الرئيسية / من / طرائف الحكم / الكبائر من الذنوب

الكبائر من الذنوب

عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) (1).
فقوله تعالى: عدوانا وظلما، أي عمله بدون حق شرعي.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ” من قتل نفسه متعمدا فهو في نار جهنم خالدا فيها “.
(6) قذف المحصنة وهو نسبة الزنا للمسلمة المحصنة، بل حتى لو كان واقعا، فكيف إذا كانت المؤمنة عفيفة؟ لأنه مناف لما أراده الله تعالى من الستر على عباده، كما في قوله تعالى في كتابه المجيد: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) (2).


(1) النساء / 29 – 30.
(2) النور / 23 – 24.

(٣٠)

وقوله تعالى: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون) (1).
ويلحق بذلك قذف المسلم البالغ العاقل بالزنا واللواط، ومنه قوله للرجل يا بن الفاعلة، أو يا بن الزانية وإن كان مازحا…
وقد وردت آيات وروايات كثيرة بشأنها، منها من قذف امرأة أو رجلا بريئا بالزنا، فإنه مطرود وملعون ومردود من قبل العباد في الدنيا، وفي الآخرة ملعون ومغضوب عليه من الله تعالى، يعاقب في الدنيا بعقوبة الحد، ورد شهادته، وفي الآخرة يبتلى بأنواع العذاب وأقسامه.
(7) أكل مال اليتيم قال تعالى في كتابه المجيد: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى


(1) النور / 4.

(٣١)

ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (1).
وقد جاء في التفسير الكبير (2) ” إن آكل مال اليتيم حينما يرد المحشر يوم القيامة تلتهب ألسنة النار في جوفه حتى يخرج دخانها من فمه وعينيه ولسانه وأنفه.
وقال تعالى في موضع آخر: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب) (3).
ولهذا فإن لآكل مال اليتيم بغير حق عقابان، في الآخرة عذاب الله، وفي الدنيا سوف تظلم يتاماه بعد موته مثلما ظلم يتامى الناس.
(8) الفرار من الزحف قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا


(1) النساء / 10.
(2) ج 9، ص 200.
(3) النساء / 2.

(٣٢)

متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (1).
وليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه، وموبق نفسه، وإن في الفرار غضب الله والذل اللازم والعار الباقي، وأن الفار غير مزيد في عمره، ولا محجوز بينه وبين يومه، إذ الفرار يسبب الانكسار للجيش الإسلامي، وانتصار الأعداء، وانتشار الباطل، وما يتبعه مما يقع على المسلمين من خذلان وقتل وسبي ووقيعة.
(9) أكل الربا وهو مقارن للكفر، بل إن فاعله أشد عذابا يوم القيامة، وهو شديد الإثم كما جاء في قوله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس… * يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب


(1) الأنفال / 15 – 16.

(٣٣)

كل كفار أثيم) (1).
وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) (2).
وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون * واتقوا النار التي أعدت للكافرين) (3).
فقد قرن الله تعالى أكل الربا بالكفر كما أسلفنا.
وهناك آيات وروايات كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل بيته الطاهرين تدل على بشاعة جريمة أكل الربا، منها ما رواه الصدوق عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ” من أكل الربا ملأ الله بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل وإن اكتسب منه مالا لا يقبل الله تعالى منه شيئا من عمله، ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما


(1) البقرة / 275 – 276.
(2) البقرة / 278 – 279.
(3) آل عمران / 130 – 131.

(٣٤)

كان عنده قيراطا واحدا “.
والجدير بالذكر هنا أن الربا ليس منحصرا فقط في أن يقرض الإنسان غيره لمدة بزيادة، وإنما هناك معاملات يقع فيها الربا حتى في البيع والشراء وغيرها، والتي تخفى على أكثر الناس، وقد أفرد مراجعنا الأعلام (جزاهم الله خير الجزاء) في رسائلهم العملية بابا خاصا للمعاملات الربوية ملحقا بأحكام البيع والشراء والمكاسب المحرمة، فمن الواجب على كل مسلم مراجعتها والتعرف عليها للتحرز من الوقوع بهذه الكبيرة الشنعاء علما بأن الجاهل كالعامد لا يعذر لجهله إذا كان قادرا على التعلم والتفقه ولم يتعلم، وقد دلت على ذلك الروايات الكثيرة، منها:
” التاجر فاجر ما لم يتفقه ” (10) السحت يؤدي إلى عدة معان منها: التطفيف في الميزان، أكل لحم الميتة، أكل الحرام.

(٣٥)

شاهد أيضاً

الطفل بين الوراثة والتربية

فليس صيام رمضان – وهو من أهم الفرائض الاسلامية – إلا مظهرا من مظاهر الاجتناب ...