تأكيد المقاومة ردها على أي عدوان إسرائيلي بالدخول ليس فقط إلى الجليل وإنما إلى ما بعد الجليل وتشديدها على أن استعدادات الجناح العسكري تصب في هذا الإتجاه يعني أن هناك تحولا استراتيجياً على أرض المعركة المحتملة. فإذا حصلت تلك الحرب فإن معاركها قد لا تنحصر فقط في أرض الطرف المقاوم كما جرى في كل الحروب الأخيرة مع إسرائيل بل تتعداها إلى الداخل المحتل. فالحديث عما بعد جليل يعني أن حزب الله سيدخل إلى العمق الفلسطيني مسافات قد تمتد إلى عشرات الكيلومترات. إذا نظرنا إلى الخارطة تظهر جلياً المدن والمناطق التي قد يصل إليها حزب الله كصفد وطبريا والناصرة ونهاريا وعكا وحتى مدن الخضيرة ونتانيا من الجهة الساحلية وغيرها. والحديث عما بعد الجليل يعني ايضاً اقتراب مقاتلي حزب الله من كل الشمال الفلسطيني وربما إلى حدود الضفة الغربية وأطراف الجليل.
إذاً الحديث هذه المرة ليس فقط عن صواريخ تطال عمق المناطق المحتلة بل عن انتقال أرض المعركة البرية إلى أرض العدو وهي الاستراتيجية التي كان يعتمدها الاحتلال في حروبه السابقة ما يعني تحولاً في الاستراتيجية أيضاً. إذاً ستتحول استراتيجية المقاومة من استراتيجية دفاعية إلى استراتيجية هجومية ما يفرض على العدو تغيير تكتيك المعركة نحو الدفاع بشكل كبير.
تأكيد المقاومة امتلاكها كل أنواع الأسلحة التي تسمح لها في أي عدوان إسرائيلي جديد بتحقيق انتصار كبير يزيد حدة المخاوف الإسرائيلية من تحقق نبوءة بن غوريون القائلة “إن خسارة إسرائيل لأي حرب هي بداية نهايتها”.