الرئيسية / من / طرائف الحكم / الف حديث في المؤمن – الشيخ هادي النجفي

الف حديث في المؤمن – الشيخ هادي النجفي

الايمان يعني الحياة استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم والمؤمن هو الحي وإن عراه الموت ، ومن سواه ميت وإن وصف بالحياة.
ولكن الايمان على مراتب ودرجات كما أن الكفر على منازل ودركات . والترقع في المراقي الايمانية منوط بالتحلي بأخلاق الله وتعاليم الثقلين والتخلي عن الرذائل وسمات الشياطين ، شياطين الإنس والجن ، أعاذنا الله منهم في الدارين .

 

 

1 – أأقنع من نفسي بأن يقال هذا أمير المؤمنين ؟
1 / 1 – الرضى رفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال :
ألا وإن لكل مأموم إماما ، يقتدي به ويستضئ بنور علمه ، ألا وإن إمامكم قد
اكتفى من دنياه بطمزريه ومن طعمه بقرصيه . ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ،
ولكن أعينوني بورع واجتهاد ، وعفة وسداد . فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا ، ولا
ادخرت من غنائمها وفرا ، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا ، ولا حزت من أرضها
شبرا ، ولا أخذت منه إلا كقوت أتان دبرة ، ولهي في عيني أوهى وأهون من
عفصة مقرة بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ، فشحت عليها
نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس قوم آخرين ، ونعم الحكم الله وما أصنع بفدك
وغير فدك ، والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها ، وتغيب
أخبارها ، وحفرة لو زيد في فسحتها ، وأوسعت يدا حافرها ، لأضغطها الحجر
والمدر ، وسد فرجها التراب المتراكم ، وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة
يوم الخوف الأكبر ، وتثبت على جوانب المزلق . ولو شئت لاهتديت الطريق ، إلى
مصفى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القز . ولكن هيات أن يغلبني
هواي ، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة – ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع
له في القرص ، ولا عهد له بالشبع – أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد
حرى ، أو أكون كما قال القائل :
وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدهر ،
أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ! فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات ، كالبهيمة
المربوطة ، همها علفها ، أو المرسلة شغلها تقممها ، تكترش من أعلافها ، وتلهو عما
يراد بها ، أو أترك سدى ، أو أهمل عابثا ، أو أجر حبل الضلالة ، أو أعتسف طريق
المتاهة ! وكأني بقائلكم يقول : ( إذا كان هذا قوت أبن أبي طالب ، فقد قعد به
الضعف عن قتال الأقران ، ومنازلة الشجعان ) . ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا ،
والرواتع الخضرة أرق جلودا ، والنابتات العذية أقوى وقودا ، وأبطا خمودا ؟ وأنا
من رسول الله كالضوء من الضوء ، والذراع من العضد . والله لو تظاهرت العرب
على قتالي لما وليت عنها ، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها . وسأجهد
في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس ، والجسم المركوس ، حتى تخرج
المدرة من بين حب الحصيد ( 1 ) .

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...