أنت كنت نطفة،. فانظر إلى جهاز جسمك العظيم وانظر إلى عظامك،. إلى عروقك وشرايينك.. إلى معامل الكبد العجيبة والتي تؤدي اثني عشر وظيفة،. جهاز القلب وتصفية الدم،. إلى الكلية والمعدة،. وانظر إلى جهاز الحنجرة والقصبات الهوائية،. جهاز الادراك،. والحافظة الحس المشترك،. انظر إلى القوة الواهمة،. هل تكونت هذه الأجهزة العظيمة لوحدها، وهل يصدق وجدانك؟
ولكن بما أنها أمّارة فهي تتذرع بالحجج وتدوس على الوجدان، تسير خلاف الفطرة،. تتمسك بالشكوك والشبهات من أجل ألا تعترف بالعبودية. وهي أمارة لا تريد أن تتحمل مسؤوليتها.
أما بالنسبة إلى المعاد فكم تطرق أسماعنا نداءات الحق: أيها الإنسان أنت لا تفنى بعد الموت أو تصبح عدماً. بل أنت موجود ومحكمة العدل الإلهية موجودة وكل شخص سوف يصل إلى جزاء أعماله ويرى نتائج أفعاله إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وهذه النفس تسمع البراهين والأدلة على المعاد والتي يذكرها القرآن المجيد.. سورة الواقعة مليئة بأدلة المعاد وكذلك في آيات أخرى من القرآن.
أمارة: لأنها غير ملتزمة
ولأنها أمارة فهي لا تريد أن تترك الملذات.. فالذي يطمح بالوصول إلى المقامات العالية والباقية عليه أن يقيد لسانه وبصره وسمعه، أما النفس الأمارة فهي تريد أن تبقى حرة من أجل ذلك فهي تنكر القيامة وتقول من الذي رجع من ذلك العالم وجاء بالخبر. تريد أن تتنعم في هذه الأيام المعدودة، أن تعيش حرة وغير ملتزمة، إنها تريد أن تكون غنية وتجمع الأموال الطائلة. فلو كانت تعتقد بالمعاد فكيف يتسنى لها جمع الأموال واكتنازها. والشخص الذي يعتقد بالمعاد كيف يتصرف بأموال الأوقاف و…
الأمارة تريد أن تجمع الأموال فهي لا تستسلم إلى مسألة المعاد ولا تقبل بالمسؤولية الإلهية وتبتعد عن المحرمات، بل تريد أن تملأ بطنها من الحرام، أن تكون غير مقيدة وتتصرف بحرية وهو ما لا يتلائم مع الاعتقاد بالمعاد فلذلك تقول إن هذه الاعتتقادات رجعية وهي أمور قديمة ومتحجرة.. كل هذا ناتج عن أمارية النفس ولأنها تريد أن تكون هي الحاكمة المطلقة بدون قيود، الحلال والحرام قيود على الأعمال، أما الأمارة فإنها تريد أن تأكل كل ما تصل إليه سواء كان من أموال اليتيم أو الغش في المكيال أو الجناية… تريد أن تتمتع بالنظر فتتطلع إلى كل ما لا يجوز النظر إليه ولأنها أمارة فهي لا تحب أن تكون حكومتها وأماريتها مقيدة.
لذلك تسمعون أن أمارية نفس الكافر هي عين كفره فهو يريد أن يكون حاكما مطلقاً، ويصل الأمر بالإنسان ونفسه الأمارة أن ينصب نفسه في مقابل رب العالمين ويريد أن يتحكم بالسماوات والمجرات ويسيرها وفق رغباته.
|
|
النفس تدعي الربوبية والألوهية فهي تفرح إذا كانت الأشياء كما تحب وتشتهي ويحتويها الحزن والغيظ إذا حصل ما يخالف مزاجها
الولاية الاخبارية