تكريمًا لعطاءاتهم التي أثمرت عزًّا وصونًا للبنان وأهله، نظّم حزب الله حفلًا تكريميًا لشهداء المدينة، برعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وحضور مسؤول منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله الحاج علي ضعون، وإمام المدينة العلامة الشيخ عبد الحسين صادق، إلى جانب عوائل الشهداء وحشد من الأهالي والشخصيات والفعاليات الاجتماعية والسياسية والعسكرية والأمنية والتربوية وعلماء الدين.
استُهلّ الحفل بآياتٍ من الذكر الحكيم، تلاها النشيدان الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ثم كانت كلمة النائب محمد رعد الذي أكد فيها على أن النبطية في سن رشدها، وتؤكد التزامها الدائم بنهج الاستشهاد دفاعًا عن الدين والإنسان والوطن.
وأضاف: أن “شعار شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب “الموقف سلاح والمصافحة اعتراف” يظل مرجعًا ووصية أساسية تحافظ عليها المقاومة الإسلامية”، مشددًا على موقف السيد عباس الموسوي الوصية الأساس حفظ المقاومة.
وأشار رعد إلى أن هضاب وتلال النبطية تشهد وتوثق أروع الهجمات والعمليات التي نفذها المقاومون ضد مواقع الاحتلال في الطهرة، علي الطاهر، الدبشة، السويداء، الوادي الأخضر، سهل الميدنة، أرنون، قلعة الشقيف، وفي بيوتها وأسواقها ومعالمها التاريخية والتربوية والبلدية، وقال: إن “هذه المواقع تكشف بشاعة جرائم العدو ومجازره الدموية بحق المدنيين، كما تكشف قدراته التدميرية وتجاوزاته للقوانين والمبادئ، وسلوكه المتوحش وطمعه وكراهيته للإنسانية”.
وأضاف النائب رعد: “في النبطية العريقة المليئة برموز العلم والمعرفة والنضال نقف اليوم وقفة وفاء وتجديد عهد لأحباء قضوا في سبيل الله دفاعًا عن الوطن وحبًّا للإنسان ونصرة للمظلومين في غزة وفلسطين والمنطقة، ولأجل تثبيت الحق والسيادة والكرامة في لبنان”.
وذكر أن هؤلاء الشهداء هم قادة ومجاهدو عوائل صامدة، ليسوا أرقامًا تُحصى، بل هم أبطال وعناوين لقيم رسالية وأخلاقية ودينية وإنسانية ووطنية، مبيّنًا أن قطاع النبطية ضم إلى جانب الأهالي أفرادًا وعائلات عملوا في خدمة الناس وتيسير حمايتهم ورعايتهم، مشيرًا إلى أن المدينة فقدت نحو 130 شهيدًا توزعوا على 71 عائلة، منهم 95 شهيدًا كانوا يعملون ضمن تشكيلات قطاع النبطية، وقد خُلّدت صورهم في القلوب وعُلّقت أسماؤهم في الذاكرة.
ورأى رعد أن العدو الذي استهدف بيوتَ الأهالي وأسواقَهم ومعالمَ مدينتهم فعل ذلك لاحتلال البلد وزرع اليأس في قلوب الشرفاء، لكنه أضاف: “لم ينجح ولن ينجح في مسعاه فلبنان مزوّد بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، وسنبقى بلد الحرية والكرامة والنصر”، وشدد على أن النصر للمؤمنين ثابت، وأن الصابرين والمجاهدين سيظلون أوفياء لعهدهم.
وأكد رعد أن من يسعى إلى سدّ الذرائع وادعاء أن المقاومة سبب الاعتداءات المخزية للعدو مخطئ لأن سبب اعتداءات العدو هو طمعه ومشروعه التوسعي لإخضاع لبنان.
وأضاف “من يطالب بنزع ذرائع المقاومة، إما يجهل طبيعة العدوان أو يراهن خطأ على وقوف أصدقاء دوليين لحماية لبنان بعد التنازل”.
وشدد رعد على أن مفتاح أمن واستقرار لبنان ليس في تلبية شروط العدو بل في إجباره على تنفيذ التزاماته والوقف الفعلي لاعتدائه، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة أطماع “إسرائيل” والابتعاد عن سياسات إضعاف الجبهة الداخلية.
وأوضح رعد أن من مصلحة البلاد أيضًا عدم الربط بين إعادة إعمار البيوت ومعاملات المواطنين وأي ضغوط خارجية، وأنه “من غير المقبول تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها الدستوري، لأن هذا مطلب دستوري ورئاسي ووزاري”، مضيفًا أن العدو له مصلحة في تأجيل الانتخابات لأسباب ليست خافية.
وختم النائب محمد رعد كلمته بالتأكيد على أن الشهداء سيبقون منارات للاهتداء للعزة والكرامة، وأن الشعب الوفي ومدرسة المجاهدين سيظلّان مرجعية نتعلم منها دروس التضحية، و”سنبقى أوفياء لشهدائنا ولشعبنا وعلى العهد بإذن الله”.
وتخلّل الحفل التكريمي الحاشد فقرات متنوّعة ومواقف باسم عوائل الشهداء الذين جدّدوا العهد على المضيّ في نهج المقاومة مهما عظُمت التضحيات، واختُتم بمجلس عزاء حسيني القارئ الشيخ عبد الله روماني وسط أجواء من الوفاء للشهداء الأبرار.

الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله




