40 ) ملايين الأجزاء ضرورية للسّمع والإبصار:
أو ليس من اللائق أنّ ندقّق النظر في أبداننا… أنّ نعمل بأمر القرآن الذي يقول لنا: (فلينظر الإنسان ممّ خلق، خُلق من ماءٍ دافقٍ. يخرج من بين الصلب والترائب) (الطارق/5ـ7).
ليس في هذا البدن ولا حتى عرق واحد أو عظم واحد دون حكمة وكلما تطوّر علم التشريح إتضح أكثر مدى الحكم والمصالح التي روعيت في خلق أجزاء الجسم. في هذه الإكتشافات المذهلة التي حدثت مؤخراً، يقال إنّ ثلاثة ملايين خلية إستخدمت في خلق الأذن بحيث لو أنّ قسماً منها زال لأصبح السّمع غير مكتمل. وفي خلق العين تمّ بناء بناءٍ مذهل من سبع طبقات إستخدمت في بنائه ملايين الخلايا وذلك حتى يصبح جهاز التصوير وحاسة البصر مكتملين.
وكل عضوٍ من أعضاء الجسم هو على هذا النّحو فالمطلوب التدبّر والتفكّر… في كل يومٍ وليلة يجب قضاء ساعة على الأقل في التفكّر والتدقيق في آيات الله وأخذ العبرة من ذلك حتى يصل الإنسان من المعرفة الإجمالية إلى المعرفة التفصيلية ومقام التصديق.
(وكمال معرفته التصديق به) حتى يصل إلى حدٍّ يقترب فيه قلبه من ربّه ويعترف به ويسلّم له… حتى يصل إلى درجة علم اليقين فلا يعود يحتمل المخالفة حتى ولو بمقدار واحدٍ على مئة ـ بل يتجاوز مرحلة الشك فلا يعد يتوهم أو ـ يحتمل حتى المخالفة… يذهب أبعد من علم اليقين ليصل إلى عين اليقين ويجهد حتى يبلغ حق اليقين إلى حدٍّ تصبح فيه المعيّة الإلهية أوضح لديه من كل واضح.