قال صلى الله عليه وسلم: “اعقلها وتوكل”37.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: “لا تدع طلب الرزق من حلِّه فإنه عون لك على دينك واعقل راحلتك وتوكل”38.
• بين التوكل والتواكل
عن أمير المؤمنين عليه السلام: “أنه مرّ يوماً على قوم فرآهم أصحاء جالسين في زاوية المسجد، فقال عليه السلام: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، فقال عليه السلام: لا، بل أنتم المتأكلة، فإن كنتم متوكلين فما بلغ بكم توكلكم؟ قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا نفدنا صبرنا، قال عليه السلام: هكذا تفعل الكلاب عندنا! قالوا: كيف تفعل؟ قال: إذا وجدنا بذلنا، وإذا فقدنا شكرنا”39.
خاتمة:
من كل الذي مرَّ، سواء في القرآن الكريم أو في الأحاديث الشريفة، نرى، أن مفهوم التوكل هو مفهوم لا بدَّ له للإنسان المؤمن، لكي ينطلق في الحياة، انطلاقة التفاؤل والنشاط، لا خنوع الكسل والبطالة.
ونرى أن هذه الصفة، كانت من الصفات المترسِّخة في نفوس الأنبياء والصالحين، ولذلك كانوا أقوياء باللَّه، أصحاب إرادات صلبة، وعزائم ماضية.
ومفهوم التوكل لا يعني إلغاء العقل، والسير على السنن والأسباب الطبيعية التي أودعها اللَّه في خلقه.
لذلك نقول في نهاية المطاف: إعقلوا وتوكلوا، تعقلوا وتوكلوا، تفكروا وتوكلوا، إعملوا وتوكلوا، هذا هو شعار الإسلام للتوكل.
اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك، والواثقين بغناك ولطفك، فالمتوكل عليك غني بك، والمتوكل على غيرك فقير إليه.
________________________________________
37- ن.م، ص685، ح 22277.
38- ن.م، ص685، ح 22279.
39-ن.م، ص686، ح 22282.