الرئيسية / الاسلام والحياة / في رحاب نهضة الامام الحسين عليه السلام

في رحاب نهضة الامام الحسين عليه السلام

163

انا علي بن حسين بن علي *  نحن ورب البيت أولى بالنبي تالله لا يحكم فينا ابن الدعي

*  (  هامش )  *  لافعلن ومر بنا على وهو يطرد كتيبة ، فطعنه برمحه ، فانقلب على قربوس فرسه ، فاعتنق فرسه ، فكر به على الاعداء ، فاحتووه بسيوفهم فقطعوه ، فصاح قبل ان يفارق الدنيا السلام عليك يا ابتى ، هذا جدي المصطفى قد سقاني بكاسه الاوفى وهو ينتظرك الليلة ، فشد الحسين عليه السلام حتى وقف عليه وهو مقطع ، فقال : قتل الله يوما قتلوك ، يا بني فما اجرأهم على الله ، وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله ثم استهلت عيناه بالدموع وقال : على الدنيا بعدك العفا وفيه أقول . بابي أشبه الورى برسول *  الله نطقا وخلقة وخليقة قطعته اعدائه بسيوف *  هي اولى بهم وفيهم خليقة ليت شعري ما يحمل الرهط منه *  جسدا ام عظام خير الخليقة الخلق بضم الخاء الطبع ، وبفتحها التصوير ، يغلي اي يفير ، يغل الثانية ضد يرخص ، الشرف : الموضع العالي وهو على زنة جبل قال شاعر : أتى الندى فلا يقرب مجلسي *  واقود للشرف الرفيع حمارى القابل : المقبل عليك ، ومنه عام قابل ، السدى : ندى أول الليل والندى : ندى آخر الليل ، ويكنى بكل منهما وبهما عن الكريم . قطع الله رحمك : اي قطع نسلك من ولدك ، كما قطعت نسلي

164

قال ففعل ذلك مرارا ، فبصربه مرة بن منقذ بن النعمان العبدي ثم الليثي فقال : على آثام العرب ان مربى يفعل مثل ما كان يفعل ان لم اثكله اباه ، فمر يشد على الناس بسيفه ، فاعترضه مرة بن منقذ فطعنه فصرع واحتووا له الناس فقطعوهم بأسيافهم . قال ابومخنف –  حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم الازرى قال : سماع اذنى يومئذ من الحسين يقول : قتل الله قوما قتلوك ، يا بني ما اجرأهم على الرحمان ، وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفا ، قال : وكاني انظر إلى امرأة خرجت مسرعة كانها الشمس الطالعة تنادى : يا اخياه ويا ابن اخاه فقيل هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله ص ، فجاء‌ت حتى أكبت عليه فجاء‌ها الحسين فأخذ بيدها فردها إلى الفسطاط . وأقبل الحسين إلى

ابنه وأقبل فتيانه اليه فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدى الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه .

*  (  هامش )  *  من ولدي فانه لا عقب له ، احتووه : اى حازوه واشتملوا عليه ، قربوس بفتح القاف والراء ولا تسكن الراء الا في الضرورة : السرج ، الخليقة الاولى بمعنى الطبيعة ، والثانية بمعنى الجديرة : والثالثة بمعنى المخلوقات ابصار العين في انصار الحسين (  ص 21 ط النجف الاشرف ) 

165

قال : ثم ان عمرو بن صبيح الصدائي رمى عبدالله (  1 )  بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع كفه على جبهته فأخذ لا يستطيع أن يحرك كفيه ثم انتحى له بسهم آخر ففلق قلبه ، فاعتورهم الناس من كل جانب فحمل عبدالله بن قطبة الطائي ثم النبهاني على (  2 )  عون بن عبدالله

*  (  هامش )  *  (  1 )  هو عبدالله بن مسلم بن عقيل بن ابيطالب رضوان الله عليهم امه رقيه بنت امير المؤمنين وامها الصهباء ام حبيب بنت عباد بن ربيعة ابن يحيى بن العبد بن علقمة التغلبية . قيل بيعت لامير المؤمنين من سبى اليمامة . وقيل . من سبى عين التمر ، فاولدها علي عليه السلام عمر الاطرف ورقية .

