بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
« سيرة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام »
مولدها
ولدت بمكة يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة بعد المبعث بسنتين قاله الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد قال و في رواية أخرى سنة خمس من المبعث و قال الكليني و ابن شهرآشوب ولدت بعد المبعث بخمس سنين و هو المروي عن الباقر عليه السلام و هو المشهور بين أصحابنا. و في شف الغمة عن ابن الخشاب في مواليد و وفيات أهل البيت عليهم السلام مرفوعا عن الباقر عليه السلام أنها ولدت بعد النبوة بخمس سنين و قريش تبني البيت و لعله اشتباه من الراوي أو سهو من النساخ فبناء الكعبة كان قبل النبوة لا بعدها و يدل عليه ما في مقاتل الطالبيين أا ولدت قبل النبوة و قريش تبني الكعبة .
و روى الحاكم في المستدرك و ابن عبد البر في الإستيعاب أنها ولدت سنة إحدى و أربعين من مولد النبي صلى الله عليه و آله أي بعد البعثة بسنة. و في الإصابة ولدت بعد البعثة بسنة. و أكثر علماء أهل السنة تروي أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنين و لعله وقع اشتباه من الروبين كلمتي قبل و بعد.
كنيتها و لقبها
كانت تكنى أم أبيها و تلقب بالزهراء و بالبتول ، قال الهروي في شرح الغريبين سميت مريم بتولا لأنها تبتلت عن الرجال و سميت فاطمة بتولا لأنها تبتلت عن النظير »انتهى«.
نقش خاتمها
أمن المتوكلون.
بوابها
فضة أمتها.
صفتها
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أنس بن مالك و ابن شهرآشوب في المناقب عنه قال سألت أمي عن صفة فاطمة عليها السلام فقالت كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب و كانت بيضاء بضة أشد الناس برسول الله صلى الله عليه و آله شبها و عن عطان أبي رباح كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله تعجن و إن قصبتها )1( القصبة الخصلة الملتوية من الشعر. تضرب إلى الجفنة. و في كشف الغمة أن بعض الوعاظ ذكر فاطمة عليها السلام و ما وهبها الله تعالى من المزايا و الفضائل و استخفه الطرب فانشدخجلا من نور بهجتها تتوارى الشمس بالشفقو حياء من شمائلها يتغطى الغصن بالورقفشق كثير من الناس ثيابهم و أوجب وصفها بكاءهم و انتحابهم (و روى) ابن عبد البر في الإستيعاب بأسانيده عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا (و في رواية) سمتا و هديا و دلا برسول الله صلى الله عليه و آله من فاطمة و كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها و رحب بها كما كانت تصنع هي به و في رواية لأبي داود كان
إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها و أجلسها في مجلسه و كانت إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته و أجلسته في مجلسها.
(و روى) الحاكم في المستدرك بسنده عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا من فاطمة برسول الله صلى الله عليه و آله و كانت إذا دخلت عليه رحب بها و قام إليها فأخذ بيدها فقبلها و أجلسها في مجلسه قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و يخرجاه (و بسنده) عن عائشة ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا برسول الله صلى الله عليه و آله من فاطمة و كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها و رحب بها و أخذ بيدها فأجلسها في مجلسه و كانت هي إذا دخل عليها قامت إليه مستقبلة و قبلت يده.و قال صحيح على شرط الين (و جاء) في عدة روايات أن فاطمة عليها السلام أقبلت تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه و آله شيئا (و في كشف الغمة) عن أم سلمة أم المؤمنين قالت كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله أشبه الناس وجها برسول الله صلىاللهعلمناقبها و فضائلها
قول النبي صلى الله عليه و آله أنها بضعة مني أو شجنة )2( الشجنة الشعبة من كل شيء.( المؤلف ( مني روى البخاري في صحيحه بسنده أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني (و روى) النسائي في الخصائص بسنده عن المسور بن مخرمة أن لىاللهعليهوآله قال : فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني. و روى مسلم في صحيحه في حديث إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها. و في رواية لمسلم إنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها. و في الإصابة عن الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول اللهىاللهعليهوآله على المنبر يقول : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها و يريبني ما راب (و روى) أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن المسور بن مخرمة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إنما فاطمة ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها و قال رواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور و رواه أيوب السختياني عن ابن أبي مليعن عبد الله بن الزبير نحوه.و عن صحيح الترمذي :
أنها بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها هذا حديث حسن صحيح.و عن صحيح الترمذي : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها و ينصبني ما أنصبها هذا حديث حسن صحيح. و في الشفا أنها بضعة مني يغضبني ما يغضبها.
و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن المسور بن مخرمة قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إنما فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها و يقبضني ما يقبضها و قال صحيح (و بسنده) عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال ما من نسب و لا سبب أحب إلي من نسبكم و سببك صهركم و لكن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : فاطمة بضعة أو مضغة مني يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها و أن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي و سببي و صهري و عندك ابنتها و لو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له و قال هذا حديث صحيح ، و روى أبو الفرج الهاني في الأغاني أن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط دخل على عمر بن عبد العزيز و هو حديث السن و له وقار و تمكين فرفع عمر مجلسه و أكرمه و قضى حوائجه فسأل عمر عن ذلك فقال إن الثقة حدثني حتى كأني أسمع من في رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال إنما فة بضعة مني يسرني ما يسرها و يغضبني ما يغضبها فعبد الله بضعة من بضعة رسول الله صلىاللهعليهوآلشدة حب النبي صلى الله عليه و آله فاطروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي ثعلبة الخشني : كان رسول الله صلى الله عليه و آله إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم يأتي أزواجه (و بسنده) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و آله كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطذا قدم من سفر كان أول الناس به عهدا فاطمة .
