تتنقّل المواجهة المفتوحة بين روسيا والغرب، بسرعة، على مستويات غير مسبوقة من التصعيد قد يؤدي في حال استمراره، إلى استراتيجيات متبادلة جديدة وربما إلى فتح جبهات أخرى، في ظل الاستفزاز الغربي الواضح للروس، الذي لا يساهم سوى في تسعير حدّة النزاع والانزلاق إلى منحدر آخر من المواجهات.
وبدأت تنعكس بوادر التطوّرات المتوقعة من خلال ما سرّب في وسائل إعلام أميركية، عن أن «حلف شمال الأطلسي» ومسؤولين أميركيين يبحثون تأييد إرسال أسلحة دفاعية إلى القوات الأوكرانية، إضافة إلى ما سبقه من تصريح للرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأن ما تسعى إليه الدول الغربية هو إلحاق أكبر أذى ممكن بالاقتصاد الروسي، الأمر الذي قوبل من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بردّ يعده اعترافاً أميركياً بـ«تسليم السلطة» في أوكرانيا وتورّطاً في الانقلاب الحكومي.
وفي ما يمكن أن يمثل تمهيداً غربياً لتسليح أوكرانيا علناً، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن القيادة العسكرية لـ«حلف شمال الأطلسي» ومسؤولين في الإدارة الأميركية يبحثون تأييد إرسال أسلحة دفاعية إلى القوات الأوكرانية، التي تقاتل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وفيما أفادت الصحيفة بأن أوباما، لم يتخذ حتى الآن قراراً في شأن إرسال «مساعدة فتاكة»، أشارت إلى أن إدارته تناقش الموضوع بسبب تصاعد وتيرة المعارك بين كييف والانفصاليين. وأضافت أن قائد قوات «الحلف الأطلسي»، الجنرال الأميركي فيليب بريدلوف، يؤيّد إرسال أسلحة دفاعية إلى القوات الأوكرانية، كما يبدي وزير الخارجية انفتاحاً على مناقشة هذا الأمر.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برناديت ميهان، قولها إنه «برغم أننا لا نزال نركز على السعي إلى حلّ عبر الوسائل الدبلوماسية، نقيم على الدوام خيارات أخرى بهدف تأمين مساحة من أجل حلّ تفاوضي للأزمة».
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال مارتن دمبسي، يبدي بدوره انفتاحاً على مشاورات جديدة، ومثله مستشارة أوباما للمسائل الأمنية، سوزان رايس.
وفي أول ردّ روسي على تصريح أوباما أول من أمس، عن السعي لإلحاق أكبر أذى بالاقتصاد الروسي، أعلن لافروف، أن أوباما يعترف، لأول مرة، بمساهمة واشنطن في «تسليم السلطة» في أوكرانيا ما يثبت تورّطها في الانقلاب الحكومي.
وكان الرئيس الأميركي قد أقرّ في مقابلة مع شبكة «سي ان ان»، الأحد، بأن الولايات المتحدة أدت دور الوسيط لتغيير الحكم في أوكرانيا، وأن العقوبات المفروضة على روسيا هدفها إضعاف الاقتصاد الروسي.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي في أعقاب اجتماع «ريك» (روسيا والهند والصين) في بكين، أمس، إن هذا التصريح يعد «تأكيداً على أن الولايات المتحدة كانت متورطة منذ البداية على نحو مباشر في الانقلاب الموجه ضد الحكومة، الذي وصفه الرئيس أوباما حيادياً بـ«انتقال السلطة».
وأشار الوزير الروسي إلى أن النبرة العسكرية لأوباما تدلّ على عزم واشنطن على الاستمرار قدماً في دعم نهج كييف نحو حل الأزمة باستخدام القوة، مذكرا بأن روسيا تصرّ على ضرورة إجراء حوار سلمي بين أطراف الأزمة.
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس، فلاديمير بوتين، «يشعر بقلق بالغ» من الوضع في شرق أوكرانيا، ودعا الجانبين المتنافسين إلى إنهاء القتال.
ويأتي ذلك فيما أفيد عن مقتل خمسة جنود أوكرانيين وثلاثة مدنيين، خلال 24 ساعة، في شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا، بحسب حصيلة أولية أعلنتها كييف والسلطات المحلية.
المصدر – الأخبار، رويترز، أ ف ب