حسين كوراني
قرابة الساعة العاشرة والنصف من ليل يوم الأربعاء 23 تشرين الأول 2024، وبعد مرور ثلاثين يومًا على بدء العدوان “الإسرائيلي” الوحشي على لبنان، كانت الطائرات المُسيّرة المُعادية كعادتها تُغطي أجواء محاور القتال في الجنوب كخلية النّحل، لا صوت يعلو فوق أزيز المدافع وغارات الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ في تلك الليلة العصيبة، إلا صوت المقاومين الذين يخوضون أعتى المواجهات مع جنود الاحتلال عند قرى الحافّة الأمامية، وصوت آخر لشاب دخل إلى بلدة ياطر من جهة الشمال الغربي في آلية عسكرية. تَقدّم مقاوم نحوه، بادره الشاب بالتعريف عن نفسه: “ضابط في الجيش اللبناني جِئتُ في مهمّة إخلاء جرحى”، وتابع السير. دقائق قليلة تستهدف مُسيّرة وسط البلدة وينقطع الضابط عن السّمع. المقدم محمد سامي فرحات ومن معه شهداء على أرض الوطن.