أّكد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي أنّ “العمليات إلى عمق فلسطين المحتلة هي دليل واضح على فشل العدوان الأميركي” على اليمن، مشيرًا إلى أنّ “الوضع الأميركي مأزوم”، مبيّنًا في الوقت نفسه أنّ “العدو “الإسرائيلي” يعجز عن تحقيق إنجازات عسكرية ملموسة في قطاع غزة”. وأشار إلى أنّه “ليس هناك أي نشاط ملاحي “للإسرائيلي” والأميركي إطلاقًا بل هناك توقُّف تام”.
وقال السيد الحوثي، في كلمته الأسبوعية، الخميس 24 نيسان/أبريل 2025، إنّ “العدو “الإسرائيلي” انقلب على الاتفاق في غزة بتشجيع أميركي، لا سيّما بعد أنْ تبنّى ترامب بشكل علني مسألة التهجير للشعب الفلسطيني”.
وذكَر أنّ “المجرمين اليهود الصهاينة يرتكبون منذ أكثر من شهر جرائم وحشية ويحرقون خيام النازحين بالقنابل الثقيلة الأميركية، والعدو “الإسرائيلي” يستمر في تدمير المنظومة الصحية لإنهاء الخدمة، وأعلن بالأمس عن وفاة 40 في المئة من مرضى الكلى”.
الإبادة ليست إنجازًا للعدو
وأضاف السيد الحوثي أنّ “العدو “الإسرائيلي” يعتمد على التجويع كوسيلة من وسائل الإبادة للشعب الفلسطيني والضغط لتهجيره القسري من قطاع غزة، ويستمر في الحصار الشامل على القطاع ويمنع إدخال الغذاء والدواء ويقصف أي شيء موجود داخل غزة”.
وتابع قوله: “العدو “الإسرائيلي” يستمر في نهجه العدواني تجاه الأسرى ويعاملهم بالتعذيب والقمع والاضطهاد والإهانة والإذلال، ويعتمد الاستهداف والإبادة الجماعية كأسلوب في تعامله وسعيه إلى تحقيق أهدافه في القطاع”.
وفيما شدّد على أنّ “الإبادة الشاملة لا تعتبر إنجازًا عسكريًا للعدو مهما بلغت”، بيّن السيد الحوثي أنّ “عنوان الأسرى لا يمثّل أهمية حقيقية لدى المجرم نتنياهو وزمرته”، منبّهًا إلى أنّ “الهدف الحقيقي للعدو هو تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع”.
العدو عاجز عن تحقيق إنجازات عسكرية
وأشار إلى أنّ “خشية العدو “الإسرائيلي” من المواجهة المباشرة مع المجاهدين في غزة دليل على فاعلية وجدوى خيار المقاومة”، مؤكًدا أنّ “العدو “الإسرائيلي” يعجز عن تحقيق إنجازات عسكرية ملموسة في غزة وانكشف تضليله حول اكتشاف الأنفاق وتدميرها”.
وأردف قائلًا: “المجاهدون في غزة لا يزالون صامدين ثابتين، ومن الواضح أنّ العدو منذ استئنافه للعدوان يتهيّب كثيرًا من المواجهة المباشرة معهم، ولدى العدو “الإسرائيلي” برنامج عدواني تدميري لإنهاء المخيمات في الضفة الغربية للسيطرة عليها وفرض حقائق على الأرض”.
ولفت الانتباه إلى أنّ “النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية متصاعد، وهذا يكشف بكل وضوح عن عدم جدوائية مسار التسوية”.
وذكَر أنّ “العدو يستهدف شباب الأمة على المستوى الفكري والثقافي والنفسي، والحرب الناعمة تهدف لقتل الضمير الإنساني في هذه الأمة”.
وبيّن أنّ “من أهم الأهداف العدوانية للعدو “الإسرائيلي” هو استهداف المسجد الأقصى وهذه قضية أساسية بالنسبة إليهم في مخططهم الصهيوني العدواني”.
الأنظمة العربية سعت للتأليب على المجاهدين
من جهة أخرى، اعتبر السيد الحوثي أنّ “حال الأنظمة العربية راكد، إمّا قمة يصدر عنها بيان ولا يترافق معه أي موقف عملي، وإمّا كذلك بيانات تُعلَن في وسائل الإعلام بلهجة باردة”.
