45- مصدق برجعتكم =
الدين والانتقام من الكافرين والمنافقين وقصم شوكة المعاندين قبل يوم القيامة والدين. (مصدق برجعتكم) تفسير لم قبلها وهاتان الفقرتان تدلان على رجعة جميع الائمة وقد تظافرت الاخبار وتواترت الاثار وأجمعت الشيعة الابرار على الرجعة في الجملة وانهم يرجعون الى الدنيا في زمان المهدي عجل الله فرجه جماعة من خلص المؤمنين واشقياء المخالفين وقد انكر المخالفون ذلك علينا اشد انكار وشنعوا بذلك علينا مع ان الايات القرآنية ناطقه بذلك فقد ذكر الله تعالى رجعة عزير واصحاب الكهف والملأ من بني اسرائيل فقال تعالى (الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم (1)) كانوا سبعين الف بيت وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الاغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون ويكثر في الذين يقيمون فيقول المقيمون لو خرجنا لما اصابنا الطاعون ويقول الخارجون لو اقمنا لاصابنا كما اصابهم فاجمعوا على ان يخرجوا جميعا من ديارهم وقت الطاعون فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا =
(1): سورة البقرة آية 243 (*)
[162]
=
فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء الله ثم مر بهم ارمينا النبي عليه السلام فقال لو شئت يا رب لاحييتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك ويعبدوك مع من عبدك فأوحى الله إليه افتحب ان احييهم قال نعم فاحياهم الله له وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا ورجعوا الى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم وقال تعالى (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال اني يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شئ قدير (1)) وهو عزير مات مائة سنة ورجع الى الدنيا وبقي فيها ثم مات بأجله وقال تعالى في قصة المختارين من قوم موسى (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون (2)) وذلك انهم لما سمعوا كلام الله لموسى وقالوا لموسى لا نؤمن لك انه كلام الله (حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة) (3) فماتوا فقال موسى يا رب ما اقول لبني اسرائيل إذا رجعت إليهم فأحياهم الله له =
(1): سورة البقرة آية 259 (2): سورة البقرة آية 56 (3): سورة البقرة آية 55 (*)
[163]
=
فرجعوا الى الدنيا فاكلوا وشربوا ونكحوا النساء وولدوا الاولاد ثم ماتوا بآجالهم وقال الله لعيسى (واذ تخرج الموتى باذني) (1) وجميع الموتى الذين احياهم عيسى باذن الله رجعوا الى الدنيا وبقوا فيها ثم ماتوا وقال تعالى في اصحاب الكهف (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (2)) ثم بعثهم الله فرجعوا الى الدنيا وقصتهم معروفة وقد روى مخالفونا بأسانيد متظافرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال يكون في هذه الامة مثل ما يكون في الامم السالفه حذو النعل بالنعل والقذة باقذة فيجب (ح) ان يكون في هذه الامة رجعة كما كان سالفا وروى مخالفونا انه إذا خرج المهدي عجل الله فرجه نزل عيسى بن مريم فصلى خلفه ونزوله الى الارض رجوعه الى الدنيا بعد موته لان الله تعالى يقول (اني متوفيك ورافعك الي (3)) وقال تعالى (وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا (4)) مع قوله تعالى (ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا (5)) واليوم الذي فيه الجمع غير اليوم الذي =
(1): سورة المائدة آية 110 (2): سورة الكهف آية 25 (3): سورة آل عمران آية 55 (4): سورة الكهف آية 47 (5): سورة النمل آية 83 (*)
[164]
=
يحشر فيه الفوج وهو الرجعة وقال تعالى (واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا (1)) يعني في الرجعة لقوه تعالى بعد ذلك (ليبين لهم الذي يختلفون فيه (2)) والتبيين يكون في الدنيا لا في الاخرة وقال تعالى (انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا (3)) ومن المعلوم انه لم يتحقق ذلك الا في الرجعة وقال تعالى (قالوا ربنا امتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل) (4) وقال تعالى (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا (5)) والكرة الموعود بها انما هي الرجعة واما الاخبار التي وردت من طرقنا فهي قريبة التواتر بل لعلها متواترة وقد رواها جم غفير من ثقات علمائنا الاعلام وجمع كثير من الثقات العظام قريبا من مائتي حديث ومنهم الكليني والصدوق والمفيد والطوسي والمرتضى والنجاشي والكشي والعياشي وعلي بن ابراهيم وسليم الهلالي والكراجكي والنعماني والصفار وسعد =
(1): سورة النحل آية 38 (2): سورة النحل آية 39 (3): سورة غافر آية 51 (4): سورة غافر آية 11 (5): سورة الاسراء آية 6
[165]
=
ابن عبد الله وابن قولويه وابن طاوس وولده وفرات بن ابراهيم وامين الاسلام أبو الفضل الطبرسي وابو طالب الطبرسي والبرقي وابن شهر آشوب والقطب الراوندي والعلامة والفضل بن شاذان والشهيد الاول وغيرهم وقد الف جملة من قدماء الاصحاب فيها رسائل وكتبا كأحمد بن داود بن سعيد الجرجاني قال الشيخ في الفهرست له كتاب المتعة والرجعة والحسن بن علي بن ابي حمزة البطايني عد النجاشي من جملة كتبه كتاب الرجعة والفضل بن شاذان النيشابوري ذكر الشيخ في الفهرست والنجاشي ان له كتابا في اثبات الرجعة والصدوق فقد عد النجاشي من كتبه كتاب الرجعة ومحمد بن مسعود العياشي ذكر الشيخ والنجاشي كتابه في الرجعة وغيرهم ومن الاخبار فيها ما في الكتاب الاختصاص عن الصادق عليه السلام قال اول من تنشق الارض عنه ويرجع الى الدنيا الحسين بن علي عليه السلام وان الرجعة ليست بعامه وهي خاصة لا يرجع الا من محض الايمان محضا أو محض الشرك محضا وعن الباقر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليا عليه السلام سيرجعان وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (ويوم نحشر من كل امة فوجا (1)) قال ليس احد من المؤمنين =
(1): سورة النمل آية 83
[166]
=
قتل الا سيرجع حتى يموت ولا احد من المؤمنين مات الا سيرجع حتى يقتل وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم (1)) مثل ذلك عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين (2)) الاية قال ليؤمنن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولينصرن عليا امير المؤمنين عليه السلام قال نعم والله من لدن آدم فهلم جرا فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد جميعهم الى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن ابي طالب عليه السلام وعن (سليمان الديلمي) انه سأل الصادق عليه السلام عن قوله تعالى (إذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا) (3) فقال الانبياء رسول الله وابراهيم واسماعيل وذريته والملوك الائمة قال فقلت واي ملك اعطيتم فقال ملك الجنة وملك الكره وعن الصادق عليه السلام فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر وقال في قوله تعالى (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد (4)) نبيكم راجع اليكم وفي تفسير =
(1): سورة آل عمران آية 157 (2): سورة آل عمران آية 81 (3): سورة المائدة آية 20 (4): سورة القصص آية 85
[167]
=
القمي عن الصادق عليه السلام قال ما بعث الله نبيا من لن آدم فعلم جرا الا يرجع الى الدنيا وينصر امير المؤمنين عليه السلام وهو قوله (لتؤمنن به) يعني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولتنصرن امير المؤمنين عليه السلام وعن (المفضل بن عمر) قال ذكرنا القائم عجل الله فرجه ومن مات من اصحابنا ينتظره فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام إذا قام اتى المؤمن في قبره يقال له يا هذا انه قد ظهر صاحبك فان تشأ ان تلحق به فالحق وان تشأ ان تقيم في كرامة ربك فاقم (واعلم) ان للمخالفين شبهات ركيكة في الرجعة منها انها لو كانت حقا فما الذي يمنع من توبة يزيد والشمر وابن ملجم فيها ويرجعون عن كفرهم وضلالهم فلا يجوز حينئذ لعنهم وفيه انه حيث ورد عن ائمة الهدى لعنهم علمنا انهم لا يختارون الايمان وممن قال الله فيهم (لو اننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله (1)) اي الا ان يحثهم الله وايضا ان الله تعالى إذا رد الكافرين في الرجعة للانتقام منهم لا يقبل لهم توبة وجروا مجرى فرعون لما ادركه الغرق وقال (آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا =
(1): سورة الانعام آية 111
[168]
=
من المسلمين (1)) فقال له الله (الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين (2)) وقد روى عنهم في قوله تعالى (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا (3)) انها عند ظهور القائم عجل الله فرجه إذا تاب المخالف لم تقبل توبته (واوردوا) ايضا بأنه كيف يعود الكفار والمخالفين الى طغيانهم بعد الرحمة وقد عاينوا عذاب الله والجواب ما تقدم من انهم ممن قال فيهم تعالى (فلما رأو بأسنا قالوا آمنا (4)) أو ممن قال فيهم تعالى (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (5)) فقال تعالى (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه (6)) وقال السيد ابن طاوس في الطرائف روى مسلم في صحيحه في اوائل الجزء الاول باسناده الى الجراح بن مليح قال سمعت جابرا يقول عندي سبعون الف حديث عن ابي جعفر محمد الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تركوها =
(1): سورة يونس آية 90 (2): سورة يونس آية 91 (3): سورة الانعام آية 158 (4): سورة غافر آية 84 (5): سورة الانعام آية 27 (6): سورة الانعام آية 28
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...