الرئيسية / الاسلام والحياة / مفهوم أدب الأطفال تاريخ أدب الاطفال عند العرب

مفهوم أدب الأطفال تاريخ أدب الاطفال عند العرب

02وموقف الأديب المسلم ينبُع من عقيدته..

المهم الصدق في تناول المادة الأدبية، وتهذيبها وفق أسس النظام والتناسق والجمال والتأثير، بحيث تأتي الصورة الفنية ممتعة مُرضية ومفيدة، ونشعر بعد الإطلاع عليها، بأننا إزاء تجربة حية نابضة، تجرنا إلى علاقات جديدة من الفهم والسمو الروحي، واليقين المريح.. الخلاَّق.. الدافع لفعل شيء ما، يرتقي بنا إلى الأفضل، وإلى التغيير المستمر نحو الغاية العظمى..

وكل أديب له (ذاته المتميزة)، وأسلوبه الخاص، الذي يجعله مختلفاً عن أقرانه من الأدباء، فالفن ـ في أوجه ـ ابتكار وابتداع لصيغ جمالية مؤثرة، ولكل أديب مسلم طريقته المتفردة في الأداء، وإن اتَّحد الأدباء الإسلاميون أو اتفقوا حول المضمون الإسلامي، وهو تنوُّع مطلوب، وثراء محبوب، إذ ليس من الطوب أن يكون الأدباء الإسلاميون نسخاً متكررة، كما أنه على الأديب المسلم الجد والبحث عن أشكال جديدة مؤثرة، تزيد من قوة التأثير، وتواكب العصور، وتستخدم كل الإمكانات والطاقات المستحدثة، كي يعبر أروع تعبير عن رسالته الخالدة.. ليس بدعاً إذن أن يتخذ الأديب المسلم موقفاً..

فكل المذاهب الأدبية فعلت ذلك..

وإنما الغريب والشاذ والباطل، أن نطلب من الأديب المسلم أن يكون متشبثاً بمبدأ (الفن للفن)، أو نطلب منه ـ باسم حرية الأدب والفكر ـ أن يتجاهل عقيدته، حتى لا يكون متعصباً رجعياً..

أليست هذه خديعة كبرى يحاول أعداء الإسلام إيقاع حملة الأقلام الإسلاميين فيها؟؟

الأديب المسلم يجب أن يعتز بإنتمائه عن قناعة تامة، وإيمان عميق..

ذلك الإنتماء مسئولية وإلتزام كما قلنا

* * *

وبعد…

لقد حاولنا تبسيط مفهوم الأدب بمعناه العام في السطور السابقة، وكان لا بد أن نفعل ذلك كي نصل إلى تحديد مفهوم أدب الأطفال الإسلامي..

وبإيجاز شديد يمكننا القول أن أدب الأطفال لا يختلف في مفهومه عن الأدب العام (الإسلامي) إلا في كونه موجهاً إلى (فئة خاصة) هي الأطفال. وهذه الفئة تتميز بمستوى عقلي معين.

وبإمكانات وقدرات نفسية ووجدانية تختلف عنا نحن الكبار فتجارب الطفولة وخبراتها محدودة، وآفاقها التخيلية واسعة رحبة لا تحدها حدود، ولا تحاصرها ضوابط كضوابطنا نحن الكبار..

ووسائلهم في البحث والتفكير والتحليل والإستيعاب ليست كوسائلنا الناضجة، التي إكتسبناها بالمران والتجربة الطويلة، والثقافات المتنوعة.

ولديهم رغبة جامحة في ارتياد المجهول، والإنطلاق عبر الآفاق، وتشكيل عالم خاص يختلف كثيراً عن عالمنا..

هذا وغيره أمور طبيعية بالنسبة للأطفال..

وما أشبه مراحل التطور البشري بمراحل تطور الطفولة.

ونظرة إلى تدرج الرسالات السماوية منذ آدم ثم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، نلاحظ كيف وصلت الرسالات إلى الكمال في رسالة محمد(ص).. رسالة النضج والتمام، بعد أن بلغت البشرية سن الرشد (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتمت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً).

ولقد تدرج منهج النبوة المحمدية في تربية وتعليم المجتمع المسلم طوال بعثته(ص) وهي ثلاثة وعشرون عاماً.. أي منذ نزل عليه جبريل عليه السلام (باقرأ) حتى آخر كلمة جاءت في كتاب الله..

ذلك هو منهج الله بالنسبة لتربية البشرية منذ طفولتها حتى رشدها.. كذلك كان نفس المنهج بالنسبة لمجتمع الرسالة المحمدية في مكة والمدينة..

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...