قال السروى : تقدم عبدالله بن مسلم الحرب فحمل على القوم وهو يقول : اليوم ألقى مسلما وهو أبي *  وعصبة بادوا على دين النبي حتى قتل ثمانية وتسعين رجلا بثلاث حملات : ثم رماه عمرو بن صبيح الصدائي بسهم . قال حميد بن مسلم : رمى عمرو عبدالله بسهم وهو مقبل عليه ، فاراد جبهته ، فوضع عبدالله يده على جبهته يتقى بها السهم . فسمر السهم يده على جبهته ، فاراد تحريكها فلم يستطع ، ثم انتحى له بسهم آخر ففلق قلبه ، فوقع صريعا ، وكانت قتلته بعد علي بن الحسين فيما ذكره ابومخنف والمدائنى وابوالفرج دون غيرهم . ابصار العين في انصار الحسين (  ص 50 ط النجف )  (  2 )  هو عون بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب عليهم السلام امه زينب العقيلة الكبرى بنت امير المؤمنين عليه السلام ، وامها فاطمة الزهراء بنت

166

بن جعفر بن أبي طالب فقتله وحمل عامر بن نهشل التيمي على محمد

*  (  هامش )  *  رسول الله صلى الله عليه وآله . قال اهل السير : انه لما خرج الحسين عليه السلام من مكة كتب اليه عبدالله بن جعفر كتابا يسئله فيه الرجوع عن عزمه ، وارسل اليه ابنيه عونا ومحمدا ، فاتياه بوادى العقيق قبل أن يصل إلى مسامنة المدينة ، ثم ذهب عبدالله إلى عمرو بن سعيد بن العاص عامل المدينة فساله امانا للحسين ، فكتب وارسله اليه مع اخيه يحيى وخرج معه عبدالله فلقيا الحسين عليه السلام بذات عرق ، فأقرآه الكتاب فأبى عليهما وقال : اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامى ، فامرني بالمسير واني منته إلى ما امرني به ، وكتب جواب الكتاب إلى عمرو بن سعيد ، ففارقاه ورجعا ، وقد

اوصى عبدالله ولديه بالحسين واعتذر منه ، قالوا : ولما ورد نعى الحسين ونعيهما إلى المدينة كان عبدالله جالسا في بيته ، فدخل الناس يعزونه ، فقال غلامه أبوالسلاس : هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين ، فحذفه عبدالله بنعله وقال : يابن اللخناء أللحسين تقول هذا ، والله لو شهدته لما فارقته حتى اقتل معه ، والله انهما لمما يسخ بالنفس عنهما ويهون على المصاب بهما ، انهما اصيبا مع اخي وابن عمى مواسين له صابرين معه ، ثم اقبل على الجلساء فقال : الحمد لله اعزز على بمصرع الحسين ان لا أكن نسيت حسينا بيدى فقد آسيته بولدى . قال السروى : يرزعون بن عبدالله بن جعفر إلى القوم وهو يقول :

167

بن (  1 )  عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فقتله . قال : وشد عثمان بن خالد بن

*  (  هامش )  *  ان تنكرونى فانا بن جعفر *  شهيد صدق في الجنان ازهر

يطير فيها بجناح أخضر *  كفى بهذا شرفا في المحشر فضرب فيهم بسيفه حتى قتل منهم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ثم ضربه عبدالله بن قطنة الطائي النبهاني بسيفه فقتله . وفيه يقول سليمان ابن قتة التيمى من قصيدته التي يرثى بها الحسين عليه السلام عيني جودى بعبرة وعويل *  واندبى ان بكيت آل الرسول

ستة كلهم لصلب على *  قد اصيبوا وسبعة لعقيل واندبى ان ندبت عونا اخاهم *  ليس فيما ينوبهم بخذول فلعمرى لقد اصيب ذووالقر *  بى فبكى على المصاب الطويل ابواللسلاس : باللام المفتوحة والسين المهملة ثم لام وسين بينهما الف ويمضى في بعض الكتب ابوالسلاسل وهو تصحيف . قطنة : بالقاف المضمومة والنون بينهما طاء النبهانى بالنون والباء المفردة منسوب إلى نبهان بطن من بطون طى .

ابصار العين في انصار الحسين (  ص 39 ط النجف ) 

(  1 )  هو محمد بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب عليهم السلام ، امه الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة بن عائذ بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل . وامها هند بنت سالم بن عبدالعزيز بن محروم ابن سنان بن مولة بن عامر بن مالك بن تيم اللات بن ثعلبة ، وامها ميمونة بنت بشر بن عمرو بن الحرث بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن الحصين بن عكاية بن صعب بن علي .

168

اسير الجهنى وبشر بن سوط الهمداني ثم القابضى على عبدالرحمن بن عقيل بن أبي طالب (  1 )  فقتلاه . ورمى عبدالله بن عزرة الخثعمى جعفر بن (  2 ) 

*  (  هامش )  *  قال السروى : نقدم محمد قبل عون إلى الحرب فبرز اليهم

وهو يقول : اشكو إلى الله من العدوان *  فعال قوم في الردى عميان قد بدلوا معالم القرآن *  ومحكم التنزيل والتبيان فقتل عشرة انفس ، ثم تعاطفوا عليه ، فقتله عامر بن نهشل التميمي وفيه يقول سليمان بن قتة من القصيدة المتقدمة على الولاء . وسمى النبي غودر فيهم *  قد علوه بصارم مصقول فاذا ما بكيت عينى فجودى *  بدموع تسيل كل مسيل ابصار العين في انصار الحسين (  ص 40 ط النجف )  (  1 )  هو عبدالرحمان بن عقيل بن ابي طالب عليهم السلام ، امه ام ولده قال ابن شهر آشوب : تقدم في حملة آل ابيطالب بعد الانصار وهو يقول : ابي عقيل فاعرفوا مكانى *  من هاشم وهاشم اخواني فقاتل حتى قتل سبعة عشر فارسا ، ثم احتوشوه فتولى قتله عثمان ابن خالد بن أشيم الجهنى وبشر بن حوط الهمداني ثم القابضى بطن منهم . ابصار العين في انصار الحسين (  ص 51 ط النجف )  (  2 )  هو جعفر بن عقيل بن ابيطالب عليهم السلام ، امه الحوصاء بنت عمرو المعروف بالثغرابن عامر بن الهصان بن كعب بن عبد بن ابي بكر بن

169

عقيل بن أبي طالب فقتله . قال أبومخنف –  حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال : خرج الينا غلام كان وجهه شقة قمر في يده السيف عليه قميص وازار ونعلان قد انقطع شسع احدهما ، ما أنسى أنها اليسرى . فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدى والله لاشدن عليه ، فقلت له : سبحان الله وما تريد إلى ذلك ، يكفيك قتل هؤلاء الذين تراهم قد احتولوهم (  قد احتوشوه )  قال : فقال والله لاشدن عليه فشد عليه فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه ، فقال : يا عماه قال : فجلى الحسين كما يجلى الصقر ، ثم شد شدة ليث أغضب ، فضرب عمرا

*  (  هامش )  *  كلاب العامرى ، وامها اودة بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبد بن ابي بكر المذكور ، وامها ريطة بنت عبد بن ابي بكر المذكور ، وامها

ام البنين بنت معوية بن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وامها حميدة بنت عتبة بن سمرة بن عتبة بن عامر . قال السروى : تقدم إلى القتال فجالد القوم يضرب فيهم بسيفه قدما وهو يقول : انا الغلام الابطحي الطالبي *  من معشر في هاشم من غالب ونحن حقا سادة الذوائب فقتل خمسة عشر رجلا ، ثم قتله بشر بن حوط قاتل اخيه عبدالرحمن . ابصار العين في انصار الحسين (  ص 51 ط النجف ) 

170

(  عمروا )  بالسيف فاتقاه بالساعد فاطنها (  1 )  من لدن المرفق ، فصاح ثم تنحى عنه ، وحملت خيل لاهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من حسين ، فاستقبلت عمرا ، بصدورها فحركت حوافرها وجالت الخيل بفرسانها عليه فتوطأته حتى مات ، وانجلت الغبرة فاذا أنا بالحسين قائم على رأس الغلام والغلام يفحص برجليه وحسين يقول بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك . ثم قال : عزوالله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لا ينفعك صوت ، والله كثر واتره وقل ناصره ، ثم احتمله فكأني أنظر إلى رجلى الغلام يخطان في الارض ، وقد وضع حسين صدره على صدره قال : فقلت في نفسى : ما يصنع به ؟ فجاء به حتى ألقاه مع ابنه على بن الحسين وقتلى قد قتلت حوله من أهل بيته . فسألت عن الغلام فقيل : هو القاسم (  2 ) 

*  (  هامش )  *  (  1 )  فاطنها : أي فقطعها حتى سمع لها طنين وهو الصوت

(  2 )  هو القاسم بن الحسن بن علي بن ابيطالب عليهم السلام ، امه ام ابي بكر

يقال اسمها رملة . روى ابوالفرج عن حميد بن مسلم ، قال خرج الينا غلام كان وجهه شقة قمر وفي يده السيف وعليه قميص وازار وفي رجليه نعلان ، فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع احدى نعليه ولا أنسى أنها كانت السيرى ثم ساق الحديث كما أوردناه في المتن عن ابي مخنف عن سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم مع اختلاف يسير في بعض العبارات . وقال غيره : انه لما راى وحدة عمه استأذنه في القتال فلم يأذن 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...