واوضح السيد نصر الله في مقابلة تلفزيونية مع “الاخبارية السورية،كنا نتوقع أن سوريا أمام معركة قاسية وقوية ومن البدايات أذكر أنه على المستوى الإقليمي والدولي الكل كان يتعاطى على أساس أن سوريا ستسقط خلال أيام أو أشهر”، واكد ان “حجم المعركة التي أعدت لسوريا كانت كبيرة جدا وكان واضح لنا أن المعركة قاسية وطويلة”، وتابع “كنا نتوقع أن نبقى في سوريا إلى الآن والمعركة مفتوحة حتى الآن”.
واشار السيد نصر الله الى ان “سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ولأنها دولة مستقلة في قرارها وفي رسم استراتجيتها وهي واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تتمتع بهذه الميزة”، وشدد على ان “سوريا دولة محورية على الصعيد الإقليمي ولا يمكن لاحد أن يرسم مستقبل المنطقة بمعزل عن سوريا والإرادة السورية”.
ولفت السيد نصرالله الى انه “بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد اعتبروا أن سوريا في وضع جديد والرئيس بشار الأسد يحتاج إلى تدعيم شرعيته ولذلك فتحت معه مجموعة من العلاقات من أجل مصادرة القرار السوري”، ولفت الى انه “في العام 2003 عندما احتلت أميركا العراق جاء كولن باول بلائحة مطالب إلى دمشق وكان المطلوب من سوريا الكثير من المطالب وكانت بداية لهيمنة على القرار السوري لكن الرئيس الأسد رفض هذا الأمر”، واعتبر ان “حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري استغل لاتهام سوريا التي اضطرت ان تخرج من لبنان ولكنها لم تخضع”، وتابع “الحرب في العام 2006 كانت أميركية والهدف منها سوريا والتنفيذ كان اسرائيلي لكن المشروع فشل”.
وشدد السيد نصر الله على ان “المعركة في سوريا هي معركة المقاومة ومعركة إستقلال سوريا”، وتابع “لم يكن هؤلاء يريدوا مصلحة الشعب السوري بل إسقاط النظام لأنه مقاوم ومستقل ويمثل دور سوريا الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا واعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة”، ولفت الى ان “الرئيس الأسد كان دائما حاضر ومستعد للمطالب الشعبية المستحقة وكان حاضرا للحوار لكن الآخرين عندما شاهدوا ذلك دفعوا الأمور بقوة باتجاه العمل العسكري الواسع”، وتابع “القاعدة جاءت الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن ايضا”.
واكد السيد نصر الله ان “الحرب على سوريا فشلت طالما أن الدولة مازالت موجودة والنظام موجود والدور السيادي موجود يعني أن هذا الحرب لم تحقق الهدف منها “، ورأى ان “سبب فشل الحرب على سوريا كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والإحتضان الشعبي الكبير والهدف منها كان تدمير الدولة السورية والجيش السوري والهيمنة عليها”، واشار الى ان “المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدولة هي الأكبر والجزء الأكبر من الشعب السوري لا يزال مع الدولة”، واوضح ان “السيطرة على بعض المناطق لا يحقق الهدف لأن الهدف لم يكن السيطرة على بعض المناطق فقط”.
خذه القيادة السورية على المستوى العسكري والسياسي ونحن نقدم المساعدة في الاماكن التي نتواجد بها”، وشدد على ان “القرار العسكري في سوريا سوري ونحن عامل مساعد والقادة العسكريون السوريون يسألون ويتشاورون لكن القرار لهم”، لافتا الى ان “معركة القلمون هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الرئيس الأسد كان دائما مستعدا للحوار السياسي وسقفه كان عاليا جدا لكن كل الأطراف الأخرى لم تكن جاهزة”، واوضح ان “جماعات المعارضة السورية لم تكن تريد الحل السياسي وأغلب هذه الجماعات تابعة لقوى خارجية”، واضاف “المصيبة الكبرى كانت عند حضور داعش والنصرة فهل كانت داعش والنصرة جاهزة للقيام بأي حوار؟”، لافتا الى ان “الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سوريا لا تزال ترفض الحل السياسي”، معتبرا انه “في سوريا المنطق والعقل والمسؤولية يقول إن المطلوب هو الصمود وعدم الإنسحاب لأن البديل كارثي وابقاء الحوار مفتوح لأي حل سياسي يؤمن مصالح سوريا”، مؤكدا ان “الذي صمد وقاتل واستشهد وقدم التضحيات وحقق الانجازات في سوريا هو السوريون انفسهم”.