وفي حين أكّد أنّ “بعض الأنظمة والقوى العربية لم تستفد من مسار الصراع مع العدو “الإسرائيلي”، ذكّر بأنّ “العدو “الإسرائيلي” سعى ومعه بعض الأبواق العربية خلال هذه الفترة الماضية إلى تأليب الفلسطينيين في غزة ضد المجاهدين”.
وحذّر من أنّ “العدو “الإسرائيلي” يريد أنْ يحوّل جرائم الإبادة الجماعية إلى حال معتادة لدى العرب والمسلمين وإلى مشهد روتيني لا يُبنى عليه أيّ رد فعل”. وقال السيد الحوثي: “ما يفيد كل شعب هو امتلاك قوة الردع لحماية نفسه، وأن يسعى إلى أنْ يكون قويًا وأنْ يحافظ على أي عناصر للقوة”.
واعتبر أنّ “التوجّه الصهيوني – الأميركي – “الإسرائيلي” يشكّل خطرًا على المجتمع البشري بكلّه، لأنّه لا يعطي أيّ كرامة ولا اعتبار للحياة الإنسانية”. وأضاف: “ينبغي أنْ يكون على مستوى النظرة العامة في عالمنا الإسلامي أنّ الأميركي هو صاحب الدور الأساس في المسلك الإجرامي والوحشي”، جازمًا بأنّ “التأليب على المقاومة فشل نتيجة الوعي العالي لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة”.
المقاومة في لبنان هي الردع الحقيقي
وتطرّق السيد الحوثي إلى الوضع في لبنان، فأكّد أنّ العدو “الإسرائيلي” وقف عاجزًا على أعتاب القرى الحدودية اللبنانية لما يقارب الشهرين، من دون تحقيق تقدّم أو اختراق فعلي”. وشدّد على أنّ “حزب الله كسر العدو “الإسرائيلي” في كل مراحل الصراع منذ الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام 1982 وحتى التحرير عام 2000 وفي حرب تموز عام 2006″.
وإذ دعا السيد الحوثي إلى أنْ “تحظى المقاومة في لبنان بالاحتضان والمساندة الشعبية”، رأى أنّ “العدو “الإسرائيلي” يسعى إلى تجريد لبنان من أهم عناصر القوة، لأنّ المقاومة هي عامل الردع الحقيقي والتاريخ يشهد بذلك”.
وتابع قوله: “حزب الله التزم باتفاق وقف إطلاق النار ونفّذ كل ما عليه، بينما العدو “الإسرائيلي” ليس فقط يخرق الاتفاق بل بما هو أكثر من الخرق”.
وتوقّف السيد الحوثي عند اعتداءات الاحتلال على سورية، مشيرًا إلى أنّ “ما يقوم به العدو “الإسرائيلي” في سورية من اقتحامات لبعض المناطق واعتقالات هي استباحة وعدوان بكل ما تعنيه الكلمة”.
الأميركي مأزوم والخلافات “الإسرائيلية” تزداد
وأكّد السيد الحوثي أنّ “الوضع الأميركي مأزوم، والاتجاه إلى الحرب التجارية لممارسة الابتزاز المالي هي محاولة لمعالجة مشاكل في الواقع الأميركي”.
وتحدث عن الخلافات الداخلية “الإسرائيلية” التي “تزداد وتيرتها”، مبيّنًا أنّ “التصريحات الحادّة للمسؤولين الصهاينة تجاه بعضهم تكشف عن حجم الفجوة التي تزداد اتساعًا”.
واعتبر أنّ “العمليات إلى عمق فلسطين المحتلة هي دليل واضح على فشل العدوان الأميركي”.
الملاحة الأميركية و”الإسرائيلية” منعدمة
وبشأن عمليات القوات المسلحة اليمنية، قال السيد الحوثي: “نفّذت قوّاتنا خلال هذا الأسبوع 7 عمليات بالقصف الصاروخي وبالمُسيَّرات إلى عمق فلسطين المحتلة منها، في اتجاه حيفا التي كانت مفاجئة للأعداء”.
وأضاف أنّ “قوات الدفاع الجوي تمكّنت خلال هذا الأسبوع من إسقاط ثلاث طائرات استطلاع مسلحة نوع “أم كيو 9” في أجواء محافظتَي صنعاء والحُديدة”، قائلًا: “أصبحت سفن العدو “الإسرائيلي” ومعه الأميركي منعدمة تمامًا في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، وتستمر قواتنا في منع الملاحة البحرية للعدو “الإسرائيلي” وكذلك للأميركي لأنّه ورّط نفسه مع “الإسرائيلي”.
وشدّد على أنّه “ليس هناك أيّ نشاط ملاحي لـ “الإسرائيلي” والأميركي إطلاقًا، بل هناك توقف تام، وحاملة الطائرات التي أتت مؤخرًا هربت مئات الأميال في أثناء الاشتباك معها وباتت أيضًا تتدرّب على عمليات الهروب في أثناء المناورة والاشتباك”.
وأكّد أنّ “عمليات الاشتباك البحرية استمرّت لساعات طويلة”، مستدّلًا بما ذكره موقع صيني عن “هروب حاملة الطائرات إلى أقصى البحر العربي”.
وتابع السيد الحوثي قائلًا: “نفّذنا 9 عمليات اشتباك هذا الأسبوع مع القوات البحرية الأميركية كانت بـ27 صاروخًا مجنّحًا وطائرة مُسيَّرة”، وأضاف “وصول حاملة طائرات أخرى لم تعزّز موقف الأميركي ولم يتمكّن من إحراز تقدّم في تحقيق أهدافه العدوانية”.
وجدّد تأكيده على أنّ “هناك عمليات مستمرّة في التصدي للعدو الأميركي في الاستهداف والاشتباك مع حاملتَي الطائرات الأميركية”.
لا جدوى من العدوان الأميركي
وفيما جزم السيد الحوثي بأنّ “لا جدوى من العدوان الأميركي في الحد من القدرات والضغط على الإرادة في الموقف ولا في منع عملياتنا”، بيّن أنّ “العدو الأميركي يعترف بالفشل، والواقع يثبت فشله، فباب المندب والبحر الأحمر مغلق على السفن والملاحة “الإسرائيلية”.
وأردف قوله: “بالرغم من بلوغ عدد غارات العدوان الأميركي وقصفه البحري منذ استئناف عدوانه المساند “للإسرائيلي” ضد اليمن أكثر من 1200 غارة وقصف بحري، إلّا أن فشله واضح تمامًا. وفي هذا الأسبوع هناك أكثر من 260 غارة بقاذفات القنابل وبغيرها يستهدف بها العدو الأميركي الأعيان المدنية”.
وشدّد على أنّ “إسناد اليمن مستمر بفاعلية تامة والأميركي فاشل في إسناده للعدو “الإسرائيلي” ضد اليمن، وانزعاج العدو “الإسرائيلي” من التركيز على الأسماء الحقيقية لفلسطين درس مهم، لأنّه يذكّره دائمًا بأنّه كيان غاصب ومحتل ومجرم وكيان مؤقّت حتمي الزوال”.
نتنياهو منزعج من “مُسيَّرة يافا”
واعتبر أنّ “من الملفت هو انزعاج المجرم نتنياهو من “مُسيَّرة يافا” ومن العنوان الذي يتكرّر في بياناتنا اليمنية عن “يافا المحتلة”.
وأشار إلى أنّ “الطائرة الأميركية السابعة التي تم إسقاطها خلال هذا الشهر في أجواء حجة تعتبر الطائرة الـ22 التي تم إسقاطها من بداية عمليات الإسناد”.
وحثّ الأمة على أنْ “تتجه بموقف موحّد بمختلف حكوماتها وشعوبها للضغط وإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني”، لافتًا الانتباه إلى أنّ “حجم الصمود الفلسطيني في قطاع غزة من العوامل المساعدة المشجّعة لتنهض الأمة بمسؤوليتها”. وجزم بأنّ “خيار الموالاة للعدو يدمّر الأمة وهو يسهم في تمكين الأعداء أكثر فأكثر”.