الرئيسية / تقاريـــر / في رحاب الملحمة الحسينية 9 – عبد الستار الجابري

في رحاب الملحمة الحسينية 9 – عبد الستار الجابري

اثار ثورة الامام الحسين (عليه السلام)

 

ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ثورة عظيمة، لان من قام بها الامام المعصوم (عليه السلام) والامام المعصوم (عليه السلام) عظيم، والعظيم لا يحيط به الا العظيم، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فما امكن عقولنا القاصرة وهممنا الفاترة من ادراكه من اثار تلك النهضة العظيمة نحاول تدوينه في هذه الاسطر، سائلين الله تعالى السداد والرشاد.
الاول: تصحيح الانحراف الاجتماعي
بلغ الانحراف الاجتماعي في ايام الامام الحسين (عليه السلام) اقصاه بحيث اصبح الناس لا يهتمون بأمور الدين وقيم الاسلام، وتلقوا تسلط يزيد بن معاوية عليهم بصدر رحب، ولم يعترضوا على معاوية في ذلك والاعتراض الذي وقع من زعامات قريش كان اعتراضاً سياسياً لان اولئك الزعامات كانوا يرون لانفسهم حقاً في الحكم بناء على ما اسس عليه حكم السقيفة من تدوير السلطة في بطون قريش ولم يكن غيرة على الدين او اعتراضاً على الفساد، وقد اسس معاوية للحكم الوراثي الذي اصبح بعد ذلك عرفاً في السلطة.
فكان من اثار ثور الامام الحسين (عليه السلام) الخنوع الاجتماعي، مما ترك آثاراً سريعة كان اولها ثورة المدينة ضد يزيد، وبعدها ثورة ابن الزبير، وثورة المختار بحيث ظهرت على المسرح السياسي ثلاث قوى لكل منها حاضنة اجتماعية تقف معها وتضحي لاجلها، الشيعة وقد التفوا حول المختار واعلنوا الثورة ضد ابن الزبير وبني امية ومركزهم الكوفة، وال الزبير ومركزهم الحجاز ولهم انصار في القبائل العربية الممتدة من الحجاز الى العراق والشام ومصر، وكاد الزبيريون ان يسيطروا على العالم الاسلامي لولا خروج المختار عنهم وامتداد سلطانه الى الموصل واطراف البصرة، وخسارة انصار ابن الزبير المعركة ضد انصار بني امية في الاردن، وبنو امية ومركزهم الشام، ودام الصراع بين المراكز الثلاثة سنتين استتبت بعدها الامور لعبد الملك بن مروان. وقد كان كل ذلك نتاجاً موضوعياً لثورة سيد الشهداء اذ انعتق الناس من عقيدة اطاعة الحاكم مهما كان ظالماً واصبح الحاكم تحت طائلة الحساب، واخذت المجتمعات تفكر بالانعتاق من نير الحاكم وظلمه.

شاهد أيضاً

صفي الدين: مسيرات عملية “يوم الأربعين” وصلت إلى أهدافها والعدو حائر أمام خياراته الواهية

أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، أن المجاهدين يخوضون المعركة ...