سورة الفاتحة – بسم الله الرحمن الرحيم [ 1 ] الحمدلله رب العلمين [ 2 ] الرحمن الرحيم [ 3 ] ملك يوم الدين [ 4 ] إياك نعبد وإياك نستعين [ 5 ] اهدنا الصراط المستقيم [ 6 ] صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين [ 7 ]
________________________________________
[ 17 ]
بسم الله الرحمن الرحيم [ وبه نستعين ] (1) إن أحسن ماتوج به هام (2) ألفاظ الكلمات، وسطرته أقلام الكرام الحفاظ في صحائف أعمال البريات، حمد من استحق الحمد بنشر سحائب جود وجوده (3) على سائر الموجودات، وشكر من استوجب الشكر بسوابغ نعم آلائه، وآلاء نعمه السابغات. ثم الصلاة على نبيه أفضل البشر وأشرف الكائنات (محمد بن عبد الله) الموصوف بسائر الكمالات. والصلاة على الطيبين من آله والطيبات، صلى الله عليه وعليهم صلاة دائمة مادامت الارض والسماوات،
وما نجم زهر نبات، وأزهر نجم نبات. و [ أما ] (4) بعد فاني لما رأيت بعض آيات الكتاب العزيز وتأويلها يتضمن مدح أهل البيت عليهم السلام، ومدح أوليائهم، وذم أعدائهم في كثير من كتب التفاسير والاحاديث، وهي متفرقة (فيها) (5) صعبة التناول لطالبيها. أحببت أن أجمعها بعد تفريقها، واؤلفها بعد تمزيقها، في كتاب مفرد، ليكون
________________________________________
1) من نسخة (أ) 2) في نسخة (ب) همام. 3) في نسختي (ب وم) جود جوده، وفى نسخة (ج) وجود جوده، وما أثبتناه من نسخة (أ). 4) من نسخة (أ). 5) ليس في نسخة (أ). (*)
________________________________________
[ 18 ]
أسهل للطالب، وأقرب للراغب، وأحلى (للخاطر) (1) وأجلى للناظر، وأبين للتحقيق، وأهدى إلى سواء الطريق.
وأخذت هذا التأويل وجله من (2) الراسخين في العلم اولي التأويل، ومما ورد من طريق العامة، وهو من ذلك النزر (3) القليل. وألحقت كل آية منها بسورتها، وجلوتها لاهلها في أحسن صورتها، وسميته (4): (تأويل الايات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة) وجعلت ذلك خالصا لوجه ربي الكريم، وتقربا إلى النبي وأهل (5) بيته عليهم أفضل الصلاة والتسليم. وقبل الشروع في التأويل ومعناه، نذكر مقدمة تليق أن تحل (6) بمعناه (7): اعلم هداك الله الى نهج الولاية، وجنبك مضلات الفتن والغواية، أنه إنما ذكرنا مدح الاولياء، وذم الاعداء، ليعلم الاولياء ما اعد لهم بموالاتهم، وما اعد لاعدائهم بمعاداتهم، فيحصل بذلك (8)
التولي (9) للاولياء والتبري من الاعداء. 1 – واعلم أيدك الله أنه قد ورد من طريق العامة والخاصة الخبر المأثور عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) أنه قال: قال لي أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (نزل القرآن أرباعا: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن). وكرائم القرآن: محاسنه، وأحسنه، لقوله تعالى: (الذين يستمعون القول
________________________________________
1) في نسختي (ب وج) في الحاضر، وفى نسخة (م): في الخاطر، وما أثبتناه من نسخة (أ). 2) في الاصل: عن. 3) في نسخة (ج) انزر. 4) في نسخة (ج) وسميتها. 5) في نسخة (أ) النبي وأهل النبي وأهل بيته. 6) في نسخة (ج) تجل. 7) في نسخة (م) بمغناه، وفى نسختي (ب وج) معناه. 8) في نسخة (ج) ذلك. 9) في نسختي (ب وج) التوالى. (*)
________________________________________
[ 19 ]
فيتبعون أحسنه) (1) والقول هو القرآن. 2 – ويؤيد هذا ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي باسناده إلى الفضل بن شاذان، عن داود بن كثير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أنتم الصلاة في كتاب الله عزوجل وأنتم الزكاة، [ وأنتم الصيام ] (2)، وأنتم الحج ؟ فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل، ونحن الزكاة، ونحن الصيام، ونحن الحج، (ونحن الشهر الحرام) (3)، ونحن البلد الحرام، ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله، ونحن وجه الله، قال الله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله) (4)
ونحن الآيات، ونحن البينات. وعدونا في كتاب الله عزوجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والانصاب والازلام والاصنام والاوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير. يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا (5) وفضلنا وجعلنا امناءه وحفظته وخزانه على ما في السموات و (ما في) (6) الارض، وجعل لنا أضدادا وأعداء، فسمانا في كتابه، وكنى عن (7) أسمائنا بأحسن الاسماء وأحبها إليه تكنية عن العدو (8)، وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه، وكنى عن أسمائهم، وضرب لهم الامثال [ في كتابه ] (9) في أبغض الاسماء إليه، وإلى عباده المتقين (10). 3 – ويؤيد هذا ما رواه أيضا عن الفضل بن شاذان باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام
________________________________________
1) الزمر: 18. 2) من نسختي (ب وج). 3) ليس في نسخة (ب). 4) البقرة: 115. 5) في نسخة (ج) خلقته، خ ل خلقنا. 6) ليس في نسخة (ب). 7) في نسخة (ب) (في) بدل (عن). 8) في نسخة (م) العدد. 9) ليس في نسخة (ج). 10) عنه البحار: 24 / 303 ح 14، والبرهان: 1 / 22 ح 9. (*)
________________________________________