7
الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لَو أنّ السماوات والأرض كانَتا رَتْقًا على عبدٍ، ثمّ اتّقى الله، لَجَعَل اللهُ له مِنهما فَرَجًا ومَخرَجًا»[1].
وعنه (صلى الله عليه وآله) -لَمّا قرأ ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجٗا﴾: «مِن شُبهات الدنيا، ومِن غَمَرات الموت، وشدائد يوم القيامة»[2].
6. المقام الرفيع في الآخرة
قال -تعالى-: ﴿إِنَّ ٱلمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ﴾[3].
وقال -تعالى-: ﴿إِنَّ ٱلمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَنَهَرٖ ٥٤ فِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقتَدِرِ﴾[4].
وقال أيضًا: ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُم إِلَى ٱلجَنَّةِ زُمَرًا﴾[5].
7. العاقبة للمُتّقين
قال -تعالى-: ﴿وَأمُر أَهلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصطَبِر عَلَيهَا لَا نَسَٔلُكَ رِزقٗا نَّحنُ نَرزُقُكَ وَٱلعَٰقِبَةُ لِلتَّقوَىٰ﴾[6].
وقال -تعالى-: ﴿تِلكَ ٱلدَّارُ ٱلأخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلأَرضِ وَلَا فَسَادٗا وَٱلعَٰقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ﴾[7].
[1] الشيخ الريشهريّ، ميزان الحكمة، ج4، ص3632. [2] المصدر نفسه. [3] سورة الدخان، الآية 51. [4] سورة القمر، الآيتان 54 – 55. [5] سورة الزمر، الآية 73. [6] سورة طه، الآية 132. [7] سورة القصص، الآية 83.
135
121
الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم
وقال أيضًا: ﴿تِلكَ مِن أَنبَاءِ ٱلغَيبِ نُوحِيهَا إِلَيكَ مَا كُنتَ تَعلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَومُكَ مِن قَبلِ هَٰذَا فَٱصبِر إِنَّ ٱلعَٰقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ﴾[1].
8. مفتاح الصلاح
قال -تعالى-: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُم طَٰئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبصِرُونَ﴾[2].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) -لَمّا سُئِل عن قوله -تعالى- ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُم﴾-: «هُو الذَنْب، يَهمّ بِه العبد، فيتذكّر، فَيَدَعه»[3].
خصائِص المُتّقين
1. التصديق بالرسالة
قال -تعالى-: ﴿وَٱلَّذِي جَاءَ بِٱلصِّدقِ وَصَدَّقَ بِهِۦ أُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلمُتَّقُونَ﴾[4].
2. فِعل الخيرات
قال -تعالى-: ﴿لَّيسَ ٱلبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُم قِبَلَ ٱلمَشرِقِ وَٱلمَغرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلبِرَّ مَن ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱليَومِ ٱلأخِرِ وَٱلمَلَٰئِكَةِ وَٱلكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ وَءَاتَى ٱلمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلقُربَىٰ وَٱليَتَٰمَىٰ وَٱلمَسَٰكِينَ وَٱبنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّائِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَٰهَدُواْ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلبَأسَاءِ وَٱلضَّرَّاءِ وَحِينَ ٱلبَأسِ أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلمُتَّقُونَ﴾[5].
[1] سورة هود، الآية 49. [2] سورة الأعراف، الآية 201. [3] الشيخ الريشهريّ، ميزان الحكمة، ج4، ص3628. [4] سورة الزمر، الآية 33. [5] سورة البقرة، الآية 177.
136
122
الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم
3. إحياء الليل
قال -تعالى-: ﴿إِنَّ ٱلمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١٥ ءَاخِذِينَ مَا ءَاتَىٰهُم رَبُّهُم إِنَّهُم كَانُواْ قَبلَ ذَٰلِكَ مُحسِنِينَ ١٦ كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيلِ مَا يَهجَعُونَ ١٧ وَبِٱلأَسحَارِ هُم يَستَغفِرُونَ ١٨ وَفِي أَموَٰلِهِم حَقّٞ لِّلسَّائِلِ وَٱلمَحرُومِ﴾[1].
4. أهل العَفْو والتسامح
قال -تعالى-: ﴿وَأَن تَعفُواْ أَقرَبُ لِلتَّقوَىٰ﴾[2].
5. أهل العَدْل والقِسْط
قال -تعالى-: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلقِسطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَو عَلَىٰ أَنفُسِكُم أَوِ ٱلوَٰلِدَينِ وَٱلأَقرَبِينَ إِن يَكُن غَنِيًّا أَو فَقِيرٗا فَٱللَّهُ أَولَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلهَوَىٰ أَن تَعدِلُواْ وَإِن تَلوُۥاْ أَو تُعرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٗا﴾[3].
وقال -تعالى-: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُستَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِۦ ذَٰلِكُم وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ﴾[4].
6. أهل الهداية بالقرآن
قال -تعالى-: ﴿ذَٰلِكَ ٱلكِتَٰبُ لَا رَيبَ فِيهِ هُدٗى لِّلمُتَّقِينَ… أُوْلَٰئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِم وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ﴾[5].
[1] سورة الذاريات، الآية 15. [2] سورة البقرة، الآية 237. [3] سورة النساء، الآية 135. [4] سورة الأنعام، الآية 153. [5] سورة البقرة، الآيات 2 – 5.
137
123
الموعظة العشرون: بَرَكات التقوى في القرآن الكريم
وأهل البيت (عليهم السلام) هُم أَهل التقوى -كما في بعض زيارات أئمّة البقيع (عليهما السلام)-: «السلام عليكم أئمّة الهُدى، السلام عليكم أهلَ التَقوى»[1].
[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج4، ص559.
138
124
الموعظة الحادية والعشرون: الإعراضُ عن ذِكر الله
الموعظة الحادية والعشرون: الإعراضُ عن ذِكر الله
بيان خطورة الإعراض عن ذِكر الله -تعالى-، والحثّ على بناء علاقة جيّدة مع الله وأوليائه وكِتابه.
محاور الموعظة
آيات الله ونِعَمُه لا تُحصى
معنى الإعراض عن ذِكر الله، ومصاديقه
أسباب الإعراض
عاقبة الإعراض عن ذِكر الله في الدنيا
عمر الآخرة عقوبة الإعراض
تصدير الموعظة
﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَه مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحشُرُهُ يَومَ ٱلقِيَٰمَةِ أَعمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمَىٰ وَقَد كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ ٱليَومَ تُنسَىٰ ١٢٦ وَكَذَٰلِكَ نَجزِي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بَِٔايَٰتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ ٱلأخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقَىٰ﴾[1].
[1] سورة طه، الآيات 124 – 127.
139
125
الموعظة الحادية والعشرون: الإعراضُ عن ذِكر الله
آيات الله ونِعَمُه لا تُحصى
إنّ آيات الله وتجلّياتها في هذا الوجود لا تنفكّ ولا تنقطع بُرهة مِن الزمن، فأين صرفْتَ بصيرتك وبَصرك، وأعملْتَ عقلك وقلبك، وَجَدْتَ آيات الله، كأنّ الله يُخاطبك، في عقلك وإحساسك وعواطفك ومشاعرك، بأنّه هنا وهناك وهنالك، ومعك وفيك.
قال -تعالى-: ﴿فَأَينَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجهُ ٱللَّهِ﴾[1].
فالله يتجلّى لنا، ويتراءى لِبصائرنا، لِيُذكّرنا به، بأسمائه، بأفعاله، بصفاته، وبآلائه، ولكنْ نحن الذين نُعرِض ونغرق في ظُلماتٍ بعضها فوق بعضٍ، مِن الغفلة والجهل والشهوات والميول والرغبات، مُضافًا إلى ما يغشى أعيُن قلوبنا مِن غشاوة الأنا وحُبّ الذات، وما يستعمرها مِن القسوة والأمراض، لِتغدوَ مَقرًّا لِعدوّ الله وطريدِه الرجيم.
وإذا راجعنا مسلسل حياتنا، لَوجدناه مليئًا بالألطاف الإلهيّة والعنايات الربّانيّة. فتارةً تتلقّانا يَدُ الرحمة قبل السقوط في وديان المعصية، وأخرى تحجز عنّا البلاءات والمصائب، وثالثةً تُخوِّلنا نِعمةً نذوق حلاوتها، ورابعةً تدفع عدُوًّا جبّارًا أو مَرضًا قاتلًا. فحقيقٌ على أن نقول مع القرآن الكريم: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحصُوهَا﴾[2].
نعم، إنّ النِعَم الإلهيّة لا قدرة لنا على أن نحصيها، ومع ذلك فإنّ الكثير منّا لا يراها، ولا يشعر بها، ولا يتفاعل معها، وغالبًا ما يستفيد
[1] سورة البقرة، الآية 115. [2] سورة إبراهيم، الآية 34.
140
126
الموعظة الحادية والعشرون: الإعراضُ عن ذِكر الله
منها. والأَوْلى ألّا يشكر الله عليها حينها، فكيف يشكر على النِعمة مَن لا يراها نِعمة، أو مَن لا يراها أبدًا؟ وأنّى له حينها أن يغتنمها ويستفيد منها؟
معنى الإعراض عن ذِكر الله، ومصاديقه
الإعراض عن ذِكر الله هو إشاحة الوجه عنه، أو إغفاله وإهماله، وبالمعنى القرآنيّ: نسيانه. فَمِن مصاديق ذِكر الله الالتفات إلى ألطافه ونِعَمه، ومنها الرزق، كالمال والذرّيّة والأَمْن، ومِنها ما هو معنويٌّ، كالهداية والإيمان، ومِنها وسائل الهداية، كالآيات الأنفُسيّة والآفاقيّة، ومِنها -وهو أجلاها- احترام الله وعدم الإقدام على عصيانه -إذ إنّ العالم مَحضر الله، ومع ذلك نعصيه، وهو يشهد علينا-، ومِنها الذِكر اللسانيّ، كالتسبيح والتحميد والتهليل وغير ذلك.
ومِن ذِكر الله القرآنُ الكريم، فإنّ عدم العناية به، وإهمال قراءته وعدم التدبُّر فيها، هو إعراض عنه ونسيان له. ومنه النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، فإنّه الذِكر والمُذكِّر بالله، وهُم أهل الذِكر، وإنّ نِسيانه ونسيانهم، وإهماله وإهمالهم، وعدم الإقرار بفضلهم، وعدم التأسّي بهم والاقتداء بِسلوكهم وسِيَرِهم، هو إعراض.
فقد أمَرَنا الله بِعدم نسيان ذوي الفضل علينا، وقَرَن الشهادة له بِالوحدة بالشهادة للنبيّ (صلى الله عليه وآله)، وجعلها جزءًا مِن الأذان والإقامة، وجزءًا مِن الصلاة، بل صار أبخل الناس مَن سَمِع اسم النبيّ (صلى الله عليه وآله) ولم
141
127
الموعظة الحادية والعشرون: الإعراضُ عن ذِكر الله
يُصَلِّ عليه، وكذلك تَرْك ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) -في إجابة الإمام الصادق (عليه السلام) مَن سأله عن الآية-.
ومن الإعراض -أيضًا- نسيان الآخرة والموت ولقاء الله -تعالى-، وعدم الاستعداد لهم. وفي الآية التي سبقت موضوعنا، قال -تعالى-: ﴿فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى﴾[1]، فعدم اتّباع الهدى الإلهيّ -مُطلقًا- هو إعراض عن ذِكر الله أيضًا.
أسباب الإعراض
إنّ أسباب إعراض الإنسان عن ذِكر الله كثيرة، منها العامّ ومنها الخاصّ؛ يأتي بالدرجة الأولى ضعف الإيمان، وضعف العقيدة، ثمّ الانكباب المفرط على الدنيا والعلاقة بالمادّيّات، وتغييب المعنويّات والعلاقة بالغَيْب والغيبيّات؛ أي الضعف الروحيّ، بل الفقر المعنويّ والروحيّ، وطغيان الشهوات وانغماس الإنسان بها، والغفلة وقسوة القلب نتيجة الذنوب التي يتراكم أثرها على صفحة القلب، فتضعف البصيرة، وتتدرّج في الضعف إلى العمر الكامل؛ ﴿كَلَّا بَل رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكسِبُونَ﴾[2].
عاقبة الإعراض عن ذِكر الله في الدنيا
ذَكَر الله -تعالى- في القرآن الكريم عقوبتيْن لمن يُعرِض عن ذِكره ولا يهتدي بِهَدْيِه وهَدْيِ أوليائه؛ ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ
[1] سورة البقرة، الآية 38. [2] سورة المطفّفين، الآية 14.
142
128
الموعظة الحادية والعشرون: الإعراضُ عن ذِكر الله
ضَنكٗا وَنَحشُرُهُۥ يَومَ ٱلقِيَٰمَةِ أَعمَىٰ﴾[1]. فالعقوبة الأولى هي المعيشة الضنك؛ أي ضيق العيش الذي قد يكون بالفقر والعَوَز والحاجة -كما فسّره بعضهم لغويًّا-، ولكن قد يكون عكسُها، مع الاضطراب وفقدان الطمأنينة والخوف والقلق. فإن كان ذِكر الله بِقَيْدِ الإيمان يورث الطمأنينة والسكينة؛ ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ ٱللَّهِ أَلَا بِذِكرِ ٱللَّهِ تَطمَئِنُّ ٱلقُلُوبُ﴾[2]، فإنّ العكس يَنتج عنه الضِدّ؛ أي إنّ عدم الإيمان، والإعراض عن ذِكر الله يورث الاضطراب والقلق والخوف والحزن. وهذا هو العيش الضيّق والمعيشة الضنك، فضيق الحياة -غالبًا- يتولّد مِن الفقر المعنويّ والنقائص الدنيويّة وانعدام الغِنى الروحيّ.
فَمَن لا يؤمن بالله والغَيْب، ولا بالحياة بعد الموت، ومَن لا يعدّ لِذلك عُدّته، سيكون في حالةٍ مِن عدم الطمأنينة إلى المستقبل، وسيحكمه الخوف مِن ذهاب قدراته البدنيّة والماليّة وغيرها. وهذه العقوبة قد تكون في البرزخ، لا في الدنيا فقط.
عمر الآخرة عقوبة الإعراض
أمّا العقوبة الثانية، وهي عقوبة أُخرويّة، فهي أن يَحشر الله -تعالى- المُعرِض عن ذِكره أعمى. فَعالَم الآخرة عالمُ ظهور الحقائق، تتجسّم فيه الأعمال والأخلاق. والحقيقة أنّ المُعرِض عن ذِكر الله -تعالى- أغمضَ عينَيْ قلبه عن رؤية آيات الله وآلائه، وأهمل استخدام بصيرته. فإن كانت الدنيا بالبصر، فالآخرة بالبصيرة، وإن كانت العقوبة
[1] سورة طه، الآية 124. [2] سورة الرعد، الآية 28.
143
129
الموعظة الحادية والعشرون: الإعراضُ عن ذِكر الله
﴿جَزَاءٗ وِفَاقًا﴾[1] -أي مِن سِنخ الذنب-، فإنّ أعمى البصيرة في الدنيا أعمى البصيرة في الآخرة. ومِن ناحية أُخرى، فإنّ المُعرِض عن ذِكر الله يكون قد أهمل كلّ ما عرضَ الله له مِن آيات لِيراها ويراه بها، فتكون العقوبة الإهمال المعبَّر عنه بالنسيان؛ ﴿قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ ٱليَومَ تُنسَىٰ﴾[2].
ولَيْتَ العقوبة تتوقّف عند ذلك! فإنّ الأمر أشدّ؛ قال -تعالى-: ﴿وَكَذَٰلِكَ نَجزِي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِنۢ بَِٔايَٰتِ رَبِّهِۦ وَلَعَذَابُ ٱلأخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقَىٰ﴾[3].
خاتمة
إنّ الإعراض عن ذِكر الله عملٌ مُهلِك يجب أن نحذر منه، فَعَلينا أن نوقظ قلوبنا مِن الغفلة بألّا نترك الدعاء والتأمّل في الكون والأنفُس، وأن نحرص على أفضل العلاقة بالله -أوّلًا- ونبيّه -ثانيًا- وأولياء الله وكِتابه وبيوته، وأن نجعل ألسنتنا رطبة بِذِكر الله، وأن نتذكّر الله عندما نُرزق نِعمة أو تُدفع عنّا نقمة، أو -خاصّةً- عندما نهمُّ بِمعصية.
[1] سورة النبأ، الآية 26. [2] سورة طه، الآية 126. [3] سورة طه، الآية 127.
144
130
الموعظة الثانية والعشرون: الإخلاص في العمل
الموعظة الثانية والعشرون: الإخلاص في العمل
بيان أنّ قيمة أيّ عملٍ مرهونة بالنيّة والدافع الذي ينبغي أن يكون التقرُّب إلى الله.
محاور الموعظة
تعريف الإخلاص
الإخلاص في القرآن
أهمّيّة الإخلاص وفضله
موانع الإخلاص
تصدير الموعظة
﴿فَمَن كَانَ يَرجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا﴾[1].
[1] سورة الكهف، الآية 110.
145
131
الموعظة الثانية والعشرون: الإخلاص في العمل
الإخلاص في العمل مِن أهمّ الأمور القلبيّة التي تحتاج رقابةً شديدة مِن الإنسان، لِكَوْنها أوّل الأهداف التي يحاول الشيطان الولوج فيها، بعد عَجْزِه عن ثَنْيِ الإنسان عن القيام بِعَمل الخير، فَيُزيّن له أمر الإشراك في نيّته، لِيُحبِط له أجْرَه، بعد أن عَجِز عن أن يُحبِط له عمله.
تعريف الإخلاص
تطهير القلب مِن مُلاحظة غيرِ وجه الله -تعالى- وَرِضاه -حتّى في الرجاء بالثواب والخوف مِن العقاب-، ومِن الرِياء والسُمعة وحُبّ الجاه وأمثال ذلك، فإنّ ذلك شِرْكٌ خَفِيّ؛ لذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «دبيب الشِرْكِ في أُمّتي أَخفى مِن دبيب النملة السوداء على الصخرة الصَمّاء في الليلة الظَلْماء»[1].
والإخلاص يُناقِض الرياء. وحقيقة الرياء إرادةُ مَدح الناس على العمل، والسرور به، والتقرُّب إليهم بِإظهار الطاعة وطَلَب المنزلة في قلوبهم، والميل إلى إعظامهم له وتوقيرهم إيّاه، واستِجلاب تسخيرهم لِقضاء حوائجه وقيامهم بمهمّاته؛ وهو شِرْكٌ بالله العظيم.
الإخلاص في القرآن
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله -عزَّ وجلَّ- ﴿حَنِيفٗا مُّسلِمٗا﴾[2]: «خالصًا مُخلصًا، لَيس فيه شيءٌ مِن عِبادة الأوثان»[3].
[1] المولى المازندرانيّ، شرح أصول الكافي، ج8، ص49. [2] سورة آل عمران، الآية 67. [3] المولى المازندرانيّ، شرح أصول الكافي، ج8، ص49.
146
132
الموعظة الثانية والعشرون: الإخلاص في العمل
وليس المقصود الأوثان المعروفة، بل يتعدّى ذلك إلى عبادة الشياطين في إغوائها، وعبادة النفْس في أهوائها، وقد نهى -جلّ شأنه- عن عبادتهما، فقال: ﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يَٰبَنِي ءَادَمَ أَن لَّا تَعبُدُواْ ٱلشَّيطَٰنَ﴾[1]، وقال -تعالى-: ﴿أَفَرَءَيتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ﴾[2].
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله -تعالى- ﴿لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلٗا﴾[3]: «ليس يعني: أكثر عملًا، ولكن أَصوبكم عملًا. وإنّما الإصابة: خَشية الله، والنيّة الصادقة والحَسَنة»[4].
أهمّيّة الإخلاص وفضله
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «مَن تَرَك معصيةً مَخافة الله -عزَّ وجلَّ-، أرضاه يوم القيامة»[5].
وعن الإمام عليّ (عليه السلام): «أفضل الأعمال أَحمزها»[6]؛ يفيد أنّ النيّة أحمزها، وهو كذلك؛ لأنّ النيّة الخالصة تتوقّف على إقلاع القلب عن حُبّ الدنيا، ونَزْعِه عن الميل إلى ما سوى الله -تعالى-، وهذا أشقّ الأشياء على النفْس.
ولِهذا قال (صلى الله عليه وآله) بعد رجوعه مِن إحدى المعارك: «رجعنا مِن الجهاد
[1] سورة يس، الآية 60. [2] سورة الجاثية، الآية 23. [3] سورة هود، الآية 7. [4] الشيخ هادي النجفيّ، موسوعة أحاديث أهل البيت، ج1، ص127. [5] المولى المازندرانيّ، شرح أصول الكافي، ج8، ص53. [6] الشيخ الريشهريّ، ميزان الحكمة، ج3، ص2126.
147
133
الموعظة الثانية والعشرون: الإخلاص في العمل
الأصغر إلى الجهاد الأكبر»[1]. فقد عدَّ الجهاد -الذي هو أشقّ الأعمال البدنيّة- أصغر مِن جهاد النفْس وصَرْفِ وَجْهها عن غير الله؛ لأنّه أشقّ، والأشقّ أفضل -لِما مرّ-.
وفي روايةٍ أنّ رجلًا سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قَوْل الله -عزَّ وجلَّ: ﴿إِلَّا مَن أَتَى ٱللَّهَ بِقَلبٖ سَلِيمٖ﴾[2]، فقال (صلى الله عليه وآله): «القلب السليم الذي يَلقى ربّه ولَيْس فيه أحدٌ سِواه… وكلّ قلبٍ فيه شِرْكٌ أو شَكّ فَهو ساقِط، وإنّما أراد بالزُهد في الدنيا، لِتَفرغ قلوبهم للآخرة»[3].
وقد جاء السؤال عن القلب السليم في الآية، لِأنّ القرآن جَعله النافع الوحيد للإنسان يوم القيامة.
موانع الإخلاص
1. الأموال والأولاد: فلا يجعلهما مصدر غفلةٍ ولَهْوٍ عن الصراط السَوِيّ، فقد حذّر الله -تعالى- مِن ذلك بِقوله: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلهِكُم أَموَٰلُكُم وَلَا أَولَٰدُكُم عَن ذِكرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفعَل ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلخَٰسِرُونَ﴾[4].
2. مَدّ النظر إلى دنيا الآخرين: فالمطلوب أن يقنَع المرء بِما قَسَم اللهُ له، وأنّ في ذلك صَلاحه وهُداه، فعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: «طوبى لِمَن أخلصَ لله العبادة
[1] المولى المازندرانيّ، شرح أصول الكافي، ج8، ص53. [2] سورة الشعراء، الآية 89. [3] المولى المازندرانيّ، شرح أصول الكافي، ج8، ص54. [4] سورة المنافقون، الآية 9.
148
134
الموعظة الثالثة والعشرون: التسليم
الموعظة الثالثة والعشرون: التسليم
بيان مكانة التسليم للّه -تعالى- وبَواعثه، والحثّ عليه وعلى الاقتداء بِأهله.
محاور الموعظة
معنى التسليم
مكانة التسليم مِن الإيمان
مِن صِفات أهل التسليم
مَنشأ التسليم
نماذج مِن أهل التسليم
تصدير الموعظة
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِم حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسلِيمٗا﴾[1].
[1] سورة النساء، الآية 65.
150
135
الموعظة الثالثة والعشرون: التسليم
معنى التسليم
1. قال العلّامة الطباطبائيّ: التسليم مِن العبد مُطاوعته المحضة لِما يريده الله -سبحانه- فيه ومِنه، مِن غيرِ نَظَرٍ إلى انتساب أمرٍ إليه. فهي مقاماتٌ ثلاثةٌ مِن مقامات العبوديّة: التوكُّل، ثمّ التفويض -وهو أدقّ مِن التوكُّل-، ثمّ التسليم -وهو أدقّ منهما-.
2. قال الإمام الخمينيّ (قدس سره): التسليم عبارة عن الانقياد الباطنيّ، والاعتقاد والإيمان القلبيَّيْن بالحقّ -تعالى-، بعد سلامة النفْس مِن العيوب، وخُلوّها مِن المَلَكات الخبيثة. فإذا كان القلب سالمًا، فإنّه يُسلِّم للحقّ؛ يقول بعض المحقّقين: إنّما جُعِل الشكّ مُقابل التسليم، لا الجحود والإنكار… إذ إنّ المُراد مِن التسليم التصديق في الأشياء جميعها.
مكانة التسليم مِن الإيمان
عن الإمام الصادق (عليه السلام) -لَمّا سُئِل: بِأيّ شيءٍ عَلِم المؤمن أنّه مؤمن؟ قال: «بالتسليم لله، والرضى بِما وَرَد عليه مِن سُرورٍ وسَخَط»[1].
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الايمان أربعة أركان: الرضا بقضاء الله والتوكل على الله، وتفويض الامر إلى الله، والتسليم لأمر الله»[2].
[1] الشيخ البرقيّ، المحاسن، ج2، ص329. [2] الشيخ الحرّ العامليّ، ج15، ص199.
151
136
الموعظة الثالثة والعشرون: التسليم
مِن صِفات أهل التسليم
1. نُجَباء
عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام): «﴿قَد أَفلَحَ ٱلمُؤمِنُونَ﴾[1]، أتَدري مَن هُم؟» قال: أنت أعلم. قال (عليه السلام): «قد أفلح المؤمنون المُسلِّمون. إنّ المُسلِّمين هُم النُجَباء»[2].
2. مخبتون
عن محمّد بن يحيى، عن زيد الشحّام، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قلتُ له إنّ عندنا رجلًا يُقال له كُلَيْب، فلا يجيء عنكم شيءٌ إلّا قال: أنا أُسلِّم، فَسَمّيناه: كُليْب تسليمٍ. فَتَرَحَّم عليه، ثمّ قال (عليه السلام): «أتدرون ما التسليم؟» فَسَكَتْنا. فقال (عليه السلام): «هو -والله- الإخبات». ثمّ تَلا الآية الكريمة: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَخبَتُواْ إِلَىٰ رَبِّهِم﴾[3][4].
(الإخبات: هو الخشوع في الظاهر والباطن، والتواضع بالقلب والجوارح، والطاعة في السرّ والعَلَن).
مَنشأ التسليم
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «أوحى الله -عزَّ وجلَّ- إلى داوود (عليه السلام): يا داوود، تُريد وأُريد، ولا يكون إلّا ما أُريد. فإنْ أسلمْتَ لِما
[1] سورة المؤمنون، الآية 1. [2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج1، ص391. [3] سورة هود، الآية 23. [4] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج1، ص391.
152
137
الموعظة الثالثة والعشرون: التسليم
أُريد أَعطيْتُك ما تريد، وإنْ لَمْ تُسلِّم لِما أُريد أتعبْتُك في ما تُريد، ثمّ لا يكون إلّا ما أُريد»[1].
