73ـــــــــــــــ أبوعقيل الخياط ــــــــــــــــــــ
ولد في قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين عام1953م، ذلك القضاء الذي صبَّ النظام العفلقي الفاشي جام غضبه عليه، فكان مسرحا لأنواع الإرهاب والقمع الذي مارسه ضد قطاعات واسعة من أبنائه التركمان.
عُرف طوزخورماتو بكونه مركزا لتجمع المعارضين للنظام من الإسلاميين وغيرهم، ولذا عانى الكثير من الويلات والآلام وقاسى الكثير من الهموم.
أڪمل دراسته الابتدائية فيها، ولم يستطع إڪمال المتوسطة لظروفه المعيشية.
عُرف عنه رفضه القاطع للسلطة ونظامها الجائر، فكان له نشاط فعّال في تخليص المطاردين والهاربين من النظام، فهو لايألوا جهدا في تقديم المساعدة والعون لكل من يعمل ضد النظام العفلقي في العراق.
مع بزوغ شمس الثورة الإسلامية في إيران، تزايد الإرهاب البعثي في العراق، فشن النظام المجرم حملة مسعورة واسعة ضد المؤمنين والمعارضين، فكانت حصة طوزخورماتو حصة الأسد منها، وكان شهيدنا أحد أهداف زبانية البعث في المراقبة والملاحقة، فأخذ يفكر بالخلاص من ذلك الوضع الذي أصبح لايطاق بعد أن أعدم النظام ابن أخته والعديد من أصدقائه، فتوجه تلقاء إيران، وتحمَّل من أجل ذلك الكثير من المصاعب في رحلة شاقة ليصل إليها بتاريخ19/7/1982م، وليجد فيها ضالته المنشودة، بعد أن ترك أهله بلا معين ولاناصر إلا الله.
وفور وصوله إيران، توجه إلى سوح الجهاد، ملتحقا بإخوانه المجاهدين من قوات الشهيد الصدر، ليشاركهم في كل العمليات التي خاضوها ضد البعثيين .
التحق بقوات بدر بتاريخ2/5/1984م، مشاركا في تحرير جزيرة الترابة و عمليتي القدس وعاشوراء اللتين نفذهما المجاهدون في هور الحويزة.
وفي كردستان العراق أثناء عمليات حاج عمران، توشم جسمه بعدة جراح ولعدة مرات، لم تزده إلا عزما وتصميما على مواصلة طريق الجهاد حتى النَّفَس الأخير.
في ميادين القتال، كان يحرص على أن لايضيّع لحظة من حياته إلا ويكرسها لخدمة الجهاد والمجاهدين، وأشد ما كان يحرص عليه الاشتراك في كل عملية جهادية ضدالنظام.
وفي ميدان نفسه، كان يعمل على تربيتها مستمدا ذلك من الإخلاص لله تعالى والتمسك بولاية أهل البيت عليهمالسلام، فكان من الثابت في برنامجه اليومي زيارة عاشوراء للإمام الحسينعليهالسلام، كما كان مواظبا على زيارة مراقد الشهداء، فيعيش معهم بوجدانه وروحه ويعاهدهم على مواصلة الطريق.
وتبدأ العمليات على مشارف مدينة البصرة، ويدخل مجاهدوا قوات بدر إلى أرضهم، فوق ثرى البصرة، ويقدموا القرابين كما قدّموها على رُبى حاج عمران من أجل إعلاء كلمة الله ورفع رايته، وجهاد أعدائه. وبعد إشتباك عنيف، إنهزم العدو فأخذت مدفعيته بقصف ساحة العمليات فأصيب أبوعقيل بشظايا في رأسه، سقط على أثرها مضرّجا بدمه الطاهر لينال وسام الشهادة الرفيع يوم20/1/1987م، فكان حقا من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ليلتحق بموكب النور والشرف والعزة والكرامة، مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا
الشهداءأبوكميل الدجيلي1)أبوجعفرالكاظمي2)أبوعقيل الخياط3— هورالحويزة 1985