقق، يوشك من حذر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، منهم أن يتسنموا منبره. الصراع محتدم بين قيم الإسلام المحمدي الأصيل، كما يمثله إمام الحق علي بن أبي طالب (ع) والفئة الباغية بقيادة ابن آكلة الأكباد ووزيره الأول ابن النابغة. وسنعرض نماذج متقابلة لخطاب كل فريق من الفريقين ولسلوكه، ثم نرى النهاية الفاجعة لهذا الصراع، أو نهاية البداية لفجر الإسلام المضئ، على يد هذه العصابة، وهو عين ما حاولوه يوم عقبة تبوك، فلم يحالفهم التوفيق.
1 – خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية رفع معاوية بن أبي سفيان شعار الثأر لعثمان بن عفان، فهل كان ابن آكلة الأكباد ووزيره الأول صادقين في دعواهما؟ فلنقرأ سويا في صفحات التاريخ.
روى ابن جرير الطبري، في تاريخه: ” لما قتل عثمان قدم النعمان بن بشير على أهل الشام بقميص عثمان ووضع معاوية القميص
(١٥)

شاهد أيضاً

الصلاة على محمد وآله في الميزان – البغدادي 5

اليومية الواجبة وغيرها من سائر الواجبات، وفي كل تلك البيانات الثابتة عن النبي (ص) في ...