و روى ابن شهرآشوب في المناقب بعدة أسانيد عن عائشة أن عليا قال للنبي صلى الله عليه و آله لما جلس بينه و بين فاطمة و هما مضطجعان أينا أحب إليك أنا أو هي؟قال: هي أحب إلى و أنت أعز علي. و لا يمكن أن يكون جواب أحسن هذا عند السؤال عن منزلة علي و فاطمة عند الرسول صلى الله عليه و آله ففاطمة أحب إليه حب حنان و شفقة و رأفة و علي أعز عليه عزة فضل و مكانأحب النساء إليه صلى الله عليه و آله فاطفي الإستيعاب بسنده سئلت عائشة أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و آله قالت فاطمة قلت فمن الرجال قالت زوجها إن كان ما علمته صواما قواما، و رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن جميع بن عمير و صححه دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسالله صلى الله عليه و آله و ذكر مثله، و رواه الترمذي أيضزهدها عليها السلامروى الحاكم في المستدرك بسنده أن رسول الله صلى الله عليه و آله دخل على فاطمة و قد أخذت من عنقها بسلسلة من ذهب فقالت هذه أهداها إلى أبو حسن فقال رسول الله صلى الله عليه و آله يا فاطمة أيسرك أن يقول الناس فاطمة بنت محمد و في يدك سلسلة من نار ثم خرج و لم يمدت فاطمة إلى السلسلة فاشترت غلاما فأعتقته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و آله فقال : الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار قال صحيح على شرط الشيخينو روى أحمد بن حنبل في مسنده عن ثوبان مولى رسول الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه و آله
إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة و أول من يدخل عليه إذ قدم فاطمة فقدم من غزاة فأتاها فإذا بمسح على بابها»و هو كساء معروف«و رأى على الحسن و الحسين عليهماالسلاُلبين (أي سوارين) من فضة فرجع و لم يدخل عليها فظنت أنه من أجل ما رأى فهتكت الستر و نزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما فبكى الصبيان فقسمته بينهما فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و هما يبكيان فأخذه منهما و قال : يا ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان و اشلفاطمة قلادة من عصب»و هو سن دابة بحرية«و سوارين من عاج فان هؤلاء أهل بيتي و لا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا. (قال) و عن جعفر بن محمد عن أبيه: قدم على رسول الله صلى الله عليه و آله قوم عراة بالروم فدخل على فاطمة و قد سترت سترا قال أيسرك أن يستركله يوم القيامة فأعطينيه فأعطته فخرج به فشقه لكل إنسان ذراعين في ذراع.
صدق لهجتها
في الإستيعاب بسنده عن عائشة ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه و آله. و روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن عائشة ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيهمناقب أهل البيت آية التطهير و حديث الكساء
قال الله تعالى في سورة الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) . نزلت في علي و فاطمة و ابنيهما. روى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن أبي سعيد قال: نزلت في خمسة في النبي صلى الله عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهسلام و في الإصابة قالت أم سلمة : في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه و آله إلى فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام فقال هؤلاء أهل بيتي»الحديث«أخرجه الترمذي و الحاكم في المستدرك ل صحيح على شرط مسلم »اه« أقول: الذي في المستدرك و تلخيصه صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه. و في الدر المنثور : أخرج الترمذي و صححه و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة قالت في بيتي نزلت: »إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت« و في البيت فاطمة و علي و الحسن و الحسين فجللهم صلى الله عليه و آله بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.و أخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله الآية و في البيت سبجبريل و مكائيل و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أنا على باب البيت قلت يا رسول الله أ لست من أهل البيت قال إنك إلى خير أنك من أزواج النبي
صلى الله عليه وآلو أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني و ابن مردويه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و آله أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و آله ادعيبنيك حسنا و حسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه و آله »إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا« فأخذ النبي صلى الله عليه و آله بفضلة إزاره فغشاهم إياه ثم أخرج يده من الكساء و أومأ إلى السماء ثم قال: اللهم أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة فأدخلت رأسي في الستر فقلت: يا رسول الله و أنا معكم؟فقال إنك إلى خير مرتين.و رواه في أسد الغابة بسنده عن أم سلمة نحوه. و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن واثلة بن الأسقع : أتيت عليا عليه السلام فلم أجده، فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و آله يدعوه فجاء مع رسول الله صلى الله عليه و آله فدخلا و دخلت معهما فدعا رسول الله صلى الله عليه و آله الحسن و الحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذيه و أدنى
فاطمة من حجره و زوجليهم ثوبا و قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا، ثم قال هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق.هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عامر بن سعد عن سعد : نزل على رسول الله صلى الله عليه و آله الوحي فأدخل عليا و فاطمة و ابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي أهل بيتي (و بسنده) عن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب : لما نظر رسول الله صلى الله عليه و آله إلى الرحمة هابطة قال ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفية من ي الله قال أهل بيتي علي و فاطمة و الحسن و الحسين فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه و آله كساءه ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد و على آل محمد.و أنزل الله عز و جل»إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا« قال هذا حصحيح الإسناد و قد صحت الرواية على شرط الشيخين أنه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله.