واشرق النور كلمات في ذكرى اشراقة نورها ” مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي و أبي و إخوتي..! فوالله إن هذا لَعَهدٌ من الله الى جدك و ابيك، ولقد أخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم فراعنة هذه الارض و هم معروفون في اهل السماوات، انهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها…. و ينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لايُدرَس أثره، ولا يُمحى رسمُه على كرور الليالي والايام، وليجتهدنّ ائمةُ الكفر و أشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلّاعلواً “. كامل الزيارات لابن قولويه القمي : ص٢٦١ تجلى الجلال متجسماً وهي تمشي الهوينا، قاصدة هيكل النور المقدس المتجسم في الجسد المنهك، وبين خافقيها نبضات تحكي قصة الكون، فامتزجت سبحات الجلال بانوار الجمال وعبق الغد وترنيمة الهدى المنحور. سار الكون يتبع خطواتها، وانين الوجود تصوغه حسراتها، وعظمة الكون تتصاغر امام كبريائها. كملت فاحاطهاٍ جمال النبي وجلال الوصي وقدس البتول. في عرصات كربلا ، بعد ان سكت من السيوف صليلها، ومن الرماح طعانها، وتوقف وابل امطار النشاب، وسقيت الرمال اللاهبة بالدماء الزاكيات، تقدمت في قوس نزولها العلوي انوار المقدسين متهللة للقاء الانوار المنطلقة في قوس صعودها، الى الجمال المطلق. في موضع امتزج فيه الحزن بالقداسة، والانكسار بالسمو، والتلاشي بالانتشار كعبير المسك ليملا الكون سؤددا وجلالا، قصدت بنت فاطمة سليل النبوة، لتعلن من هناك تجلي الاحاطة لتكشف عن سر اجلته شمس الحقيقة، ان مصارع الكرام عهد من العليم العلام. نطقت تسليما ورضا، فكل شيء كتب في لوح التقدير منذ ان سبح النور ربه. اي ثكلى هي، ففقيدها لا يقاس به احد، هو نور متجل في صورة انسان، ورشحة حق غالها غدر الزمان، واي نور كان منبعه قلبها في ساعات الاسى اذ يفيض القلب نورا فيحول الماساة الى ترنيمة نبوية، تخرق الزمان قبل وبعد. فنظرة علم الى كتاب الايجاد وعالم التقدير، ينبئ عن ان ما جرى قد خطته يد الارادة منذ الازل. ولحظة رمق بها الغد الذي تقدس فيه الدم الزاكي، فينفض غبار الرمال وينهض متجليا ليكون علما للزائرين يطوف به العاشقون ويستفيض من نوره المهتدون وتنهار عند اعتابه عروش المستكبرين. انها رشحة النور التي تجلت فيها عظمة الرب فاشرق في جوهر ذاتها نور العظمة، فنسجت خيوط ما قدر بابهى حلة لتقولها صريحة. (في الارض قتل الحسين عليه السلام وعلى ثراها تتجلى عظمته).