27- وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ورحمة الله وبركاته =
تسمى الاصول وروى راو واحد من رواتهم عليهم السلام وهو أبان بن تغلب عن الصادق عليه السلام ثلاثين الف حديث. (وعباده المكرمين) أضافهم سبحانه إلى نفسه لمزيد الاختصاص كما قال تعالى (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان (1)) والمكرمين بالتشديد أي الذين كرمهم الله تعالى بالعصمة والطهارة والمعرفة ونحوها. الذين (لا يسبقونه بالقول) (2) اي لا يقولون بقول إلا أن يكون مأخذه عنه تعالى ولا يتكلمون إلا بامره بل كلامهم كلامه تعالى كما قال تعالى في وصف نبيه (وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى (3)) وهم نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلما ثبت له ثبت لهم عليهم السلام إلا النبوة كما تظافرت به الاخبار. (وهم بامره يعملون) (4) في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وهذا مختص بهم كما يرشد إليه تقديم الظرف المفيد للاختصاص. (ورحمة الله وبركاته).
(1): سورة الحجر آية 42 (2): سورة الانبياء آية 27 (3): سورة النجم آية 3، 4. (4): سورة الانبياء آية 27
[97]
السلام على الائمة الدعاة والقادة الهداة
(السلام على الائمة الدعاة) إلى الله وإلى معرفته واطاعته وعبادته كما تقدم. (والقادة) لشيعتهم الى طريق النجاة وأعلا الدرجات جمع قائد. (الهداة) جمع هاد الذين قال الله فيهم (وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا (1)) ففي الكافي عن الفضل قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله جل جلاله (ولكل قوم هاد) فقال امام هاد للقرن الذي هو فيهم (وعن بريد العجلي) عن أبي جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله ثم الهداة من بعده علي ثم الاوصياء واحدا بعد واحد (وعن أبي بصير) قال قلت لابي عبد الله (انما أنت منذر ولكل قوم هاد (2)) فقال رسول الله انا المنذر وعلي الهادي يا أبا محمد =
(1) سورة الانبياء آية 73 (2) سورة الرعد آية 7
[98]
والسادة الولاة =
هل من هاد اليوم قلت بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى رفعت اليك فقال رحمك الله يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الاية مات الكتاب ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى (وعن الباقر) في الاية قال رسول الله المنذر وعلي الهادي أما والله ما ذهبا منا وما زالت فينا إلى الساعة. (والسادة) جمع سيد وهو الرئيس الكبير في قومه المطاع في عشيرته وان لم يكن هاشميا أو علويا فإذا كان فهو نور على نور ويطلق السيد على المالك والشريف والفاضل والكريم والحليم والمتحمل أذى قومه والمقدم والمناسبة ظاهرة. (الولاء) جمع والي فانهم (أولى بالمؤمنين من أنفسهم) كما قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) (1) روي عن الباقر عليه السلام أنهم نزلت في الامرة يعني الامارة أي هو أحق بهم من انفسهم حتى لو احتاج الى مملوك لاحد هو محتاج إليه جاز أخذه منه (وفي الحديث) النبي أولى بكل مؤمن من نفسه وكذا علي من بعده وبيان ذلك أن الرجل ليست له على نفسه ولاية إن لم يكن له مال وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام ومن بعدهما من الائمة لزمهم هذا فلذا صاروا إولى بهم =
(1): سورة الاحزاب آية 6
[99]
=
من أنفسهم وقال تعالى (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (1)) نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام عند المخالف والمؤالف حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فاومى إليه بخنصره اليمنى فاخذ السائل الخاتم من خنصره (وروي عن الصادق عليه السلام) ان الخاتم الذي تصدق به كان وزن حلقته أربعة مثاقيل فضة ووزن فصه خمسة مثاقيل وهي ياقوته حمراء قيمته خراج الشام وخراج الشام ستمائة حمل فضة وأربعة أحمال من الذهب وروي ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي أشدد به ظهري قال أبو ذر فوالله ما استتم الكلام حتى نزل جبرائيل فقال يا محمد اقرء (انما وليكم الله ورسوله) الاية والمعنى الذي يتولى تدبيركم ويليي أموركم الله ورسوله والذين آمنوا المتصفون بهذه الصفات وقد اشتهر في اللغة التعبير عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم ونقل أنه اجتمع جماعة من الصحابة في مسجد رسول الله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض ان كفرنا بهذه الاية كفرنا بسائرها وان آمنا صارت فيما يقول ولكنا نتولى ولا نطيع عليا فيما أمر فنزلت هذه الاية (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها (2)).
(1): سورة المائدة آية 55 (2): سورة النحل آية 83