وجدد السيد نصر الله التأكيد ان “المشكلة هي في العقل السعودي”، ورأى ان “مشكلة السعوديين أنهم لا يستطيعون أن يروا شعوب حرة”، واشار الى ان “أول من تحدث عن أن هناك احتلال ايراني لسوريا هو سعود الفيصل”، وأكد انه “ليس هناك قوات إيرانية في سوريا بل ضباط ومستشارين موجودين منذ سنوات بموافقة الدولة السورية وعددهم بدأ يتراجع وهو اليوم أقل مما كان عليه قبل الأحداث”، ولفت الى ان “القرار في الداخل السوري وفي السياسية الخارجية هو قرار سوري والقيادة الإيرانية تصر على إحترام هذا الأمر”، واوضح انه “لو توجه كل اللبنانيين الى سوريا لا يستطيعون احتلالها والكلام عن هذا الموضوع هدفه التقليل من أهمية سوريا ودورها ومن يروج لهذا الكلام يريد البحث عن شرعنة دعم المجموعات المسلحة”.
وتوجه السيد نصر الله الى الاعلام السوري بالقول “أنتم شركاء في المعركة وستكونون شركاء في الانتصار”، واضاف “المطلوب الصمود والثبات وعدم اليأس والثقة بالانتصار الآتي والحوار والعفو وتقدير شخص موجود على رأس الدولة السورية هو الرئيس بشار الأسد”، ودعا “السوريين الى وعي وفهم ما جرى في السنوات الأخيرة وان لا نأخذ بالحرب النفسية”.
وحول العدوان على اليمن، أكد السيد نصر الله ان “العدوان على اليمن هو عدوان أميركي سعودي لان الاميركي يعتبر انه بخروج اليمن من السيطرة السعودية يعني خروجه من السيطرة الاميركية بينما اليمن لديه هذا الموقع الاستراتيجي”، ولفت الى ان “العدو الإسرائيلي يخاف من صعود شعارات الموت لإسرائيل”، ورأى ان “السعودية تريد إستعادة الهيمنة على اليمن والحديث عن هيمنة إيرانية غير صحيح واليمنيون كانوا يسعون إلى أخذ بلادهم إلى دولة مستقلة تقف إلى جانب قضايا المنطقة وحركات المقاومة”.
وطالب السيد نصر الله “السعودية أن توقف الحرب وتترك اليمنيين يتحاورون”، واشار الى ان “جماعة أنصار الله أعلنت أنها توافق على الحوار في أي دولة محايدة”، واعتبر ان “الذي أجبر السعودية على الدخول بشكل مباشر في الحرب على اليمن هو أن القوى الداخلية التي تدفع لها الأموال غير قادرة على القيام بأي أمر”، ورأى ان “السعودية خلال الفترة الماضية كانت تدفع أموال في أكثر من دولة وهي لديها الأموال والإعلام والمشايخ الذين يصدرون الفتاوى ولكن السعودية في كل حروبها بالواسطة في المنطقة فشلت”، مشيرا الى ان “الرئيس الاميركي باراك اوباما قال إن مشكلة الدول الخليجية ليست مع إيران وهذا صحيح بل مع الشباب الذي تربى على الفكر الداعشي وداعش هي تعبير عن المذهب الوهابي”.
وانتقد السيد نصر الله “موقف السعودية التي شنت الحرب على اليمن ثم ذهبت لتبحث لها عن قرار عربي يؤيده”، واشار الى ان “رئيس احد الدول العربية المهمة التي تعول عليها السعودية في الحرب على اليمن لم يعلم بالقرار السعودي سوى قبل فترة وجيزة من الاعلان السعودي عن بدء العدوان”، واضاف “لو ترك الموضوع للباكستانيين ليأخذوا قرارهم بناء على مصالحهم الخاصة ما كان ليكون موقفهم هكذا بالنسبة للعداون على اليمن”، واعبتر انه “في باكستان يعتبرون ان السعودية لها فضل عليهم مع انها اتت عليهم بالمصائب عبر صناعة القاعدة وطالبان”، وتابع “قد يكون المخرج من خلال الإعلان أننا لا نحارب في اليمن لكن ندافع عن السعودية لكن اذا كان الضغط كبير قد لا يكون هناك خيار أمام باكستان إلا الدخول في هذا الحرب”.
وفيما أكد السيد نصرالله ان “هناك فشل ذريع للعدوان السعودي ـ الأميركي على اليمن”، لفت الى انه “لا يوجد أي انجاز سعودي في الحرب حتى الان وهم جعلوا الغالبية الساحقة في اليمن ضد آل سعود وهناك استنفار وتعبئة يمنية هائلة وستزداد ضد السعودية نتيجة الجرائم التي يرتكبها العدوان”، واضاف ان “من انجازات الحرب السعودية دعم داعش والقاعدة في اليمن”.
واوضح السيد نصر الله انه “عندما يطلبون من اليمنيين تسليم السلاح الثقيل والمتوسط فبذلك شيء من الغباء لان السلاح المتوسط والثقيل هو سلاح فردي في اليمن”، ولفت الى “وجود مطالب شعبية يمنية بالدخول إلى السعودية لكن القيادة التي تدير المعركة هناك لم تأخذ هكذا قرار”، واشار الى ان “القيادة التي تدير المعركة في اليمن حتى الآن لم تأخذ قرار اقفال باب المندب أو ضرب أهداف في الداخل السعودي بالرغم من أن لديهم القدرة”.
وقال السيد نصر الله “أنا منذ البداية توقعت الهزيمة للسعودية وهذا سيكون له انعكاس على كل أحداث المنطقة”، واعتبر ان “العمى أوصل السعودية إلى حماية القاعدة وداعش وارسال السلاح لهما بالرغم من أنهما يشكلان خطراً على الأمن السعودي”، واضاف ان “الأميركي والإسرائيلي لا يريد أن يكون هناك جيش قوي في المنطقة ولذلك هناك رغبة بتدمير الجيش اليمني”.
واكد السيد نصر الله “انا على يقين ان السعودية ستلحق بها هزيمة في اليمن وهذا الامير سينعكس على بيتها الداخلي”، ولفت الى ان “السعودية دولة لا قانون فيها ولا ديمقراطية ولا حقوق انسان ولا تداول سلطة”، واشار الى ان “الردود على الخطاب الأخير فيما يتعلق بالحديث عن السعودية والعدوان على اليمن كانت عبارة عن شتائم وهذا دليل على انني كنت على حق”.
وفيما يتعلق بالموقف التركي من العدوان على اليمن، لفت السيد نصر الله الى ان “التركي يجامل الموقف السعودي من أجل لمّ الصفوف لتحقيق أهداف معينة لكن المشاركة الميدانية التركية في الحرب على اليمن مستبعدة”، واضاف ان “تركيا تقرأ المنطقة وتعيد حساباتها نتيجة الفشل في أكثر من مكان في سوريا ومصر وليبيا”، واعتبر ان “تركيا ربما ترى مصلحة في مكان ما لإعادة ترتيب علاقاتها مع السعودية”.
وحول الموقف السعودي – الخليجي في ايران واسبابه، اشار السيد نصر الله الى ان “السعودية ودول الخليج واغلب الدول العربية كانت لهم افضل العلاقات مع ايران في عهد الشاه الايراني على كل الصعد”، واضاف “لم يخرج احد وقتها من قادة او علماء السعودية ليقول كيف تقيمون العلاقات مع ايران رغم ان الشاه كان بحسب التوزيع المذهبي شيعيا وليس سنيا ولكن هذا الشاه كان حليف اميركا واسرائيل”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الشاه الايراني كان يقوم بشعائر الشيعة الدينية ورغم ذلك السعودية ومفتوها لم يعترضوا على ذلك”، وتابع “إلا انه عند انتصار الثورة في ايران بقيادة الامام الخميني بدأت السعودية ودول الخليح ودولا عربية اخرى تعادي ايران لان الثورة الاسلامية كانت تناصر فلسطين وتعادي اسرائيل وتريد دعم حركات المقاومة ما جعل الحديث مع ايران يتغير وبات الكلام ان ايران دولة شيعية وتريد نشر التشيع وغير ذلك من الشعارات”.
واكد السيد نصر الله ان “مشكلتنا هي مع الصهاينة وليس مع اليهود لان الصهاينة هم من قتلوا وهجروا الشعب الفلسطيني وارتكبوا المجازر بحق الشعوب العربية والاسلامية لذلك فحربنا ليست مع اليهود بل مع الصهاينة ومع هذا العدو الصهيوني”، وشدد على ان “الكلام في الموضوع الطائفي والديني وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي”، مؤكدا ان “ما يجري في المنطقة هو سياسي بامتياز”.
وبالنسبة للاتفاق النووي الايراني، قال السيد نصر الله إن “الإتفاق النووي الايراني هو إنجاز كبير جدا وتجربة التفاوض في هذا الملف يجب أن تدرس وتحلل وتأخذ منها العبر لكل الشعوب “، واعتبر ان “الإتفاق سوف يبعد شبح الحرب الإقليمية ومن نتائجه أن كل الذين كانوا ينتظرون الفشل وسيعملون عليه حتى شهر حزيران كان هدفهم إضعاف ومحاصرة إيران”، وتابع “يكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي الإسرائيلي حتى نفهم أهمية الإتفاق النووي الايراني”، ورأى ان “أهم شيء في هذا الإتفاق هو أن إيران لم تتحدث في أي ملف باستثناء الملف النووي الإيراني بالرغم من أن الأميركيين كانوا يصرون على إدخال ملفات أخرى”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “إيران لم تقدم أي تنازل بأي من ملفات المنطقة لأنها أصلا لم تفاوض على أي منها والعامل الأول المساعد على هذا الإتفاق هو قوة إيران”، ورأى ان “الإتفاق يعزز قوة إيران ودورها في المنطقة ولن يؤدي إلى ضغطها على حلفائها في المنطقة”.
وحول القضية الفلسطينية والعلاقة مع فصائل المقاومة، شدد السيد نصر الله على ان “حزب الله حريص على علاقة جيدة مع أغلب الفصائل الفلسطينية وما بيننا من خلافات في وجهات النظر نستطيع أن نعالجه بالحوار”، واكد ان “حركات المقاومة لن تتخلى عن فلسطين وسوريا ونحن لن تتخلى عن فلسطين حتى لو كان لديها بعض العتب على فصائل معينة”، واشار الى ان “رغم اي خلاف قد يكون على اية قضية اخرى او ملف اخر لا يمكننا التخلي عن القضية الاساس ألا وهي القضية الفلسطينية”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الأنظمة العربية تريد من الأحداث الحالية أن تضيع فلسطين لكن هذا لن يحصل وهذا مرتبط بخيارات الشعب الفلسطيني الحي ومن يراهن على تخليه عن قضيته واهم تماما”، واكد ان “فلسطين لم تضعف بالرغم من أنهم عملوا على ذلك ومن حق البعض أن يقلق وأنا أتهم أغلبية الأنظمة العربية أنها عملت على ذلك منذ عقود”، وتابع “نحن لا ندعي أن حزب الله يستطيع اليوم أن يشن حربا على إسرائيل أو يحرر فلسطين ونحن واقعيون لكن نحن نختلف مع الآخرين المستسلمين”.
وبالنسبة لرد المقاومة على غارة القنيطرة في سوريا، قال السيد نصر الله “لو رددنا من سوريا لكانت قيمة الرد على المستوى الإستراتيجي أقل بكثير”، واضف “لم يكن هناك أي مانع من الرد على غارة قنيطرة من الجنوب السوري لكن نحن أردنا إرسال رسالة أدركها العدو والصديق والرد في لبنان كان له دلالة مهمة بأن الجبهة كلها جبهة واحدة بالاضافة الى ان جبهة جنوب لبنان مهمة جدا للعدو حيث يوجد منطقة شمال الكيان الغاصب كلها بما تحتويه بالاضافة الى منطقة الساحل الفلسطيني المحتل”.
من جهة ثانية، اوضح السيد نصر الله انه “على تواصل دائم مع الشعب والجمهور في سوريا من خلال الخطب والمقابلات والمتابعات اليومية”، واضاف “كنت دايما اتحين الفرصة ومشتاق لهذا اللقاء المباشر مع السوريين خصوصا ان هناك تطورات واحداث في ظل هذه المرجلة الحساسة لذلك كان هناك حاجة للقاء الشعب السوري خاصة والشعب العربي بشكل عام”.