الرئيسية / القرآن الكريم / أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

02)الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطاهرين وبعد. تُمثّل سورة الحجرات نموذجاً من النماذج الإعجازية في القرآن الكريم، حيث تضمّنت كمّاً هائلاً من القوانين والسنن في مجالات مختلفة، وتحتوي بهذا الكم القليل من الآيات الشريفة على كثير من المبادىء الحقوقية، والاجتماعية، والتربوية، والأخلاقية،… فقد أوضحت السورة حقيقة الإيمان، وبيّنت تفاوته عن الإسلام ومراتب كل واحد منهما.

 

وهي على قِصَرِه, إذ لم تتجاوز الثماني عشرة آية، تتضمّن العديد من الحقائق الكونية والتشريعية والكثير من الأسس والمبادىء والقوانين الثابتة لبناء الحياة الاجتماعية في مجالاتها الخُلقية والاجتماعية.ولهذا تمّ اختيار هذه السورة لتكون المضمون الثقافي والتبليغي لهذا الكتاب، الذي يمتاز بمجموعة من الأمور على مستوى المنهج والمضمون والشكل، نشير إليها باختصار:

فعلى مستوى اسم الكتاب: أطلقنا عليه اسم “أسوار الأمان” نظراً إلى الأهداف التي نتوقّع تحقيقها من الكتاب، وهي صون المجتمع من الانحراف من خلال مراعاة الضوابط والقواعد التي تحدّثنا عنها. ولأنّ حفظ الأمن والأمان المجتمعي أعلى قيمة ينبغي المحافظة عليها.

 

وعلى مستوى المضمون: يتضمّن الكتاب تفسيراً كاملاً لسورة الحجرات، اعتمدنا فيه على التحقيقات والجهود العلمية القيّمة لعلمائنا الأبرار في مجالات متعدّدة لغوية، تفسيرية، عقدية، أخلاقية، تربوية…، ومن المصادر التفسيرية التي اعتمدنا عليها: التبيان للطوسي، مجمع البيان للطبرسي، الميزان للطباطبائي،

 

الفرقان للطهراني: وذلك ليتسنّى للإخوة الأعزّاء الاطلاع العلمي الرصين على هذه النتاجات العلمية بُغية توظيفها في المجالات العملية والحياتية، لأنّ المعرفة العلمية الدقيقة والصحيحة هي مقدمة ضرورية للنجاح في مجال التطبيق للفرد والمجتمع.

 

أما على مستوى المنهج: فقد قسّمنا الكتاب إلى إطلالة (13) درساً بشكل استتنائي عن بقية كتب هذه السلسلة, ليضم كل الدروس المستفادة من السورة. وقد اعتمدنا فيها المنهج الآتي:

 

– اعتمدنا على نظرية الوحدة الموضوعية للسور القرآنية واخترنا محوراً محدّداً للسورة.

 

– اعتمدنا تقسيم السورة المباركة إلى مقاطع، وكل مقطع إلى عدد من الدروس، وفي بعض الأحيان قد يستوفي الدرسُ تمام المقطع. كل ذلك مع ملاحظة وحدة المحور في تمام الدروس.

 

– عند نهاية كل مقطع حاولنا ربطه بالمحور وختمنا المقطع بالرسالة التي تريد الآيات أو الآية في بعض الأحيان إيصالها إلينا.

 

– لدواع منهجية مرتبطة بطبيعة سلسلة المتون الثقافية إن من جهة تنوّع مستويات الشريحة المستهدفة، وغزارة المادّة التفسيرية من جهة أخرى، تعمّدنا اختصار حجم الدروس قدر الإمكان ليتمكّن الإخوة من ضبط المادّة بشكل مناسب ويستطيع الأساتذة الكرام إعطاءها ضمن الوقت المحدّد.

 

– اعتمدنا منهجية محدّدة في كل الدروس كانت على الشكل الآتي:

1- تصدير الدرس بالآية أو الآيات مورد الشرح.

 

2- تمهيد يتناسب مع الدرس، هو اختصار للمدلول التفسيري العام للآية أو الآيات، وذلك بهدف تهيئة ذهن الطالب للدخول إلى الدرس وتركيز المعنى التفسيري بعبارات يمكن حفظها ويسهل على الطالب فهمها.

 

3- اعتمدنا في فقرة شرح مفردات الآية بشكل رئيس على التحقيقات القيمة للعلامة الشيخ حسن المصطفوي في كتابه “التحقيق في كلمات القرآن الكريم” بالإضافة إلى كتب لغوية أخرى كمعجم مقاييس اللغة لابن فارس، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، وغير ذلك من الكتب اللغوية ذات الصلة.

 

4- المعنى التفصيلي هو توسعة في المدلول التفسيري للآية أو الآيات من خلال التركيز على أهم الآراء التفسيرية، والتربوية، والأخلاقية، وغير ذلك. وقد نذكر المعنى التفصيلي بشكل فقرة واحدة أشبه بالمعنى الإجمالي ولكن بشكل أوسع وقد نذكرها على شكل نقاط وذلك حسب حجم المعلومات المرتبطة بالآية.

 

5- فقرة تأمُّلات حول الآية ليست مطّردة في كل الدروس وقد نذكرها لدواع إثرائية مرتبطة بمضمون الآية ولكنّها لا ترتقي إلى مستوى بحث حول الآية.

 

6- فقرة بحث حول الآية هي عبارة عن أبحاث مستلّة من الآيات الكريمة ولا يستوعبها المعنى التفصيلي.

 

7- الدروس المستفادة من الآيات هي الدروس والعبر والنتائج العلمية التي نستنتجها من الآية ومن الأبحاث حولها.

 

8- وضعنا ختام كل درس صفحة مطالعة تنسجم في أغلب مضامينها مع مضمون الكتاب.

 

والحمد لله رب العالمين

مركز نون للتأليف والترجمة

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...