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا عباد الله أنتم كالمرضى ورب العالمين كالطبيب فصلاح المرضى فيما يعمله الطبيب ويدبره لا فيما يشتهيه ويقترحه ألا فسلموا الله أموركم تكونوا من الفائزين»[2].
وقال الإمام الخمينيّ (قدس سره): لا بُدّ للإنسان مِن أن يسعى في سَيْرِه الملكوتيّ إلى أن يَجِدَ هاديًا إلى الطريق. فإذا وَجَد الهادي، فلا بُدّ مِن أن يستسلم له، ويتابعه في السير والسلوك، ويضع قَدَمه مكان قدمه. ونحنُ -إذ وَجَدنا النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) هاديًا إلى الطريق، وعَرَفْنا أنّه واصلٌ إلى المعارف جميعها- فلا بُدّ مِن أن نَتْبعه في السيْر الملكوتيّ، مِن دون (كيف؟) و(لِمَ؟)… فالمريض الذي يُريد أن يَطّلع على سرّ وَصْفة الطبيب، ثمّ يَستفيد مِن الدواء، يكون قد مضى وقت العلاج، وَجَرَّ بِنفسه إلى الهلاك.
نماذج مِن أهل التسليم
1. نبيّ الله إبراهيم (عليه السلام) سلَّم أمرَه لله في وَضْع زوجته ووَلده في وادٍ غيرِ ذي زَرْعٍ وماءٍ وبَشَر، وسَلَّمَ أمرَه لله في قصّة ذبْحِ وَلَده إسماعيل (عليه السلام).
[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج5، ص104. [2] الديلميّ، إرشاد القلوب، ج1، ص153.
153
138
الموعظة الثالثة والعشرون: التسليم
2. سلَّم إسماعيل (عليه السلام) لِأبيه إبراهيم (عليه السلام)؛ ﴿يَٰأَبَتِ ٱفعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾[1].
3. سلَّم الإمام الحسين (عليه السلام) بِقوله: «الحمد لله، وما شاء الله، ولا قوّة إلّا بالله، وصلّى الله على رسوله. خُطَّ الموتُ على ولد آدمَ مَخَطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولَهَني إلى أسلافي اشتياق يَعقوب إلى يوسف! وَخِير لي مَصرعٌ أنا لاقيه؛ كأنّي بِأوصالي تُقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فَيَملأنّ مِنّي أكراشًا جوفًا وأجربة سغبًا. لا محيص عن يومٍ خُطّ بالقلم. رضى الله رضانا أهل البيت؛ نَصبر على بلائه، ويوفّينا أجور الصابرين»[2].
4. وَرَد عن عبد الله بن أبي يعفور: قلتُ لِأبي عبد الله: والله، لو فلقْتَ رمّانةً بِنِصْفيْن، فقلتَ: هذا حرامٌ وهذا حلالٌ، شَهِدْتُ أنّ الذي قلتَ حلالٌ حلال، وأنّ الذي قلتَ حرامٌ حرام. قال (عليه السلام): «رَحِمَك الله، رَحِمَك الله».
5. سلَّمَ المجاهدون في المقاومة الإسلاميّة لله -تعالى- في تكليفهم المحدّد مِن الوليّ الفقيه.
[1] سورة الصافات، الآية 102. [2] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج44، ص367.
154
139
الموعظة الرابعة والعشرون: الثبات وحسن العاقبة
الموعظة الرابعة والعشرون: الثبات وحسن العاقبة
الحثّ على المراقبة الدائمة للإيمان، كي يبقى ثابتًا مهما بلغت التحدّيات.
محاور الموعظة
الثبات وحسن العاقبة في الدعاء
الثبات في البعد الثقافيّ
من شواهد التاريخ على الثبات وحسن العاقبة
تصدير الموعظة
الإمام الحسين (عليه السلام): «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون»[1].
[1] الشيخ ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول عن آل الرسول (صلى الله عليه وآله)، ص245.
155
الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله