03 المقدمة [17]بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله حمدا لا يحصيه عد ولا ينتهي إلى حد والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله أزمة الحق والسنة الصدق سفن النجاة والميامين الهداة. وبعد فان هذا السفر النفيس المسمى (بالانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة) حلقة من تلك السلسلة الذهبية التي صاغتها يراعة المؤلف من مؤلفاته الغراء وفرع من تلك الدوحة الباسقة التي سقتها عبقريته بماء الفضيلة وزكت بين حدائق علومه الالهية ومعارفه القدسية ولقد أودع هذا المؤلف من دقائق قريحته الوقادة ونكات تفكيره العميق وغزير فضله وواسع علمه المعجز من ثمار الوحي الهاشمي وأسرار الكمال النبوي مما لا ينتهى إلى مداه ولا يحاول أقصاه. وان شعائر الحج إلى الضرائح القدسية المنورة بتلك الاجساد الطيبة والهياكل الملكوتية ومناسك الزيارة للمشاهد المشرفة بمضاجع أمناء الله على وحيه وودائع سره لمن أفضل ما ندب إليه الائمة الاطهار المعتصمين بولائهم والاخذين بسببهم فان فيها تتجه ألباب شيعتهم وتنصرف قلوب مواليهم الى ما يلم شعثهم ويؤلف شتاتهم ويجمع كلمتهم ويشد عرى جماعتهم من
[18]
الولاء والتمسك بمواضع الرسالة ومهابط الوحي الامين وقد عرفوهم بآداب تلك الزيارات وسنن هذه المناسك ورووا لهم الثقات من أصحابهم وحملة أحاديثهم ما أملوه عليهم من لطيف الخطاب وبليغ البيان وأرشدوهم إلى ما يليق بمقامهم من ذلك. وان الزيارة الجامعة الكبيرة من أعظم تلك الزيارات شأنا وأعلاها مكانة وان فصاحة الفاظها وبلاغة مضامينها تنادي بصدورها عن ينابيع الوحي والالهام وتدعوا إلى أنها خرجت من السنة نواميس الدين ومعاقل الانام فانها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلام وقد اشتملت على الاشارة إلى جملة من الادلة والبراهين المتعلقة بمعارف أصول الدين وأسرار الائمة الطاهرين وتضمنت شطرا وافرا من حقوق أولى الامر الذين أمر الله بطاعتهم وأهل البيت الذين حث الله على متابعتهم مع الاشارة إلى آيات فرقانية وروايات نبوية وأسرار الاهية وعلوم غيبية ومكاشفات حقية وحكم ربانية وقد عمد إليها المؤلف نور الله ضريحه فكشف النقاب عن معانيها وهتك الحجب عن أسرارها وأفصح عن مشتبهاتها وحل الغامض من مشكلاتها ونفض عنها غبار الريب والشكوك واقام الحجج الناصعة والادلة القاطعة على صدروها وصحة روايتها وطلع على العلم والادب والرشاد بهذا السفر النفيس الذي لا يستغني عنه كل مؤمن تشرف بزيارة مراقد أهل الذكر وأولي الامر وفاز بلثم تلك الاعتاب السامية والمشاهد المقدسة العالية واختار لنفسه أجر تلاوتها ورغب في ثواب قراءتها ولا غرو فان
[19]
مؤلفه ذلك البحر الخضم الثبت المتبحر نسيج وحده وجمال عصره الصراط والمحجة والاية البالغة والحجة صاحب المؤلفات الكثيرة في سائر الفنون الاسلامية الغزيرة المادة التي لا ينضب قليبها ولا يأسن معينها نسأله تعالى أن يتغمده برحمته ويتفضل عليه بما أعده لاوليائه المقربين. ومن العمل المرفوع المتقبل والبر الخالد والاجر المضاعف المتزايد أن يرشد التوفيق الالهي والنصيب السماوي مؤمنا صالحا برا مواليا (السيد الاجل السيد أحمد آل السيد محمد السيد جعفر نجل المؤلف قدس سره) فيتبرع بطبع هذا السفر الجليل ويبذل نفقات نشر هذا الذكر الجميل فيدل على الخير فاعله ويهدي إلى الصلاح عامله فان خير الناس من نفع الناس بعلمه وأعماله ومساعيه وأمواله وفقنا الله وإياه للطاعات والمبرات آمين… محمد رضا الهادي آل كاشف الغطاء في اليوم 12 من ربيع الاول سنة 1354
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...