صفات الشيعة – الشيخ الصدوق
يومين مضت
كلامكم نور
20 زيارة
قال قام من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) يقال له همام – وكان عابدا فقال له يا أمير المؤمنين صف لي المتقين حتى كأني انظر إليهم فتثاقل أمير المؤمنين
تتمة الحديث
جاشت حلومهم وذهلت قلوبهم (عقولهم – خ ل)
وإذا استفاقوا بادروا إلى الله بالأعمال الزكية
لا يرضون لله أعمالهم بالقليل
ولا يستكثرون له الجزيل
فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون،
ان زكى أحدهم خاف مما يقولون وقال انا أعلم بنفسي من غيري،
وربى أعلم بنفسي منى،
اللهم لا تؤاخذني بما يقولون،
واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون،
فإنك علام الغيوب،
وستار العيوب ومن علامة أحدهم انك ترى له قوة في دين،
وحزما في لين وايمانا في يقين وحرصا على العلم،
وكيسا في رفق وشفقة في نفقة،
وقصدا في غناء،
وخشوعا في عبادة وتحملا في فاقة وصبرا في شدة ورحمة للجهود واعطاء في حق،
ورفقا في كسب وطلبا للحلال ونشاطا في الهدى وتحرجا عن الطمع،
وبرا في استقامة وإغماضا عند شهوة
(٢٢)
لا يغره ثناء من جهله،
ولا يدع احصاء ما قد عمله مستنبطا لنفسه في العمل يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل،
يمسى وهمه الشكر ويصبح وشغله الذكر يبيت حذرا ويصبح فرحا،
حذرا لما حذر من الغفلة وفرحا لما أصاب من الفضل والرحمة ان استصعب عليه نفسه فيما تكره يعطها سؤلها فيما إليه ضره، وفرحه فيما يخلد ويطول،
وقرة عينه فيما لا يزول ورغبته فيما يبقى وزهادته فيما يفنى يمزج الحلم بالعلم،
ويمزج العلم بالعقل،
تراه بعيدا كسله، دائما نشاطه قريبا أمله،
قليلا زلله متوقعا أجله خاشعا قلبه،
ذاكرا ربه خائفا ذنبه،
قانعة نفسه متغيبا جهله،
سهلا أمره حريزا دينه،
ميتة شهوته كاظما غيظه،
صافيا خلقه،
آمنا منه جاره
(٢٣)
ضعيفا كبره،
ميتا ضره،
كثيرا ذكره،
محكما امره،
يحدث بما يؤتمن عليه الأصدقاء،
ولا يكتم شهادته للأعداء،
ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يتركه حياءا،
الخير منه مأمول،
والشر منه مأمون،
إن كان في الغافلين كتب من الذاكرين،
وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين،
يعفو عمن ظلمه ويعطى من حرمه،
ويصل من قطعه لا يعزب حلمه ولا يعجل فما يريبه،
ويصفح عما قد تبين بعيد (بعد خ ل) جهله،
لينا قوله،
غائبا مكره (منكره خ ل)،
قريبا معروفه،
صادقا قوله،
حسنا فعله،
مقبلا خيره،
مدبرا شره،
فهو في الهزاهز وقور،
وفي المكاره صبور،
وفي الرخاء شكور،
لا يحيف على من يبغض ولا يأثم على من لا يحب لا يدعى ما ليس له ولا يجحد حقا هو عليه،
يعترف بالحق أن يشهد
(٢٤)
عليه،
ولا يضيع ما استحفظ (لا ينسى ما ذكره خ) ولا ينابز بالألقاب،
ولا يبغي على أحد،
ولا يهم بالحسد،
ولا يضر بالجار، ولا يشمت بالمصائب،
سريع إلى الصلوات مؤد للأمانات،
بطئ عن المنكرات،
يأمر بالمعروف،
وينهى المنكر لا يدخل في الأمور بجهل،
ولا يخرج من الحق بعجز،
ان صمت لم يغمه صمته.
وان نطق لم يقل خطأ،
وان ضحك لم يعد صوته سمعه،
قانعا بالذي قدر له،
ولا يجمع به الغيظ ولا يغلبه الهوى،
ولا يقهره الشح،
ولا يطمع فيما ليس له يخالط الناس ليعلم ويصمت ليسلم،
ويسأل ليفهم،
ينصت ليعجب به،
ولا يتكلم ليفخر على من سواه،
ان بغى عليه صبر،
حتى يكون الله هو الذي ينتقم له نفسه منه في عناء والناس منه في
(٢٥)
راحة،
أتعب نفسه لآخرته وأراح الناس من شره،
بعد من تباعد عنه بغض ونزاهة ودنو من دنا منه لين ورحمة،
فليس تباعده بكبر ولا عظمة،
ولا دنوه بخديعة وخلابة،
بل يقتدى بمن كان قبله من أهل الخير،
وهو امام لمن خلقه أهل البر (قال)
فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) اما والله لقد كنت أخافها عليه، وأمر به فجهز وصلى عليه وقال هكذا تصنع المواعظ البالغة باهلها
فقال قائل فما بالك أنت يا أمير المؤمنين قال (عليه السلام) ويلك ان لكل اجلا لن يعدوه وسببا لا يجاوزه،
فمهلا لا تعد فإنما نفث لسانك الشيطان أبى رحمه الله،
2025-06-02